shopify site analytics
نجوى كرم تثير الجدل بـ"رؤيتها" - بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار! - فريق جامعة ذمار يحقق فوزاً جديداً في كرة القدم - الخميسي يكتب: مات ساجداً ..! - رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - فاروق سلوم

الإثنين, 05-يونيو-2017
صنعاء نيوز/ د . باسل مولود الطائي - د . سفانة شعبان الصافي -
النص :
هواء



مثل حوت ٍ قديم
يخرج من الأعماق
ليلامس الفضاء
و ينفث من صدره
المياه والبقايا
والخطايا والآثام
كذلك هي
كتابتي


يرى العديد من الدارسين استنادا إلى نظرية الاتصال بإن النص يمثل اذن، ضمن عملية الاتصال وحدة لغوية اتصالية تحمل موضوعاً، وأداة لغوية رابطة تصل بين شريكين من الفعل الاتصالي (الإبلاغ)، حيث أن العلاقة بين فعل الاتصال والنص، هي علاقة تكاملية لتلازمهما ، والفعل الاتصالي بدورهُ متضمن في الاتصال اللغوي الذي ينظم بدوره ضمن الاطار العام للتفاعل الاجتماعي، وبناء على ذلك فإن آلية الاتصال لا تعتمد على دور كل من المرسل والمتلقي بوصفهما طرفي الاتصال فحسب، بل يساهم في انجاحها عوامل كثيرة يجب مراعاتها ومن بينها الخصائص الاجتماعية والثقافية والمعرفية والنفسية لكل من المرسل والمتلقي، ومحتوى الرسالة، والهدف منها، وبيئتها الزمانية والمكانية، وقناة البث، والموقف، والعوامل السياقية، والكفاءة الاتصالية، لذلك لم تجد القصيدة التفصيل في الحكي، واعتمدت على المشاهد الدالة وحدها، متنقلة بين الكنايات اللافته، والمجازات المرسلة الكاشفة، مستبدلة بالاستعارات المركبة والاشارات المبينة على ملامح الشخصية الجسدية والثقافية.
فاروق سلوم في هذه القصيدة قد ضمنها طاقات فنية وقيمة جمالية تفصح عن غايته الفنية ، والاسلوبية ، وعمق المعاني والذي هو اهم انموذج يحفل بعناصر التصوير البياني وكان النص باذخ بالصور الجميلة والدقيقة.
ومن مجموعة عوامل مهمة اتت اهمية تحليل قصيدة (هواء) للشاعر فاروق سلوم والتي تعد من الخطابات التحرضية على العلم والمعرفة، تحمل مضموناً علمياً اجتماعياً ليس منبثقاً من عدم، بل هو نتاج عدة تفاعلات تاريخية ونفسية واجتماعية وثقافية ولغوية في آن واحد، وموجه من متكلم الى متلق بقصد الاتصال به، والتأثير فيه لا قناعه بمضمون هذهِ الرسالة وحمله على اتخاذ موقف معين وملائم إزاء أمر يتعلق بالكتابة وطلب العلم واهمية تلك الكتابة، وذلك عبر ايقاع سهل غير معقد وتراكيب يسيرة خالية من الرمز والأوصاف المكررة، ولغة مباشرة ومؤثرة ترصد الواقع وتعبر عن احوال النفس وانفعالاتها وتتكئ على الفاظ المعجم اللغوي بحيث يمكن ان يفهمها اي قارئ للغة مهما كان مستواه بسيط، وحتى الافكار التي عبر عنها من تلك التي يمكن ان يتقبلها الكاتب او القارئ البسيط بكل سهولة تبدأ القصيدة بحوار الشاعر مع الروح او مع الذات او النفس
(هواء...
مثل صوت قديم...
يخرج من الأعماق...
ليلامس الفضاء وينفث من صدره...
المياه والبقايا...
والخطايا والآثام...
كذلك هي كتاباتي)
وهو اشبه بما يسمى بالمنلوج الداخلي أو الدراما ولكن الإختلاف هنا هو أنّ الآخر يتكلم ويتحاور وليس صامتاً ومستمعاً فقط كما هو في المنلوج الدرامي، اي انها خلقت من روحها شخصية اخرى تحاورها وكان الحوار قائم بين الجسد والروح، وقد داب فاروق، سلوم على العزف على وتر هذه الثنائية والفصل بينهما باعتبارهم عالمين متناقضين مختلفين

مثل حوت قديم..
يخرج من الاعماق..
ليلامس الفضاء...
وينفث من صدره
ويعد الشاعر فاروق سلوم من الجيل الأول الذي درس العلوم الحديثة ونهل من أصول المعارف الادبية مختلفاً بذلك عن جيله من الرواد وقد انعكست ثقافتهُ الواسعة على شعره واسلوبه الا ان ذلك لم يمنعهُ من مزاولة هذا النوع من الشعر، حيث اعتنت حافظتهُ به عندما كان يتقلد الوظائف والمراكز المهمة اضافة الى اتصاله بالأساتذة والشعراء والكبار ويتصف شعره بالجزالة والبراعة اللغوية ولاحظنا ان هناك تعاطف كبير بين الشاعر وموضوعه قد اخذت منحاها الاشد في هذه القصيدة حيث اصطيغت موضوعها بطابع علمي وعلاقة كتابية وعلمهُ بشخصيته
وغدت هذه القصيدة محض تهويمات شخصية، قد لا حظنا هنا اختلاط الواقعي بالمتخيل.
مثل صوت قديم...
يخرج من الاعماق...
ليلامس الفضاء وينفث من صدره
المياه والبقايا
والخطايا والآثام..
كذلك هي... كتابتي
فأنفعالات الشاعر تصب في هذا الجانب الذي وجده مناسباً للتنفيس عن اختلاجاتهُ، ان اسلوب الجدية واضح على التركيب الندائي لهذه القصيدة، وقد نجد في هذا التركيب الندائي بدلالات تحمل تأنيب النفس وتحقير بعض التصرفات، وهي دلالات تتجه الى المتلقي الخاص للتقليل من شأنه والحط منه وفي الوقت نفسه تحمل مشاعر المتكلم تجاهه، وهي ترجع الى الوظيفة الانفعالية، اذا ان المتكلم له الحضور الاوسع في الصياغة
وينبعث من صدرهُ
المياه والبقايا
والخطايا والآثام
ونقول يبقى الاديب ابن بيئتهُ ومجتمعه على الرغم من كل الظروف المحيطة به والتطورات التي تحاصره، وتريد قطع جذوره الفكرية، خاصة الموروث التاريخي، والاجتماعي، والديني، والأدبي، الذي يمتد لفترة ليست بالقصيرة، ولا يمكن باي حال من الأحوال فصل هذا الموروث الكبير عن الاديب وثقافته.
وليس عيباً ان نعود ونستسقي من ينابيع المعرفة القديمة بل العيب – كل العيب - أن نهمل هذا الموروث ولانطوره ؛ لأن العلم الحديث جزء لا يتجزء من العلم القديم نستلهمه بطريقة المحاورة، وهذا عمل النثر لما له من روابط تربطه بالموروث الثقافي وهذا ما وجدناهُ في جميع اعماله بصورة عامة وفي هذه القصيدة بصورة خاصة وبهذا نكون قد انتهينا من قرأتنا لقصيدة (هواء) للشاعر فاروق سلوم.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)