shopify site analytics
المنشد المجاهد عدي السفياني الليث اليماني في محراب الذود عن الوطن - هل ماتزال السيارات والعمارات عالقة في مياه البحر المتوسط في ليبيا - هيئة التأمينات تصرف النصف الثاني من معاش سبتمبر 2020 للمتقاعدين المدنيين - تفاعل كبير مع فيديو أسر مجندات إسرائيليات - من حضر ومن مثّل الزعماء العرب في وداع الرئيس الإيراني الراحل - مواقف روسيا والبحرين متقاربة إزاء العديد من القضايا الدولية - الاتحاد الأوروبي يهنئ اليمنيين ويؤكد التزامه بوحدة اليمن - الحسني يشن هجوما لاذعا على الانتقالي الحنوبي - عيدروس الزبيدي يدعوا إلى تقسيم اليمن والسعودية تلتزم الصمت - افراح ال المصنف بصنعاء -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عبد الباري طاهر

الأحد, 21-مايو-2017
صنعاء نيوز/ عبد الباري طاهر -
إعلان عدن التاريخي مؤشر للاتجاه الأشد خطورة والذي يتجه إليه الصراع في اليمن وعليها. فهذا الإعلان الآتي في سياق الصراع داخل الشرعية يخفي هو الآخر أو يستبطن صراعات أخرى تمتد أو ترجع إلى كارثة يناير 86 ، وقد تعود إلى ما قبل الاستقلال. والصراع الذي يقوله الإعلان ليس معزولا عن الصراع في اليمن كلها، وهو أيضا تعبير عن محاولة حلفاء الحرب الأساسيين : السعودية والإمارات العربية المتحدة إسناد كل منهما الحليف الأساس وفي كل شطر. فهل تكتفي الإمارات بمساندة طرف الحراك المسلح والسلفي الموالي، بينما تسند السعودية التجمع اليمني للإصلاح في الشمال والأطراف القريبة منه؟ أو هل يرى الطرفان الأساسيان في الحرب على اليمن أنه قد حان أوان التقاسم بعد أن استعصى الحل العسكري ؟ أو هل يريان الاكتفاء بما وصلا إليه وتثبيت الأمر الواقع أو الذهاب إلى ما هو أبعد؟

إعلان عدن ومؤشرات غزل متبادل بين صالح و ولي ولي عهد السعودية له دلالة . السعودية ذراعها طويلة ممتدة في اليمن، وكثير من أدوات السلطة في الجمهورية العربية اليمنية منذ انقلاب 5 نوفمبر 1967 تحت نفوذها باستتثناء فترة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي أو فترة وجيزة منه؛ فقد كان الحكم بيد الموالين أو فلنقل حلفائها سواء في المؤتمر الشعبي العام فيما بعد أو تيار الإسلام السياسي التجمع اليمني للإصلاح لاحقاً، وإن كانت علاقتها بالإسلام السياسي وبعض شيوخ القبائل أقدم وأعرق رغم ما يشوب هذه العلاقة بين فترة وأخرى من تقلبات .

تستطيع السعودية – أستغفر الله العظيم- أن تجمع الشتيتين بعدما... فصالح والإصلاح حلفاء الأمس القريب، وباستطاعتها إصلاح الشأن وإعادة المياه إلى مجاريها . قد يكون حلفاء الأمس خصوم اليوم أيضا راغبون في اجتماع الشمل خصوصا إذا كان الخطر الداخلي يتهدد الطرفين، وكان الضامن والمصلح ولي النعمة . لن يكون أنصار الله هم الخاسر الأكبر؛ فلأنصار الله منافذهم وقنواتهم، والمأخذ الوحيد عليهم العلاقة بإيران وحزب الله، وهم يستطيعون الخلاص منهما، فقد يتعلمون من حليفهم صالح أو حتى من الإصلاح، فالحكمة ضالة المؤمن، خصوصا وإيران وحزب الله يفقدان أوراقهما في سوريا والعراق وحتى لبنان .

اكتفت بريطانيا العظمى بمستعمرة عدن، وأقامت مع المناطق الأخرى اتفاقية حماية وأبقتها كما هي دون أي اهتمام ماعدا دعم الشيوخ والسلاطين؛ فكيف ستتصرف الإمارات العربية المتحدة؟ الحراك المسلح طرف واحد من عدة أطراف، والزبيدي لا يمثل كل الحراك المسلح، كما أن هاني بن بريك لا يمثل كل السلفيين رغم عدم إنكار دورهما. لا يمكن اختزال الجنوب في طرف واحد أو بالأحرى في فصيل من فصائل الحراك المسلح، فهناك حراك مسلح خارج الإعلان، وهناك حراك سلمي، هو الأوسع نفوذا وامتدادا، وهناك تيارات أخرى ومحافظات ومناطق لا تقبل بالإعلان المبتسر والارتجالي كقرارات عبد ربه نفسه، ثم إن هناك القيادات التاريخية، ولا يمكن إلغاء دورها فهي لا تزال جزء أساسيا في أي حل.

المأزق الحقيقي أن الإعلان قفز على كل الحقائق والوقائع التي تحكم عالم اليوم، وتمثل مرجعيات الحل السياسي لليمن كلها، وهو يتجاوز المؤتمر الجنوبي بالقاهرة عام 2011 والذي وقعت عليه أطراف عديدة فاعلة وحية من القيادات الجنوبية في الداخل والخارج. ثم وهذا هو الأهم يتجاهل الشرعية المعترف بها وطنيا وعربيا ودوليا؛ فالإعلان قفزة في المجهول، وقد تكون نتائجه أو أضراره على المطالب الجنوبية أخطر من خطره على القضايا الوطنية الأخرى .

يرتدي الإعلان لبوس التمرد على الشرعية، والجنوح للانفصال، بينما تتمسك الشرعية بالوحدة، وعمق الصراع هنا وهناك صراع سلطة يجري التقاتل عليها في الشمال والجنوب، وداخل كل شطر على حدة. والسؤال هل الحكام في السعودية والإمارات، وهما الطرفان الأساس في الحرب يتغاضون عن صراع حلفائهما مؤقتا لإعادة صياغة ورسم طرائق وأساليب حربهما المدمرة ؟

القضية الأساس في حرب 94 أن الطرف الأقوى في الوحدة لم يقبل بندية شراكة الجنوب، وقبلها الطرف الأقوى لم يقبل شراكة الأطراف الأخرى، وكانت الصراعات بين الشمال والجنوب وداخل كل شطر على حدة صراع قوة وتغلب وانفراد، وهو النهج السائد اليوم؛ ففي صنعاء لا يقبل الطرفان الحليفان ببعضهما، وهما تحت القصف، ولو توقف القصف لقصف بعضهما بعضا.وقصف التهم والتشكيك تمهد دائما وتؤشر للقصف الأعنف. وفي الجنوب يقصي طرف كل الأطراف المشاركة معه في الحرب. والشرعية الموجودة في الرياض والقائمة على الوفاق وبالوفاق سواء في مبادرة التعاون الخليجي أو مخرجات الحوار تقصي الأطراف المتحالفة معها باستثناء الإصلاح، ويصل الإقصاء إلى الأطراف الأساسية في الحراك الجنوبي المسلح والسلفيين أيضا الموجودين على الأرض حلفاء الطرف الإماراتي الثاني في الحرب الخارجية والأول في الجنوب. ولا يمكن التبرير للإقصاء بالإقصاء فكلها ذرائع استمرار الحرب وتوسيع دائرتها الجهنمية، ولا بإعلان الانفصال؛ لأنه يعقد الأمور، ويطيل أمد الحرب.

صحيح أن القضية الجنوبية أس القضايا الوطنية التي فجرت الوضع، وأطاحت بصالح. والمأساة أن يستمر تجاهلها أو ادعاء طرف واحد أيا يكن هذا الطرف تمثيلها، ولا يمكن حلها دون توافق إرادة كل مكوناتها، كما يستحيل حلها بعيدا عن القضية اليمنية والحرب الدائرة.

نعرف أن قرارات عبد ربه لاتخضع لمستشاريه باستثناء الإصلاح، ولا تخضع أيضا للأطراف اليمنية المتشاركة معه. فهل أيضا تصدر دون التشاور مع حلفائه: السعودية والإماراتيين شركاء الحرب، أو بالأحرى القادة الفعليون للحرب والمملون الأساس لها وسادتها، فإن كان بدون استشارتهم فتلك مصيبة، وإن كانت بمشاورتهم فالمصيبة أعظم، وهو ما نتوقعه .

في اليمن، كما في المنطقة العربية كلها، انتصر السلاح وجلاوزة السلاح على الكلمة. ينتصر منطق الحرب على لغة السلام، ويعتقد حكام الغلبة أنهم قد تخلصوا وإلى الأبد من ثورة الربيع العربي. رياح الحرب المزلزلة تعصف بالمنطقة العربية كلها، وإذا كانت حروب الأربعينات وما قبلها وما بعدها قد أو قدتها دعوات التحرر والاستقلال؛ فالثورة والجمهورية والوحدة العربية فإنها اليوم تخاض للمزيد من التفكك والتمزق، وتحت ألوية الدفاع عن المذهب والعقيدة والطائفة وتخوم المناطق والقبل والجهات .

شرعية الأطراف كلها اليوم السلاح: الحكم به والاحتكام إليه. والسلاح قد يحقق في مدى زمني معين حكم القهر والدكتاتورية والشمولية، ولكنه أعجز عن أن يغرس في النفوس السلام أو يحقق العدالة أو ينتصر للتعايش والتآخي، وبناء إرادات وطنية وحرية وديمقراطية وعدل .

تجارب الأمم والشعوب الحية تشهد أن اليابان لم تبن إلا بعد الخلاص من السلاح ومن العسكرية الفاشية، ولم تبن الهند العظيمة إلا بالديمقراطية والنضال السلمي. ضعف الباكستان وانقسامها له علاقة بالدكتاتورية، ولم ينقذها النووي. واهتمام كوريا الشمالية وإيران بامتلاك النووي يكون على حساب ازدهارها ورخاء شعوبهما . ألمانيا الديمقراطية القوة في الاتحاد الأوروبي لم تبن إلا بالخلاص من إرث وتركة هتلر . لنأخذ الدرس والاعتبار من ماليزيا وسنغافورة الدولتان الصغيرتان الحديثتان اللتان تتبوأان مكانات مرموقة في الازدهار والحداثة بفضل التركيز على بناء الإنسان: أمنه وسلامه وحياته .

خلال ما يقرب من ثلاثة عقود عشنا أكذوبة التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل في سوريا . ما أنفقه صدام والقذافي والعربية السعودية وبعض دول الخليج العربي على السلاح كان يكفي لأن تكون الأمة العربية قوة عالمية، وتخلص من الصراعات والحروب، وتنجز تحرير فلسطين، وتنافس أرقى أمم الأرض . من ينسى منا هوس صالح باستعراض كل قوته العسكرية دوريا وفي كل مناسبة وبدون مناسبة استعراض الجيش والأمن والقوة في شعب يأكل جائعوه من براميل القمامة، وتحصده الأوبئة الفتاكة والجوع والاحتراب .

القتلى بالحروب خلال العامين الماضيين أكثرمن عشرة آلاف، ولا يستبعد أن يكون قتلى الجوع والأوبئة الفتاكة ومنها الكوليرا التي تجتاح أربعة عشر مدينة يمنية أكثر من قتل الحرب إن لم توقف الحرب، ويجري إنقاذ اليمن .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)