shopify site analytics
تعز .المدينة المدهشة أنين وحنين! - اختتام ورشة العمل الخاصة بتعزيز الشراكة بين مصلحة الجمارك ووسائل الإعلام - القدوة يكتب: ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة - وضع حجر الاساس لمبنى الهلال الاحمر اليمني - الحردول يكتب: المملكة المغربية: عمدة مدينة وجدة الحدودية ..نريد الخير للجميع - ذوي الاحتياجات الخاصة هل يتمتع بجميع الحقوق؟ - القدوة يكتب: إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وتحذيرات من كارثة إنسانية - القاضي الهتاري يوجه نصيحته الأخيرة لـ الزبيدي - رحلة فنية مميزة تجمع كوري وحمزة في المغرب - كلية المجتمع.عمران تحتفي بتخرج الدفعة الثالثة بكالوريوس محاسبة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
وجهنا نداءً إلى أمراء الحرب الحقيقيين، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والجوار المسلم والدول الغربية والأمم المتحدة،

الأحد, 05-مارس-2017
صنعاء نيوز/ د. أحمد قايد الصايدي -


وجهنا نداءً إلى أمراء الحرب الحقيقيين، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والجوار المسلم والدول الغربية والأمم المتحدة، ناشدناهم فيه أن يوقفوا الحرب في اليمن، باعتبارهم الممسكين بقراري الحرب والسلم. إذ أن القرار قد خرج من أيدي اليمنيين، مع أول طلقة أطلقت في الحرب الدائرة. وقبل أن أتطرق إلى قصة ذلك النداء، أود هنا أن أنوه إلى جهود بذلها بعض الخيرين، لوقف الحرب، منذ انطلقت في الأشهر الأولى من عام 2015م. وكان التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية، المكوِّن النوعي الصغير، الذي يضم مناضلين، ارتبطوا بالهم الوطني والقومي، منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي (القرن العشرين)، كان هذا التجمع الصغير في حجمه، الكبير في همِّه، مبادراً إلى التواصل مع أهم مكونين مدنيين في اليمن، وهما الحزب الإشتراكي والتجمع الوحدوي الناصري، بهدف إيجاد كتلة مدنية، تعبر عن رفض الشعب اليمني للحرب ورغبته في التعايش وفي بناء دولته، القائمة على شراكة وطنية حقيقية، تكفل عدم الإقصاء والتهميش، وتحول دون انفراد مكون سياسي واحد بالسلطة، وتجعل من صندوق الإنتخابات طريقاً وحيداً، لا طريق غيره، للوصول إلى سدة الحكم، لفترة زمنية، يحددها الدستور. وقد فشلت مساعي التجمع ومساعي غيره من الخيرين، لإيجاد الكتلة المدنية، التي يُفترض أن يقودها الحزبان الكبيران. وتباينت المواقف الداخلية في كل من الحزبين، ولعل في هذا التباين مكمن الفشل. فالبعض انحاز إلى (أنصار الله)، والبعض الآخر، وهم الأغلبية، وقف في صف (الشرعية). وتخلى الجميع عن دورهم الحقيقي، في هذا الظرف العصيب.

وقد ولَّد فشلنا في تحقيق ما سعينا إليه، وما رأينا فيه طوق النجاة من هذه الحرب البشعة، ولَّد في نفوسنا حالة من الألم ومن الإحباط. ومع ذلك واصلنا جهودنا، عبر الإتصالات والبيانات والمبادرات، التي لم تحدث صدى إيجابياً عند أحد، ولا سيما عند جبهتي القتال. فالأولوية أصبحت لخيار الحرب. ووهم الحسم العسكري وتحقيق الإنتصار، أضحى يداعب العقول الضعيفة والخيالات المريضة. وهو وهم لا يسنده منطق ولا يؤيده واقع. مع أننا في التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية، قلنا وكررنا القول، شفاهاً وكتابة، أنه يمكن لأي طرف أن يبدأ الحرب ولكنه سيعجز عن التحكم بها وتحديد نهايتها، وأنه لن يخرج من هذه الحرب يمني منتصراً على أخيه اليمني، وأن اليمن كله، بكل أبنائه، سيكون هو الخاسر الأعظم.

كان موقفنا واضحاً، قبل بدء الحرب: لا للتمدد العسكري لأنصار الله. قلنا لهم هذا مباشرة، عبر حواراتنا المتكررة معهم. وعندما بدأ العدوان الخارجي، سميناه باسمه (عدوان خارجي)، مهما كانت مبرراته وذرائعه. وأوضحنا موقفنا هذا، في بيان أصدرناه بتاريخ 28 مارس 2015م، أي بعد يومين من بدء العدوان. ولم يمنع موقفنا المبدئي من العدوان الخارجي، لم يمنعنا من أن ننقد خيار الحرب، الذي انزلق إليه (أنصار الله)، وفق حسابات خاطئة، ودون تقدير دقيق للعوامل الداخلية والإقليمية والدولية. ودون فهم لحقيقة أن ما يمكن التوصل إليه بالحوار السلمي، لا يمكن الحصول عليه بالحرب، في ظل ظروف داخلية وإقليمية ودولية ملتهبة وشديدة التعقيد، ومخططات مرسومة وواضحة، تستهدف الوطن العربي كله.

كل ما تقدم يبقى في ذمة التاريخ وفي ملف المؤرخ. يدرسه ويقيمه ويصدر أحكامه. أما الآن فإن الإستغراق فيه وحبس أنفسنا في الدائرة الأولى، من تَسبب ومن اعتدى، لا يمكن أن يوصلنا إلى شيء مفيد، بل سيسهم في تأجيج الحرب واستمرار القتل والتدمير والتشريد والتجويع. فلا بد إذاً من الخروج من الدائرة الأولى إلى الدائرة الماثلة أمامنا الآن، وهي دائرة الحرب المشؤومة، والعمل على إيقافها. ثم بعد ذلك لنتحاسب، ولنعود إلى الدائرة الأولى بعقول منفتحة هادئة وفي ظروف طبيعية. فنقيم ونحاكم، بعيداً عن أجواء الحرب ومؤثراتها على النفوس وعلى العقول. كان هذا هو جوهر الحوار، الذي دار بين الكاتب والأديب المعروف، نقيب الصحفيين الأسبق، عبد الباري طاهر، وبيني. وأثمر حوارنا الثنائي مسعى بذلناه للوصول في نهاية المطاف إلى إصدار نداء وقف الحرب، الذي سأستعرض فيما يلي بعض جوانب قصته بشكل موجز، للعبرة والعظة، ولإزالة اللبس، الذي تولد لدى بعض المصطفين في خندقي الحرب:

رأينا أن بدء التحرك لابد أن يكون من مركز الدراسات والبحوث اليمني. والسبب في ذلك أن في مركز الدراسات ولدت فكرة (اللجنة الشعبية للتقريب بين المكونات السياسية)، وكلانا كنا عضوين فيها. وكان المركز مقراً لاجتماعاتها بالمكونات السياسية، فرادى ثم مجتمعة، قبل الحرب وأثناءها. وتوجت جهود اللجنة باتفاق مكتوب، وقعت عليه كل المكونات وعلى رأسها أنصار الله والتجمع اليمني للإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام (وهي القوى الأكثر فاعلية في الحرب الدائرة). ولكن الإتفاق الموقع لم يعمر طويلاً. وتلاحقت الأحداث واشتعلت الحرب، التي أحرقت وما تزال تحرق اليمن واليمنيين.

تحركنا معاً، عبد الباري وأنا، إلى مركز الدراسات والبحوث اليمني. وهناك مع الأسف صدمنا بموقف غريب، من قبل أصدقائنا، وفيهم كتاب وباحثون ومثقفون وطنيون. خلاصته: أن الكلام عن إيقاف الحرب ليس وقته. فالقضية الملحة هي قضية الرواتب. وما عدا قضية الرواتب، لايمكن الحديث عنه الآن. ورغم أن قضية الرواتب قضية مهمة جداً. إذ ترتبط بها حياة المواطنين. لكنها نتيجة من نتائج الحرب. وعلينا أن نوجه جهودنا لإيقاف الحرب، أم الكبائر وسبب كل الكوارث، مع استمرارنا في الحديث عن الرواتب والمطالبة بصرفها. ووصل الأمر ببعض أصدقائنا إلى اتهامنا، بأن الحوثيين قد أوعزوا لنا بالتحرك لإيقاف الحرب، تجنباً للهزيمة، التي ستلحق بهم، وهروباً من الحسم العسكري، الذي يوشك (التحالف العربي) وأنصاره في الداخل اليمني على إنجازه. لا أدري كيف أقنعوا أنفسهم بوهم الحسم العسكري، وتمسكوا به.

ومع أننا غادرنا المركز والغصة تخنقنا، فقد خرجنا منه بالحد الأدنى الممكن، وهو مجاملة البعض لنا وموافقتهم على تشكيل لجنة لصياغة بيان، يدعوا إلى وقف الحرب وصرف الرواتب. وتكونت اللجنة من ثلاثة أشخاص ( عبد الباري طاهر ومحمد عبد السلام منصور وأنا)، وترك لي الأخَوان العزيزان مهمة كتابة البيان. ولكثرة البيانات، التي لا يقرأها إلا القلة، ولا يكترث بها أحد، فكرت في أن نداءً يوجه مباشرة إلى صانعي الحرب الحقيقيين، الذين بيدهم تأجيج الحرب واستمرارها، كما بيدهم التوافق فيما بينهم لوقفها، هو أكثر جدوى من البيانات المستهلكة المكررة. وطرحت الفكرة على الأخَوين، محمد وعبد الباري، فحبذاها ووجدا أنها أجدى من البيانات، لا سيما إذا ما ترافقت مع حراك شعبي يؤيدها. وبعد أن تمت صياغة النداء، ذهبنا ثلاثتنا مرة أخرى إلى مركز الدراسات. وهناك فوجئنا بأن من كانوا قد وافقوا على الفكرة من حيث المبدأ، قد غيروا رأيهم. ويمكن للقارئ أن يتخيل مدى ما أصبنا به من إحباط ومن خيبة أمل.

وصادف في اليوم التالي انعقاد الإجتماع الدوري لقيادة التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية. وعرضت على الزملاء موضوع النداء وتفاصيل ما حدث. فإذا بقيادة التجمع تتبنى النداء بالإجماع ودون تحفظ، ويصر أعضاؤها على إرساله للدول المعنية وللأمم المتحدة، بعد جمع ما يمكن جمعه من توقيعات. وبادروا جميعهم إلى كتابة أسمائهم وصفاتهم وتوقيعاتهم عليه. كان رد الفعل الإيجابي من قبل قيادة التجمع منسجماً مع جهودها الطويلة، التي بذلتها، منذ مطلع عام 2015م وحتى الآن، في سبيل إيجاد حراك مدني ضاغط، يجبر المتقاتلين اليمنيين والقوى الخارجية على إيقاف الحرب.

عدت في ظهر ذلك اليوم من اجتماع قيادة التجمع بروح معنوية تختلف كلياً عن تلك التي ذهبت بها. وسارعت إلى الإتصال بعضوي اللجنة، لأرفع من معنوياتهما أيضاً. وفي عصر اليوم نفسه ذهب الزميل عبد الباري إلى أحد المقايل، مصطحباً معه الصديق أحمد كلز، ومعهما نسخة من النداء. وفاجأني عبد الباري باتصال تلفوني، أخبرني فيه بأن مجموعة من الأصدقاء المقيلين، تحمسوا للنداء، بعد أن قُرئ عليهم، ووقعوا عليه. وكان أكثرهم حماساً الأخ حسن حمود الدولة، الذي طلب التحدث معي عبر الهاتف. ولمست في نبرة صوته ما يعزز التفاؤل، وحمل على عاتقه منذ تلك اللحظة المهمة الأصعب، وهي مهمة نشر النداء في مواقع الإتصال الإجتماعي، وجمع التوقيعات وتنسيقها، تمهيداً لإرسالها إلى الجهات المقصودة. فكان حماسه ونشاطه خير عون في تحريك المياه الراكدة. فشكراً له وشكراً للرجال والنساء، في داخل اليمن وخارجه، الذين تجاوبوا مع هذا النداء ووقعوا عليه ومضوا في نشره بهمة ومثابرة وبحس وطني عالي.

وبالطبع لم تسر الأمور دون منغصات. لكنها منغصات طبيعية. في مناخ مشحون بالكراهية وسوء الظن ووهم الحسم العسكري وتحقيق الإنتصار، ولو على أشلاء الأطفال والشباب والشيوخ وتدمير اليمن كله. فمثلما عرَّض بنا أشخاص من خندق (الشرعية)، بأن أنصار الله قد دفعونا إلى إصدار النداء لانقاذهم من الهزيمة، التي سيلحقها بهم التحالف الخارجي وأنصاره في الداخل اليمني، عرَّض بنا أشخاص من خندق (أنصار الله)، وبعبارات أكثر حدِّة، مؤكدين أننا دُفعنا من الطرف المعادي لهم، للعمل على إيقاف الحرب، التي يحقق فيها الجيش واللجان الشعبية إنتصارات متلاحقة. لا أريد أن أعلق على فساد هذين الموقفين وخطل هذين الرأيين، فمضمونهما يفصح عن مستوى التفكير، الذي أوصلتنا الحرب إليه.

أكرر ما قلته في حوارات اللجنة الشعبية للتقريب بين المكونات السياسية، وما قلته في حوارات التجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية مع بعض تلك المكونات: إن الحرب موت ودمار لليمن كله ولليمنيين جميعهم، وتفتيت لنسيجنا الإجتماعي المتماسك. إنها كارثة تؤدي إلى انحطاط في التفكير وفي الأخلاق وإلى ارتداد، من مستوى الإنتماء الوطني والقومي والإسلامي، إلى مستوى الإنتماء القروي والمناطقي والعشائري والطائفي والسلالي. إنها حرب آثمة بكل ما فيها من أوصاف الإثم. إنها أم الكبائر. فكل المصائب التي نعاني منها، لايمكن علاجها دون علاج الأصل، وهو الحرب. وغداً سيندم الواهمون، الحالمون بالنصر، سيندمون على أوهامهم وأحلامهم، التي لا يدعمها عقل ولا تسندها حكمة ولا يؤيدها واقع. فكلنا مهزومون في هذه الحرب، ووطننا، وطن الجميع، سيدمر وينتهك استقلاله وتفتت مكوناته الإجتماعية ونتحول إلى كانتونات هزيلة متناحرة. إنها حرب لن ينتصر فيها إلا الغرب الإستعماري ومخططاته، التي تستهدف اليمن، كما تستهدف الوطن العربي كله، بالتمزيق والتجزئة إلى دويلات ضعيفة، تلبي حاجة المستعمرين وتكفل أمن وهيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة.

فليكن هدف إيقاف الحرب هدفاً جامعاً لكل اليمنيين، بمختلف أطيافهم، يقرب بينهم ويوحدهم من جديد. إن إيقاف الحرب هو المدخل إلى صفاء الذهن وسلامة التفكير وهدوء المشاعر وإعادة النسيج الإجتماعي كما كان وبناء علاقات سوية، عُرف بها اليمنيون عبر تاريخهم، ومزقتها الحرب المجنونة. فلنوقع جميعنا على هذا النداء، الموجه إلى صناع الحرب الحقيقيين في الخارج، وقعوا عليه، أيها المستقلون، أيها المنتسبون إلى أنصار الله وإلى التجمع اليمني للإصلاح وإلى المؤتمر الشعبي العام وإلى الحزب الإشتراكي اليمني وإلى التجمع الوحدوي الناصري وإلى التجمع الوحدوي اليمني وإلى حزب البعث، بمختلف تفرعاته، وإلى المكونات السياسية الأخرى جميعها. فكلكم معنيون بإيقاف الحرب. إخلقوا حراكاً شعبياً واسعاً معاد للحرب، يضع حداً لها ويجبر الخارج والداخل على إيقافها. وغداً، في ظل السلام، ستهدأ النفوس ويستقيم التفكير وتتغير الإصطفافات والإجتهادات، ونقف جميعنا في صف واحد، صف الوطن ودولته الجامعة، التي نبنيها جميعنا، على قاعدة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية، لتصبح الكافل القوي والضامن الأمين لأمننا وسلامتنا ورخائنا ونهضتنا. حاولوا أيها اليمنيون أن تعيدوا اكتشاف أنفسكم، لتدركوا بأنكم إخوة، واعملوا على إيقاف الحرب، فإنها مَهلَكة لكم جميعاً. إعملوا على إيقافها من أجل أنفسكم ونسائكم وأبنائكم وأحفادكم، الذين تدفنون المئات منهم يومياً. أوقفوها من أجل حياتكم وتعايشكم ومستقبل أجيالكم.

صنعاء، في 3 مارس 2017م
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)