صنعاء نيوز/ بقلم المحامي / محمدالمسوري -
كان المؤتمر الشعبي العام صادق النوايا مخلصا للوطن والشعب مستجيبا للنداء بضرورة التحالف مع الحوثيين رسميا من خلال تشكيل مجلس سياسي أعلى وحكومة إنقاذ لمواجهة العدوان وإدارة شئون الدولة في البلاد.
وقبل التحدي في مرحلة لايقبلها عاقل أو حتى مجنون حرصا منه على المصلحة الوطنية التي تقتضي تكاتف الجميع.
ولم يعلم حينها أن هناك مصيدة أعدها البعض تستهدف في المقام الأول المؤتمر الشعبي العام قبل غيره.

وقع المؤتمر في الفخ فعلا.
دخل في شراكة إتضح من أول وهلة أنها صورية وهزلية إذ لازالت ماتعرف باللجنة الثورية هي المسيطرة على كل شيئ.
إستخدموا المؤتمر برواز جميل لصورة قبيحة كما قلت عن ذلك مرارا.
فالمؤتمر...سلطة بلا سلطان.
أرادوا فقط تحميل المؤتمر المسؤلية أمام الجميع ليقولوا بأنه فاشل.
حرصوا قبلها على إفراغ خزينة الدولة لكي يحرم الموظف البسيط من راتبه.
بل ومنعوا توريد المليارات التي يتحصلونها من الإيرادات العامة وأستولوا عليها ولازالوا ليقولوا بأن حكومة الإنقاذ فاشلة وهي فاشلة فعلا لأنها عاجزة أمام نفوذ اللجنة الثورية القابعة في كل مؤسسات الدولة.

نجحوا في تأجيج الشارع العام ضد المؤتمر الشعبي العام الذي لازال متمسكا بتحالف وهمي لأسباب يعلمها الله والراسخون في المناصب.
حولوا جام غضب الشعب على المؤتمر ووزراءه الذين لا ناقة لهم ولا جمل بدلا من أن ينصب ذلك على اللجنة الثورية والحليف الحوثي الذي يسيطر على كل شيئ حتى في القطاع الخاص.
أوقعوا حكومة الإنقاذ في فخ الإعتراف بحكومة بن دغر من خلال إرسال الكشوفات ومطالبتها بتسليم المرتبات وكأنها الحكومة الشرعية وأنتم مجرد حكومة إنقلابية.

إستطاعوا فعلا..وبإتفاق خفي.
أن يهزموا عزيمة وصمود الشعب اليمني وصرفها عن مواجهة العدوان إلى المطالبة بأبسط الحقوق وفي مقدمتها المرتبات المغتصبة والمنهوبة.
سعوا لتحقيق إستسلام بطريقة جديدة.
فسيتخلى الجميع عن الصمود مقابل الإعتراف بمن سيسلم المرتبات.
وستضيع كل الدماء والحقوق أمام لقمة العيش التي سيقدمها من سعى لتجويع الشعب للإنتقام من خصمه أو حليفه بمجرد تسليم المرتبات.
الجوع كافر وقطع الرأس ولا قطع المعاش.
سيستخدموا كل ذلك لتحميل المؤتمر المسؤلية ووضع صورة سيئة عنه وبأنه فاشل وليس قد المسؤلية.

حتى الكرامة والحرية..
لم يقصروا في النيل منها وفي مشهد مخزي ومسيئ ومتكرر.
فهاهم اليوم وللمرة الثانية يستهدفون وزارة التعليم العالي بعد أن إستهدفوا وزارة ووزير الصحة ولأكثر من مرة ووزارة الأوقاف وغيرها.
عصابات مسلحة وهمجية تعبث في المصالح الحكومية ولا تحترم الشراكة الزائفة ولا الحليف الذي رفض الوقوف مع العدوان ضد الحوثيين وكان بإمكانه ذلك إلا أنه فضل الصمود على العمالة والإرتهان للعدو.
كل ذلك لكي يقولوا أن المؤتمر متشبث بالسلطة ويسعى للعودة إليها بقوة متناسين أن المؤتمر وزعيمه الرئيس علي عبدالله صالح سلم السلطة طواعية حرصا على الوطن ودماء أبناء اليمن.
ولم يقبل بالشراكة مع الحوثيين إلا من باب الحرص على المصالح الوطنية والدفاع عن الوطن والشعب.

للأسف الشديد..
أن المؤتمر الشعبي العام تحمل الكثير والكثير ويتعرض لإنتقاد من قواعده ومنتسبيه ومحبيه ومناصريه لأجل الوطن والشعب في الوقت الذي يقابل ذلك بالتأمر عليه ممن يجب عليهم أن يتكاتفوا معه ويضعوا في حساباتهم هذه المواقف التي تقتضي لمن عنده ذرة من وفاء أن يقابلها بالوفاء.
إلا أن تكرار مشاهد المؤامرة تقتضي على المؤتمر الشعبي العام أن يحزم أموره ويتخلى عن تحالف إدارة شؤون البلاد ويستمر في تحالفه مع القوى الشريفة والمخلصة لمواجهة العدوان الغاشم ويقف إلى جانب الشعب المغلوب على أمره وإعادة كافة حقوقه المنهوبة والمسلوبة.

ختاما..
لاتخسروا قواعدكم ومناصريكم.
فصبرهم نفذ وضاق بهم ذرعا.
هيهات منا الذلة..هيهات منا الذلة.

#حفظ_الله_اليمن_وشعبه_العظيم
15 مارس 2017م