صنعاء نيوز/ كتب / عبدالله ناصر بجنف -
أوسكار نيماير ( ولد في ريوديجانيرو في ١٥ ديسمبر ١٩٠٧وتوفى في نفس المدينة في ٥ ديسمبر عام٢٠١٢) حاز في عام
١٩٨٨ على جائزة بريتزكر للعمارة المهندسين المعماريين وهي الجائزة الأكبر والأهم وهي بمثابة نوبل للهندسة المعمارية , يعتبر نيماير من بين أبرز المهندسين المعمارين في القرن العشرين وله العديد من الأعمال الهندسية في العديد من دول العالم ومن الدول العربية الجزائر حيث صمم جامعة قسنطينة, جامعة هواري بومدين والقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي جويلية وفي لبنان صمم معرض طرابلس الدولي, كما اشترك مع المهندس المعماري السويسري الفرنسي لو كوربوزييه في تصميم مبنى هيئة الامم المتحدة في نيويورك.
في مدينة افيلس الواقعة في إمارة أستورياس في شمال غرب إسبانيا, تبلغ مساحتها ٢٦,٨١ كيلومتر مربع وعدد سكانها٨٣,٦٧١
نسمة وتبعد عنالعاصمة مدريد مسافة ٤٥٠ كيلومتر وهي مكان ولادة القائد العسكري الإسباني بيدرو مينينديز دي أفيليس وقبرة في احدى كنائسها, هو من قاد معركة استعادة فلوريدا في عام ١٥٦٥ وأسس مدينة سانت أوغستين الواقعة في شمال شرق ولاية فلوريدا وهي أقدم مستوطنة دائمة أسسها الأوروبيون في الولايات المتحدة الأمريكية كما كان حاكما لجزيرة كوبا في الفترة من ١٥٦٧ إلى ١٥٧٤
في عام ٢٠٠٣ تم تأهيل نهر وميناء مدينة أفيليس البالغ طوله ٥ كيلومترات والمطل عل مدخل بحر كانتابريا المتفرع من المحيط الأطلسي حيث تم ازالة الرواسب التي خلفتها مصانع الصلب والحديد والفولاذ خلال عقود أغلبها مواد سامة وملوثة للبيئة, تم تحديد بقعة على ضفة النهر لتشييد مركز ثقافي يساهم في تغيير وجه المدينة وتحويلها الى ملتقى ثقافي وفني هام في شمال إسبانيا وقد تحقق هذا الهدف حيث تم وضع حجر الأساس في أبريل ٢٠٠٨ لمبنى مركز نيماير الثقافي العالمي على مساحة ٤٤,١٣٢ متر مربع منها ١٧٠٠٠متر مربع احتلتها اربعة قطع متنوعة لهذا المركز ووصلت تكلفته الاجمالية ٤٠ مليون يورو وصممها المهندس المعماري البرازيلي أوسكار نيماير والذي تبرع بالرسم التخطيطي للمبنى لمدينة أفيليس ولامارة أستورياس عرفانا وخاصة وانها منحته جائزة أمير أستورياس لفنون في عام ١٩٨٩وكانت البداية لعلاقة وثيقة ارتبط بهذه المنطقة. يتميز الأعمال الهندسية لاوسكار نيماير بالخطوط المنحية وبالوانه المتعددة منها الأصفر والأحمر والأزرق والأبيض ,هذا المبنى والذي يعتبر من بين أجمل المباني الثقافية والوحيد في إسبانيا من أعمال المهندس البرازيلي أوسكار نيماير ويقع على ضفة نهر أفيليس الذي يبلغ طولة ٥ كيلومتر وعلى بعد أمتار قليلة من المدينة القديمة والتي تم تأسيها في القرن العاشر الميلادي, مبنى يبهر الأنظار ويمكن مشاهدته من عدة زوايا
عند تشييده في البداية تم بناء قبة كاول قطعة باستخدام تقنية حديثة لأول مرة في إسبانيا وخلال خمسة ساعات تم الانتهاء من
تركيبة وبعدها تم استكمال بقية المباني وبعد سنتين من أعمال التشييد تم افتتاحة رسميا في ٢٦مارس ٢٠١١ , وقد شارك مصممها أوسكار نيماير في بث مباشر عبر الأقمار الصناعيّة في حفل افتتاح هذا المركز والذي يعتبر من أخر أعماله الهندسية.
المبنى يتكون من اربع قطع منفصلة ومتقاربة ذات أشكال مختلفة تم طلائها باللونين الأبيض والأصفر وتم اضافة خطوط مستطيلة باللون الأحمر وهي الأوديتوتوريوم أو صالة العرض يتسع ل ١٠٠٠ شخص ولها خصوصية بحيث يتم فتحها من الداخل او من الداخل مقابل الساحة العامة والتي تقام عليها العديد من الانشطة منها الحفلات الموسيقية وحسب مصممها اراد منها ان تكون ملتقى لتفعيل مبادىء التربية والثقافة وغرس روح المحبة والسلام والقبة تبلغ مساحتها٤٠٠٠ متر مربع تقام فيها المعارض الفنية والبرج يبلغ ارتفاعه ١٨ متر ويوجد فيه مطعم ومقهى وعبرها يتم مشاهدة المدينة ونهرها المطل على الجهتين ومبنى متعدد الاغراض توجد فيه المكاتب الإدارية ومركز التوثيق السينمائي ومقهى وصالة المؤتمرات الصحفية ومكتبة.عندما تمتزج الأشكال والألوان المتنوعة مع الهندسة المعمارية ينطلق الحوار مع الثقافة باعتبارها وسيلة التواصل بين الجمهور ومحيطة وهذا ما نجده في هذا المبنى المتميز والأنيق والذي يلامس خيوط نهر مدينة