صنعاء نيوز -
بعد ساعات من إعلان استكمالها سيطرتها على مديرية نهم (شرق صنعاء)، والسيطرة على قرية ضبوعة، التي اعتبرتها آخر معاقل "أنصار الله" والقوات المتحالفة معها هناك، ومن ثم إعلانها انتقال العمليات الحربية إلى مديرية أرحب (شمال شرق صنعاء)، تراجعت قوات عبد ربه منصور هادي، معلنةً باسم اللواء إسماعيل زحزوح، قائد المنطقة العسكرية السابعة، استمرار العمليات الحربية ضد الجيش واللجان الشعبين ، والعمل على استكمال "تحرير سلسلة تباب الحمراء، وجبل القناصين، وجبل الصافح المطل على قرية ضبوعة"، مبقيةً بهذا التراجع نتائج المواجهات الضارية في البوابة الشرقية لصنعاء مفتوحة على مختلف الإحتمالات.


معارك استنزافية ضارية
مصادر قبلية متطابقة أكدت، ، اندلاع معارك عنيفة خلال يومي الأحد والاثنين في محيط جبل يام وتباب الحمراء، معززة بغارات جوية مكثفة لطيران "التحالف" الذي أسند جوياً محاولة تقدم واسعة لقوات هادي عبر ثلاثة محاور، مستهدفةً، باستماتة غير مسبوقة، تجاوز ألغام مزروعة في طريقها، ومن ثم السيطرة الكاملة على جبل يام الاستراتيجي، ومن هنا يمكن فهم أسباب ارتفاع حجم الخسائر البشرية في صفوف الطرفَين، المندفعَين بشراهة في معارك يمكن وصفها بالاستنزافية لكليهما.


وتقول مصادر قبلية موالية لهادي في مديرية نهم (محافظة صنعاء) إن طيران "التحالف" شن غارات جوية على آليات ومواقع (مفترضة) في قرية مركن في عزلة بني حكم بمديرية أرحب، ومثلها في بني زتر والعصرات بمديرية نهم، في حين شن طيران "التحالف" 7 قنابل ضوئية على منطقتي المنارة والمجاوحة في مديرية نهم، تسبّبت إحداها بإصابة 3 نساء وطفلة من أسرة واحدة.


تخبط إعلامي
وفي صورة أخرى لما يمكن اعتباره "تخبطاً إعلامياً"، وتناقضاً في ميدان قوات "هادي" وحلفائها في الداخل، وخلافاً لإعلان التراجع السابق، ادّعت مصادر قبلية موالية هادي تمكّن قواته من الإقتراب من أولى قرى مديرية أرحب في محافظة صنعاء، محدّدةً السيطرة بمساحة 12 كيلومتراً من أراضيها. وفي حديثها إلى "العربي"، أشارت المصادر، التي طلبت التحفظ على هويتها بسبب الحرب، إلى عمليات تمشيط واسعة في محيط قرية ضبوعة بمديرية نهم.
حيث أعلن ابطال الجيش واللجان الشعبية استعادتهما مواقع في جبل يام بهجوم عكسي.

... وقياس خاطئ للمسافات
وبحسب تلك المصادر، فإن نقل قوات هادي المواجهات إلى مديرية أرحب يعني، جيوعسكرياً، أن مواقع الجيش واللجان في منطقة الصمع، وكذا مطار صنعاء الدولي، أصبحت في مرمى نيران مدفعية قوات هادي، الأمر الذي أكده الناطق باسم هذه القوات، العميد عبده مجلي، في وقت سابق، ونفاة مراسل الجزيرة حينما قدّر المسافة الفاصلة بين منطقة تمركز قوات هادي في أرحب وبين مطار صنعاء الدولي بـ19 كيلومتراً فقط، معرباً عن اعتقاده بأن المدفعية الثقيلة لقوات هادي تستطيع استهداف معسكر الصمع في أرحب "بكل سهولة".


إلا أن الناشط في مديرية نهم، أحمد النهمي، أكد، "، أن المسافة المحتسبة من رأس نقيل بن غيلان في فرضة نهم وحتى مطار صنعاء الدّولى تقدر بنحو 30 إلى 40 كيلومتراً، وليس كما احتسبها ناطق قوات هادي. وتساءل النهمي، في هذا الصدد، عن سبب "تسويق مثل هذه الانتصارات الإعلامية بهذه الدقة"، معتبراً تسويق معلومات المسافات "مخالفاً للواقع، وتضليلاً للرأي العام، واستخفافاً بعقول سكان المنطقة". وأضاف "(أننا) نعرف الإجابة، لكن البعض يتجنب قول الحقيقية، تجنباً لجرح مشاعر الجنرال العجوز"، في إشارة مقصودة إلى نائب هادي، الفريق علي محسن الأحمر، الذي تعتبر مصادر قبلية معارك نهم فرصته الأخيرة للبقاء، في ظل أنباء متواترة عن حلول سياسية للأزمة في اليمن تقضي باستبعاد الجنرال محسن.


تطور ميداني مفاجئ
وفي تطور ميداني مفاجئ، أفاد القيادي الميداني في الجيش واللجان ، "أبو يحيى"، بتمكن مقاتليهم من "استعادة مواقع لهم في جبل يام، بهجوم عكسي، وكمائن مباغتة خلال الساعات الأولى من صباح الإثنين"، مدّعياً تكبيد قوات هادي "خسائر بشرية فادحة"، متساءلاً: "الذين قالوا إنهم استكملوا تحرير نهم، واتجهوا نحو أرحب، لماذا تركوا جثث قياداتهم هنا في نهم؟". وفي تعليقه على نبأ استكمال السيطرة على نهم ونقل المواجهات إلى أرحب، يذكّر "أبو يحيى"، في حديثه إلى "العربي"، قوات هادي بإعلانها، قبل أكثر من عام (20 فبراير 2016م)، سيطرتها على مناطق جديدة في مديرية بني حشيش (7 كيلومترات شرق صنعاء)، وذلك بعد إعلانها السيطرة على معسكر فرضة نهم في 11 فبراير من العام نفسه، متسائلاً مجدداً: "لماذا لم يتقدموا حينها إلى صنعاء من بني حشيش، والمسافة مثلما يقولون 7 كيلو فقط؟"، متهكماً: "ماعجبهم عنب بني حشيش، رجعوا إلى قات أرحب...!"، وذلك في إشارة لما تشتهر به المديريتان من زراعة للعنب والقات.


أقرب الطرق إلى صنعاء
يذكر أن قوات هادي كانت أعلنت، في أغسطس من العام 2016، قصف مدفعيتها الثقيلة لأطراف مديريتي بني حشيش وأرحب، مستهدفةً مواقع (مفترضة) لمقاتلي ابطال الجيش واللجان في مناطق محاذية لأطراف أمانة العاصمة من الجهتين الشرقية والشمالية. كما قصفت، خلال تلك الفترة، قرية ضبوعة، الواقعة بالقرب من نقيل ابن غيلان، والتي تعدّ منطقة التماس الحدودي الفاصلة بين مديريتي نهم وأرحب، وأقرب نقطة عبور إلى العاصمة صنعاء من بوابتها الشرقية الشمالية، تقي هادي وعثاء طريق "أين أذنك يا جحا؟"، بحسب تعبير مصادر قبلية هناك.