shopify site analytics
رئيس وزراء إيرلندا يفاجئ بايدن بدعم صريح للقضية الفلسطينية - يأمر بالبدء بالزحف الى الاقصى رسالة صوتية لقائد هيئة أركان الكتائب في غزة - 4 أسئلة عن اسرائيل يجب على اللاجئ العربي إلى ألمانيا الإجابة عنها - دخول سفينتين حربيتين روسيتين البحر الأحمر - نظرة على الدورة الخامسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان - القدوة يكتب: حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية - أياد راضي وعقدة جلد الذات - دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك" - منيغ يكتب: ليبيا شَظَايَا نَوَايَا (1من5) - العفو الدولية تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن لمنع “الإبادة” في غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عزالدين المريسي

الثلاثاء, 07-نوفمبر-2017
صنعاء نيوز/ عزالدين المريسي -
في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل إذ أسدل الليل ظلامه، وعاد للشارع سكونه، وانقطع المارين، وخلد الجميع للنوم، ولكن طفلًا في العاشرة من عمره لم يعره الليل مخبئًا ، ولا الشارع مسكنًا، ولا الظلام سكونًا ، بل ظل في حركة مستمرة ، يحمل كيسًا على ظهره يلتقط ما يراه أمامه وكل ما هو مرميًا على قارعة الطريق من علب الصحة البلاستيكية ويضع كل ما يجده داخل كيسه .. كان زميلٌ لي يؤنتر ويتصفح في النت وحين خروجه من محل الإنترنت صادف هذا الطفل يحتضنه الشارع بدلًا من احتضان والده له، يتسكع من باب محل إلى باب محل علّه يجد علبة مرجومة يملؤ بها كيسه الذي على ظهره، رق له صديقي وحكى معه فإذا به يصب معاناته صبًا ، ويلقي بكلام ربما لن يصدق أب به لولا أن العين لا تُكَذِّب ما ترى، والأذن لا تنكر ما تسمع.. تحدث الطفل وشرح معاناته ً، وضعف حاله ، وقلة حيلته، فلا يملك من قرارة نفسه سوى أن يكون مطيعًا لأبٍ نزعت منه رحمة الأبوة، وصار حيوان لا يفكّر إلا بنفسه بعد انخلاعه من انسانيته ، وتجرده من قيمه وأخلاقه، إذ يأمر طفله بالتسكع في الشوارع، ويلزمه بعدم الرجوع إلى البيت إلا وقد ربط ما عليه من مقرر، كي يعود إلى والده يدفع الرسوم اليومي 1000 ريال..

هكذا يقول الطفل عندما ألحّ عليه أن يوصله بمتره إلى البيت، قال: أين اروح؟ ابي ما يخليني ارقد وما اديت له الف.

علمًا أن الأب وحسب قول الطفل ينام في البيت يخزّن ويكلف ابناءه بالسعي ولا يعودون إلا بالألف المقرر وإلا لا مكان لهم في البيت ولا مُقام له ولا مأوى.. فأي أب هو! ما أسوأه!

كيف يرضى لفلذة كبده أن يهان وهو قرير العين في المنام وطفله في العرى يتلظى، يقاسي البرد ويعاني طول الليل، وظلمٌ تنهدُّ له الجبال هدّا.. هل حقًا هذا حاصل؟ أنا في حلم أم يقضة؟ لست ادري أي أبٍ يفعل بولده ما لا تفعله الوحوش في البراري!

كيف ينام الأب قرير العين مرتاح الضمير دون أن يرق قلبه لحال ولده؟ لقد تحول قلب هذا الأب إلى ضخرة وخرج من إنسانيته وباع نفسه وأهله بالمال؛ كي يشبع أطماعه ونزواته الشيطانية.

يرفض الطفل أن يطلع المتر كي يتم انتشاله من العراء ليعود إلى مكان استقراره وسكنه، ولكن الطفل يرى ما لا نرى نحن! يرى أن ظلام الليل وصقيع البرد والتسكع في الشارع والبقاء على الأرصفة متنقلًا بكيسه البلاستيكي هو السكن والمكان الآمن ! يرى أن الشارع بقسوته أرأف به من أبيه الظالم، وأحن إليه من أسرته الفاجرة ..لسان حاله يقول ما قاله الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مرارة **
على القلب من وقع السهام المهندِ

هذا حال أطفال الكثير من أبناء قتلة أولادهم فيا للعار!
أبٌ يدفع أبنه لطريق الشر والفساد. ويسوقه بيده إلى الضياع والإنحراف، إذ أن أمثال هؤلاء الآباء لا يهمهم أن يكون المال الذي يعطونه أولادهم لهم من حلال أم من حرام.
كل ما يهمهم أن يحصلوا على المال ولذلك يصبح هؤلاء الأبناء عرضة للاستغلال ودفعهم إلى الجرائم ..وبهذا يصبح المجتمع مختل ومعاق فكريًا واجتماعيًا، مجتمع مهدد بالفوضى ، عرضة للسلب والنهب، محاط بالخوف من كل جانب..ومن منطلق الشعور بالمسؤولية وجب علينا التصدي لمثل هذه الظواهر المخيفة قبل أن تصبح المسألة مستعصية عندها لن يفيد التحرك وقد وقع الفأس بالرأس.

وختام قولي لك أيها الأب: اتقِ الله في ولدك ، وصُنْ وديعة الله لك ، واحفظ الأمانة التي كُلِّفتَ بحفظها ، فإنّما أنت راعٍ فاحفظ رعيتك ولا تغش فتكون من الخاسرين، وما دام في الحياة متسع ولم يتوقف القلب عن النبض فسارع في دفع ابنك إلى المستقبل الجميل الذي يليق به ، ادفع به إلى العلم فما ينفع الإنسان غير ولد صالح يقول : رحم الله أبي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)