صنعاء نيوز/ بقلم المحامي / محمدالمسوري -
الجماعات الدينية المعاصرة التي تتصدر المشهد العام تنحصر بشكل أكبر عن غيرها من الجماعات الأخرى في الاخوان المسلمين والشيعة والوهابية.
وإن كانت الشيعة تنقسم إلى فرق متعددة ومختلفة إلا الشيعة الأمامية هي الفرقة التي تتصدر المشهد عن بقية الفرق الأخرى.
ويتسأل الكثير عن حقيقة هذه الجماعات وما سر الخلافات الكبيرة والتنافر بينهن والتحريض المستمر من هذه على تلك.
ولمعرفة خفايا الأمور.
فكان لابد من كشف المستور ومن داخل تلك الجماعات فأهل مكة أدرى بشعابها.
علماء من داخل هذه الجماعات كشفوا لنا حقائق هامة جدا كنا نجهلها ونجهل الداعم الأول لهما.

يقول المحامي المصري الشهير والقيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور ثروت الخرباوي في كتابة (سر المعبد) أن مؤسس الجماعة حسن البنأ إستلم أول مبلغ مالي لتأسيس الجماعة وهو خمسمائة جنية ذهب من بريطانيا عبر مندوبها في قناة السويس.
وأكد الدكتور الخرباوي في كتابة المذكور بأن حسن البنأ كان شيعي الفكر ويحلم بتشكيل جيش قوي على غرار الجيش السعودي أنذاك ولكن موته حال دون إكمال مخططه ليأتي من بعده من حرف مسار فكر البنأ إلى المنهج السني المتشدد والمكفر لمن يخالفهم.
وأستدل الخرباوي على ذلك بعلاقة حسن البنأ مع الخميني الذي زار مصر سرا أثناء قدومة من بريطانيا متجها بعدها إلى إيران قبل الثورة الإيرانية.
وأنهما عملا معا لتأسيس مدرسة التقريب التي تهدف إلى التقريب بين السنة والشيعة ونشر المذهب الشيعي داخل مصر.

العلامة والمفكر الشيعي الكبير الدكتور موسى أبو الحسن الموسوي المعارض لأفكار ومعتقدات الشيعة الأمامية يقول في كتابه (الشيعة والتصحيح .. الصراع بين الشيعة والتشيع) بأن الكثير من البدع التي أدخلت على المذهب الشيعي كان مصدرها بريطانيا سواء عبر سفارتها في الهند ومن بعدها عبر السفراء البريطانيين في العراق وإيران وباكستان وغيرها.
وكذلك الحال بالنسبة لمحمدعبدالوهاب مؤسس الوهابية الذي جاء من مدارس الإستعمار بإستعمار مذهبي جديد خرج عن الشريعة الإسلامية في أمور كثيرة حاله كحال جماعة الإخوان المسلمين والشيعة الإمامية.
ليتضح من خلال ما سبق وتأكيدا لما أوردته في الحلقة الأولى أن الصهاينة ومعهم الأمريكان صنعوا للمجتمع الإسلامي جماعات دينية شوهت صورة الإسلام.

ولو ركزنا على جماعة الإخوان المسلمين والشيعة الإمامية وأثرها على المجتمع اليمني بإعتبار تواجدهما في اليمن أكثر بكثير عن الوهابية التي تحاول الدخول إلى اليمن ولكنها تواجه هاتين الجماعتين ولن تسطيع إقتحام المجتمع اليمني إلا بالخلاص منهما.
وهذا ما عملت على تحقيقه ويتحقق لها فهلا وسابق الأيام تشهد بذلك ونشهد بها جميعا.
فسنجد أنهم في أحداث الربيع العبري عام 2011م إجتمع الإخوان المسلمين وجماعة الحوثي المحسوبة على المذهب الشيعي وتكاتفوا ضد لإسقاط النظام.
وبعدها سيطر الإخوان المسلمون على زمام الحكم وقاموا فورا بمحاربة الجماعة الحوثية وبعد ثلاث سنوات سيطرت جماعة الحوثي على معظم محافظات الجمهورية بدعم من عبدربه منصور هادي الذي وفر لهم الإمكانيات اللازمة لمحاربة الإخوان المسلمين وطردهم من اليمن إلى خارجها وأنقلب السحر على الساحر هادي.
ليقوم الإخوان المسلمون مع هادي بعدها بالاستعانة بالعدوان الخارجي تحت مبرر محاربة المد الشيعي الإيراني ومزعوم إعادة الشرعية.

وهكذا أصبحت كل جماعة تحارب الأخرى ليس لأجل الدين وإنما لأجل الوصول إلى كرسي الحكم.
وتسعى الجماعة الوهابية إلى القضاء على الجماعتين وإن كانت تزعم وقوفها مع إحداهما ضد الأخرى لكي يخلو لها المكان وهي تعمل بقوة في نفس الوقت.
المخطط خارجي والتنفيذ داخلي..

ترقبوا في الحلقة القادمة.
البدع التي أدخلت على مجتمعنا الإسلامي وبدأ ظهورها في اليمن.

#خواطر_المسوري_الرمضانية
#أحد_أحد
#حفظ_الله_اليمن_وشعبه_العظيم
المحامي محمدالمسوري
28 مايو 2017م