shopify site analytics
آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د. عبد الله صلاح

الثلاثاء, 12-سبتمبر-2017
صنعاء نيوز/ د. عبد الله صلاح -
عندما نكتب عن حزب المؤتمر، أو عن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في اليمن، أو عن المستقبل، أحس بجبال اليمن ووديانها وسهولها، وكأنها على رأسي..
أما الحديث عن المؤتمر، فليعلم القاصي والداني أننا لا ندافع عن المؤتمر ككيان حزبي ضيق، وإنما ندافع عنه كهوية معتدلة ووسطية جامعة للوطن، وفرت للإنسان اليمني قدرا لا بأس به من الأمن والطمأنينة والحرية والتعليم والنهضة النسبية في مجالات الحياة المختلفة.
نعم، نكتب من أجل الوطن الذي تنفسنا هواه وعشقناه، وذقنا مرارة الجوع والسهر والاغتراب، من أجل المشاركة في النهوض به، فما إن عدنا إلى حضنه بعد الحصول على الدكتوراه، حتى كشرت الذئاب أنيابها في وجوهنا، وصادرت أبسط مقومات الحياة في هذا الوطن، بدءا من إشعال الحروب الأهلية، ومرورا بفقدان الأمن والحريات وانتهاء بقطع الراتب..
في مرحلة الدراسة التمهيدية للماجستير بجامعة صنعاء (2005) ، وحين كان الصراع محتدما في صعدة، والأجهزة الأمنية والاستخباراتية تلاحق المشتبهين بالحوثية، كنت ذات يوم في طريق العودة إلى ذمار، على متن سيارة غمارتين تقل عددا من الركاب، وفي أثناء الطريق تحدث الركاب عن الحوثية وحروب صعدة، فذهب أحدهم إلى أن الحوثة يجيزون المتعة ويسمحون للنساء بالمبيت في الجبال مع المقاتلين، وذهب الآخر إلى أنهم مجوس، وذهب الثالث إلى أنهم يمارسون السحر للتأثير على المقاتلين.
كان هناك شخص واحد من الركاب يلتزم الصمت، وتبدو على وجهه ملامح الغضب والألم معا....
لم يرق لي الحديث، وخصوصا الخوض في موضوع المتعة وانتهاك الأعراض، فتحدثت بطباعي القبلية أن حديثهم محض افتراء، ولا يمكن أن يقبل أبناء صعدة بهذه الترهات، وهم أكثر قبائل اليمن تحفظا والتزاما بالعادات والأعراف، وأشرت إلى أن القضية سياسية والغرض هو تشويش حركة الحوثي التي تخوض مواجهات مسلحة مع الدولة....
في الحقيقة، لم أكن أدرك حجم الملاحقات والاعتقالات التي تمارسها الدولة ضد الحوثيين. وفي منتصف الطريق تقريبا توقفت السيارة لتعبئة البنزين، ونزل بعض الركاب، فاقترب مني الراكب الصامت وأظهر بشاشة عالية، وسأل عن اسمي والمنطقة، وبعد أن أخبرته، همس في أذني (انتبه لنفسك)..
لم أع ما يقصد إلا بعد أشهر...
لقد أدركت مؤخرا أن الراكب الصامت من الحوثيين، وأن الخوف من ممارسات الدولة القمعية كانت تمنعه من الدفاع عن حركته، والتفوه حتى بحرف واحد...
في سنوات الحرب على صعدة أيضا، كان أصدقائي الهاشميون يتبرأون من الحوثية ويلعنونها نهارا جهارا، بل إنهم كانوا في مقدمة فعاليات حزب المؤتمر ويحملون مباخره في كل حملة انتخابية، بالإضافة إلى فرارهم لأداء الصلوات في مساجد الوهابيين لنفي تهمة الحوثية عنهم، وذلك خوفا من الملاحقات والاعتقالات..
في عام 2008 أكمل الزميل والصديق الحميم أحمد النهمي رسالة الماجستير وقدمها للمناقشة بجامعة ذمار فتدخل الجهاز الاستخباراتي لإعاقة المناقشة بتهمة أن صاحب الديوان المدروس (عمارة اليمني) مختل العقيدة، وأن شعره لا يخلو من شركيات، ولولا عناية الله لذهب جهده سدى. وعند البحث عن السبب، تحقق لدينا أنها تهمة الحوثية التي ألصقت زيفا بزميلنا النهمي، وسجن بسببها لمدة شهرين، كتب خلالها قصيدته المعنونة ب (بلقيس والخوف السياسي)، التي منها هذه الأبيات:
المخبرون تقاسموا ....
ظلي وغالوا في اختلاسي
ما الأمر روحي لم تعد ......
روحي ورأسي غير رأسي
يا أنت كيف تحوثنت .....
قدماك في الوحل النحاسي.
إلى هنا فصل من فصول المكاشفة.
في عام 2015 وبعد تمكن أنصار الله من دخول صنعاء والسيطرة على السلطة، واعتقال بعض الإخوانيين وسريان الخوف في أوساطهم، كان صديقي الإخواني إذا أراد السفر من محافظة إلى أخرى يلصق شعار الصرخة على سيارته ويفتح الزوامل الحوثية بأعلى صوت لكي يمر بسلام في النقاط الأمنية التابعة لهم، بينما يحمل في صدره كتلة من الأحقاد والرغبة في الانتقام منهم..
وقبل عام تقريبا (2016) ، كنا في مجلس مقيل بذمار، وكان يتواجد بيننا ضابط شرطة يعمل في مدينة إب، وكان يضع على بندقيته لاصق شعار الموت لأمريكا، وفي أثناء المقيل سألته عن مدى قبول أبناء محافظة إب بالحوثية، وهل يحمل الشعار عقيدة أم تقية، فأجاب بما يرضي الحوثيين، اعتقادا منه بتواجد أحدهم بيننا.
وقبل نهاية المقيل وبعد إن اطمأن بخلو المجلس من الحوثيين، انفجر بالسب واللعن وتمنى زوالهم، قائلا بالحرف الواحد، لو تغير الوضع وتهيأت له الفرصة لأكل من لحومهم وشرب من دمائهم، ولم أستطع إلى الآن تفسير قابليته لحمل الشعار، وهو يحمل بصدره كل ذلك الغل والحقد .....
إلى هنا الفصل الثاني من المكاشفة..
في يوم 24 أغسطس 2017 ، وبعد حضور تظاهرة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاشدة بميدان السبعين، وفي أثناء عودة بعض أهالي القرية من صنعاء، كانوا على متن سيارة نقل عام، وقبل الوصول إلى النقطة الأمنية بشارع المياه، التابعة للحوثيين، أوقف السائق السيارة بعد رؤية مجموعة من الأطقم العسكرية التي يعلوها شعار الصرخة، وأراد أن يزيل صور الرئيس السابق صالح، فصرخ الركاب في وجهه ومنعوه، فأبدى تخوفه من الحوثيين، فتعهدوا بحمايته حتى يبلغوا منتهى رحلتهم، وبعد ذلك إن شاء أن يزيل الصور فلا مانع...
في اليوم نفسه، وأنا في طريق العودة من صنعاء، توقف سائق السيارة التي تمر أمامي مباشرة، والتي تعلوها صور صالح من الخلف، في نقطة شارع المياه أيضا، وطلب من أفراد النقطة صورا لشعار الصرخة ولعبد الملك الحوثي، فأعطوه رزمات كثيرة من الصور الصغيرة، وظللت أتابعه في السير، فكلما وصل إلى نقطة للأنصار أعطاهم رزمة من الصور، للتزلف إليهم..
لم أكن أعلم قبل يوم 24 أن الرعب قد تسرب بهذه الطريقة إلى نفوس اليمنيين، ولم أكن أدرك أن مدة عامين ونصف تكفي لإذلال الناس وترهيبهم بهذه الدرجة المفزعة..
إن هذا الخوف لا يعني الاستسلام المطلق، وإنما يعني تخزين المزيد من البغض والكراهية والأحقاد والتربص حتى تحين الفرصة، فيكون الانتقام الشديد، ولذلك نحذر من مضاعفة استفزاز الناس وإذلالهم، فلا أسوأ من قهر الرجال...
إنه يتطلب على الجميع إدراك حقيقة أن الإرهاب يولد إرهابا، والتطرف يصنع تطرفا، والاستبداد ينتج استبدادا، والعنصرية تشجع على ولادة وقيام عنصريات أخرى لمواجهتها، وهكذا يستمر الوطن في صراعات وحروب مستديمة..
هل عرفتم الآن لماذا نصر على وجود دولة تحمل الهوية الجامعة لكل اليمنيين، وعلى ضرورة تحكيم القانون والدستور¿!
إننا نصر على قيام دولة مدنية عادلة، تحفظ لجميع مكونات الشعب حقوقهم وكرامتهم. أما تسلط حزب أو جماعة فهو كارثة على المتسلط نفسه...
فهل تعقلون يا من تورثون أبناءكم وأجيالكم الكوارث والآفات الناتجة عن الصراعات والحروب الأهلية¿!.
اللهم إنا نبرأ إليك من كل قطرة دم تسيل بسبب احتدام شهية السلطة...
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)