shopify site analytics
نجوى كرم تثير الجدل بـ"رؤيتها" - بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار! - فريق جامعة ذمار يحقق فوزاً جديداً في كرة القدم - الخميسي يكتب: مات ساجداً ..! - رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الأربعاء, 17-مايو-2017
صنعاء نيوز -

الإسلام مظلة تحمي الجميع ومسار وحيد للخروج من التبعية والتخلف
الوحدة الإسلامية عبارة عن التعاون على أساس المبادئ الإسلامية والموقف الموحد تجاه اعدائها


بقلم: فضيلة الشيخ هاشم منقارة (رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي عضو جبهة العمل الإسلامي وإتحاد علماء بلاد الشام).

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)

الإنقسام العربي والإسلامي الناشئ بضعف ذاتي وتآمر خارجي واضح الدلالات ، بحيث تكاد موارد الأمة المادية والمعنوية تباد بصورة عبثية تؤثر في جوهر الرؤية ضمن الاسقاطات الثلاث : الحضارة على الثقافة والثقافة على السياسة والسياسة على الواقع ، وفي محاولة الخروج بعيداً عن روح الشريعة السمحاء والرؤية الإسلامية بمقارباتها الواقعية يزداد النفق متاهة ، بحيث يتبدى الإنقسام في كل العناوين والتفاصيل الشاردة بعيداً والموغلة في الأنانيات الضيقة على المستويات المختلفة بتضادها من: عرقية ومذهبية ومناطقية وقطرية وغير ذلك ولنا ان نأخذ مثالاً حياً في اية دولة أو مدينة أو قرية في بلداننا ، فهذة (مدينة كركوك العراقية) على سبيل العد لا الحصر تمثل احدى تلك النماذج بغياب مظلة الاسلام الجامعة يتطاحن فيها العرب والكرد والتركمان… وقس على ذلك ماشئت هذا على المستوى الداخلي المتاهب لتقبل الفتن الوافدة من كل حدب استعماري وصوب ، بحيث اصبح العالم العربي والاسلامي ساحة تجريب مستباحة واصبح العرب والمسلمون مجرد ادوات على رقعة الشطرنج الاقليمي والدولي لا حول لهم ولا قوة ، هذا الواقع يناقض مسار التاريخ والموارد الكامنة ، الأمة بالمعنى العام عصية على الهزيمة فكل ما يراد لها ان يبقى المارد في قمقم التناحر الذاتي وفي دائرة الانقسام . لذلك فالدعوة الى وحدة اسلامية مقاومة ليست دعوة عبثية انما يمكن القول اننا في بعض المسارات اخطئنا الوسائل التي ينبغي اعادة تقييمها بسبب النتائج المحققة ، يؤكد ذلك ما انجزته المقاومة في كل من لبنان وفلسطين بحيث انهما تشكلان التجربة الناصعة التي يمكن محاكاتها والبناء عليها. إذاً الحاجة ماسة الى مظلة اسلامية تحمي الجميع توحد الداخل ومنع الاستهدافات الخارجية.

المظلة الاسلامية سواء كانت تحت مسمى الخلافة او سواه هي المظلة الوحيدة التي يمكن ان تتحول في ظلها التعارضات التاريخية والآنية الى تقاطعات وفيها يمكن ان يعبر الجميع عن خصوصياتهم وادوارهم الحضارية دون الغاء وفيها ومن خلالها تتفجر الابداعات في ظل رسالة الأخوة الاسلامية والوحدة الانسانية هذا المعنى كان حاضراً بقوة في زمن اسلافنا وهل كان للعرب والفرس والترك وسواهم من دور على هذا المستوى بعيداً عن الاسلام ، بالتأكيد لم تعرف هذة المكونات ادواراً على المستوى الانساني والاحداث الدولية تفوق احجامها التقليدية بعيداً عن الاسلام وعظمته اذا لماذا الضياع في البحث عن نماذج غير موجودة.

إن نموذج الوحدة الاسلامية يواجه تحدياً كبيراً وتشن عليه الحملات من كل حدب وصوب تارة بالقوة الناعمة كخلق نماذج مشوهة وتارة بالقوة الصلبة بحيث ان زرع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة شكل ابرز تلك التحديات في التاريخ المعاصر.

مؤتمر كامبل بنرمان
مؤتمر كامبل بنرمان، هو مؤتمر انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907 ، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن.

وهي:بريطانيا،فرنسا،هولندا،بلجيكا،اسبانيا،ايطاليا،، إلى جانب كبار علماء التاريخ والاجتماع والاقتصاد والزراعة والجغرافيا والبترول. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها”وثيقة كامبل”

وفيها “إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم ، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات”. والإشكالية في هذا الشريان هو أنه كما ذكر في الوثيقة: ” ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان”.

وأبرز ما جاء في توصيات المؤتمِرين في هذا المؤتمر:

إبقاء شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة، وعلى هذا الأساس قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم إلى ثلاث فئات:

الفئة الأولى: دول الحضارة الغربية المسيحية ، دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا) والواجب تجاه هذه الدول هو دعم هذه الدول ماديا وتقنيا لتصل إلى مستوى تلك الدول

الفئة الثانية: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليها (كدول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها

الفئة الثالثة: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديدا لتفوقها (وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام) والواجب تجاه تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية

محاربة أي توجه وحدوي فيها:

ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب الا وهي دولة إسرائيل واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة. كما دعا إلى فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما أبقى العرب في حالة من الضعف.

المسلمون ومواصفات القوة العظمى

القوة العظمى هي دولة لديها القدرة على فرض نفوذها عالمياً. مما يميز القوى العظمى هو امتلاكها لقوة اقتصادية وعسكرية ودبلوماسية وثقافية ، تسمح لها بفرض رأيها على الأمم الأصغر منها قبل اتخاذها لأي خطوة من تلقاء نفسها.

في التسلسل الهرمي للقوى العظمى لم تبرز فيه المنطقة العربية والاسلامية الا ضمن مفهوم الخلافة وخارج هذا الاطار كانت مجرد ملحقات لقوى خارجية وليس اكثر من ذلك.

بل ان تفوق المنظومة الاسلامية تفوقت بعالمية الدور ، وليس كما تفعله العولمة اليوم من تأكيد لحق القوة وليس قوة الحق ومن إبادة للخصوصيات فالاسلام يعترف بمساهمة الجميع في الحضارة الانسانية وهذا ما ترفضه العولمة وتحاربه دون هوادة ووفي طليعة المستهدفين هم العرب والمسلمون يؤكد ذلك وصمهم كأمة ودين بالارهاب فيما يكمن الارهاب الحقيقي بالدور الاستعماري الغربي وربيبته اسرائيل والحركات التكفيرية التي تتكامل بادوارها مع الاستعمار في هذا المجال.

العالم الإسلامي.. ثروات تنقصها الوحدة

ثروات ضخمة يقف عليها العالم الإسلامي، هذا ما تقوله الإحصاءات ويشهد به الواقع. فعلى صعيد الثروات البشرية يقارب سكانه أكثر من 25 % من سكان العالم،

كما يقف هذا العالم على ثروات طبيعية يمكنها أن تميل الكفة لصالحه، إذا ما توحدت رؤاه في كيفية استغلالها بعيداً عن المواقف. فبعيداً عن الثروات النفطية واحتياطات الغاز الضخمة، تقف الدول الإسلامية على تنوع في الثروات الطبيعية، حيث يمتلك على طول أراضيه مساحات كبيرة صالحة للزراعة، لا يستغل إلا جزءا ضئيلا منها، هذا غير الموارد المائية التي يتمتع بها، كما ترقد تحت باطنه ثروات معدنية تتجاوز ثلث ما يمتلكه العالم.

في مقابل ذلك ينتشر الفقر بين ربوعه، وتدني مستوى التعليم والتطوير، إضافة للوضع الصحي. وفوق كل هذا يطغى صوت الحروب والقتل والإرهاب وسياسات أنظمته على كل الأصوات التي تتطلع إلى رسم استراتيجيات لإدارة تلك الموارد الهائلة، وكيفية التكامل والوحدة الاقتصادية التي تجعله قادراً على لعب دور أقوى مما هو عليه في عالم اليوم،أن الموارد التي تمتلكها الدول العربية والإسلامية تفرض حدوث تكامل بينها،

المقومات

من المتوقع ان يرتفع عدد المسلمين في العالم إلى 2.2 مليار بحلول 2030، ويمثل نحو 29 % من هذا الرقم شباب المسلمين بين عمر 15 و39 سنة.

يشغل العالم الإسلامي حوالي 21 % من مساحة العالم، وتتميز المنطقة الجغرافية له بالاتصال والترابط من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق بشكل يسهل معه عملية الانتقال من مكان إلى آخر، وهذا التنوع الجغرافي يصحبه تنوع مناخي يسمح بإنتاج وزراعة كافة السلع الزراعية وما تحتاجه الصناعات المختلفة، ولكن لا يستغل من مساحة الأراضي الزراعية بالعالم الإسلامي سوى 14% فقط، وقد يكون السبب نقص الاستثمارات أو نقص الأيدي العاملة.. فدولة السودان جميع أراضيها ذات خصوبة عالية، ولكنها لا يزرع منها سوى 10% فقط مع وفرة المياه.

استثمار هذه المساحات يؤدي لمعالجة الفجوة الغذائية التي يعانى منها عالمنا الإسلامي، والتي تزيد عن 70% لأن ما ينتجه العالم الإسلامي يمثل فقط 30% من احتياجاته الغذائية.

وتقف الدول الإسلامية على احتياطيات نفطية هائلة تمثل 69 % من احتياطي النفط العالمي، 57 % من احتياطات الغاز. وتصل صادراتها من الخام النفطي إلى 40 %.

هذا غير الثروات المعدنية الهائلة التي يحتويها باطن الأرض في البلدان الإسلامية، إذ تنتج تلك الدول من القصدير 56%، الكروم 40%،النحاس 25%، الفوسفات 25%، المنجنيز 24%، البوكسايت23%.

يرى بعض المفكرين المعاصرين أن الوحدة الإسلامية لن تتحقق إلا من خلال بناء كيان اقتصادي إسلامي موحد يضم الدول العربية الإسلامية، وأن الوحدة المنشودة لابد وأن يسبقها توحد في الاقتصاديات أولا.ولكن هناك عدة معوقات تقف في طريق الوحدة الاقتصادية بين البلدان الإسلامية، سواء سوق مشتركة أو سوق حرة، وعلى رأس تلك المعوقات هو نقص المعلومات التكاملية فالدول الإسلامية رغم الظاهر تعيش في جزر منعزلة عن بعضها معلوماتياً، وبالرغم من التطور التكنولوجي والمعلوماتي إلا أن الإرادة المشتركة في تعزيز مركز معلوماتي مشترك هي ما يقف حجر عثرة، وبدونه لن تنطلق الرغبات إلى حقيقة،في هذه السياق نؤكد اهمية وجود الارادة كألتزام شرعي بتحقيق الوحدة المنشودة.

الوحدة الإسلامية

الاتحاد بين المسلمين هو تقارب الفرق الاسلامية فيما بينهم ، مع الاحتفاظ بكياناتهم وماهياتهم . أي الحفاظ علي الاصول المشتركة واطلاق الحرية لكل فرقة في الفروع الخاصة بها وهذا بمعني عدم التخاصم والنزاع فيما بينهم ، بل يعني اطلاع الجميع ،بعض علي معتقدات بعض بحيث لاتكون كل فرقة شديدة الحساسية بالنسبة الي معتقدات الفرق الأخرى.وطريق الوصول الي ذلك الهدف هو الاستناد الي العقل والمنطق وتجنب كل الانفعالات العابرة والعصبيات الجامحة

الوحدة الإسلامية عبارة عن التعاون بين أتباع المذاهب الإسلامية على أساس المبادئ الإسلامية المشتركة الثابتـة والأكيدة واتخاذ موقف موحد من أجل تحقيق الأهداف والمصالح العليا للأمـة الإسلاميـة والموقف الموحد تجاه اعدائها مع احترام التزامات كل مسلم تجاه مذهبه عقيدة وعملاً.

و لذلک فمعنى الوحدة بین السنة و الشیعة هو: انه توجد بین المذهبین مشترکات کثیرة، وعلى الطرفین أن یتقاربا انطلاقاً من هذه المشترکات، وذلک لأجل الحفاظ على الإسلام والتعاون باتجاه الخیر والصلاح. لأن عدوهم مشترک، فأعداء الإسلام أعداء لکلا المذهبین، ومن أجل قطع الطریق أمام الأعداء الذین یحاولون استغلال الاختلافات لتنفیذ مخططاتهم الهادفة إلى کید الإسلام والمسلمین، فلا بد من الاعتماد على المشترکات لتکوین جبهة إسلامیة موحدة قادرة على المقاومة ومکافحة الأعداء. إن السنة و الشیعة کانوا على اختلاف فی وجهات النظر لعدة قرون خلت، وقد أدى هذا الاختلاف إلى إضعاف المسلمین، بل وتنازعهم من خلال إثارة الفتن والاضطرابات فیما بینهم، ویمکن أن یقال إن هذا العامل المضعف لقوتهم کان من العوامل التی ساعدت على تسلط الأعداء الذین غزو بلاد المسلمین.

لقد الف الإسلام حين ظهر بين قلوب من اتبعوه واتخذوه دينًا لهم فجعل منهم جماعة متآلفة يعاون بعضهم بعضا وينصره ويؤازره. دعا الإسلام الي الوحدة لأنه طبيعته وركنه الذي تقوم عليه دعوته الدينية العامة الموجهة الي الناس اجمعين .وعني كثيرًا بتقوية تلك الوحدة واحكام تلك الرابطة حتى جعلها أخوّة بين المسلمين تنمحي فيها الفوارق والخلافات. فأراد الإسلام أن يجعل لهذة الوحدة من القوة والمكانة للحرص علي صيانتها والبعد عن تعريض لمعاول الهدم والتفريق وأسباب الخصومة والنزاع فنزل قوله تعالي في سورة ال عمران :

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

انّ أهمیة الوحدة تتبین فی هذه المرتکزات الاساسیة وهی:الديني ، السياسي و الجهادي أو الدفاعي و الفقهي الثقافي

من يفهم الإسلام فهما حقيقياً، ويعرف أبعاده الواسعة في المجالات الفكرية و في مجال الحياة الفردية و الاجتماعية تصغر في عينيه الاختلافات الفرعيّة، أما إذا اقتصر هذا الفهم على جانب من جوانب الإسلام دون غيره، يتضخّم هذا الجانب، وتتضخم مسائله الفرعية، وينفسح المجال للاختلاف والخلاف. ثم إنّ الجهل بمفاهيم الإسلام الصحيحة يؤدّي إلى شيوع مفاهيم مغلوطة، والى ظهور اختلافات في الفكر و السلوك و المواقف.

إنَّ الأمة الإسلامية تملك من أسباب الوحدة و أواصر الأخوة و قوة الإرادة و إصرار العزيمة ما يجعلها قادرة على تجاوز هذه المحن وتغيير هذا الواقع.
■ …فاول خطوة لتحقيق الوحدة هي تعميق الإحساس والشعور بالأسس والأصول الإيمانية للوحدة الإسلامية
■ أما الخطوةُ الثانيةُ هي العمل على ائتلاف القلوب والمشاعر وإنماء عاطفة الحب والتراحم.
لقد كان تأليفُ القلوب بابَ الإسلام إلى تحقيق نعمة الوحدة والأخوة بين المؤمنين، ومِنْ ثَمَّ إلى تحقيق النصر المبين
■ أما الخطوة الثالثة هي إحياءُ الأخوة الحقّة التي تثمر الحب والإيثار والتعاون والتناصر المؤثـر الفَّعـال.
■ والخطوة الرابعة هي أن نتسامَى فوق خلافاتنا، وأن نضرب بها عرض الحائط، وأن نترفع لصالح الإسلام والوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية عن المصالح الشخصية والمنافع الدنيوية
■ والخطوةُ الأخيرة أن نتحاشَى الانقسام في شأن أعدائنا؛ لأن الانقسام في شأنهم يشوه صورتنا، ويضعف قوتنا، ويَصُبُّ في الأخير في مصلحتهم لا في مصلحتنا

الدولة الإسلامية

الدولة الإسلامية أو دولة الإسلام هو اسم يطلق على الحقبة التاريخية للدول المتعاقبة التي كانت تحكم تحت مظلة الإسلام أو مسمى الخلافة الإسلامية في فترة زمنية طويلة تغطي معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة تمتد من حدود الصين في آسيا إلى غرب آسيا وشمال افريقيا وصولا إلى الاندلس وبدأت منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على النبي محمد بن عبد الله صل الله عليه و على آله وسلم ثم تأسيس الدولة الاسلامية في المدينة المنورة مرورا بالدولة الاموية في دمشق التي امتدت من حدود الصين حتى جبال البرانس شمال الأندلس ثم الدولة العباسية ، بما تضمنته هذه الدول الإسلامية من إمارات وسلطنات ودول مثل السلاجقة والبويهيين و في المغرب الادارسة والمرابطون ثم الموحدون وفي الحمدانيون والزنكيون وغيرهم ،أخيرا في مصر الفاطميون وفي الشام ومصر مثل الأيوبيون والمماليك – ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر الدول التي كانت تحكم باسم الاسلام على امتداد رقعة جغرافية واسعة.

وهل كانت لتسقط فلسطين لولا سقوط المظلة الاسلامية الكبرى

ان أول موقف إسلامي واضح كان موقف السلطان عبدالحميد رحمه الله و طيب ثراه، فقد ساومه اليهود كثيراً ليأذن لهم باحتلال فلسطين، وجعلها دولة يهودية، فأبى كل الإباء

* أليس من العقوق أن يجهل مثقفونا أن الدولة العثمانية هي التي أنقذت المسجونين المسلمين في الأندلس ( إسبانيا ) من محاكم التفتيش ، * أليس من التجهيل والتعتيم والعقوق ،ألا يعرف شبابنا شيئا عن معركة (( نيكوبوليس )) الخيالية ، التي أشبه ما تكون بحرب عالمية حيث اجتمعت روسيا وبريطانيا العظمى وفرنسا والمانيا وايطاليا وبلجيكا واسكتلندا ولكسمبرغ وبولندا وبلغاريا بأمر من البابا (بونيفاس التاسع ) للقضاء على الدولة العثمانية وكانت النتيجة _ كالعادة _ هزيمة ساحقة لأوروبا وروسيا وانتصاراً مجلجلاً للعثمانيين بقيادة( با يزيد الأول) فاتسعت رقعة الدولة الاسلامية من الفرات شرقا ، إلى الدانوب غربا ؟ وقد ينقدح في ذهن القارئ
سؤالاً وهو: أين كانت امريكا وما موقفها من تلك الحرب ؟ والجواب يا صديقي : أن أمريكا بقيادة جورج واشنطن كانت تدفع الجزية للجزائر بقيادة (بكلر حسن ) آنذاك مقابل حماية السفن الأمريكية في البحر المتوسط والحفاظ على الأسرى الأمريكيين الذين أسرتهم الجزائر في معركة بحرية لا مجال لذكرها الآن وإليك نص الهدنة الأمريكية بقلم جورج واشنطن مع دولة الخلافة :
” تدفع الولايات المتحدة الأمريكية للدولة العثمانية مبلغ 12 ألف ليرة ذهبية عثمانية سنوياً، مقابل أن يتم إطلاق سراح البحارة الأمريكيين الأسرى لدى الجزائر، وعدم التعرض للسفن الأمريكية في البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي”
* أليس من الظلم أن ننتقد الدولة التي تصدت بمفردها لأكثر من 25 حملة صليبية على العالم الإسلامي وكانت هي المنتصرة دائما ؟!
* أليس ظلما أن نشتم الدولة الذي دفع آخر سلاطينها ( السلطان عبد الحميد )عرشه ثمنا للتمسك بفلسطين ، وعدم تسليمها لليهود؟!

الذي قال لليهود : “فلسطين ليست ملكا للسلطان عبد الحميد ، بل لجميع المسلمين ، فاجمعوا لي تواقيع المسلمين أنهم قد تنازلوا عن فلسطين لأتنازل عنها أنا ” وكذلك محمد بن مراد المسمى ب ( محمد الفاتح ) لانه فتح القسطنطينية ، التي طمع بفتحها معظم قادة المسلمين العظماء ، وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم بشّر بفاتحها وأثنى عليه ، فقد روى الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” لتُفتحَنّ القسطنطينية، فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعمَ الجيشُ ذلكَ الجَيش.” وقد حصل الفتح بقيادة الأمير السلطان محمد الفاتح رحمه الله في 29 مارس عام 1453م. وهو ابن إحدى وعشرين سنة ؟

وعلي الرغم من ضبابية المشهد العالمي تجاه اتباع الدين الإسلامي فإن البديل الحضاري المطروح علي النطاق العالمي هو البديل الإسلامي, وأن الإعلام العالمي صناعة ثقيلة للكذب. وعلى إعلامنا بتسليط الضوء علي قضايا الأمة الحقيقية.

في هذا السياق يكثر الحديث عن الدولة المدنية والدولة الدينية.. في هذا الأمر يفول الباحث الاسلامي د.محمد عمارة “الأمر لا يستحق هذا الجدل; فالدولة في الإسلام حتي في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم دولة مدنية, الآن نخاف من مصطلح المدنية, وفي وثيقة الأزهر رفض مصطلح المدنية لأن غلاة العلمانيين قالوا نحن نريدها دولة علمانية ولكن لأن مصطلح العلمانية سيئ السمعة نسميها مدنية إذن هم يريدون تسويق العلمانية والعلمنة واستبعاد الإسلام تحت مصطلح المدنية, وهذا هو الذي يخيف من مصطلح المدنية, ومصطلح المدني في الغرب معناه اللاديني, لكن المدني عندنا معناه الاجتماعي, فالإنسان مدني بطبعه أي اجتماعي بطبعه, فمفهوم المدنية عندنا يختلف عن مفهوم المدنية لدي الغرب والمتغربون والعلمانيون الذين يمثلون امتدادا سرطانيا في فضائنا الثقافي يريدون تسويق العلمانية تحت مصطلح المدنية, فليست لدينا مشكلة مع المدنية, والكثير من العلماء قالوا: السلطة مدنية والحاكم مدني وسلطة شيخ الإسلام والقاضي والمفتي هي سلطة مدنية, وهذا وضوح في قبول مصطلح المدني لكن بمعناه عندنا وليس بمعناه الغربي اللاديني أو العلماني.

ويرى الباحث د. محمد عمارة “ان الخلافة الإسلامية ليست شيئا أكثر من الاتحاد الأوروبي, دول مستقلة, لكل دولة دستورها وحكومتها ورئيسها, وهناك برلمان مشترك وسياسة خارجية مشتركة, سياسة اقتصادية مشتركة وحدة سوق اقتصادية مشتركة, رغم أنها ديانات وقوميات مختلفة, نحن نريد أن نصل بالعالم العربي إلي هذا الاتحاد بسوق عربية مشتركة وسياسة عربية خارجية مشتركة ووحدة سوقية اقتصادية, ووحدة عربية, وتضامن عربي وإسلامي ولكن هذا يحتاج لجهود مخلصة ومجهود كبير, المسلمون أكثر من مليار وستمائة مليون ويقتربون من ربع سكان العالم وأكثر الأديان انتشارا والمساجد تنتشر في كل أنحاء أوروبا والعالم, فنحن نمتلك ثروات طبيعية غير عادية, وتراثا روحيا ودينيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا رائعا, فتضامن العالم الإسلامي أو تكامل العالم الإسلامي أو ما شئت من أسماء دون كلمة الخلافة, سميه تضامن إسلامي أو تكامل إسلامي،الخلافة الإسلامية كما يقول السنهوري هي التي تحقق ثلاثة شروط, وحدة الأمة, وتكامل دار الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية, دساتيرنا تقول الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع, الأمة واحدة, لكن تكامل دار الإسلام يحدث بتحويل العالم الإسلامي ـ مع وجود الدول القطرية والوطنية كما هي ـ تتحول إلي التضامن ليكون هناك تضامن عربي وإسلامي, والتضامن الإسلامي وتكامل دار الإسلام لا يلغي خصوصيات الدول القومية والدول الوطنية والدول القطرية, فكما أن الجامعة العربية لم تلغ الدول العربية فالتكامل والتضامن الإسلامي لا يلغي خصوصيات الدول.. إذن فالذين يفتعلون بعبعا يسمونه الخلافة إما عملاء أو جهلاء.

ان صناعة الوحدة الاسلامية كمظلة تحتمي فيها الامة تحتاج دائما وأبدا إلي فقه جديد, لماذا؟ لأن الفقه معناه الوعي والفهم, وتجديد الوعي والفهم قضية دائمة, أيضا الفقه هو علم الفروع, بمعني أن الإسلام فيه أصول( ثوابت) لا تتغير بتغير الزمان والمكان مثل العقائد كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وقواعد الإسلام وثوابت الإسلام وأركانه وقواعد الإحسان, أما الفقه ومنه السياسة فهذه فروع تتجدد وتتغير بتغير الزمان والمكان,

وعموما فالتجديد في الفقه سنة من سنن الله في الكون, والفقه نوعان: فقه الواقع والواقع متغير ودائم التغيير, وفقه الأحكام التي لابد أن تتنزل علي الواقع, ويعقد القرآن بين فقه الواقع وفقه الأحكام, فالفقه لأنه علم الفروع يتطور دائما وأبدا, بينما ثوابت الإسلام لا تتغير ولا تتبدل, فنحن في حاجة لفقه جديد, لكن هذا الفقه الجديد يقوم به العلماء المتخصصون وليس الهواة,

, إذن نحن في حاجة لتجديد الفقه وفقه الواقع والأحكام, ونعقد القران بين فقه الواقع وفقه الأحكام, لكن الذي يصنع هذا هم الفقهاء والعلماء المتخصصون الذين يدركون علوم القرآن والسنة والاجتهاد والتراث, فنحن أمة تمتلك تراثا فقهيا تباهي به الدنيا.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)