shopify site analytics
القدوة يكتب: في ذكرى النكبة جرائم الإبادة ما زالت مستمرة - اتحاد القبائل العربية يعقد مؤتمرا في الجيزة - المصريون سيدفنون اليهود في حال الحرب معهم - العثور على شخص في "زريبة" جاره بعد 3 عقود - صورة قرطاج على قميص مؤسس فيسبوك ليست بريئة - حماس والجهاد يناقشان أهم المستجدات - وزير الدفاع البريطاني يهدد إنهم يستعدون لتزويد "فرقاطاتهم" بمعدات - فعاليات خطابية بذكرى الصرخة ووقفات شعبية وتدشين المرحلة الثانية - تمديد حالة الطوارئ في اليمن عاماً آخر - تم تنفيذ عملية "الوعد الصادق" وفق حسابات دقيقة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الإثنين, 09-أكتوبر-2017
صنعاء نيوز/ خالد الرويشان -
صنعاء نيوز/ خالد الرويشان

مات واحدُ اليمن ووحيدُها
مات عمّي علي بن علي الرويشان ابْنُ عمّ الوالد رحمة الله عليهما
مات أروع من يمكن أن ترى أو تسمع
مات العفيف الشريف الجميل النبيل
مات الزاهد والشاهد
الزاهد عن المناصب والمال والأبّهة
والشاهد على عصره .. رجالا وأدوارا ..ووقائع

لا ثانيَ له في الأسرة اليوم
ولاثاني له في خولان الطيال
ولا ثانيَ له اليوم في اليمن! ..

كانت أسعد لحظات حياته حين يسمع بيتَ شِعْر أو أغنية ..
كان يحب دائما أن يسمع "ياطير ياضاوي إلى عشّك ..قل لي متى باضوي أنا عشّي" أبوبكر سالم!
هاقد ضويت إلى عشّك الأخير ..والنهائي! ضويت وأضأت .. وفي رحاب منبع الضوء والنور ..في رحاب الله جلَ في علاه

تجلس إليه بالساعات فلا تمل ...
اليمن الكبير في فمِه ودَمِه ..تاريخا ، وشعرا ، وأعلاما ، ومناطق ،
يا لتلك الطاقة التي لا تنفد ، وتلك الذاكرة المتوقدة التي لا تنطفئ
تمرّ الساعات معه مثل هنيهات
ساعات وهو لا يكاد يتحرك في جلسته ..محتبياً حِبْيَة العرب وبداوتهم التي يحبها ..وتجري في دمه
يحدّثك ..ويحدّثك ..مثل نهر متدفّق لا يكف عن الجريان ..
يحدّثك عن البيضاء تاريخا وشعراً ووقائعَ وشخصيات .. وهو قد عاش هناك في صحبة عمه الجد ..جدي المرحوم صالح بن ناجي الرويشان عندما كان محافظا لها. .
يحدثك عن البيضاء وقراها وجبالها وشعابها تماما مثلما يحدثك عن شبوة وأبين ويافع ..يعرف كل قرية وجبل وتل ووادي وحصن!
وهي نفس المعرفة عن تعز وريمة ووصاب والمحويت وإب والجوف وحجة وصعدة.. وهمدان ونهم وذمار .. وحضرموت وبيحان ..واليمن كله ..كل اليمن!

تمّ اختياره عاملا لخولان من قبل الرئيس القاضي عبدالرحمن الآرياني
اختيار الرجل للمهمّة لم يكن صدفة!
يعرف القاضي وطنية الرجل وحكمته وثقافته ومدى احترام الناس له ..
ولم تكن المهمّة سهلة
فحدود خولان تمتد من مشارف صنعاء حتى سد مأرب!
أدار الرجلُ الزاهدُ الشاهد خولان وأشرف على توعيتها وتعليمها وتنويرها ..حتى اعترفت بالجمهورية أواسط سبعينيات القرن الماضي ..

لا أستطيع أن أسرد كل شيء عن الراحل الزاهد الشاهد..فعيناي غارقتان وروحي كذلك! لا أكاد أرى شاشة الهاتف!

منذ سنة كان الزاهدُ الشاهدُ ميّتا سريريا ..فقد أصابته جلطة!
ولم يكن ليحدث له ذلك إلاّ لأنّ البلادَ كانت ميّتةً سريريا كذلك!
كانت البلادُ في روحه .. كانا معاً!
لم يكن يؤمن بالزعماء والألوية والعمداء
كان يعرفهم من زمان ويعرف بداياتهم ، وقبل الجميع! ..وأنا شاهدٌ على ذلك!

في سنته الأخيرة الحزينة الصامتة كانت عيناه ذاهلتين فحسب ، إلاّ من شبح ابتسامة خفيفة!
كنتُ ذات ضحىً قابعا متكوّما إلى جواره ..وكانت عيناه تتساءلان .. ماذا يحدث للبلاد؟..ماذا يحدث ياخالد! .. ولماذا؟
ولم أجب .. كنتُ أنا الآخر ذاهلا ..ميّتا ..ومازلت!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)