shopify site analytics
اجتماع هام لبحث إكمال وتجهيز مبنى كلية الحاسبات بجامعة ذمار - مطالبه باطلاق سراح المهندس المليكي - مصلحة التأهيل تختتم دورة تأهيلية لمختصي الجوانب الثقافية - المشهد الدولي..عالم بلا بريك !! - تركيا تؤكد إنها لم تخفف إجراءات حظر التصدير لإسرائيل - الحوثي: لدينا خيارات مهمة جدا ومؤثرة تجاه الصهاينة - هل فاز ريال مدريد على بايرن ميونخ بقرار متسرع من الحكم؟ - مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا - دحيّة الفنان سعود أبو سلطان " الثوب الأبيض " يملؤها الغزل والتغنّي - الدكتاتورية في إيران والتصدي لها! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عادل الشجاع

الثلاثاء, 18-يوليو-2017
صنعاء نيوز/ عادل الشجاع -
في القرن الثاني عشر ابتدعت جماعة من الحمقاء عيدا لها، وأوجدت له أسانيد من الكتاب المقدس، فصبغوه بصبغة دينية، فكانت مسيحية العصر الوسيط تحتفل به على شرف الحمار الذي دخل عليه السيد المسيح مدينة أورشليم. كانت الطقوس في ذلك اليوم تقوم على أساس الإنشاد، لكن الطريقة مضحكة، إذ تنغمس المدينة كلها في استعراض مجنون يطغى عليه الخجل والتصرفات الحمقاء، وكان الحمار جزءا من الحفل، وبدلا من أن تقال كلمة أمين في نهاية الصلوات كالمعتاد، يقوم جميع الحاضرين معا بالنهيق.

بالأمس افتتحت جامعة صنعاء ندوة للاحتفاء بالصراخ وتأثيره على مستقبل الأمة. قال نائب وزير التعليم العالي:" ما يمثله شعار الصرخة في وجه الطغاة والمستكبريين وإعلان البراءة في هذه المرحلة الاستراتيجية ودوره في تحطيم جدار الصمت ومواجهة مشروع النفاق والعمالة وتحفيز الشعوب للنهوض بواقع الأمة. وتطرقت الندوة إلى أهمية الشعار ودوره في التهيئة للمقاطعة الاقتصادية وسلاح في مواجهة الحرب النفسية وفضح عملاء أمريكا ومرتزقتهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع عبدالله الشامي ومن معه في ندوة الزعيق أن يستغنوا عن التلفونات آخر تحديث التي يحملونها وعن السيارات التي يركبونها والمسدسات التي يظهرونها من فتحة السوستة الظاهرة على أخرهم كما قال أحمد مطر. ويستغنون عن القمح الذي يأكلونه والملابس التي يلبسونها ليبدلون كل ذلك بمنتجات الصرخة؟

احتفى هؤلاء بالصرخة لكن هذه المرة في الجامعة وليس بالجامع وفي نفس الوقت كان يسقط الآلاف من الأبرياء بالطاعون المتفشي ومن حولهم أساتذة حرموا وأسرهم من مرتباتهم لسنة كاملة.

لقد أضفت الندوة على المشهد صيغة كهنوتية كوميدية. حددوا العدو إنها أمريكا هذا القربان السحري لكن مرتبات الناس عند أصحاب الندوة وليس عند أمريكا.
يقول المثل: إن خدعتني مرة فعار عليك، وإن خدعتني مرتين فعار علي.
ويقول سليمان الحكيم: الحمقاء وحدهم هم الذين يحتقرون الحكمة ويبغضون العلم .لقد رفع الله من قدر العلم والعلماء وحث على طلب العلم، وكانت معجزته القرآن الذي من أولى آياته إقرأ باسم ربك الذي خلق وليس اصرخ . وقال يرفع الله الذين آمنوا منكم، والذين أوتوا العلم درجات وليس من ينعقون. وقال: هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولم يقل الذين يصرخون والذين لا يصرخون.

إذا ظننتم أنكم بذهابكم إلى الجامعة أنه بإمكانكم أن تغيروا معادلة أو أن تأثروا في هذا المجتمع فأنتم واهمون. أنتم فقط توسعون مساحة الكراهية من حولكم. مشكلتكم أنكم لا تقراؤن التاريخ. اليمنيون حينما عبدوا غير الله عبدوا الشمس والقمر لكي تظل رؤوسهم شامخة إلى السماء ولم يعبدوا الأصنام حتى لا تنحني رؤوسهم.

وقد كان مخز أن يكون رئيس الجامعة واحدا ممن تجاوزوا الخطوط والمساحات العلمية دون حياء، لكن من أين لهؤلاء الحياء وقد صبوا ماء وجوههم على أعتاب الجهل والسلطة الجوفاء يطلبون رضاها، الذي هو عندهم أهم وأبقى من العلم وأخلاق المهنة وقوانينها. وأهم من الوطن ورضاء الضمير.

حسنا لقد صرختم الموت لإسرائيل وإسرائيل في تلك اللحظة كانت تحقق سلسلة من الانتصارات من دون أن تطلق رصاصة واحدة. لقد تكفلتم أنتم والشرعية بإطلاق الرصاص على اليمنيين لتقتلوهم دون سواهم. مثلما تدعي السعودية أنها تقاتل إيران وهي لا تقتلوا سوانا كذلك أنتم تدعون الموت لإسرائيل ولا تقتلوا سوانا.

كلما صرختم الموت لإسرائيل كلما تآكلت قربها خرائط ودول وجيوش ودمرت مدنا بكاملها.
لقد أوصلتم اليمن إلى الباب المسدود متوهمين أنكم تحت سماء من العمى أنكم بالصرخة ستحكمون العالم. تعتقدون أن الشمس تشرق وتغيب من أجلكم.

كل داء له دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها.

ثقوا بأنكم قد زرعتم كراهيتهم في نفوس الآخرين بأنفسكم لأن اليمنيين يريدون الانطلاق نحو يمن المستقبل وليس يمن الظلام والرجعية والبؤس والجوع والمرض.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)