shopify site analytics
كلية المجتمع.عمران تحتفي بتخرج الدفعة الثالثة بكالوريوس محاسبة - قبائل اليمن تستنكر محاولة اغتيال رئيس اللجنة المركزية لحل قضايا الثأر الشيخ الزلب - نماء للتنمية والتمويل واللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة (الاسكوا) توقعان اتفاقية تعاون - الدكتور الروحاني يكتب : الوحدة في مفهوم المنظمات ..!! - طبعة إنجليزيّة لـ "تقاسيم الفلسطيني" لسناء الشّعلان (بنت نعيمة - الإفراج عن 113 محتجزًا بدعم من اللجنة الدولية في اليمن - ماسك وساكس ينعيان الأسلحة الحالية ويكشفان عن سلاح حروب المستقبل - بايدن يعلق على تسلم بلاده أخطر مجرم على الإطلاق - جندي اسرائيلي يظهر في فيديو ويدعو للتمرد على الجيش - اتلاف كمية من الأدوية والأغدية المهربة والفاسدة بصنعاء -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عابد المهذري

الثلاثاء, 07-مارس-2017
صنعاء نيوز- عابد المهذري -

هل نصفكم بالألفاظ الخادشة للحياء أم نكتفي بوصفكم بمفردات طراطير وتافهين وعيال حرام ومندسين وعملاء وطابور خامس بإعتبارها مصطلحات خاصة بكم تستخدمونها ضد من يخالفونكم الرأي ويوجهون لكم الانتقادات التي غالبا ما تكون بناءة وهادفة وتنبهكم الى أخطاء وممارسات تقترفونها في مجالات عديدة متعلقة بجوانب فساد وسوء إدارة دولة وحكومة ووزارات ومؤسسات .

سأستخدم تلك المفردات النابعة من صميم قاموسكم اللغوي المعتمد في سياستكم الإعلامية المكرسة للرد على أي صوت حر يكتب دفاعا عن حقوق شعب وسيادة وطن ناصحا بحرص على تقويم اختلالات جسيمة تتوسع وتتضخم وتتحول الى انتكاسات في جبهة مواجهة العدوان وانتم لا تبالون ولا تكترثون .. مصدقين أوهام شياطينكم بأنكم ملائكة تنزلتم من السماء في زنابيل ذهبية وقوارير عطر فرنسية .

قبل يومين أقدم الزميل احمد الحامد على الإنتحار داخل مكتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة بصنعاء . قطع شريانه أمام قيادة المؤسسة وبحضور صحفيين وكتاب واعلاميين تناثرت دماء احمد حامد أمامهم لكنها لم تهز ضمائرهم الغارقة في مستنقع الفشل الذريع .

أحمد الحامد رسام كاريكاتير من رواد هذا الفن في اليمن وصحفي قدير وكاتب ساخر وشاعر وسينارست مسرحي من الطراز الرفيع . وقور جدا وعزيز نفس وصاحب مزاج واسلوب حياة خاص به أقرب الى أمزجة الفنانين العباقرة .. تقطعت به السبل مثل بقية اليمنيين الكادحين البسطاء المتضررين من ظروف الحروب العدوانية .. هو موظف في مؤسسة 14 أكتوبر ويقيم منذ فترة في صنعاء بلا أهل ولا مأوى ولا صديق ولا رفيق ولا قريب غير عدة أشخاص يعرفهم من المنتمين للوسط الصحافي والثقافي يساعدونه على مرارة الأيام كلما تأخر وصول مرتبه من عدن وزاد انسداد الدنيا في وجهه وهو الذي يكفيه للعيش بكرامة قيمة باكت سجائر مارلبورو من تلك التي يستهلكها المسؤول الجديد بمؤسسة الثورة أثناء سويعات إلتهامه وريقات القات .

يقطع أحمد الحامد المسافة من اللوكندة التي يسكنها بميدان التحرير في أمانة العاصمة الى مقر مؤسسة الثورة للصحافة بمنطقة الجراف مشيا على الأقدام بإنتظام شبه يومي لأنه لا يملك أجرة المواصلات .. يذهب كل يوم باحثا عن مستحقاته المادية البسيطة المحالة للصرف منذ شهور نظير أعمال صحفية قدمها للصحيفة اليومية الرسمية الاولى في الجمهورية اليمنية التي يدخل الى خزينتها مليون ريال على الأقل في اليوم الواحد من ايرادات الاعلانات التجارية ؛ وتبخل على احمد حامد بمبلغ ألف او ألفين ريال يشتري به وجبة طعام ويدفعه مقابل ليلة نوم في لوكندة شعبية ضاقت ذرعا بجسده النحيل كما ضاقت البلاد المترامية الأطراف ومسئوليها وقيادات حكمها بقلمه وموهبته وابداعاته .. تاركينه خاوي البطن جائعا عاثر القوى مثخن الهموم يأن وحيدا ويتألم بوجع وقهر في نهارات ومساءات صنعاء .. يفترش الأسى ويلتحف الخذلان دونما أحد يحس بأوجاع الفتى النبيل .

مزق احمد الحامد وريد يده التي يرسم بها أروع اللوحات الفنية وأقوى الكاريكاتورات السياسية وأجمل القصائد .. حاول الإنتحار في محراب صاحبة الجلالة واختار أكبر مؤسسة اعلامية يمنية مكانا لرسم لوحته الأخيرة بدماء قلبه هذه المرة .. مفضلا الموت على البقاء المهين الذي يحاصره جوعا وذلا ومعاناة متجددة .. اقدم على الانتحار بعدما انتحرت كل المبادئ والقيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية في مسلخ أناس يتحكمون بمصير حياة الشعب بنوع من الاستخفاف واللامبالاة التي تنعكس صورتها القاتمة على واقع واوضاع الصحافة والصحفيين في بلادنا حدا يجعل الواحد معه ، ومن خلال معايشة تفاصيله وخفاياه ، تصديق كل تلك الحكايات والاتهامات والمنشورات التي تكشفها وتنشرها وسائل إعلام العدوان .

نجا أحمد الحامد من الإنتحار وبقي حيا يتنفس ويزفر كمدا وحسرة وندم .. اذ لم ينجو من الامتهان والإهانة حين أقدمت قيادات مؤسسة الثورة ، على مضاعفة آلامه بالتطاول عليه ، إساءات وتهجم وطرد وقرار منع من دخول المؤسسة التي كان قد نقل عمله اليها .

حدث ذلك بكل قسوة حسية ومعنوية ممن كان يفترض بهم معالجة مشكلة الزميل احمد الحامد وايجاد الحل المناسب لقضيته وهي بالمناسبة بسيطة وسهلة وممكن حلها بكلمة واحدة لو ان لدى مسئولي مؤسسة الثورة ذرة أخلاق أو نبض شعور إنساني .. لكن انعدام الأخلاق الانسانية في محيط ماتت فيه الأخلاقيات المهنية والإجتماعية يؤكد ذهاب البلد لمصير مشؤوم لو استمر اصحاب هذه النزعات الطائفية والعنصرية ممسكون بزمام كل شيئ حولنا ، ومن بينها وفي مقدمتها ، قطاع الإعلام الذي تحول في عهد معالي وزير الإعلام احمد حامد الى مقبرة .

عن هذه المقبرة وحفاري القبور فيها .. سنتحدث لاحقا .. وسنقف أيضا عند ملفات تدمير بيئة الصحافة في اليمن تدميرا عبثيا ممنهجا يجعل مستقبل السلطة الرابعة ومنتسبيها كارثيا لو لم يتوقف بأسرع وقت .. ويكفي ان يتصادف تطابق إسمي أحمد حامد الزميل المنتحر وسيادة وزير وزارة الاعلام لمعرفة وجهي صورة الواقع على الساحة الصحافية اليمنية !
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)