shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  كتب/ عبدالله ناصر بجنف

السبت, 20-مايو-2017
صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
تقع قرطبة في جنوب إسبانيا وهي من ضمن المحافظات الثمانية التابعة لمقاطعة اندالوسيا, تحتل قرطبة مساحة 1225 كيلومتر مربع وعد سكانها 326609 نسمة حسب احصائية عام 2016, تبعد عن العاصمة الإسبانية مدريد مسافة 398 كم وعبر القطار السريع لايتجاوز ساعة وخمسة واربعون دقيقة للوصول اليها وهي قريبة من إشبيلية عاصمة مقاطعة أندلوسيا تفصلهما مسافة 145 كم , قرطبة مدينة هادئة, تداعب الوادي الكبير وأبرز مدن الأندلس في عهد الوجود العربي الإسلامي, كل من يزوها فان هدفة الرئيسي هو التعرف على جامع قرطبة أبرز معالمها الأثرية والمعمارية في وسط المدينة القديمة, الحديث عن الاندلس بصفة عامة وقرطبة وجامعها بصفة خاصة لابد من ذكر أبو المطرف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي (صقر قريش) والمعروف أيضًا في المصادر الأجنبية بلقب عبد الرحمن الأول باعتبارة من أبرز الشخصيات التاريخية التي كان لها دور محوري في نهضة قرطبة, فر من الشام إلى الأندلس في رحلة طويلة استمرت 6 سنوات ونجا من قبضة العباسيون والذين كانوا يلاحقون أمراء بني أمية بعد سقوط الدولة الأموية في دمشق في عام 750 ميلادية. وصل عبدالرحمن الداخل الى الحكم وكان عمره 25 عما وقد تحالف معه البربر والموالين وأبو الصباح حيّ بن يحيى اليحصبي زعيم القبائل اليمانية في أشبيلة ضد يوسف الفهري والمدعوم من قبل زعيم القيسيين الصميل بن حاتم. في مدينة المنكب الواقعة في غرب قرطبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط تم نصب تمثال تخليدي لعبدالرحمن الداخل في عام 1984 يبلغ ارتفاعها 5 امتار وهي تخلد ذكرى وصول هذا الامير الى مرفأ صغير عند ثغر المنكب في عام 755 ميلادية للنحات الإسباني ميغيل مورينو روميرو كما صادف رفع الستار عن هذا التمثال من ضمن احتفالات مدينة المنكب بالملتقى الإسباني العربي الأول وعلى لافتة معدنية تم تدوين مقطع من قصيدة عبدالرحمن الداخل عن النخلة التي جاء بها من المشرق
يا نخل أنت غريبة مثلي
في الغرب نائية عن الأصلِ
عند زيارة اي موقع أثري من أصعب اللحظات التي يواجها الزائر هو الازدحام والاندفاع وبعض الاحيان الضوضاء مما يعقد التركيز على بعض التفاصيل الهامة والتي تختفي من انظارنا وخاصة النقوش والمخطوطات والكتابات في العديد من الآثار الإسلامية في إسبانيا منها قصر الجعفرية في سرقسطة وقصر الحمراء في غرناطة والأهم نجده في جامع قرطبة حيث مازالت بارزة وهي نوعان, الأولى تبرز آيات القرآن الكريم وتبدا دوما بالبسلمة والثانية توثق تاريخ البناء وأسماء الذين تبنوا تمويلها ماليا وفي أي عهد من حكم أمراء قرطبة وكذلك المشرفين والعمال الذين ساهموا فيها وهي معلومات هامة ساهمت في تسهيل مهمة علماء التاريخ والآثار في صياغة دراساتهم بادق التفاصيل. أمر عبدالرحمن الداخل بتشييد المسجد الجامع في عام 785م في هذه المدينة العريقة وبعد توسعتة تحول الى ثاني اكبر المساجد في العالم بعد المسجد الحرام. كانت مقاييس الجامع الأول 25 م × 65 م وقد توالت توسعتة في الفترات اللاحقة وكان اخرها في عهد محمد بن أبي عامر المنصور في عام 987م فأصبحت مقاييسه 125 مترا × 180 مترا لتكون مساحته 22500 متر مربع وكان يتسع لـ 40 ألف مصل كما احتوى على مدرسة وعلى مكتبة ضخمة تضم نحو 400000 مخطوطة مجلدة بالجلد القرطبي المزخرف, بلغ ارتفاع المئذنة 23.5متراً أما الحرم في حتوي على صفوف من الأعمدة قدّر ما كان من عددها إبان الحكم العربي بين 1013 و1290 عموداً لم يبق منها إلى اليوم سوى 856 عمود، وهي من المرمر والرخام وحجر اليَشَب والحجر السماقي، تزينها تيجان أعيد استعمالها من أبنية قديمة ومحراب الجامع يعتبر تحفة متميزة يتوقف امامها كل الزوار فهي ذات تجويف سباعي الأضلاع مطلي بالذهب ومزين بالفسيفساء من الميناء المزجج ومزخرف بقطع من الرخام وبنقوش من الذهب على أرضية زرقاء وقرمزية وعلى قاعدة عمودي المحراب نجد كتابات بالخط الكوفي بماء الذهب خلفة باللون الحمراء هذا نصه بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) أمر الامام المستنصر بالله عبدالله الحكم أمير المؤمنين أصلحة الله موليه وحاجبه جعفر بن عبدالرحمن رضي الله عنه بنصب هذين المنكبين فيما أسسه على تقوى من الله ورضوان قتم ذلك في شهر ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة الموافق ديسمبر 965م. ظهرت بعض الاختلافات حول ملكية جامع قرطبة بعد ان حولت الكنيسة الكاثوليكية جامع قرطبة الى ملكيتها في عام 2006 وشطبت اسم المسجد من موادها الدعائية المطبوعة والمنشورة على شبكة الانترنت, كما ان حادثة اختفاء اسم المسجد من خرائط غوغل لعدة أسابيع في أواسط نوفمبر عام 2014 قد تسبب بضجة كبيرة وتحت الضغط الشعبي استجابت شركة غوغل وتم إعادة اسم مسجد بجانب كاتدرائية, في نوفمبر 2015 أصدر 100 من العلماء والباحثين المتخصصين في التراث الإسلامي في 36 جامعة من عشر دول وثيقة تدافع عن الملكية العامة لمسجد قرطبة التاريخي وخاصة وان المعالم الأثرية في كل مراحلها التاريخية هي ملك للبشرية, في 29 مارس 2016 اعترفت أبرشية كاتدرائية قرطبة بخطاء شطب اسم مسجد من كل المواد الإعلانية والكراسات الترويجية الورقية والإلكترونية وتم إعادة وضعة من جديد في صفحتها الرسمية وفي جميع الإعلانات الدعائية لتنهي بذلك جدل استمر لفترة من الزمن وبهذه الخطوة ستساهم في جعل مسجد وكاتدرائية قرطبة ملتقى مفتوح للجميع ورحب لتعايش الديانات والحضارات وخاصه وان هذا الصرح الديني والمعماري والثقافي والأثري يستقبل سنويا أكثر من مليون زائر من جميع أقطار العالم, لذلك قررت بلدية قرطبة تشكيل لجنة من الخبراء في شؤون التاريخ والاثار برئاسة فيديريكو مايور ساراقوسا المدير العام السابق لمنظمة اليونسكو في الفترة من 1987 الى 1999 من اجل وضع الخطوط العريضة لاستعادة ملكية جامع قرطبة لتكون ملكية عامة وارث تاريخي لجميع البشرية كما حذرت الكنيسة من تشويه المعالم الإسلامية والتي تهدف طمس الحقائق التاريخية والتي ومازالت تحتفظ بملكيتها لجامع قرطبة منذ عام 2006 علما بانه تم إدراج جامع قرطبة في قائمة الثراث العالمي لليونسكو في عام 1984 عندما كانت ملكية عامة, في 20 يونيو سوف يبداء الخبراء في اعداد تقريهم ومن المقررالانتهاء منه وتسليمه الى بلدية قرطبة في نهاية هذا العام وهي مهمة شاقة وطويلة وخاصة وان الكنيسة مازالت تتمسك بملكيتها وتحظى بدعم الاحزاب اليمينية وخاصة الحزب الشعبي الحاكم وفي المقابل تتطالب الاحزاب اليسارية ومنظمات المجتمع المدني ومواطني مدينة قرطبة بضرورة تحويل جامع قرطبة الى ملكية عامة باعتابرها رمز للتعايش بين الأمم والثقافات والحضارات والأنظمة وهي مقياس لمدى وعي وإدراك البشرية بان هذا العالم واحد يجمعنا أواصر الإخوة والصداقة والتضامن والمحبة والسلام بغض النظر عن اللون والعرق والدين والانتماء الوطني والتوجة الفكري والعقائدي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)