صنعاء نيوز/كتب /عبدالله ناصر بجنف -
جامع عقبة بن نافع في مدينة القيروان.تونس,تصوير عبدالله ناصر بجنف



جامع عقبة بن نافع أو جامع القيروان الكبير في ولاية القيروان في تونس,يعتبر من أهم وأبرز المعالم الإسلامية وأضخم المساجد في المغرب العربي وهي مدرجة في قائمة الثراث العالمي لليونسكو منذ عام 1988,لذلك توجهنا الى مدينة قيروان والتي تبعد عن العاصمة تونس مسافة 160كم ,للتعرف عن قرب على هذا الكنز في فن العمارة الإسلامية, لحظة دخولنا المدينة كانت الشوارع مزينة بالأعلام واللافتات تمهيدا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في جامع عقبة بن نافع وحسب المصادر التاريخية أن تونس هي أول من شهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عام 912 ميلادي، حيث تم الإعلان عن تأسيس الدولة الفاطمية في مدينة المهدية التونسية، وذلك قبل فتح الفاطميين لمصر عام 969 ميلادية وتأسيس القاهرة التي اتخذوها مركزا لنشر ثقافتهم وعاداتهم . جامع عقبة بن نافع كان هدف زيارتنا وتعرفنا عليه,انتابنا شعور باننا نلامس جزء من أمجاد الحضارة الإسلامية اثناء توحد كلمة المسلمين في فترة تاريخية شهدت تحولات جذرية في تلك المجتمعات.
مدينة القَيْرَوَان كان لها دور محوري متميز وهام في الفتوحات الإسلامية منها انطلقت حملات الفتح نحو الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا بالإضافة إلى أنها رقاد لعدد من صحابة رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ويطلق عليها الفقهاء "رابعة الثلاث،" بعد مكة والمدينة المنورة والقدس هي مزار العديد من السواح من مختلف العالم وتحتل مكانة خاصة في الخارطة السياحية في تونس, أسسها عقبة بن نافع رضي الله عنه في عام 50 هجرية اي 670 ميلادية. جامع عقبة بن نافع أو جامع القيروان الكبير هو مسجد بناه عقبة بن نافع من أبرز قادة الفتح الإسلامي الذين فتحوا بلاد المغرب في صدر الاسلام في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح إفريقية (تونس حاليًا) على يد جيشه. بناء الجامع في شكله وحجمه وطرازه المعماري الذي نراه اليوم يعود أساسا إلى عهد الدولة الأغلبية في القرن الثالث هجري أي التاسع ميلادي وقد تواصلت الزيادات والتحسينات خصوصا في ظل الحكم الصنهاجي ثم في بداية العهد الحفصي.
جامع القيروان يعتبرالمصدر الأول الذي اقتبست منه العمارة المغربية والأندلسية عناصرها الزخرفية والمعمارية وأضخم المساجد في المغرب العربي حتى اواخر القرن العشرين ,تاريخ بناء جامع الحسن الثاني بالدار البيضاء وتبلغ مساحته 9700 متر مربع ومقياسه كالتالي ما يقارب 126 متر طولا و77,مئذنة جامع عقبة تعد من أقدم المآذن في العالم الإسلامي وهي تتكون من ثلاث طبقات ويصل ارتفاعها إلى 31.5 مترا ومازالت تحتفظ باهم كنوزها منها المنبر وهو مصنوع من خشب الساج المنقوش ويعتبر أقدم منبر في العالم الإسلامي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة أي التاسع ميلادي وكذالك مقصورة ما زالت محتفظة بعناصرها الزخرفية الأصلية وتعتبر أقدم مقصورة. يعود أصل تسمية القيروان إلى اللفظ الفارسي "كيروان" والتي تعني المعسكر، أو المكان الذي يدخر في السلاح. جامع عقبة بن نافع يظل منارة وإشعاع مدونة في كتب التاريخ الإسلامي .