shopify site analytics
اجتماع هام لبحث إكمال وتجهيز مبنى كلية الحاسبات بجامعة ذمار - مطالبه باطلاق سراح المهندس المليكي - مصلحة التأهيل تختتم دورة تأهيلية لمختصي الجوانب الثقافية - المشهد الدولي..عالم بلا بريك !! - تركيا تؤكد إنها لم تخفف إجراءات حظر التصدير لإسرائيل - الحوثي: لدينا خيارات مهمة جدا ومؤثرة تجاه الصهاينة - هل فاز ريال مدريد على بايرن ميونخ بقرار متسرع من الحكم؟ - مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا - دحيّة الفنان سعود أبو سلطان " الثوب الأبيض " يملؤها الغزل والتغنّي - الدكتاتورية في إيران والتصدي لها! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - السفير د. عبدالله الأشعل

الأحد, 16-يوليو-2017
صنعاء نيوز/ السفير د. عبدالله الأشعل -
لم يعد المواطن العربى بحاجة إلى أن يجهد عقله المكدود أو فكره المشتت لكى يفهم السيل المتدفق من تطور الأحداث التى تعصف بهويته وكيانه، وتطيح بثقته فى أن هذه الامة العربية الإسلامية أمة واحدة ويجب المحافظة عليها من السرطان الذى تمكن منها. ذلك أن كل هذه الحمى تمثل مرحلة استشراء السرطان الصهيونى فى الجسد العربى الذى قيض له رجل نذر نفسه أكثر من سابقيه هو الرئيس الأمريكى الذى قال صراحة فى أكبر كنيس يهودى فى واشنطن صباح يوم الجمعة 22/5/2015 ماكان يجب أن تكون صفعة للعرب الذين يلتحفون بالعباءة الأمريكية ويربطون مصيرهم بها وبرضاها ويظنون أن رضاها المؤسس على رضى إسرائيل سوف يجلب لهم الأمن واستقرار العروش، وهم لا يدركون أن الخطة الامريكية الصهيونية تقضى بحرث المنطقة وإعادة رسم خطوطها بما يضمن لوكيلها الإقليمى إسرائيل الأمن والازدهار. كما أكد أوباما الذى قال فيه البعض من سذج مثقفينا شعرا وبأنه ناصر العرب والمسلمين بعد خطبته الشهيرة فى جامعة القاهرة فى يونيو 2009 بعيد دعمه لمحرقة غزة 2008-2009 ، ثم عندما تظاهر بالتخلى عن مبارك فى وجه ثورة الشعب العارمة فى يناير 2011، وكان موقفه طوال ايام الثورة متارجحا جزرا ومدا مع حالة الثورة ، قبل أن يدرك هؤلاء أن أوباما رسم مع إسرائيل خطة احباط آمال الشعوب فى الحرية والديمقراطية باستخدام أدواتهم من المستبدين العرب الذين تحوطوا ، كل بطريقته ، لاطفاء نيران الثورات الشعبية.

ولكن هذه السطور ليست قدحا فى أوباما،وليست اعلانا عن المفاجاة في موقف رئيس اسود في مجتمع عنصري في ملف بالغ الحساسية . بل ان ذلك تقريرا لحالة تاريخية دائمة فى واشنطن ، وهى أنه كلما استخدمت واشنطن الطبقة المستبدة المتعاونة معها من الحكام العرب فى قمع شعوبهم وإخماد ثوراتهم، كلما قدموا أعظم خدمة للمشروع الصهيونى، وضمنوا مقابل ذلك بقاءهم فى السلطة بكل ما أوتوا من قهر وفساد مادام التحالف بين المشروع وواشنطن وبعض حكام العرب قائما . وعندما تجاهل عبد الناصر هذه الحقيقة كانت النتيجة اول معول في هدم العالم العربي وهو تحطيم مصر. ولذلك فإن الحلقة الأولى فى نقض هذا التحالف هى توعية الشعوب حتى تشعر بالظلم وتلفظ حكامها المستبدين الذين يعتمدون أساسا على جهل الشعوب بالحقائق وعلى تغييب عقولهم أو التواطؤ مع نبهائهم بالمصالح، والأمثلة اليومية لا تحصى، حتى كدت أرى أزمة مخيفة في سجل المثقفين فى طول المنطقة وعرضها.

والسؤال الذي يقفز من هذه السطور:هل اعدت المنطقة حتي تهبط اسرائيل بهدوء فيها ؟.حسم الاجابة احد الاساتذة اليهود من المنطقة العربية بسؤال لماذا قامت اسرائيل بالذات عام 1948 رغم ان وثائق قيام الدولة كما تصورها هرتزل كانت جاهزة منذ عام 1920؟ وكانت اجابته ان الاستعداد العسكري لليهود ومشروع الاحلال الامريكي محل اوروبا الاستعمارية وتوفر ذريعة الهولوكوست جعل المواجهة العسكرية مع وسط عربي محتل ومتنافر يتطلب ان يتم تحييد مصر بنظام الضباط الاحرار الذين ساندوا الانقلابات العسكرية في كل المنطقة فاذا خرجوا علي طاعة ابيهم الروحي جيفري كافري السفير الامريكي في القاهرة وغرتهم الاماني وظنوا انهم بعدم خبرتهم وقضائهم علي الطبقة السياسية يمكنهم سيادة المنطقة تحت شعار مواجهة " العدو الصهيوني" اوصلت واشنطن مصر الي التحالف مع اسرائيل والمساعدة في تمكين المشروع الصهيوني في المنطقة.

دعنا نطوف بالمنطقة العربية لنرى أيها يسر إسرائيل وأيها يزعجها. مصدر الإزعاج الأول أن "ينحرف" الحاكم العربى فيحسن إلى شعبه وبلده ويصلح ماديا ومعنويا من شئونها. المصدر الثانى أن تفهم الشعوب وتتوحد قواها نحو الحكم الديمقراطى، فلاشئ أبغض عند إسرائيل من كلمة الديمقراطية للعالم العربى، لأن إسرائيل تعتبر مصدر قوتها الحقيقى ليس واشنطن وإنما جهل الشعوب واستمرار الاستبداد والفساد مع ارتفاع شعارات الطهارة والنزاهة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

أما دوافع السرور لإسرائيل أن يندفع العرب لإفناء بعضهم بعضا تحت ذرائع وهمية وكل يعتقد أنه صاحب قضية، ثم يندفع العرب مع إيران إلى حرب طائفية بزعم أن البقاء للشيعة أم للسنة، وهو فى الواقع حرب إفناء للإسلام والمسلمين.

فى المشهد السورى، يعتقد الإسلاميون أنهم يحاربون نظاما علمانيا شيعيا فهى حرب فى سبيل نصرة كلمة الله كما يزعمون، ثم أن هذا النظام قتل المدنيين بالبراميل المتفجرة وتسبب فى تفتيت الشعب. أما الإخوان فيرون أنه ثأر ضد حافظ الأسد الذى ارتكب مجازر ضدهم. وأما دول الخليج فترى أنها تساند كل محارب لنظام سوريا انتصارا للشعب السورى ضد نظامه وطلبا للديمقراطية التى أنكرها عليه، ولكن الأهم هو استنزاف إيران وحزب الله والقضاء على أكبر قوة شيعية فى المنطقة. فإذا قيل لهم إن إيران وحزب الله يساندون المقاومة ضد إسرائيل، قال لسان حالهم : ومن قال أن إسرائيل عدو، لقد أصبحت المقاومة هى العدو للأمة وأن قطاع غزة لابد أن يفنى بالحصار" تقربا إلى الله ودعما للعروبة والإسلام السنى وحده،" ورغم أن أهل غزة من السنة، لكن قرار إفنائهم يستند إلى أنهم ينتصرون بإيران ويسببون صداعا "وهميا" لإسرائيل التى يدخرونها لمحاربة إيران "عدو العرب والمسلمين". ولذلك لا تستغرب أيها القارئ عندما ترى تهليل بعض الاعلام العربي حتى بأقلام من كنت أظنهم من العقلاء بسقوط تدمر فى يد داعش وسقوط مدن أخرى فى يد النصرة أى القاعدة، لكنهم يطربون سرا لسقوط الرمادى فى يد داعش، رغم أن تحالف الخليج واشنطن يضرب داعش هناك يوميا، وسبب السرور الخفى أن داعش هذه هى التى تذل الرمادى موطن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكى الذى تعاونوا على استقدامه، ثم أن داعش يدخرها الخليج لمحاربة إيران والشيعة فى العراق والخليج.

والخلاصة أن العراق تتجه نهائيا نحو التقسيم والدولة الكردية تصر على الظهور، وهذا كله يسعد إسرائيل التى تساهم فى تفاعلاته.

وفى اليمن، يعانى اليمنيون من بأس الخليج وهى الساحة الجديدة للصراع مع الشيعة وإيران، وهذا قطعا مصدر سعادة لإسرائيل، ولذلك تساهم واشنطن فى كل الساحات التى تدمر العالم العربى تحت ستار محاربة إيران والشيعة، ولذلك لن استغرب اذا تحالفت ايران واسرائيل في تقسيم جديد ، وليس عملية ايران كونترا ببعيد عندما تكالب العرب مع صدام لمحاربة ايران بالنيابة.

فأموال الخليج والتخطيط الأمريكى والمصلحة الإسرائيلية واضحة وساحات الدمار للإسلام والعروبة، فإذا كانت تلك هى المعركة الطائفية بين عرب الخليج وإيران، فإن حديثهم عن العروبة والإسلام والأقصى يصبح لغوا.

أما الناصريون والقوميون العرب فى ربوع العالم العربى فيبدو أنهم توزعوا فى ساحات الدمار. فالناصريون ضد الإخوان المسلمين، إحياء لسنة لم يردها قطعا عبد الناصر وإنما أنشأها الرافعون لقميصه، وهم مع القوميين العرب لا يريدون تمزيق سوريا والعراق وصرف الأنظار عن فلسطين، لكنهم قلقون من دعم إيران التى كان يتصدى لها عبد الناصر، وبسبب عدائها للقومية العربية، لنظام يحسب عندهم على أنه معاد لإسرائيل ومناصر للمقاومة. وهكذا تصادم الإسلاميون مع إيران بسبب المذهب، وتصادموا مع نظام العراق بسبب المذهب أيضاً، وتحالفوا مع الخليج فى تدمير سوريا والعراق، وأما القوميون فإنهم قدروا دعم إيران للمقاومة ضد إسرائيل على الصدام بين القوميتين العربية والفارسية.

إن المصلحة العربية تقتضى النظر إلى المشروع الصهيونى كسرطان يهدد جسد الأمة، وإلى وحدة وتماسك الأقطار العربية على أنها فروض مقدسة، على أن كل صراع يؤدى إلى تفتيت العرب، وإضعاف المقاومة على أنه خدمة لإسرائيل.

لا أزال أحلم أن توجه أموال الخليج وحقد الشيعة على السنة وحقد السنة على الشيعة، وحقد الخليج وإيران المتبادلة إلى نحر المشرع الصهيونى لاستخلاص الأقصى وفلسطين ،وانشاء التحالف العربى الإيرانى التركى ورسم خريطة جديدة للمنطقة، يكون فيها الدين للديان فيزدهر الشرق ويسهم فى الحضارة الإنسانية كما كان قبل أن تظهر أوربا والولايات المتحدة ويلقون باسرائيل لتعويق هذه المساهمة الحضارية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)