صنعاء نيوز/ رافع حلبي -



استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، ستضرم النار في كل ارجاء لبنان فالفئات اللبنانية متنازعة على السيادة والسيطرة وهناك دعم لبعض الفئات من جهات خارجية ودول لها تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط ، لبنان لا يمكنه العيش إلا بسلام وأمان داخلي وتنسيق دقيق جدا بين كل طوائفه وفئاته المتعددة.

إيران تريد السيطرة التامة على دول الشرق الأوسط وتريد أيضا تحقيق حلمها الفارسي والعودة إلى ايام الإمبراطورية الفارسية حيث حكمت العالم لمدة 700 عام ، إيران اليوم ترى انها بدأت مشوار إعادة تاريخها عن طريق لبنان وحزب الله وتواجدها المستمر في سوريا وإتاحة دخولها لدولة العراق من خلال الحكومة الاتحادية العراقية ، هذا وقد سهلت قوات الجيش الحكومة الاتحادية عبور القوات الإيرانية من خلال وسط العراق وتوغلها شمالا في المنطقة الكردستانية العراقية وهذا بحد ذاته مؤشر خطير جدا لمد ديني إسلامي شيعي من إيران إلى العراق وسوريا واليوم لبنان.

التهديد باغتيال الرئيس سعد الحريري إعلان الحرب على لبنان وجميع أفراد الشعب اللبناني هذا لأن الرئيس انتخب بصورة حرة وديمقراطية لا تفهم إلا بوجه واحد يعبر عن إرادة الشعب اللبناني اتجاه من سيتربع على عرش لبنان ليحكمه ، هذا الأمر يفهمه الإنسان الحضاري العقلاني الذي تطور بفكره إلى استيعابه فأحيط بالمعرفة والعلم واستوعب الرأي والرأي الآخر المختلف المغاير لرأيه ومثل هذا الفكر الجديد على ربوع الشرق الأوسط وغير موجود في معظم دوله , استقالة الرئيس الحريري تثبت للعالم المرة تلو المرة وأكتبها بمرارة أن الشرق الأوسط والإنسان العربي لا يحكم إلا بالقوة والبطش والخراب والشر وهذا الأمر يدمر دول الشرق الأوسط ويجعلها تعيش في عالم الظلمات وتحت سيطرة العنف والقتل والسلب والنهب وسياسة الخوف والتخويف لذلك يخشى الرجل الشرق أوسطي التغيير من حال إلى حال ولا يستطيع التغيير والتأقلم مع أفكار حضارية جديدة تناسب روح العصر.

إيران ليست بحاجة للتوسع والسيطرة ولكنها تابعت تصعيد المشاكل في البحرين واليمن وترسل الكثيرين من أبنائها لإقامة خلايا نائمة في معظم الدول العربية في الشرق الأوسط ودول أوربا لحين استغلال وجودها كالسرطان ينخر في جسم المجتمع الواحد وهذا ما يحدث على أرض الواقع فالمواطنين الأصليين للبلاد يستوعبون ألائك الغرباء ويدخلونهم في كل شرائح المجتمع ليكونوا وحدة اجتماعية واحدة إلا أن " الأعمال بالنيات " فيذهب ألائك الغرباء الإيرانيون إلى التطرف وزرع الفتن في كل مكان يصلون إليه وبينما يعيش أبناء المجتمع في أجواء إيجابية معهم وهم في غفلة عن كل ما يزرعه الغرباء من فتن وظلم وخراب وقلع كل جذور التفاؤل والمحبة والهدوء بين الناس.

لبنان دولة حرة ولها سيادتها وباستطاعتها أن تحكم ذاتها بذاتها ولكن الأيادي الغريبة والمتطلعة نحو السيطرة الفكرية والسيطرة في المد الإسلامي الشيعي يفرض على لبنان واقع جديد لا يستطيع هذا البلد الصغير الآمن الوقوف في وجه تيار الرعب هذا لذلك كل خطط إيران حيال الخارطة السياسية في لبنان تلقى النجاح التام فإيران أقامت دولة في داخل دولة ومدت هذه الدولة الساكنة بالعتاد والجنود حتى أصبح لها جيش باستطاعته القيام بانقلاب عسكري فورا والسيطرة على كل المؤسسات اللبنانية بكاملها.

استقالة الرئيس الحريري خطوة جريئة جدا لم يسبق لها مثيل في منطقتنا وخروجه بهذا الشكل إنما هو يضع المسئولية كاملة لما سيحدث في لبنان على كاهل دول هيئة الأمم المتحدة وهذا الأمر حكمة وذكاء كي تسوى الأمور مع طهران على مستوى دولي والتسوية يجب أن تكون مع حزب الله وجميع الفئات والطوائف المتنازعة في لبنان وبدون تدخل غربي سيحرق في لبنان الأخضر واليابس ولن تتاح الفرص لأي تسوية سياسية داخلية كما كان الأمر عليه حتى الآن.

طهران تدعم حزب الله لتنفيذ مآربها في لبنان وغيرها من الدول المجاورة وهذا بحد ذاته مؤشر خطير جدا على لبنان وجميع اللبنانيين لأن السلاح الكثير والخطير الذي في حوزة حزب الله سيستعمل ضد المواطنين اللبنانيين وحزب الله ينتظر الإشارة من طهران لبدء تحركاته في لبنان والوقت ليس بطويل حتى تأتي هذه الإشارة ويسيطر حزب الله على لبنان بكامله من دون أي عراقيل فجيش حزب الله دُرِّب بصورة ممتازة في إيران على استعمال السلاح وبحوزته أسلحة متطورة نسبيا وعدد جنوده كبير جدا مقابل جنود الجيش اللبناني وعتاده وأسلحته وهذا ظهر واضحا وجليا في أزمة " داعش " في شمالي لبنان قبل شهرين تقريبا حيث سلك الجيش وقيادته مسار التفاهم والتسوية في حين اتخذت أفراد " داعش " خطوات العنف والقتل وإطلاق النار والدخول في معارك وحرب مع قوات الجيش اللبناني.

في النهاية أتمنى لرئيس الوزراء اللبناني السيد سعد الحريري النجاح في مشوار حياته مع أسرته الكريمة ببناء مستقبل زاهر وعظيم ، وآمل أن يسحب استقالته حتى صباح يوم الغد لإعادة الهدوء والطمأنينة للشعب اللبناني ولبنان لأن الاستسلام ليس من شيم الرجال وخاصة رجال في المناصب القيادية للشعوب والأمم.

مع فائق تقديري واحترامي.

رافع حلبي