صنعاء نيوز/المحامي عادل الحداد -
اكتب هذه الرسالة من قلبي الى البشرية .. واخترت هذا العنوان لأنه الشيء الوحيد الذي يجمعنا..
لا لون ولا دين ولا اله اصبح يجمعنا.. تفرقنا لنشعر بجمال الاختلاف.. ولكننا ضيعنا روح الاختلاف بغفلتنا .. اصبحت جميع المفاهيم مرتبطة بأنانيتنا وشجعنا .. حتى الحب اشتريناه بمالنا المزيف.. حتى الدين روجنا له لنقتل ونكره!
ايها البشر اني احبكم لصفة البشرية التي تجمعنا.. ان تقتلني, سأسامحك.. لا لضعفي انما لانسانيتي.. ان تخونني سأمنحك فرصة اخرى لا لوحدتي انما لانسانيتي.. ان تستغلني.. سأمنحك ما تريد.. لا لغفلتي انما لانسانيتي..
ما اجمل صفتنا كبشر وما اقوانا.. ولكن ما اضعفنا عند لحظة الموت.. يصبح الانسان اضعف من ان يفكر بالاختلاف الذي غيم حياته وحارب من اجله.. ولكن القوي لا يفكر بلحظة ضعفه حتى تحين.. وعندما تجيء تلك اللحظة يشعر بالضعف والندم واليأس والأسف.. يصبح كالمولود الضعيف ولكن بدون براءته.. شعور صعب ولكنه حتمي لمن تنازل عن انسانيته لأي سبب!!
من الجميل ان نختلف بفكرنا ولكن الاختلاف يجب ان يبقى في مظلة الانسانية والا لا يكون اختلاف وانما تمرد على فطرتنا السليمة.. وهنا يكمن الفرق الذي لا نلاحظه الا عندما نخسر,, قد يقول البعض انه نحن دائما نخسر ولكن انا افرق بين الخسارة الروحية والخسارة الدنيوية.. الاولى تعني موت فطرتك الانسانية وهذا اسوء من الموت نفسه.. والثانية تعني خسارة ممكن تجاوزها بإنسانيتنا!
حاربت كثيرا في حياتي.. لأكون على ما انا عليه الآن.. ولكن لم ادافع عن اخي عندما اخطأ.. ويوجد فرق بين ان ادعمه بكوني اخيه واحاول ان اصلح غلطه أوان ادعمه حتى على الباطل.. تتشابة الوسائل وتختلف الغاية..
رسالتي هذه ليست لمصلحة انما هي تعبيرا لحبي لكم.. وكما اؤمن ان خالقكم ابدع في خلقكم وتجسيد انسانيتكم فمحبتي لكم هي جزء من محبتي له لندرك ان اخطاءنا التي ماتت مع الزمن ولم تمت في عقولنا فهي قابلة للنسيان.. وذلك فلنفيق" كل يوم" ونقول" اليوم انا انسان جديد"..
قد نقول هذا لن يغير في البداية.. ولكن الحياة لا ترحم من يتجرد من انسانيته.. انما خالقكم سيرحمكم اذا تمسكتم بإنسانيتكم مرة اخرة.. او على الأقل فسنرحم بعضنا البعض..!! |