صنعاء نيوز -
توقفت أتأمل بعمق وأنا أشاهد هذا المسجد العملاق والذي يلامس مياه المحيط الأطلسي, تحفة معمارية من الصعب وصفها بعبارات أو كلمات، لامست يداي جدرانها الناعمة ذات الألوان الخلابة, تجولت ثم توقفت ,بعدها واصلت مسيرتي وعدت ثانية ابحث عن زوايا تخفي أسرار وروعة هذا المبنى وجدت صعوبة مغادرة هذا المكان, خلال ساعة أو ساعتين لن نستطيع أن نتعرف على أدق تفاصيل هذا الإبداع المعماري في مدينة الدار البيضاء أوكازابلانكا وهذه الأخيرة هي كلمة استعملها البحارة البرتغاليين خلال القرن الخامس عشر، تبلغ مساحتها 873 كلم2 وعدد سكانها يتجاوز 4,750,000 نسمة (عام 2004).
الدار البيضاء أكبر مدينة في المغرب. تقع على بعد حوالي 95 كم جنوب العاصمة المغربية الرباط على ساحل المحيط الأطلسي، في هذه المدينة تم إفتتاح مسجد الحسن الثاني في 30 أغسطس 1993 حيث بدأت أعمال البناء في 12 يوليو 1985 بتكلفة إجمالية قدرها 5494 مليون درهم مغربي (504، 85 يورو تقريباً) وهو أكبر مسجد في المغرب وإفريقيا والثالث عشر في العالم، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر(689 قدم) وهي أعلى بناية دينية وصومعة في العالم. تتسع قاعة الصلاة بمساحتها الـ20,000 م² لـ25,000 مُصلي إضافة إلى 80,000 مصلى في الباحة. يستخدم المسجد تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق آليًا) وأشعة الليزر يصل مداها إلى 30 كلم في إتجاه مكة المكرمة. تشكل الأبنية الملحقة بالمسجد مَجْمَعًا ثقافيّا متكاملاً،، وبني جزئيا على البحر بمساحة 9 هكتارات (فدان) ويضم قاعة للصلاة، وقاعة الوضوء و دورة المياه، مدرسة قرآنية، مكتبة ومتحف بالإضافة إلى تلبيسه بزخارف "الزليج" أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها والحفر على خشب الأرز، الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجبص المنقوش الملون في الحنايا والأفاريز. صمم هذا المسجد المهندس المعماري الفرنسي ميشال بينسو، ( 1926- باريس- سبتمبر 1999) ونفذت أعمال البناء المجموعة الفرنسية "بويج" تمكن المهندس ميشال من دمج عناصر من الطراز المغربي الأندلسي وشاركت فيه خبرات مغربية من المهندسين والحرفيين في مختلف التخصصات, بعتبر هذا الصرح أبرز المعالم الدينية والمعمارية في مدينة الدار البيضاء, الساحة الخارجية للمسجد هو ملتقى للمواطنين المغاربة ويحظى باهتمامهم كما ويزورها إعداد كبيرة من السواح من جميع انحاء العالم باعتباره بين أجمل المساجد في العالم,هذا الجمال يمنحة ايضا المياه الناعمة والسحرية للمحيط الأطلسي تتعاتق أمواجها نغمات عذبة تمنحنا الدفء ورقة المشاعر.