shopify site analytics
كتب المفكر العالمي والفيلسوف الفرنسي راجوي غارودي - القدوة يكتب: عواقب خطيرة بعد السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح - التراجع عن مواصلة غزو رفح أو إغلاق البحرين الأحمر والأبيض واجتياح - احباط عملية تهريب كميات كبيره من الحبوب  المخدرات بعمران - ضبط بضائع ومبيدات وأدوية مهربة وفاسدة بصنعاء - حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لمتحف مؤقت - الجريمة الإلكترونية في الشريعة الإسلامية في اليمن - فساد العقول: قنوات الأطفال الفضائية تُسمم المجتمع - اجتماع هام لبحث إكمال وتجهيز مبنى كلية الحاسبات بجامعة ذمار - مطالبه باطلاق سراح المهندس المليكي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د. عبدالرزاق بني هاني

الأربعاء, 05-يوليو-2017
صنعاء نيوز/ د. عبدالرزاق بني هاني -
عندما كنت طالباً، في مرحلة البكالوريوس، سمعت من أستاذي، وكان اسمه جون سويني، رأياً لم استوعبه، ولم أصدقه آنذاك، عن "علم الجهل" !
وعن تخصص فرعي في التاريخ اطلق عليه psycho-history، أي التاريخ النفسي،
وكان ذلك في العام ١٩٧٦ !
فكنت كثيراً ما أردد في نفسي : هل هناك علم اسمه : "علم الجهل والتجهيل ؟" مثلما يوجد علم اسمه الفيزياء أو ما شابه ؟ وكيف للعلم أن يكون مُجهلاً؟ ...

وبقيت على رأيي هذا، إلى أن أخبرني صديق لي، أمريكي، يعمل في مؤسسة "راند البحثية Rand Corporation" ، بأن هناك مؤسساتٍ، تابعة لحكومات دولٍ عُظْمَى، ومنها حكومة الولايات المتحدة، متخصصة في هندسة الجهل، وصناعته، وتغليفه بأرقى الأشكال، ثم تسويقه على نطاقٍ واسع ..!

من هم مستهلكو سلعة الجهل، حسب رأي صديقي ؟
قال هم ثلاث فئات في كل مجتمع :

*الفقراء في المجتمع، وجلهم من الأقليات الاجتماعية والدينية، وعمال البلديات، وفقراء المناطق النائية، وفقراء الريف، وعمال المزارع، وما شابه هذه التصنيفات.
لكن الفاجعة كانت شمول معلمي المدارس ، وأساتذة الجامعات، في الفئة المستهدفة من هذه السلعة الملعونة !
وحسبما أخبرني به، فقد تصل نسبة هذه الفئات كلها، في الولايات المتحدة لوحدها، إلى ٩٠٪‏ من حجم السكان،
و
*المغفلون، الذين يعملون في الحكومات، وعلى وجه الخصوص حكومات الدول الفقيرة، وبالتحديد فئة التكنوقراط (الفنيين)،
الذين يقدمون النصح والمشورة لمتخذي القرار في دولهم، فيتم تدريب هؤلاء على تمرير الجهل، وتبريره، تحت مسمى النظرية والعلم والإمكانيات والموارد،
ويأتي في مقدمتهم المعنيون بالشأن السياسي و الاقتصادي، إذ تنحصر مهامهم في بث روح اليأس في نفس صاحب القرار من إمكانية الإصلاح ... وممارسة الكذب والكذب والكذب، على عامة الناس وترسيخ الأكاذيب في أذهان العامة على أنها حقائق لابد أن يدافعوا عنها ...

من جملة ما اخبرني به صديقي، وكان من أخطر ما قاله، بأن بث العداوة بين الأشقاء يندرج تحت صناعة وتسويق الجهل،
وهو ما اجتهد به صانعو الجهل منذ العام 1906 !
فسألته : ألهذا التاريخ يعود تطور هذا العلم ؟
فقال : نعم ، منذ مؤتمر هنري كامبل بانيرمان Henry Campbell Bannerman، والذي انعقد في لندن، ودام لشهرٍ كامل، وتم فيه رسم السياسة المتعلقة بالمنطقة العربية، قبيل انهيار الدولة العثمانية،
ومن تلك السياسات أن تطلُبَ الدولة العربية تأشيرة دخول للمواطن العربي، الذي كان من التبعية العثمانية، ويعيش على بعد أمتارٍ معدودة من حدودٍ رسمها ساسة المؤتمر !!!!
كان أحد وزراء بنرمان، اسمه ريتشارد هالدين، قد قال متهكماً على حديث نبيكم "الأردن (بلاد الشام) أرض الحشد والرباط ؟" .. قال : سأجعل من الأردن (بلاد الشام) شعوباً متناحرة " !!

وللأمانة، فإن حديث صديقي الأمريكي قد أذهلني .. وكنت أترنح بين الحقيقة والخيال من سطوة أفكاره ومعلوماته التي أضافها إلى مخزوني المتواضع ..!

أقرأ كثيراً في السياسات المحلية للدول المختلفة .. وعندما أدقق في عمق الأوضاع السائدة، في الدول المعنية، لا أستطيع أن ادحض مصداقية هذا العلم، وهندسته، وصناعته .. وآثاره المدمرة ..
فاتعظوا يا أصحاب العقول .. وتباً للجهل والتجهيل .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)