shopify site analytics
الشاب عادل الماوري يودع العزوبية الثلاثاء المقبل تهانينا - العلي يحتفل الجمعة القادمة بزفافه بقاعة الفيروز بالحصبة - النوايا الحقيقية للولايات المتحدة من وراء الميناء العائم في غزة - روسيا تطور مادة لترميم كلي للعظام - العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استراتيجيا لواشنطن - 10 دول عربية تشارك بمسابقة ملكة جمال العرب بأمريكا - القدوة يكتب: المجتمع الدولي فقد في فلسطين مظاهر الإنسانية والحضارة - مساهمات أكاديمية قيّمة لباحثين في الشارقة بدولة الإمارات - اتفاق على تفويج الحجاج اليمنيين من 4 مطارات تشمل "مطار صنعاء" - الإعدام بحق مدانَين بجريمة قتل واختطاف بصنعاء -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور حمود العودي

الأحد, 20-أغسطس-2017
صنعاء نيوز/ الدكتور حمود العودي -
الأخوة الأعداء يُقصد بهم هُنا، رؤوس السلطة والمعارضة من القبيلة "المصطنعة" تحديدا ونقول "القبيلة المصطنعة" بكل تأكيد، لأن القبيلة اليوم في اليمن قد كانت ولم تزل مجرد صنعة سياسية بإمتياز، ولم تكن قط ظاهرة إجتماعية عامة، بل ولم تكن كذلك هوية وطنية لليمن في يوم من الأيام عبر التاريخ، بقدر ما هي في المنظور الإجتماعي العلمي الدقيق مجرد ظاهرة إستثنائية على هامش مجتمع الدولة, الذي يمثل الهوية والمكون الأصل للمجتمع اليمني عبر التاريخ، وشتّان ما بين المفهوم والخواص الإجتماعية لمجتمع القبيلة ومجتمع الدولة، فهما ضدان لا يلتقيان في دولة القبيلة أو قبيلة الدولة كما يظن ويروج الكثيرون.

وإذا ما سلّمنا بالبديهة الاجتماعية العلمية المتفق عليها بأن القبيلة هي مرحلة سابقة على الدولة في التاريخ البشري كله، والدولة هي ارتقاء بمجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة, فإن اليمن هو مجتمع دولة بل وحضارة عظيمة بالدرجة الأولى منذ فجر التاريخ, ودون أن يلغي ذلك تأثره وتأثيره بمجتمع القبيلة والبداوة المحيط به في جزيرة العرب ، والتعرف على خواص مجتمع القبيلة ومجتمع الدولة كفيل بدحض أكذوبة أن اليمن مجتمع قبلي ككلمة باطل يراد بها ما هو أبطل.

خواص مجتمع القبيلة في مقابل مجتمع الدولة.

تتلخص خواص مجتمع القبيلة من المنظور الاجتماعي العلمي البعيد عن السياسة في التنقل وعدم الاستقرار في المكان, والاعتماد على اقتصاد القوت اليومي أو الموسمي من عائد الرعي أو الصيد والالتقاط لا أكثر من جهة, وتوارث وهم الانتماء لأصل رجل أو جد واحد من جهة ثانية, وغياب المسئولية الفردية بتماهي الفرد في الجماعة والجماعة في الفرد من جهة ثالثة, وعدم الانقسام إلى بناء فوقي وبناء تحتي (أغنياء وفقراء, حكام ومحكومين, ريف وحضر....الخ) من جهة رابعة, وذلك في مقابل مجتمع الدولة النقيض الذي يبدأ بمفهوم "الشعب والأمة", ويقوم على الاستقرار في المكان (زراعة, صناعة, قرى, مدن)، واقتصاد فائض الريع والربح إلى جانب القوت, ومبدأ المواطنة والمسئولية الفردية, والانقسام إلى بناء فوقي وبناء تحتي (حكام ومحكومين, ريف وحضر, أغنياء وفقراء, صناع وتجار, عمال وفلاحين...الخ)، وإلى ما لا يتسع المجال لحصره من نقائض خواص مجتمع القبيلة قياساً بمجتمع الدولة سواءً بالنسبة لليمن أو غير اليمن.

🔹اليمن مجتمع دولة وليس قبيلة.

وفي ضوء ذلك فالمجتمع اليمني هو مجتمع دولة بالدرجة الأولى, لأنه "شعب" في أمة أو أمة في شعب, وليس قبيلة في صحراء أو بادية من الأعراب, لا لمجرد انطباق خواص مجتمع الدولة السابقة عليه إلى حدٍ كبير وانتفاء خواص القبيلة عنه فحسبّ بل ولأن ما يزيد على ستة ألف نص من نصوص كتابات المسند مما تم اكتشافه وتحقيقه حتى اليوم قد نصت في مسميات المناطق والجماعات المحلية على كلمة ومفهوم "شعب" وليس قبيلة قط, مثل "شعب أم بعد نم, شعب أم حشدم, شعب أم خولنهم، شعب إم عودم...الخ"، ولم ترد كلمة قبيلة قط في نصوص خط المسند إلا عند الحديث عن الجماعات الهامشية المغيرة على أطراف الدولة من الأعراب "الأشد كفرا ونفاقاً" كما وصفهم القرآن الكريم. وسبب اللبس هنا هو أن المستشرقين قد قاموا بترجمة كلمة "شعب" إلى "قبيلة" جهلا أو تجاهلا, أو لغرض ما في نفس يعقوب, ونقل عنهم "بغباء" مؤرخونا ومثقفونا وساستنا وتشيعوا لهذا المفهوم المغلوط أكثر من واضعيه مع الأسف حتى اليوم ككلمة باطل يراد بها ومنها ما هو أبطل.



🔹علاقة مجتمع الدولة بمجتمع القبيلة في اليمن.

أما العلاقة التي تحكم صلة مجتمع الدولة الأصل والثابت في اليمن بمجتمع القبيلة والبداوة الهامشية والمتغيرة تأثيرا وتأثرا فتتلخص في أن مجتمع الدولة في اليمن يتأثر بمجتمع القبيلة "جزراً" أمام "مد" القبيلة في ظروف ضعف الدولة أو تخلفها النسبي، كما في تحول جنتي دولة سبأ في وادي "ذنه" بمأرب في الماضي البعيد إلى رَبْع قبيلة من أثل وخمط وشيءً من سدر قليل، وكما في حالة الهيمنة الإستعمارية والإستبداد الإمامي المتخلف في الماضي القريب, والعكس صحيح حينما يقوى ويزدهر مجتمع الدولة الأصل يؤثر "مداً" باتجاه القبيلة الهامشية حيث ينهض بمجتمعها المتخلف إلى عمق مجتمع الدولة المتطور، كما في كل مراحل الازدهار والتوحد والنهوض، ومنها المرحلة الراهنة لمسيرة الثورة والجمهورية والوحدة اليوم، وحيث ينتصب بناء سد مأرب الجديد وتبدد مشاعل سواري صناعات إستخراج النفط والغاز ظلمةِ ليل الصحراء ووحشة نهارها في صافر، وجهل وعزلة القبيلة هناك، وحيث يدور الصراع بين من يمد خطوط الكهرباء وأنابيب النفط من دعاة تمدد الدولة للنهوض بالقبيلة وبين من يدمرها من بقايا عقلية القبيلة النقيض للدولة والمضرة بمصالحها أكثر من غيرها, وحيث يدور اليوم الصراع السياسي والعسكري على كل المستويات بين رجعية "قَبْيَلة" الدولة المستحيل والمدمر وثورة "دَيْوَلة" ما تبقى من عقلية القبيلة الممكن والمفيد لها قبل غيرها وللجميع.

وهذا هو واقع أو حال ما تبقى من عقلية القبيلة الهامشية والمصطنعة وما يتوجب عليها قبل غيرها في أن تنهض بنفسها وتستجيب لمنطق وقوانين مجتمع الدولة الصاعد ولصالحها, لا أن تحلم عبثا باقتياده إلى حظيرتها المتخلفة، تسليما وقبولاً بحقائق ومتغيرات الواقع وإستجابة لمنطق الزمان والمكان ومتغيراته التي لا تقهر من جهة, ودعوة الإسلام كثورة على العصبية والقبلية من جهة ثانية, والذي ميز بوضوح بين مفهوم الشعب والأمة ومفهوم القبيلة والعصبية وانحيازه بقوة لمفهوم الشعب والأمة ضد العصبية والقبلية، فقال عز من قائل: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وليس خير قبيلة أو عصبية، إذ لا عصبية في الإسلام, ووصف حملتها ودُعاتها بالأعراب الأشد كفراً ونفاق. وإذا كان التاريخ يعيد نفسه أحياناً، كما يقال، إلا أنه لا يمشي إلى الخلف البتة.

🔹من العلم الإجتماعي عن القبيلة والدولة إلى العلم السياسي فيهما.

في ضوء ما سبق وما نستهدف الوصول إليه ... ما الذي يمكن أن تحمله مثل هذه الرسالة المفتوحة الموجهة باسم خمسة وعشرين مليون إنسان إلى ما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لا أكثر من رؤوس القبيلة "المصطنعة" في السلطة والمعارضة من المصطبغين باللون الأحمر، و ممن يحترفون إدارة الفساد والعنف المدمر أكثر مما يحسنون أبجديات بناء الدولة وممارسة السياسة والسلطة المدنية وحتى إمتهان وإحتراف التجارة المرتبطة بعلم ومتغيرات منطق العصر المعمرة, وهذا هو ما دأبوا واعتادوا عليه على مدى نصف قرن مضى منذ انبلاج فجر الثورة وحتى اليوم وليس 33عاما فقط, كما قد يظن البعض, مع قلة من الأتباع والمنتفعين معهم بآلية العنف وسياسة الفساد, والذين بدأت قصتهم بتجارة الحرب الموازية للصراع الملكي الجمهوري, وحتى إنقلاب 5 نوفمبر 1967م الذي أسس لسلطة القبيلة "المصطنعة" ككلمة باطل يراد بها ما هو أبطل بدلا من سلطة الشعب والثورة في شمال الوطن, مروراً بحروب التشطير وصراعاتها الأيدلوجية بين دولة الثورة "المتطرفة" في الجنوب ودولة القبيلة "المصطنعة" في الشمال على مسرح المناطق الوسطى, وانتهاءً بحرب الإنتصار الوهمي للوحدة عسكرياً وهزيمتها الحقيقية سياسياً ووطنيا عام 1994م, وحتى حروب صعده والقاعدة, وصولاً إلى مذابح ساحات التغيير والحرية ودار الرئاسة, بل و شبح الآتي المثقل بما هو أخطر مما يُبيتّ له اليوم من حروب وصراعات قبلية وأهلية دامية تزيد من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ الذي تجاوز الشمال والجنوب والمحافظات والمديريات ليمتد إلى الشوارع والحارات وحتى حرمة البيوت والعائلات, كي ينعم ويتلذذ الخمسة (أهل الكساء)، ومن لهم بالفضل سادسا بحزن من يموت قتلاً وجوع من يبقى حياً أو شبه حي، لا لشيء إلا طمعاً في إختصار خمستهم في واحد- كما يرى كبيرهم- أو إستبدال واحداً بواحد كما -يرى صغارهم- في تقاسم العنف والفساد لا أقل ولا أكثر، وذلك ما تُدق من أجله اليوم طبول الحرب والفتنة ويعلو صوتها على نداءات التغيير والسلام, لكل ذلك فإن جلل الخطب يصبح أكبر ونذر المحنة على الأب والأبناء من الشعب وأبناءه من جراء جرم وسفاهة الأخوة الأعداء قد أصبحت أخطر, بصرف النظر عما يقال من أنهم قد اتفقوا أو لم يتفقوا, لأنهم إن اتفقوا "أكلونا" وإن اختلفوا "قتلونا".

لقد احتمل الشعب وأبنائه كل الأشقاء من رضاعة العنف والفساد قرابة نصف قرن من الزمن مع كل من لف لفّهم طمعا أو خوفاً, والذين لم يكتفوا بعد من سلطة فاسدة تحكمنا, ولم يشبعوا بعد من نهب مال حرام يخصّنا, ولم يكفّوا عن القتل والعنف ضدنا وفيما بيننا طوال نصف قرن مضى، بدءاً من حروب التشطير وحتى مذابح ساحات التغيير وهم متفقون علينا، أما أن ينفرط عقد اتفاقهم المشئوم ذاك وهو أهون شرورهم علينا ويصروا اليوم بدلاً من ذلك علي الاقتتال فيما بينهم بنا لا بأنفسهم, كي تُختزل حقوق العنف والفساد في واحد, أو استبدال واحداً بواحد إلى الأبد, ثم يقال بأنهم قد اتفقوا على تقاسمنا ليأكلونا حتى يختلفوا علينا بعد حين ليقتلونا أو يقتتلوا بنا كما هي العادة بلانهاية فذلك ما لا يبدو صعباً وكبيراً علينا وعلى أي منهم فحسب، بقدر ما هو خزي وعار علينا وعليهم أيضاً بعد نصف قرن من مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ورياح ثورة الربيع العربي بل والعالمي على الظلم والإستغلال والذي يملئ الآفاق والساحات وعلى الأبواب, وهي ثورة التاريخ التي لا تقاوم ولا رجعة عنها في اليمن وغير اليمن.

فهل آن للأخوة الأعداء من رضاعة العنف والجهل والفساد السياسي والاجتماعي أن يشكروا الله على ما قد أمدهم به من سلطه مديدة وثروة كبيرة، فينفضوا عن كاهلهم ما تبقى من أكذوبة القبيلة التي لم تعد في ظل كل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية الكبيرة لمسيرة الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحداثة أكثر من مجرد كلمة باطل في وعيهم المزيف يراد بها ما هو أبطل، دون وجه حق من حقوق ومقدّرات المجتمع المدني القائم والدولة المدنية المنشودة، ويرتقوا بأنفسهم ويندمجوا بوعيهم وسلوكهم في مجتمع الدولة كما هم مندمجين فيه بثرواتهم وتجارتهم الطائلة وحتى سفهاتهم, ويعلنوا "دَيْوَلة" ما تبقى من القبيلة في ظنونهم بدلاً من التشبث بوهم "قَبْيَلة" الدولة، لأن حتمية التطور تقتضي إرتقاء مجتمع القبيلة وتطوره إلى مجتمع الدولة ولمصلحته وليس العكس، وهل لكم أيها الأخوة الأعداء أيضاً من المنظور السياسي، أن تحسنوا إختيار مآلكم ومآلنا معكم من أقرب الطرق وبأقل الخسائر أمام ما لا يقاوم ولا رجعة عنه من رياح ثورة التغيير بأن تصدقوا ولو مرة واحدة في حياتكم وتفعلوا ما تقولون من أنكم لا تعملون إلا من أجل الشعب ومستعدين للتنازل عن السلطة بل وعن أي شيء من أجله، بدلاً من الإستمرار في أن تقولوا ما لا تفعلون, مادام في الوقت متسعاً وفي العُمر بقية, ومن أجلكم بالدرجة الأولى, فتتركوا هذا الشعب وشأنه وترحلوا جميعاً بسلام وهو يترككم وشأنكم, وإلى هنا وكفى, وعفا الله عما سلف وكفى الله المؤمنين شر القتال, والعاقل من إتعظ بغيره، وأنتم لم تتعظوا بعد لا بغيركم ولا بأنفسكم حتى الآن, وكبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، وحتى لا تندموا ونندم جميعاً حيث لا ينفع الندم.

أما وقد أتفقتم مؤخراً على تقاسم النظام بدلا من إسقاطه أو تغييره وهو إتفاق علينا وليس من أجلنا على كل حال, وللمرة العاشرة فإن اتفاقكم علينا هذا إن صدقتم (لأن الصدق في حياتكم تهمة تبرؤون منها) هو أهون من استمرار اقتتالكم بنا عملاً بالحكمة القائلة "بعض الشر أهون من كله" ونحن لن نقول بأنكم تكذبون كما هي العادة بل نتحداكم أن تصدقوا وأن لايكون هذا الاتفاق هو مجرد حلقة من مسلسل لعبة "البيضة والحجر أو الجزرة والعصا"واستمرار الفعل بعكس القول والنكث بالعهد كما في كل مرة، لأن في صدقكم_ إن صح_ كف لبعض الشر وتجاوز لخلط الأوراق وفرز للألوان وتمكين ثورة التغيير الشبابية الشعبية من التعامل معكم بوضوح إن خير فخير وإن شر فشر، والأيام بيننا. واللهم أجعله خير.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)