shopify site analytics
قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ست سنوات على الأزمة السورية: من الدمار إلى إعادة البناء المركز الأوروبي لدراسة التطرف يخرق جدار الصمت المضروب

الإثنين, 17-أبريل-2017
صنعاء نيوز -

ست سنوات على الأزمة السورية: من الدمار إلى إعادة البناء المركز الأوروبي لدراسة التطرف يخرق جدار الصمت المضروب حول سورية


لندن – من إلياس نصرالله: اختتم في لندن يوم الخميس الماضي المؤتمرالعلمي الفريد في نوعه تحت عنوان “ست سنوات على الأزمة السورية: من الدمار إلى إعادة البناء” الذي أشرف على تنظيمه " المركز الأوروبي لدراسة التطرف”* الذي يتخذ من مدينة كامبريدج مقراً له ويديره الأكاديمي الفلسطيني إبن يافا الدكتور مكرم خوري مخول. وشكل المؤتمر خرقاً لجدار الصمت الذي ضربته وسائل الإعلام الغربية عما يجري في سورية والتعتيم على الجرائم الإرهابية التي تُرتكب فيها.

شارك في المؤتمر بتقديم أوراق البحث في المجالات المختلفة عدد من الشخصيات السياسية والعلمية برز بينهم:

عضو مجلس اللوردات الدكتور روان ويلمياز، كبير الأساقفة الأنجليكان وأسقف كانتربري السابق، وعضو مجلس اللوردات البارونة كارولاين كوكس، وعضو مجلس اللوردات اللورد رايموند هارفي جوليف هيلتون، وعضو مجلس اللوردات الدكتور روبرت إيمْسْ كبير الأساقفة الأنجليكان سابقاً في إقليم إيرلندا الشمالية، وعضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق عن الحزب الديمقراطي دينيس كوسينيت، والدكتور محمد نضال الشعار، وزير الاقتصاد والتجارة السوري السابق والمقيم في دبي، والسفير الإيراني الحالي لدى الملكة المتحدة حميد بعيدي نجاد، والسفير البريطاني السابق في سورية بيتر فورد (منذ العام 2003 إلى عام 2006) وعمل أيضاً سفيراً لبريطانيا لدى البحرين (منذ العام 1999 إلى 2003)، والسفير الفرنسي السابق لدى السودان ميشيل ريمبو، إلى جانب عدد من الأكاديميين المتخصصين في دراسة الإرهاب والتطرف وأثرهما النفسي والاجتماعي والثقافي على المجتمعات التي تصاب بهاتين الآفتين، علاوة على الدمار والخسائر البشرية والاقتصادية التي تخلفها أعمال العنف، كما شارك في المؤتمر عدد من المعارضين السوريين، برز من بينهم الدكتور وائل العجي.

ولاقى المؤتمر نجاحاً باهراً رغم المحاولات العديدة لإفشاله من قبل السلطات البريطانية ومن بعض وسائل الإعلام المعادية لسورية. إذ كان من المقرر أن يحضر المؤتمر عدد من الشخصيات الرسمية والشعبية السورية، من ضمنها مفتي سورية الدكتور بدر الدين حسون، وبطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، ووزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، ووزير السياحة السوري بشير رياض يازجي، ومستشارة الرئيس السوري للشؤون الإعلامية والسياسية بثينة شعبان، ومندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وشخصيات أكاديمية وعلمية سورية أخرى، لكن جميع هذه الشخصيات لم تمنحها السلطات البريطانية تأشيرات للدخول إلى بريطانيا

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون تهرّب من الرد على استجواب قدّمته له عضو مجلس اللوردات البارونة كارولاين كوكس بشأن امتناع وزارة الخارجية عن منح تأشيرات دخول إلى بريطانيا للمدعوين السوريين للمشاركة في المؤتمر، ومثله فعل وزير الهجرة البريطاني أندرو غودوين.

وكان تدخل السلطات البريطانية لإفشال المؤتمر واضحاً من خلال الرسالة الخطية التي بعث بها قسم العقوبات في وزارة المالية البريطانية إلى مدير المركز الأوروبي لدراسات التطرف (كيمبردج) الدكتور خوري مخول الذي أشرف على تنتظيم المؤتمر محذرة إياه بأن أي استضافة لأي من الشخصيات السورية التي تخضع للعقوبات الدولية ستكون مخالفة للقانون.

انعقد المؤتمر على مدى يومين في قاعة المؤتمرات التابعة للنادي الليبرالي الوطني في حي ويستمنستر القريب من مبنى البرلمان البريطاني ومراكز صنع القرار في لندن، ولم يكن باستطاعة وسائل الإعلام البريطانية تجاهل انعقاده، نظراً لمكانة الشخصيات المشاركة في المؤتمر الذين لم يتردد الكثيرون منهم في الإعلان عن تحديهم للسياسة الرسمية البريطانية المعادية لسورية واتهامهم الحكومة البريطانية مباشرة بدعم الإرهابيين وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. بل كشفت البارونة كوكس واللورد هيلتون والقس أندرو آشداون الذي نظم وفداً بريطانيا لزيارة سورية والاطلاع عن قرب على حقائق الأزمة فيها ومتحدثون بريطانيون آخرون زاروا سورية أخيراً عن تعرضهم لضغوط شديدة من جانب وزارة الخارجية البريطانية لثنيهم عن عزمهم القيام بزيارة سورية.

وبرزت في المؤتمر مشاركة عضو مجلس اللوردات الدكتور روان ويليامز الذي لفتت كلمته في افتتاح المؤتمر نظر وسائل الإعلام، التي فوجئت بأن كبير الأساقفة الأنجليكان السابق ليس معادياً لسورية كما توقعت وسائل الإعلام البريطانية، ولديه توجهات نحو سورية وشعبها مختلفة عن توجهات الحكومة البريطانية. فكان ويليامز محط أنظار المصورين ومراسلي القنوات التلفزيونية والصحف، حيث أدان الإرهاب والجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية وعبّر عن قلقه مما يجري في سورية، خاصة التفسخ الذي طرأ على بنية المجتمع السوري خلال الأزمة الحالية، وقال أن هناك حاجة ملحة “لخلق أمة موحدة فئاتها متضامنة من أجل بناء مستقبل جديد في سورية”.

ومما زاد في اهتمام وسائل الإعلام بالمؤتمر الضجة الإعلامية الواسعة التي أثارها الهجوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة إدلب الخاضعة للتنظيمات الإرهابية في شمال سورية الذي تزامن مع انعقاد المؤتمر، ولم يتردد المشاركون في المؤتمر في التنديد بالهجوم واتهام التنظيمات الإرهابية التي تقاتل الجيش السوري وتريد إسقاط الحكم في سورية بتنفيذ الهجوم. وبرز في هذا الخصوص ما قاله المحلل السياسي المعروف الدكتور ماركوس بابادوبولوس، الذي نفى نفياً قاطعاً أن يكون الجيش السوري هو من ارتكب الهجوم الكيماوي، وقال أن وسائل الإعلام الغربية سارعت بعد أقل من ساعتين على الهجوم إلى اتهام الحكومة السورية بالوقوف خلف الهجوم من دون أن تقدم أي إثبات على ذلك، وتساءل لماذا على الحكومة السورية أن تستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة في الوقت الذي تحقق فيه انتصارات عسكرية لامعة من دون استخدام مثل هذه الأسلحة. وبابادوبولوس بريطاني من أصل يوناني وهو خبير في السياسة الدولية والقضايا الاستراتيجية وصاحب مجلة “بوليتكس فيرست” المتخصصة في السياسة الدولية، وشارك في المؤتمر بتقديم ورقة بحث موضوعها “نهوض من تحت الرماد لسورية جديدة لكن وفق النظام القديم: والتنافس الأميركي الروسي”، وضع فيها تصوراً مشرقاً لمستقبل سورية بعد انتهاء الأزمة الحالية.

كما برزت في المؤتمر مشاركة عضو مجلس النواب الأميركي دينيس كوسينيت الذي اشتهر بمعارضته لسياسة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن وغزوه للعراق، ومعارضته لاحقاً لسياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الديمقراطي مثله تجاه سورية ووقوفه ضد توجيه ضربة عسكرية إلى سورية من أجل إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وقال أن “الشعب الأميركي سئم الحروب” وحذر من محاولات تحضير الأجواء لمواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا فوق الأراضي السورية، وأضاف أن “عملية شيطنة روسيا هي جزء من خطة لإحياء أجواء الحرب الباردة بحجة السعي لمنع سيطرة روسيا على العالم”.

أما السفير الإيراني بعيدي نجاد فتركزت كلمته حول طبيعة التنظيمات الإرهابية خاصة التكفيرية منها، وقال أن هذه التنظيمات ليست ظاهرة جديدة كما يحاول البعض تصويرها، فهي موجودة منذ أكثر من ثلاثة قرون، وهي نفسها التي هاجمت الأماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق ودمرتها ونهبت محتوياتها، في إشارة إلى الهجمات التي شنها على النجف وكربلاء أتباع الإمام محمد بن عبدالوهاب، الذي ظهر في أواسط القرن الثامن عشر في نجد بالجزيرة العربية، الذين يكفرون كل من لا يتبع تعاليم إمامهم الداعية محمد بن عبدالوهاب. وانتقد السفير الإيراني الحكومات الغربية التي تدعم التنظيمات الإرهابية التي تنشط في سورية والعراق، وقال مخاطباُ الرأي العام الغربي أنه “لا يوجد إرهابي جيد وآخر سيئ، فالإرهابيون جميعهم سيئون”.

وكان للكلمة التي ألقاها في المؤتمر السفير البريطاني السابق بيتر فورد الذي اشتهر في مواقفه العلنية المعارضة لسياسة الحكومة البريطانية تجاه سورية صدى واسعاً، حيث لم يتردد عن اتهام الحكومة بالعمل على إسقاط نظام حكم علماني في سورية وبتسليح الجماعات المعارضة وتقديم المساعدات المالية واللوجستية لها، وقال “لكن حكومتنا لا تقول لنا نحن دافعي الضرائب من هي هذه الجماعات التي تدعمها”. وانتقد فورد العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على سورية وقال أنها لم تات بنتيجة سوى نتائجها الخطيرة على الشعب السوري. وحذر فورد من استمرار الوضع الحالي في سورية وقال “عندما تثار القلاقل في الشرق الأوسط ترتد هذه القلاقل علينا”، أي على الغرب. وتهكم فورد على دعوة الحكومة البريطانية إقامة نظام حكم ديمقراطي في سورية، مشيراً إلى زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى الرياض التي تزامنت مع انعقاد المؤتمر وانتقد بشدة العلاقات التي تربط بريطانيا بالسعودية صاحبة نظام الحكم غير الديمقراطي.

أما عضو مجلس اللوردات اللورد إيمس الذي اشتهر في عقدي الثمانينيات والتسعينيات الماضيين بالدور الذي قام به في التقريب بين التنظيمات البروتستانتية والكاثوليكية المتصارعة في إقليم إيرلندا الشمالية تمهيداً للتسوية التاريخية التي تمت بين الطرفين عام 1999 في عهد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، فقدم للمؤتمر شرحاً عن تجربته في المصالحة في إيرلندا الشمالية وتحدث عن إمكانية حصول مصالحة وتسامح بين فئات المجتمع السوري تمهيداً لإعادة بناء سورية. وقال إيمس أن إعادة بناء المجتمعات والحياة المدمرة والأبنية المهدمة وغيرها في أي بلد يبتلى بحرب أهلية أو غير أهلية هي واحدة من أضخم المهمات التي تواجهها البشرية بعد الحروب. وتحدث إيمس عن تجربته الشخصية في المصالحة التي جرت في إيرلندا الشمالية وقال “من خلال تجربتي في المفاوضات للتوفيق بين الأطراف كنت أجد نفسي أحياناً في جلسة ما جالساً حول طاولة مع عدد كبير من المتفاوضين الذين اكتشفت أن واحداً فقط من بينهم لم يكن قاتلاً، أما الآخرين فكانت أيديهم ملطخة بالدماء، مع ذلك تجاهلت هذه الحقيقة، إذ أنها هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع الماضي”. وتحدث إيمس عن مشكلة واجهته خلال نشاطه للتوفيق بين الأطراف المتصارعة وهي أن الضحايا كانوا طرفاً آخر أرادوا دائماً تفسيراً لما حصل والجرائم التي ارتكبت بحقهم.

وألقت عضو مجلس اللوردات البارونة كوكس كلمة ضمنتها انطباعاتها عن الزيارة التي قامت بها إلى سورية في أيلول الماضي، وانتقدت وزارة الخارجية البريطانية التي سعت لمنعها وشخصيات بريطانية أخرى من القيام بتلك الزيارة، وربطت بين تلك المساعي ومنع الشخصيات السورية التي كانت مدعوة للمشاركة في المؤتمر ولم تتمكن من الحضور بسبب عدم موافقة السلطات البريطانية على منح تأشيرات دخول للضيوف السوريين، وقالت أن الهدف من ذلك هو حجب حقيقة الوضع في سورية عن الشعب البريطاني والرأي العام العالمي، وقالت كوكس أنها بالإضافة إلى مشاهداتها المهمة لآثار الجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية ضد المدنيين العزل في سورية قابلت عدداً كبيراً من الشخصيات السورية السياسية والشعبية، من ضمنها الرئيس السوري بشار الأسد، والمستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر، والمفتي بدر الدين حسون، وبطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أغناطيوس إفرام الثاني وآخرين.

وقالت البارونة كوكس أنها لم تجد صحيفة في بريطانيا تنشر المقابلات التي أجرتها مع الشخصيات السورية في تلك الزيارة، لذلك فضلت أن تضمنها في الكلمة التي ألقتها في المؤتمر ونورد مقاطع منها:

اللقاء مع الرئيس بشار الأسد

في لقاء البارونة كوكس مع الرئيس بشار الأسد أبلغها أنه ينبغي النظر إلى الإرهاب في الشرق الأوسط على أنه اعتداء على التعددية والديمقراطية، وأشار إلى الدور الذي تلعبه وزارة المصالحة الوطنية السورية وقال أن “سياسة الحكومة تقوم على أساس منح العفو لمقاتلي المعارضة والسماح لهم بالعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية”، وأضاف أن هذه العملية تتصاعد، وانضم العديد من المقاتلين إلى الجيش السوري ودعموه، حيث قتل البعض منهم، وعاد آخرون لممارسة حياتهم الطبيعية، فهذا هو الأمل الوحيد للمستقبل. فقد انضمت لهذه العملية مئات القرى الصغيرة”.

وأشار الأسد إلى وجود 14 حزباً سياسياً في سورية إلى جانب 1500 منظمة غير حكومية، وقال أن الحوار السياسي ينبغي أن يشمل الأجيال الجديدة التي كبرت في ظل الكراهية وعمليات القتل والدمار، وينبغي إعطاء الأولوية لهذه المشكلة.

وتحدث الأسد عن التأثيرات أو التدخلات الخارجية في الأزمة السورية، وقال أن “غالبية قادة المليشيات هم من الأجانب، والبعض جاء من النرويج”، وأضاف أن “المشكلة السورية قد تُحل خلال سنة واحدة إذا لم تكن هناك تدخلات خارجية”.

وذكر الرئيس السوري بأن الوضع في السجون السورية ساء نتيجة الأزمة التي تمر بها سورية، وذلك للازدياد الكبير في عدد السجناء. فزيادة عدد السجناء تحول دون توفير ظروف اعتقال مناسبة، الأمر الذي دفع الحكومة لإصدار العفو عن بعض المعتقلين، مما أثار غضب المواطنين الذين يتهمون الحكومة السورية بالإفراج عن القتلة والمجرمين.

وقال الأسد أن جهود المصالحة الوطنية مستمرة وأن المواطنين السوريين ينظرون بإيجابية إلى هذه العملية، وهذا طبيعي لأنهم أرهِقوا من الحرب، لكنه قال “أن المال السعودي يسعى لعرقلة المصالحة الوطنية”. ونفى الأسد صحة التقرير الذي نشرته منظمة العفو الدولية وادعت فيه بأن السجون السورية تضم 27 ألف نزيل، ووعد بالسماح لفريق من المراقبين الدوليين بزيارة السجون إذا كان أعضاؤه نزيهين وليست لديهم أغراض مبيتة، مثلما حصل في الماضي مع بعض الصحافيين الأميركيين الذين تبين أنهم لم يكونوا موضوعيين.

وأكد الأسد على أن “الجيش السوري يخوض الحرب من أجل حماية الأمة من الإرهابيين ومنع الاستقطاب في المجتمع وتفشي اليأس″. وقال “عندما أصبحتُ رئيساً كان همي الأول دعم الثقافة والحريات الفردية وتفتيح عقول المواطنين لكي يتقبلوا الفوارق بينهم”.

وشدد الأسد على ضرورة تطوير الاقتصاد وتوفير لقمة العيش للمواطنين، وأكد أن المسلمين المتطرفين يستخدمون الفقر وسيلة لنشر أيديولوجيتهم، وقال “إن السعودية تستخدم المال لكي يتبع الناس أيديولوجيتها، فالفقر مفيد للمسلمين المتطرفين لأن الناس بحاجة للقمة العيش. لذلك من المهم تطوير الاقتصاد”. مشيراً إلى صعوبة العمل على تطوير الثقافة وذلك برأيه “لانتشار التثقيف الوهابي في شكل واسع″، وقال “حتى المسلمين السوريين المعتدلين قد تأثروا بالأفكار الوهابية”.

ورداً على سؤال حول ما إذا ارتكب كرئيس لسورية أي أخطاء، اعترف الأسد أنه ارتكب أخطاء، لكنه قال “نحن نحاول تنفيذ سياسات لدعم المجتمع المدني وحياة المواطنين. فعلى سبيل المثال ما زلنا نوفرالتعليم المجاني والرعاية الصحية لجميع المواطنين”.

اللقاء مع وزير المصالحة

الوطنية علي حيدر

كما أوردت كوكس نص اللقاء الذي أجرته مع الوزير السوري علي حيدر، وهو طبيب عيون مثله مثل الرئيس بشار الأسد، لكنه نشيط في الحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض الذي اشتكى للبارونة كوكس من أن وسائل الإعلام العالمية تتجاهل الحكومة السورية والقوى التي تقاتل ضد الإرهاب والتطرف. وأوضح حيدر أن حزبه المعارض رأى ضرورة المساعدة في عملية المصالحة الوطنية، خصوصاً وأن الحزب السوري القومي الاجتماعي يضم في صفوفه مواطنين من خلفيات دينية وإثنية مختلفة مما يساعد في عملية المصالحة الوطنية، وقال أن “الحزب بدأ في عملية المصالحة منذ اليوم الأول للأزمة السورية في 15 آذار 2011، وأعلن أن العنف لا يحقق أي حل”. وأضاف أنه عندما دعي الحزب للانضمام إلى الحكومة في حزيران 2012 قال أنه يفضل أن يتولى ملف وزارة المصالحة الوطنية لكي تكون مساهمته فعالة.

وأوضح حيدر أن وزارته تعمل لخلق حوار سياسي على المستويين المحلي والقطري لأن الحل هو سياسي وأن المبادرات المحلية تمهد الطريق أمام المصالحة الوطنية عامة. وقال “نحن نختار منطقة معينة ونبادر إلى إجراء اتصالات مباشرة مع الجماعات المسلحة. فإذا رفضت نبحث عن قادة محليين دينيين أو غيرهم للتوسط، والهدف هو ضمان الوصول إلى وضع تصبح فيه المنطقة خالية من الأسلحة والمليشيات المسلحة”.

وتحدث حيدر عن المشاكل التي تواجه عمل وزارته “حيث يوجد مقاتلون أجانب يخلقون وضعاً يتلقى فيه مواطنون سوريون التمويل من أشخاص أجانب ومن منظريهم”. موضحاً أن الخطوة الأولى التي تعمل الوزراة على تحقيقها هو إخراج المقاتلين الأجانب من المنطقة لأنهم ضد المصالحة الوطنية. وأكد حيدر أن وزارته حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال وأن أعداداً كبيرة من الأفراد والجماعات المقاتلة تنضم إلى الجيش السوري أو الشرطة السورية ومنهم من قتل أثناء الحرب.

وقال حيدر أن المصالحة الوطنية تهتم بعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي يتم العمل فيها، حيث يجري إصلاح التيار الكهربائي وتوفير مياه الشرب ويُعاد فتح المدارس والعيادات الطبية المجانية للمواطنين جميعاً، فتوفير هذه الخدمات العامة هو أكبر دليل على نجاح المصالحة الوطنية.

واشار حيدر إلى أن المصالحة الوطنية تهتم بتوفير الفرص أمام المواطنين الراغبين بالعودة إلى الوطن، بما في ذلك المعارضين أنفسهم الذين عاد عدد منهم إلى مسقط رأسهم.

وأكد حيدر على أن الرئيس بشار الأسد يتعامل في شكل إيجابي مع نشاط وزارة المصالحة الوطنية وانجازاتها.

وتحدث حيدر عن بعض الإخفاقات في عمل وزارته وقال أن “السبب يعود للتدخلات الأجنبية والتعليمات المباشرة التي تصل لوقف العملية أو لوصول مجموعات جديدة بهدف وقف المصالحة. مثال على ذلك ما حدث في مدينة قدسايا قرب دمشق، حيث كانت العملية قد اكتملت لكنها أوقفت على يد مقاتلين أرسلتهم تركيا”.

وذكر الوزير حيدر أن الأشخاص الذين يعملون وسطاء في عملية المصالحة الوطنية هم بالأساس متطوعون ويقدمون تضحيات جسيمة ويقتلون أحيانا أو يقتل ذووهم، وأشارت البارونة كوكس في هذا الخصوص إلى أن الوزير حيدر فقد ابنه الطالب الجامعي الذي قتل أثناء مظاهرة كان يرفع فيها شعار “أيتها البندقية لقد سلبتِ ثورتنا”، فقتلوه بسبب هذا الشعار.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)