shopify site analytics
القدوة يكتب: الإبادة والانتهاكات الخطيرة بحق الإعلام الفلسطيني - فضيحة: الانتقالي الجنوبي يصرف 1000 ريال سعودي لكل مشارك - الفنان الفلسطيني سانت ليفانت يكشف عن أغنيته "قلبي ماني ناسي - قضم الأظافر عند الأطفال - نجدد عهدنا في يوم شهادة زعيمنا..! - رزمة واحدة من القرارات والقوانين - فلسطين، خنجرٌ في الظهرِ ولكن بدموع التماسيحِ لأجلهِ! - اعادة فتح التحقيق في مقتل شكري غانم رئيس وزراء ليبيا السابق - التحديات والفرص في ندوة علمية بجامعة ذمار - النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي النصر للرئيس السيسي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز -  عندما أتحدث عن سينما «هيا بنا نلعب» أرجو ألا تفهم أنني أقلل من شأن هذه النوعية من الأفلام التي يقوم بناؤها كله علي فكرة لعب الأبطال مع بعضهم أو لعبهم مع المتفرج إنما أردت التصنيف والتمييز والتفرقة خاصة أن

الأحد, 05-ديسمبر-2010
صنعاء نيوز محمود عبد الشكور -



عندما أتحدث عن سينما «هيا بنا نلعب» أرجو ألا تفهم أنني أقلل من شأن هذه النوعية من الأفلام التي يقوم بناؤها كله علي فكرة لعب الأبطال مع بعضهم أو لعبهم مع المتفرج إنما أردت التصنيف والتمييز والتفرقة خاصة أن هذه النوعية من الأفلام أصبحت الآن مألوفة ولها جمهورها أيضا بل إن عملية مشاهدة الأفلام بصرف النظر عن أنواعها قائمة علي أساس فكرة التواطؤ من أجل ممارسة اللعب فمنذ اللحظة التي تقطع فيها تذكرة السينما أنت توافق علي المشاركة في رؤية تمثيلية ليست إلا محاكاة للحقيقة بل إنك توافق علي الاندماج لدرجة التصفيق أو البكاء مع أنك تعرف أن ما تشاهده ليس إلا أطيافاً تتحرك علي شاشة بيضاء المعني أن فكرة اللعب والألعاب هي في صميم فكرة السينما وليست مصادفة مثلا أننا نستخدم مصطلحا مثل لعب الدور «Play» للتعبير عن التمثيل أو التشخيص.

وعندما أقول إن المشاهد المصري أصبح يتعامل ببساطة مع سينما هيا بنا نلعب فإنني أيضا أعني ما أقول وسأعطيك مثلين لفليمين من أبرز أفلام هذه النوعية فيلم مثل حرب أطاليا ليس في الحقيقة إلا لعبة متصلة بل إنه استمد عنوانه من اسم لعبة معروفة يؤدي انفجار أحد أجزائها إلي انفجار بقية أجزائها ولو تأملت لاكتشفت أن الفيلم وبناءه قائم علي انفجار حدث مما يؤدي إلي تفجير أحداث متتالية من مصر إلي إيطاليا ونموذج آخر أكثر مشهرة ونجاحا وهو فيلم أحمد حلمي كدة رضا الذي لا يقول أي شيء سوي أن هناك ثلاثة توائم يعملون في النصب يتعرضون للنصب ثم ينجحون في الإيقاع بمن نصب عليهم لو استرجعت أحداث الفيلم ستجد هذه اللعبة المزدوجة الثلاثة ينصبون علي الآخرين والطبيب النفسي خالد الصاوي يلعب عليهم ثم نكتشف في الجزء الأخير أننا كمتفرجين جزء من اللعبة أيضا ولن نستطيع أن نفهم أسرارها إلا في المشهد الأخير من الفيلم.

كل هذه المقدمة الطويلة أراها أساسية حتي أشرح لك رأيي في فيلم بلبل حيران الذي كتبه خالد دياب وأخرجه خالد مرعي وقام ببطولته أحمد حلمي لو ذهبت إلي الفيلم متوقعا أن تشاهد فيلما يحاول أن يقول أشياء عميقة عن شخصياته كما فعل حلمي نفسه في فيلم آسف علي الإزعاج الذي لم يكن يخلو من اللعب أيضا فأنت بالتأكيد لن تجد أي معني لما تشاهده ولكن لو وضعت الفيلم كإحدي حلقات سلسلة أفلام هيا بنا نلعب ستجد عملا مسليا بصفة عامة لا يخلو من الاجتهاد ولا يخلو أيضا من المشكلات الفنية كل عنصر في بليل حيران تم تصميمه لنكون أمام لعبة متعددة الأطراف تتغير مواقع ومواقف لاعبيها باستمرار ولا يعني ذلك بالطبع أنه لا توجد فكرة ولكنها فكرة مأخوذة من السطح وبالمقدار الذي يخدم اللعبة وليس الفكرة فما يقوله بلبل حيران هو أننا أمام جيل حائر يتعامل مع قضايا مثل الحب والزواج والطلاق وفسخ الخطوبة بنفس الطريقة التي يتعامل بها الأطفال مع ألعابهم تعجبهم اللعبة الفلانية فيتمسكون بها ثم يتركونهم ويختارون غيرها ولكن خالد دياب لا يذهب إلي أبعد من ذلك لأنه حقق من خلال فكرته ما أراده من لعب ثم عاد في النهاية ليذكرنا بالحكمة الخالدة التي لا تعني شيئاً في الفيلم والتي تقول إن عليك أن تختار الإنسانة التي تحبها فعلا وليست تلك التي تعجبك أقول إن الحكمة هنا لا تعني شيئا لأن تحققها يهدم الفيلم كله ولو آمن بها بطلنا المتقلب منذ بداية الأحداث لما كانت هناك لعبة علي الإطلاق.

أريد أيضا قبل أن ندخل في تفاصيل الفيلم الإشارة إلي أن كتابة سيناريو أفلام هيا بنا نلعب ليست سهلة علي الإطلاق لأنه يقوم علي تفصيلات كثيرة جدا وعلي انقلابات وتحولات وإلي ما يشبه تعدد وجهات النظر لنفس الحدث وبصفة عامة فقد كان سيناريو خالد دياب متماسكا لولا بعض الفبركات القليلة التي كان يمكن تغييرها بما يتناسب مع سياق الأحداث وطبيعة الشخصيات ولو نظرت إلي طبيعة العلاقات ورغم كثرة الأحداث والتحولات لن تجد في الواقع لدي كاتب السيناريو سوي أربع شخصيات في ساحة اللعب: البطل مهندس الديكور والإضاءة الشاب بلبل «أحمد حلمي» وثلاث فتيات يتعرف عليهن في زمن الأحداث الأولي هي عازفة الهارمونيكا قوية الشخصية ياسمين «زينة» والثانية هي مهندسة الديكور حديثة التخرج هالة «شيرين عادل» والثالثة هي طبيبة العظام التي ستعالجه الدكتورة أمل «إيمي سمير غانم» ولكن السيناريو يبدأ من وصول نبيل مكسوراً مهشماً إلي د.أمل لكي تعالجه ثم يحكي لها ولنا أيضا قصته مع ياسمين ثم قصته مع هالة ثم قصته مع ياسمين وهالة معاً وتبقي قصته مع أمل التي تطورت بفعل العلاج والحديث المتواصل.

الحقيقة أن اللجوء إلي السرد من خلال الحوار مع أمل ثم العودة إلي الماضي وهكذا أمر فيه كثير من المغامرة وفيه أيضا الكثير من الذكاء المغامرة لأن العودة من الحاضر إلي الماضي وبالعكس يمكن أن تؤدي إلي هبوط الإيقاع وفشل اللعبة بأكملها ولكن مونتاج دعاء فتحي تكفل بإنقاذ الموقف فكان الانتقال سلسلا ومتدفقا في معظم الأحيان أما الذكاء فلأن أمل لن تكتفي بموقف المستمع لأننا سنكتشف تدريجيا أن الفيلم يحكي أيضا قصة أمل مع بليل الحيران وستعرف في النهاية أن أمل ليست مجرد طبيبة ولكنها صديقة لـ«هالة» ثم أن قيام بلبل بحكاية قصته مع الفتاتين يعيدنا إلي أجواء الحواديت التي تعيدنا بدورها إلي أجواء اللعب بل إن القصة كلها لا تخلو من أجواء طفولية سواء شخصية بلبل أو في عدم قدرته علي الاختيار بين البنات بل إن إحدي اللقطات التي تتكرر صعود وهبوط بلبل إلي أعلي وإلي أسفل وهو يلعب علي الترامبولين في شقته مثل أي طفل صغير شقي والطريقة التي يختار بها بلبل الألوان المناسبة لحوائط إحدي الشقق التي يصمم ديكوراتها لا تختلف كثيراً عن الطريقة التي يمكن أن يلجأ إليها أي طفل وحتي اختياره للف التبغ بدلا من شراء سيجارة جاهزة يجعل من الشخصية حرفياً مجرد طفل يلعب سواء في عمله أو في علاقاته بالفتيات.

ما مشكلة بلبل؟! مشكلته أنه يريد فتاة كاملة الأوصاف أو سوبر وومن علي حد تعبيره ولذلك سيكون عليه أن يقارن طوال الوقت بين ياسمين التي تختار له كل شيء وبين هالة التي تبكي مثل طفلة أيضا والتي يختار لها كل شيء وسنكتشف أن أمل لديها نفس الحيرة بين رجلين تقدما لخطبتها ربما لأنها تريد أيضا سوبر مان أربعة نماذج من جيل يعرفه خالد دياب جيدا أبرز ملامحه عدم النضج العاطفي وغياب الخبرة طبعا لا يوجد أي تعمق في دراسة الشخصيات وأبعادها الاجتماعية والنفسية لأن هدف اختيارها ليس الدراسة وإنما اعتبارها شخصيات مثالية للعب لأنها متقلبة ومتحولة بلبل مثلا يذهب لشراء كتاب عن الهارمونيكا عندما يحب ياسمين ويذهب إلي نفس الشخص لشراء كتاب عن الطبخ عندما يحب هالة ثم يذهب لشراء كتاب عن البانجو عندما يحب الدكتورة أمل ويبدو أنه سمع الكلمة خطأ لأنها كانت تحب رقص التانجو وليس تدخين البانجو!

ولكن السيناريست لم يجد أن لعب بلبل مع كل من ياسمين وهالة علي حدة يمكن أن يكون كافيا فأراد أن تكون اللعبة أكثر تعقيداً ياسمين وهالة من ناحية وبلبل من ناحية أخري وهنا لم يستطع أن يتقن أصول اللعبة فلجأ إلي فبركة مسألة فقدان نبيل لذاكرته بطريقة ساذجة للغاية حيث يقع علي رأسه أثناء صعوده لتناول كتاب ولكن الحدث نفسه بصرف النظر عن فبركته أتاح فرصة إعادة اللعبة بين نبيل وكل من هالة وياسمين من زاوية أخري فلما عادت الذاكرة إلي نبيل بطريقة أكثر سذاجة أصبحنا أمام زاوية ثالثة لرؤية العلاقة الثلاثية ثم انقلبت أطراف اللعبة بحيث تحالفت هالة وياسمين للتلاعب بالبلبل الحيران.. هذا ما قصدته عندما قلت إن الهدف هو اللعب وليس تحليل العواطف ومن خلال اللعب ينشأ الضحك بانقلاب المواقف وباللخبطة المقصودة في رؤية نبيل لكل من ياسمين وهالة الأمر هنا بالضبط أشبه بإعادة ترتيب قطع ملونة لتكون شكلاً مختلفاً في كل مرة بل إن الفيلم ينتهي نهاية مفتوحة حيث يصعد نبيل إلي أعلي الترامبولين لأنه ليس قادراً علي الاختيار ولكنه قادر فقط علي اللعب!

لن تنزعج بالمرة إذا استقبلت بلبل حيران علي أنه لعبة لا تقول الكثير ولا تتوقف لتناقش أو تحلل ولكنها تحاول أن تكون مسلية وتنجح في ذلك إلي حد كبير لجأ خالد مرعي المخرج إلي البساطة وعدم الاستعراض بالكاميرا إلا عندما يتطلب المشهد ذلك مثل مشهد سقوط حلمي بالباراشوت فيما عدا ذلك الكاميرا ثابتة تراقب شخصين يتبادلان الحوار الصورة لامعة مصقولة وطبقة الإضاءة عالية «تصوير أحمد يوسف» حتي المستشفي وبها عدد كبير من المشاهد لا علاقة لها بصورة المستشفي في الأفلام غير الكوميدية الذوق الطفولي عند كل الشخصيات خاصة بلبل والاستايلست مي جلال تختار ألوانا مبهجة مثل قوس قزح شياكة ديكورات علي حسام تليق بفيلم بطله مهندس ديكور لا يخلو من الاختلاق أو الطرقعة وموسيقي هشام نزية تعطينا أجواء اللعبة والمقالب المتبادلة رغم أنها لا تقوم بالتعليق علي كل إفيه علي طريقة أفلام الستينيات ومونتاج دعاء فتحي يحقق التواصل والتدفق لأنها في الواقع قامت بتركيب ثلاث قصص تتوالي حيناً وتتشابك في أحيان أخري سواء في الماضي أو انتقالاً بين الماضي والحاضر!

أحمد حلمي هنا في شخصيته التي يجيدها تماما نعم هو شاب ولكن فيه ملامح طفولية سواء أثناء الهزار اللفظي أو في تصرفاته وستجد هذا الملمح الطفولي موجوداً في كل شخصياته السابقة الكوميدية من رحلة حب إلي صايع بحر ومن زكي شان إلي جعلتني مجرما ومن آسف علي الإزعاج حتي كده رضا شيرين عادل حققت خطوة إلي الأمام بدور هالة وهي نصف طفلة ونصف امرأة وكانت زينة أقل بريقا في دور ياسمين وهي أيضا لطفلة كبيرة قوية الشخصية أما إيمي سمير غانم فهي مشروع نجمة قادمة ليس فقط في الأدوار الكوميدية ولكن في الأدوار الجادة الدكتورة أمل تمارس طفولتها أيضا طوال الوقت وهي تلعب بالفأر أو تضرب الذباب أو تلف السجائر لمريضها وأظن أنها تستحق مثل ياسمين وهالة ألا تكون متزوجة أو مخطوبة أو مطلقة وإنما مجرد مفسوخة علي حد تعبير «أحمد حلمي»!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)