shopify site analytics
اجهزة الامن في تعز تبحث عن مسلحين هددوا زيد النهاري بالقتل - حادث جديد يضرب طائرة من طراز "بوينغ" أثناء تحليقها في السماء (فيديوهات) - شاهد.. لحظة اصطدام سيارة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير وانقلابها - هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة - هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحال - مقتل 4 يمنيين وجرح آخرين في هجوم استهدف حقل غاز في العراق - تدشين إختبارات الثانوية العامة بمديرية عتمة بذمار - القحطاني يكتب: الوطن الذي نحلم به.. ليس انشودة وزامل أو شعار - إتلاف أكثر من طن ونصف من الأسماك الفاسدة في إب - مؤامرة استعمارية تهدف الي اشعال الحرب بين ليبيا وتونس -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - طه العامري

الأربعاء, 26-يوليو-2017
صنعاء نيوز/ طه العامري -
( إلى الأخوة انصار الله أرجو أن تتسع صدوركم للنقد ، والنقد من أجل الإصلاح وليس بدافع التجريح والشماتة والتشهير ) ..مع كل مودتي..الكاتب )

للإخوة في جماعة انصار الله فلسفتهم الخاصة بالصرخة ويروا فيها ما يرؤن وهذا حقهم ، لكن بالمقابل عليهم أن يستوعبوا الأخر الوطني وان يدركوا إنهم ليسوا وحدهم في هذا الوطن ، وليسوا اغلبية فيه ، وبالتالي مطالبون بأن ينصتوا للصوت الوطني .
قطعا لست مع (واشنطن ) ولا مع ( الصهاينة ) ولست مع ( باريس ) ولا مع ( لندن ) ولا انا مع العدوان بل ضده وضد أسرة آل سعود منذ عرفت نفسي وانا في القائمة السوداء ومحرم علي الحج والعمرة منذ عشر سنوات ..ولكني مع وطني اليمن ، ومع امتي العربية من محيطها إلى خليجها ،وأحلم بالوحدة العربية كحلمي بلقاء الله ورسوله لان بها ينتصر ديننا وبها فقط تعاد لنا كرامتنا ودورنا المغيب كخير امة اخرجت للناس ..واتمني تحرير فلسطين اليوم قبل الغد كما حلمت بحدوث هذا بالامس ايظا وسبق لي ان حملت السلاح وقاتلت الى جانب الاخوة الفلسطيين من اجل فلسطين وقضيت خمس سنوات في جنوب لبنان وانا ارتدي الزي العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية ( فتح ) وكان لي شرف ورفاقي أن اسرنا ثلاثة مجندين صهاينة وبهم حررنا 750 أسيرا عربيا من معتقل انصار 3 في جنوب اللبناني الذي شيدته قوات الاحتلال الصهيوني ..
تحفظي او ملاحظاتي على الصرخة هو تحفظ موضوعي لأن قناعتي ان الصرخة لن ترفع من مكانة الإسلام ولن تعيد كرامة المسلمين ولن تحرر فلسطين ،وان كان ولا بد من الصرخة فإننا هناء نحتاج لصرخة لا نحتاج لمن ينفخ بالصور في وجوه بعضنا وأمام انفسنا أولا ، وان كانت الصرخة متصلة بحكاية او قصة ( المظلومية ) والمظلومين ، فإننا بحاجة أولا ان ننتصر لمظلوميتنا الكلية في وطن غابت فيه العدالة منذ قرون مؤغلة وليس من عقود ..إذا موضوعيا يجب ان نصرخ بوجه بعضنا وان نترجم الصرخة إلى وحدة وطنية نعزز بها مجتمعنا ونحصن انفسنا بالعدالة والمساوة والمواطنة المتساوية والواحدة وتجذير قيم الهوية الوطنية وتطبيق القانون وتنمية الوعي المجتمعي الكلي وعلى مختلف المستويات .
لسنا بحاجة للمجاهرة بالعداء لايا كان على وجه الارض قبل ان نحقق ذاتنا ونعزز هويتنا ونمتن وحدتنا الذاتية ، وقبل ان ننتصر على انفسنا الفردية لصالح ذاتنا الوطنية ولتكن صرختنا من اجل الوحدة الوطنية والتنمية وإعمار وتقدم اليمن وتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية لكل ابناء اليمن وتكريس قيم دولة النظام والقانون واحترام العقد الاجتماعي وتطبيع الحياة الاجتماعية وتكريس قيم الهوية والأنتماء وواحدية المواطنة وارسى صرح العدالة لتنتفي من واقعنا التمايزات الطبقية والسلالية والمذهبية والمناطقية والطائفية وتختفي ثقافة الاستعلاء والنزوع النرجسي عن بعضنا وحتى يتحقق كل هذا فلتكن الصرخة في ضمائرنا من اجل الارتقاء بواقعنا وتصحيح مسارنا الوطني والحضاري ، لتكن الصرخة بعد هذا فاعلة ومؤثرة ونابعة من واقع متماسك قادر ان يدافع عن خياراته ومواقفه ويتحمل تبعات كل هذا .
دعونا ناخذ النموذج من ( الصهاينة ) انفسهم ان كنا قد نسينا قيمنا وتراثنا الثقافي والروحي وسلوكيات اسلافنا بدء من رسولنا المصطفى وصحابته رضوان الله عليهم ..
( الصهاينة ) اتخذوا لانفسهم سلوكيات متميزة فهم عقدوا مؤتمرهم في مدينة بازال السويسرية عام 1897م وفي عام 1917 م صدر وعد بلفور المشئوم باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ترجمة لتوصيات مؤتمر بازال الذي عقد قبل هذا الإعلان ب 20 عاما ..وفي عام 1948 م اعلن عن قيام الكيان ( الصهيوني ) إذا تلكم فلسغة السير ببطء ولكن بثقة ..فلماذا لا نعتمدها نحن في مواجهتنا مع اعدائنا ..؟ ولماذا نستعجل امورنا ..؟!!
لماذا لا نفكر بعقول مفتوحة وبصوت جماعي يستند لعمق شعبي وجماهيري وقيم واخلاقيات ثقافية وفكرية ..يجب ان نكرس اولا هذه القناعات المناهضة للأعداء ونعمقها وادبياتها في الذاكرة الوطنية الجمعية وبرغبة شعبية كاملة وليس عن طريق فرض الامر الواقع او بقوة السلاح او قوة السلطة والثروة ..
ان المجاهرة بالعداء والمواقف الرافضة لا تكون ولا تصدر إلا في ظل وضع قوي ومتمكن يتحلى به من يجاهر بالخصومة للاخر ايا كان هذا الاخر ..وإلا كان عملا طائشا ومغامرة انتحارية لا تخدم صاحبها ولا تخدم اهدافه ولا تعزز مكانته . . وما يمارسه اخواننا انصار الله هو شكل من لشكال الانتقام من الوطن والشعب ، لاننا إذا سلمنا جدلا بمنطق الصرخة ومبرراتها وهي كما يزعمون في مواجهة الاسكتبار العالمي والغطرسة والهيمنة ، فأن سلوكهم على الصعيد الوطني لا يتسق مطلقا مع _ الشعار _ الصرخة ، ولا يدل على أنهم يمتلكون رؤية وطنية او مشروعا وطنيا لإدارة دولة ومؤسسات وحكم شعب وتحقيق تطلعاته ، ولا يملكون ثقافة وطنية جامعة يمكن ان تشكل لهم حاضنة إجتماعية تتحقق من خلالها العدالة والتنمية والاستقرار للوطن والشعب ..
صدقوني لست ضد ( انصار الله ) بل كان لي شرف ان دعيت لثلاثة اعوام متتالية لإحتفالات المولد النبوي في محافظة صعده والتقيت خلال هذه الزيارات بعدد من قيادة الجماعة وتشرفت بمعرفة ومصافحة السيد عبد الملك ، وكنت متحمسا لحركتهم ودافعت عن مظلوميتهم منذ الحرب الثالثة ، وشاركتهم في ساحات عمران وحضرت ولاول مرة إلى ساحتها واعتبرت ساحة عمران هي ساحة الثورة الحقيقية وتحدثت عنها في العديد من القنوات الفضائية المحلية والعربية والدولية وكتب عنها ، واعتبرت ثورة عمران هي ثورة قامت في عقر دار رموز الاستبداد وقلت يؤمها ان رمز الاستبداد والتخلف هم آل الأحمر وان المستبد الذي يستبدنا في تعز يستمد شرعية إستبداده من رمز الإستبداد المرابط في ( العصيمات ) ..وخلال زيارتي لساحة عمران وكنت برفقة الأخوة العميد جميل محفوظ المعمري ، والأستاذ خالد العريقي ، والشيخ صادق أبو شوارب والقاضي حمود العزي والدكتور ناصر العرجلي وأخرين وقد تناولنا طعام الغداء في منزل الشيخ المرحوم محمد علي الغولي عضو اللجنة المركزية للحزب الأشتراكي اليمني ، وبحظور الأخ أبو علي الحاكم ، وخلال جلسة المقيل تحدثنا بصدق وشفافية ووضوح وصراحة وكان أهم ما تحدثت به وقلت للحظور وبأختصار ما يلي :
كلنا معكم لإسقاط أوكار ورموز الأستبداد في العصيمات ، وان ابناء حاشد مظلومين ومهمشين في الوقت الذي يعمل فيه رموز الأستبداد في العصيمات على تخويف حاشد بالدولة وإرهاب الدولة بحاشد وكنت اقصد الشيخ الأحمر ومن يواليه ، واضفت حرفيا ( عليكم إسقاط عمران بثورة شعبية سلمية ، واحذروا ان يجروكم لمواجهة مسلحة مع معسكر القشيبي ، وإذا فرضت عليكم المواجهة مع القشيبي انصحكم بالعودة لصعدة ..!! لكن إذا نجحتم بإسقاط المحافظة عبر الفعل الشعبي السلمي ستفتح أمامكم كل المحافظات وسترحب بكم اليمن من صعده للمهره ومن سقطرى لكمران ، وأضفت محذرا في سياق الحديث بالقول اتمنى ان لا تصلوا إلى صنعاء وقد اصبحتم ( طغاة )حتى لا نضطر لأن نقوم بثورة ضدكم ، تحدث بكل هذا وأكثر وتحدث الزملاء وبعقلانية ومسئولية وكنا على ثقة _ حينها _ بأننا نتحدث لجماعة وطنية تملك مشروعا ورؤية وتسعى لإقامة دولة النظام والقانون ومحاربة الفساد والمحسوبية وكان حديث رموزهم يؤمها يدور في هذا السياق الدولة والمؤسسات ومكافحة الفساد وإحقاق العدالة وإعادة المظالم لأصحابها ، وهذا ما لم يحدث وحدث بعد وصولهم إلى العاصمة أن تبددت كل الرهانات ..الأمر الذي يجعلني غالبا ما أتوهم ان هذه الجماعة تعد جزءا تنفيذيا من إستراتيجية ( الصدمة والرعب ) التي اعتمدها البنتاجون الأمريكي لتطبق على أحداث المنطقة وهذه الإستراتيجية الصدمة والرعب ، تعد إستراتيجية تنفيذية لإستراتيجية ( الفوضى الخلاقة ) ..؟!!
نعم غالبا وأنا أتامل مسار الأحداث في بلادي وتصرفات أخواننا جماعة انصار الله ، فأجد إنهم بوعي أو بدونه يطبقون هذه الإستراتيجيات المرعبة ..نعم أسف لأن أقول هذا بحق من كنت اراهن على أنهم سيرفعوا عن كاهل شعبنا سلاسل واغلال الظلم وان معهم قد يدخل الوطن والشعب مرحلة حضارية تسودها العدالة والمساوة والتنمية والاستقرار والتكامل والتلاحم وسينال اليمن بعهدهم فرصة لبناء نفسه والتمتع بسيادته وحريته وكرامته والاعتزاز بذاته وهويته ، وتلك لم تكون إلا أحلام طوباوية وقعت بها في ليلة ممطرة ربما فالوقائع المتلاحقة تؤكد هذا خاصة وأخواننا لم يتركوا لنا فرصة للإشادة بهم ولم يقدموا لنا فعل إيجابي من افعالهم التي تمارس منذ دخولهم العاصمة وسيطرتهم على مؤسسات الدولة وقدراتها وكان بيدهم ان يقدموا نماذج وطنية راقية بغض النظر عن التداعيات التي رافقت سيطرتهم على العاصمة ، وحتى العدوان كان بيدهم ان يجنبوا الوطن ويلاته ، فالسياسة هي تحقيق فن الممكن ، لم يكونوا بحاجة للخطاب التصعيدي ولا للإعلام الاستفزازي ، وكان يفترض مراعاتهم لضروف الوطن والوضع الاجتماعي وحالة التمزق والأنشطارات المجتمعية التي برزت منذ العام 2011 بصورة متوحشة ومرعبة ، كان بيدهم فرض سلطة الامر الواقع بهدو وسلاسة وقبول استقالة ( هادي ) أو حتى الإنقلاب عليه عسكريا دون ان يمنحوا الأطراف الخارجية ذرائع ودون ان يعطوا الأطراف الداخلية مبررات الإرتهان ، لكن للأسف بدت مواقفهم ومنذ اللحظة الأولى لدخول العاصمة مواقف غير مسئولة ولا تنم عن رؤى وطنية حريصة على السكينة وتعزيز الجبهة الداخلية ،بل بدو وكأنهم يبحثون عن السلطة والثروة والنفوذ ورغبة في بث الفوضى والرعب وتصفية حسابات سياسية بصورة يمكن وصفها وتلخيصها بأن رغبة إنتقامية تستوطنهم وهدفهم الوطن والشعب والتحولات والقيم والتراث التاريخي والثقافي المكتسب ، فثورة سبتمبر بدت بنظرهم وللوهلة الاولى مجرد ( إنقلاب ) وتعز ( دواعش ) وعدن ومارب والبيضاء حواضن للدواعش ، وكانت الهرولة بعد مغادرة ( هادي ) العاصمة إلى عدن هرولة مرعبة الأمر الذي دفع الجهات الخارجية والداخلية للتكالب ضدهم وضد الوطن والشعب الصامت الذي بدوره خذل نفسه قبل أن يخذل احد من أطراف الصراع ..؟!!
لقد اندفع انصار الله وبطريقة صادمة للوعي الجمعي الوطني نحو السيطرة على كل قدرات الدولة ، وعملوا على إدارتها بطريقة صادمة ايظا ، ويكفي انهم ثاروا على جرعة رفعت خمسمائة ريال بسعر صفيحة البنزين ، ثم في عهدهم رفعوا الأسعار بصورة جنونية وغير مسبوقة ليصل سعر صفيحة البنزين الى ثلاثون ألف ريال ..؟!!
ويأتي العدوان وتنعدم كل الخدمات ونعود للحياة البدائة الأولى وتدمر كل قدرات الوطن والشعب في عدوان همجي بربري سافر يقوم به احط مخلوقات الله مكرا وغدرا وسفالة ونذالة ، ومع ذلك ورغم العدوان والضروف الصعبة والمعاناة الغير متوقعة التي يعيشها غالبية الشعب الصابر والصامد والمرابط والمحتسب ، والشجاع ،رغم كل هذه التضحيات الشعبية الجسيمة والتي يستحيل ان يقدمها ويحتملها شعب غير الشعب اليمني ، رغم كل هذا نرى أخواننا يمارسون السلطة بطريقة جد مرعبة ومتوحشة وكان معاناة هذا الشعب لا تعنيهم ولا علاقة لهم بها ..؟!!
حقائق يدركها عقلاء الجماعة وهم قلة ولكن للأسف حتى هولاء العقلاء لا مكان لهم في بلاط المتنفذين ولا يسمع لهم من صناع القرار في الجماعة الذين يمارسون سلوكيات إنتقامية وإنتحارية في آن ..؟!!
ليصبح العدوان هو الذريعة وهو العصاء الذي تهوي به الجماعة على رأس كل منتقد او ناقد لتصرفاتهم السلبية ، والمشكلة ان هناك ابطال وهناك دماء تراق فدءا للوطن وكرامته على الحدود وفي اكثر من جبهة ، وهناء من لا يكترث بكل تلك الدماء ويبحث بطريقة هيستيرية عن المغانم بعيدا عن الجبهات وهو ما يفترض العكس اي يفترض ان تكون الإدارة نموذجية وراقية وإيثارية وتعمل على تطبيع العلاقات المجتمعية ومبادلة صبر الناس وفاء ومصداقية وتعامل راق ، وعليه بدأ كل ما يمارس إداريا وسياسيا وإعلاميا وكأنه سلوك إستغفالي للرأي العام اليمني وسخرية من الوطن والمواطن ..!
لكل ما سلف اجدني اتحفظ على ( الصرخة ) بصورتها الحالية وحتى على الشعار ، وبحاجة فعلا لصرخة مدوية بل لنفخ بالصور في مواجهة انفسنا ، نريد من يصحينا من هذا السبات ويعيد عقولنا لطبيعتها بعيدا عن هذا الجنون ، وبحاجة لمن يوقظ ضمائرنا الوطنية لا من يوقظ فينا نوازع الماضي المقيت وترسباته ، لست بحاجة ان أصرخ الموت لأمريكا وأنا عاجز عن الدفاع عنها وأن فعلت ألقيت بنفسي وشعبي ووطني للتهلكة بدون نتائج ..لست بحاجة ان اغامر بسكينة واستقرار وطن ، لكي يقال عني إنني مقاوم للاستكبار ، بل يجب ان أبني نفسي واعد العدة حتى افعل ما افعل وأنا على قدر ومكانة من القوة ، لقد دخل رسول الله صل الله عليه وسلم مكة يوم فتحها ولم يعاقب ولم يعتقل ولم يسجن ولم يتحفظ بحق مشركي قريش ولا بحق اليهود ، وهو القائل للأهل قريش ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ..ولنا فيه إسوة حسنة ومن لم يكن رسول الله إسوته ومثله الأعلى فقد وجب الخوف منه ..؟!
ورحمة بديننا الذي نقدمه ونزعم إننا بما نقدم نقدم النموذج الإسلامي المثالي ،فأن المؤسف ان نجد ان النماذج الثلاثة التي عشتها بحياتي وهي نموذج ( القاعدة وبن لادن ) ونموذج ( داعش والبغدادي ) واخيرا نموذج ( انصار الله وعبد الملك ) ..نماذج ثلاثة يتماهون بالاهداف والغايات ويتباينون او يختلفون بالوسائل فقط ..وحسبي الله ونعم الوكيل ..لماذا اتحفظ على ( الصرخة )..؟!!
( إلى الأخوة انصار الله أرجو أن تتسع صدوركم للنقد ، والنقد من أجل الإصلاح وليس بدافع التجريح والشماتة والتشهير ) ..مع كل مودتي..الكاتب )
طه العامري ..
للإخوة في جماعة انصار الله فلسفتهم الخاصة بالصرخة ويروا فيها ما يرؤن وهذا حقهم ، لكن بالمقابل عليهم أن يستوعبوا الأخر الوطني وان يدركوا إنهم ليسوا وحدهم في هذا الوطن ، وليسوا اغلبية فيه ، وبالتالي مطالبون بأن ينصتوا للصوت الوطني .
قطعا لست مع (واشنطن ) ولا مع ( الصهاينة ) ولست مع ( باريس ) ولا مع ( لندن ) ولا انا مع العدوان بل ضده وضد أسرة آل سعود منذ عرفت نفسي وانا في القائمة السوداء ومحرم علي الحج والعمرة منذ عشر سنوات ..ولكني مع وطني اليمن ، ومع امتي العربية من محيطها إلى خليجها ،وأحلم بالوحدة العربية كحلمي بلقاء الله ورسوله لان بها ينتصر ديننا وبها فقط تعاد لنا كرامتنا ودورنا المغيب كخير امة اخرجت للناس ..واتمني تحرير فلسطين اليوم قبل الغد كما حلمت بحدوث هذا بالامس ايظا وسبق لي ان حملت السلاح وقاتلت الى جانب الاخوة الفلسطيين من اجل فلسطين وقضيت خمس سنوات في جنوب لبنان وانا ارتدي الزي العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية ( فتح ) وكان لي شرف ورفاقي أن اسرنا ثلاثة مجندين صهاينة وبهم حررنا 750 أسيرا عربيا من معتقل انصار 3 في جنوب اللبناني الذي شيدته قوات الاحتلال الصهيوني ..
تحفظي او ملاحظاتي على الصرخة هو تحفظ موضوعي لأن قناعتي ان الصرخة لن ترفع من مكانة الإسلام ولن تعيد كرامة المسلمين ولن تحرر فلسطين ،وان كان ولا بد من الصرخة فإننا هناء نحتاج لصرخة لا نحتاج لمن ينفخ بالصور في وجوه بعضنا وأمام انفسنا أولا ، وان كانت الصرخة متصلة بحكاية او قصة ( المظلومية ) والمظلومين ، فإننا بحاجة أولا ان ننتصر لمظلوميتنا الكلية في وطن غابت فيه العدالة منذ قرون مؤغلة وليس من عقود ..إذا موضوعيا يجب ان نصرخ بوجه بعضنا وان نترجم الصرخة إلى وحدة وطنية نعزز بها مجتمعنا ونحصن انفسنا بالعدالة والمساوة والمواطنة المتساوية والواحدة وتجذير قيم الهوية الوطنية وتطبيق القانون وتنمية الوعي المجتمعي الكلي وعلى مختلف المستويات .
لسنا بحاجة للمجاهرة بالعداء لايا كان على وجه الارض قبل ان نحقق ذاتنا ونعزز هويتنا ونمتن وحدتنا الذاتية ، وقبل ان ننتصر على انفسنا الفردية لصالح ذاتنا الوطنية ولتكن صرختنا من اجل الوحدة الوطنية والتنمية وإعمار وتقدم اليمن وتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية لكل ابناء اليمن وتكريس قيم دولة النظام والقانون واحترام العقد الاجتماعي وتطبيع الحياة الاجتماعية وتكريس قيم الهوية والأنتماء وواحدية المواطنة وارسى صرح العدالة لتنتفي من واقعنا التمايزات الطبقية والسلالية والمذهبية والمناطقية والطائفية وتختفي ثقافة الاستعلاء والنزوع النرجسي عن بعضنا وحتى يتحقق كل هذا فلتكن الصرخة في ضمائرنا من اجل الارتقاء بواقعنا وتصحيح مسارنا الوطني والحضاري ، لتكن الصرخة بعد هذا فاعلة ومؤثرة ونابعة من واقع متماسك قادر ان يدافع عن خياراته ومواقفه ويتحمل تبعات كل هذا .
دعونا ناخذ النموذج من ( الصهاينة ) انفسهم ان كنا قد نسينا قيمنا وتراثنا الثقافي والروحي وسلوكيات اسلافنا بدء من رسولنا المصطفى وصحابته رضوان الله عليهم ..
( الصهاينة ) اتخذوا لانفسهم سلوكيات متميزة فهم عقدوا مؤتمرهم في مدينة بازال السويسرية عام 1897م وفي عام 1917 م صدر وعد بلفور المشئوم باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ترجمة لتوصيات مؤتمر بازال الذي عقد قبل هذا الإعلان ب 20 عاما ..وفي عام 1948 م اعلن عن قيام الكيان ( الصهيوني ) إذا تلكم فلسغة السير ببطء ولكن بثقة ..فلماذا لا نعتمدها نحن في مواجهتنا مع اعدائنا ..؟ ولماذا نستعجل امورنا ..؟!!
لماذا لا نفكر بعقول مفتوحة وبصوت جماعي يستند لعمق شعبي وجماهيري وقيم واخلاقيات ثقافية وفكرية ..يجب ان نكرس اولا هذه القناعات المناهضة للأعداء ونعمقها وادبياتها في الذاكرة الوطنية الجمعية وبرغبة شعبية كاملة وليس عن طريق فرض الامر الواقع او بقوة السلاح او قوة السلطة والثروة ..
ان المجاهرة بالعداء والمواقف الرافضة لا تكون ولا تصدر إلا في ظل وضع قوي ومتمكن يتحلى به من يجاهر بالخصومة للاخر ايا كان هذا الاخر ..وإلا كان عملا طائشا ومغامرة انتحارية لا تخدم صاحبها ولا تخدم اهدافه ولا تعزز مكانته . . وما يمارسه اخواننا انصار الله هو شكل من لشكال الانتقام من الوطن والشعب ، لاننا إذا سلمنا جدلا بمنطق الصرخة ومبرراتها وهي كما يزعمون في مواجهة الاسكتبار العالمي والغطرسة والهيمنة ، فأن سلوكهم على الصعيد الوطني لا يتسق مطلقا مع _ الشعار _ الصرخة ، ولا يدل على أنهم يمتلكون رؤية وطنية او مشروعا وطنيا لإدارة دولة ومؤسسات وحكم شعب وتحقيق تطلعاته ، ولا يملكون ثقافة وطنية جامعة يمكن ان تشكل لهم حاضنة إجتماعية تتحقق من خلالها العدالة والتنمية والاستقرار للوطن والشعب ..
صدقوني لست ضد ( انصار الله ) بل كان لي شرف ان دعيت لثلاثة اعوام متتالية لإحتفالات المولد النبوي في محافظة صعده والتقيت خلال هذه الزيارات بعدد من قيادة الجماعة وتشرفت بمعرفة ومصافحة السيد عبد الملك ، وكنت متحمسا لحركتهم ودافعت عن مظلوميتهم منذ الحرب الثالثة ، وشاركتهم في ساحات عمران وحضرت ولاول مرة إلى ساحتها واعتبرت ساحة عمران هي ساحة الثورة الحقيقية وتحدثت عنها في العديد من القنوات الفضائية المحلية والعربية والدولية وكتب عنها ، واعتبرت ثورة عمران هي ثورة قامت في عقر دار رموز الاستبداد وقلت يؤمها ان رمز الاستبداد والتخلف هم آل الأحمر وان المستبد الذي يستبدنا في تعز يستمد شرعية إستبداده من رمز الإستبداد المرابط في ( العصيمات ) ..وخلال زيارتي لساحة عمران وكنت برفقة الأخوة العميد جميل محفوظ المعمري ، والأستاذ خالد العريقي ، والشيخ صادق أبو شوارب والقاضي حمود العزي والدكتور ناصر العرجلي وأخرين وقد تناولنا طعام الغداء في منزل الشيخ المرحوم محمد علي الغولي عضو اللجنة المركزية للحزب الأشتراكي اليمني ، وبحظور الأخ أبو علي الحاكم ، وخلال جلسة المقيل تحدثنا بصدق وشفافية ووضوح وصراحة وكان أهم ما تحدثت به وقلت للحظور وبأختصار ما يلي :
كلنا معكم لإسقاط أوكار ورموز الأستبداد في العصيمات ، وان ابناء حاشد مظلومين ومهمشين في الوقت الذي يعمل فيه رموز الأستبداد في العصيمات على تخويف حاشد بالدولة وإرهاب الدولة بحاشد وكنت اقصد الشيخ الأحمر ومن يواليه ، واضفت حرفيا ( عليكم إسقاط عمران بثورة شعبية سلمية ، واحذروا ان يجروكم لمواجهة مسلحة مع معسكر القشيبي ، وإذا فرضت عليكم المواجهة مع القشيبي انصحكم بالعودة لصعدة ..!! لكن إذا نجحتم بإسقاط المحافظة عبر الفعل الشعبي السلمي ستفتح أمامكم كل المحافظات وسترحب بكم اليمن من صعده للمهره ومن سقطرى لكمران ، وأضفت محذرا في سياق الحديث بالقول اتمنى ان لا تصلوا إلى صنعاء وقد اصبحتم ( طغاة )حتى لا نضطر لأن نقوم بثورة ضدكم ، تحدث بكل هذا وأكثر وتحدث الزملاء وبعقلانية ومسئولية وكنا على ثقة _ حينها _ بأننا نتحدث لجماعة وطنية تملك مشروعا ورؤية وتسعى لإقامة دولة النظام والقانون ومحاربة الفساد والمحسوبية وكان حديث رموزهم يؤمها يدور في هذا السياق الدولة والمؤسسات ومكافحة الفساد وإحقاق العدالة وإعادة المظالم لأصحابها ، وهذا ما لم يحدث وحدث بعد وصولهم إلى العاصمة أن تبددت كل الرهانات ..الأمر الذي يجعلني غالبا ما أتوهم ان هذه الجماعة تعد جزءا تنفيذيا من إستراتيجية ( الصدمة والرعب ) التي اعتمدها البنتاجون الأمريكي لتطبق على أحداث المنطقة وهذه الإستراتيجية الصدمة والرعب ، تعد إستراتيجية تنفيذية لإستراتيجية ( الفوضى الخلاقة ) ..؟!!
نعم غالبا وأنا أتامل مسار الأحداث في بلادي وتصرفات أخواننا جماعة انصار الله ، فأجد إنهم بوعي أو بدونه يطبقون هذه الإستراتيجيات المرعبة ..نعم أسف لأن أقول هذا بحق من كنت اراهن على أنهم سيرفعوا عن كاهل شعبنا سلاسل واغلال الظلم وان معهم قد يدخل الوطن والشعب مرحلة حضارية تسودها العدالة والمساوة والتنمية والاستقرار والتكامل والتلاحم وسينال اليمن بعهدهم فرصة لبناء نفسه والتمتع بسيادته وحريته وكرامته والاعتزاز بذاته وهويته ، وتلك لم تكون إلا أحلام طوباوية وقعت بها في ليلة ممطرة ربما فالوقائع المتلاحقة تؤكد هذا خاصة وأخواننا لم يتركوا لنا فرصة للإشادة بهم ولم يقدموا لنا فعل إيجابي من افعالهم التي تمارس منذ دخولهم العاصمة وسيطرتهم على مؤسسات الدولة وقدراتها وكان بيدهم ان يقدموا نماذج وطنية راقية بغض النظر عن التداعيات التي رافقت سيطرتهم على العاصمة ، وحتى العدوان كان بيدهم ان يجنبوا الوطن ويلاته ، فالسياسة هي تحقيق فن الممكن ، لم يكونوا بحاجة للخطاب التصعيدي ولا للإعلام الاستفزازي ، وكان يفترض مراعاتهم لضروف الوطن والوضع الاجتماعي وحالة التمزق والأنشطارات المجتمعية التي برزت منذ العام 2011 بصورة متوحشة ومرعبة ، كان بيدهم فرض سلطة الامر الواقع بهدو وسلاسة وقبول استقالة ( هادي ) أو حتى الإنقلاب عليه عسكريا دون ان يمنحوا الأطراف الخارجية ذرائع ودون ان يعطوا الأطراف الداخلية مبررات الإرتهان ، لكن للأسف بدت مواقفهم ومنذ اللحظة الأولى لدخول العاصمة مواقف غير مسئولة ولا تنم عن رؤى وطنية حريصة على السكينة وتعزيز الجبهة الداخلية ،بل بدو وكأنهم يبحثون عن السلطة والثروة والنفوذ ورغبة في بث الفوضى والرعب وتصفية حسابات سياسية بصورة يمكن وصفها وتلخيصها بأن رغبة إنتقامية تستوطنهم وهدفهم الوطن والشعب والتحولات والقيم والتراث التاريخي والثقافي المكتسب ، فثورة سبتمبر بدت بنظرهم وللوهلة الاولى مجرد ( إنقلاب ) وتعز ( دواعش ) وعدن ومارب والبيضاء حواضن للدواعش ، وكانت الهرولة بعد مغادرة ( هادي ) العاصمة إلى عدن هرولة مرعبة الأمر الذي دفع الجهات الخارجية والداخلية للتكالب ضدهم وضد الوطن والشعب الصامت الذي بدوره خذل نفسه قبل أن يخذل احد من أطراف الصراع ..؟!!
لقد اندفع انصار الله وبطريقة صادمة للوعي الجمعي الوطني نحو السيطرة على كل قدرات الدولة ، وعملوا على إدارتها بطريقة صادمة ايظا ، ويكفي انهم ثاروا على جرعة رفعت خمسمائة ريال بسعر صفيحة البنزين ، ثم في عهدهم رفعوا الأسعار بصورة جنونية وغير مسبوقة ليصل سعر صفيحة البنزين الى ثلاثون ألف ريال ..؟!!
ويأتي العدوان وتنعدم كل الخدمات ونعود للحياة البدائة الأولى وتدمر كل قدرات الوطن والشعب في عدوان همجي بربري سافر يقوم به احط مخلوقات الله مكرا وغدرا وسفالة ونذالة ، ومع ذلك ورغم العدوان والضروف الصعبة والمعاناة الغير متوقعة التي يعيشها غالبية الشعب الصابر والصامد والمرابط والمحتسب ، والشجاع ،رغم كل هذه التضحيات الشعبية الجسيمة والتي يستحيل ان يقدمها ويحتملها شعب غير الشعب اليمني ، رغم كل هذا نرى أخواننا يمارسون السلطة بطريقة جد مرعبة ومتوحشة وكان معاناة هذا الشعب لا تعنيهم ولا علاقة لهم بها ..؟!!
حقائق يدركها عقلاء الجماعة وهم قلة ولكن للأسف حتى هولاء العقلاء لا مكان لهم في بلاط المتنفذين ولا يسمع لهم من صناع القرار في الجماعة الذين يمارسون سلوكيات إنتقامية وإنتحارية في آن ..؟!!
ليصبح العدوان هو الذريعة وهو العصاء الذي تهوي به الجماعة على رأس كل منتقد او ناقد لتصرفاتهم السلبية ، والمشكلة ان هناك ابطال وهناك دماء تراق فدءا للوطن وكرامته على الحدود وفي اكثر من جبهة ، وهناء من لا يكترث بكل تلك الدماء ويبحث بطريقة هيستيرية عن المغانم بعيدا عن الجبهات وهو ما يفترض العكس اي يفترض ان تكون الإدارة نموذجية وراقية وإيثارية وتعمل على تطبيع العلاقات المجتمعية ومبادلة صبر الناس وفاء ومصداقية وتعامل راق ، وعليه بدأ كل ما يمارس إداريا وسياسيا وإعلاميا وكأنه سلوك إستغفالي للرأي العام اليمني وسخرية من الوطن والمواطن ..!
لكل ما سلف اجدني اتحفظ على ( الصرخة ) بصورتها الحالية وحتى على الشعار ، وبحاجة فعلا لصرخة مدوية بل لنفخ بالصور في مواجهة انفسنا ، نريد من يصحينا من هذا السبات ويعيد عقولنا لطبيعتها بعيدا عن هذا الجنون ، وبحاجة لمن يوقظ ضمائرنا الوطنية لا من يوقظ فينا نوازع الماضي المقيت وترسباته ، لست بحاجة ان أصرخ الموت لأمريكا وأنا عاجز عن الدفاع عنها وأن فعلت ألقيت بنفسي وشعبي ووطني للتهلكة بدون نتائج ..لست بحاجة ان اغامر بسكينة واستقرار وطن ، لكي يقال عني إنني مقاوم للاستكبار ، بل يجب ان أبني نفسي واعد العدة حتى افعل ما افعل وأنا على قدر ومكانة من القوة ، لقد دخل رسول الله صل الله عليه وسلم مكة يوم فتحها ولم يعاقب ولم يعتقل ولم يسجن ولم يتحفظ بحق مشركي قريش ولا بحق اليهود ، وهو القائل للأهل قريش ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ..ولنا فيه إسوة حسنة ومن لم يكن رسول الله إسوته ومثله الأعلى فقد وجب الخوف منه ..؟!
ورحمة بديننا الذي نقدمه ونزعم إننا بما نقدم نقدم النموذج الإسلامي المثالي ،فأن المؤسف ان نجد ان النماذج الثلاثة التي عشتها بحياتي وهي نموذج ( القاعدة وبن لادن ) ونموذج ( داعش والبغدادي ) واخيرا نموذج ( انصار الله وعبد الملك ) ..نماذج ثلاثة يتماهون بالاهداف والغايات ويتباينون او يختلفون بالوسائل فقط ..وحسبي الله ونعم الوكيل ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)