صنعاء نيوز - في مثل هذا اليوم من العام الماضي ودعت قبيلة مسور ومحافظة عمران شيخ الرجاحه والوفاء الشيخ /صالح بن صالح القاز رحمه الله ذلك الرجل الذي أصر على مرافقة الصدق والتشبع بالإباء والإنفه ، حتى أصبح بيرقا على جبين التاريخ ، وشوامخ الأخلاق والقيم النبيلة.
فمن مسور المنتاب بمحافظة عمران قدم المناضل الفقيد القاز رحمه الله
إلى معترك الحياة النضالية والقبلية والوطنية، متسلحا بأكوام من الإرث النضالي، ابتدأ رصيدها منذ إلتحاقه بصف ثورة الـ "26" من سبتمبر والإصرار على مقارعة الباطل.
كان سباقا إلى ميادين الجودة والسماحة والوفاء،غاص في بحور السلف والعرف القبلي ، حتى وصفة العديد بحكيم مسور المنتاب وفارسها الحميري المقدام.
تأبط الحب كنبع صاف للإنسانية والخير كاعظم فعل، نبذ التزمت وأبا الإرتباط بأي أيديولوجية كئيبة في حين كان ليس رهنا لمناطقية خرقاء حتى أن فارق الحياة بمسقط رأسه" بوادي عيال علي عن عمر تجاوز الـ80 عاماً مخلفاً وراءه ذكرى سيرة حميدة ، فواحة بروائح المسك وشذى القول الحسن .
نعم غاب عنا رحمه الله جسدا ، ولكنه لايزال حاضراً في كل مفردات الإفتخار وسلوكيات الاقتداء، سيرته ومسيرته النضالية لن تتسع الأسطر أو الصفحات لتدوينها ، سيرة تفيض بها قلوب محبيه قيماً أصيلة ، ومواقف نبيلة وأعمالاً جليلة ، وحكمة بالغة نال بها جميعاً منزلة رفيعة ، ومكانة سامية ، ستظل شواهد عز ومجد يتأسى بها أبناءه على خطاه ، والعاملون لخير القبيلة اليمنية والوطن .
اليوم وفي الذكرى السنوية الأولى لرحيله تعصف بكل من عرفه ذكريات مواقفه وقيمه وتواضعه ونبل أخلاقه، ذكريات مدرسة بذل وعطاء ... ولهذا لا يمكن لمن عرفه أن يجف له في ذكره قلم ، فما زال مداده يبحر من ينبوع رجل الحكمة والخبرة والتاريخ الحافل بألق النضال وشجاعة الإقدام وشهامة الأخلاق وصدق المواقف وإصلاح ذات البين .
أعتبره الكثيرون ممن عرفوه شخصية كارزمية جاذبة بما يتمتع به من دماثة الأخلاق ، وحب الناس بإعتباره رجل التصالح والتآخي الأول بقبيلته ... كان ثاقب الرأي وحليم الفؤاد، مخلص في المشورة، عرفه أبناء قبيلته ومحافظة عمران رمزاً من رموزها الأفذاذ المخلصين الذين بحنكتهم ،تقارب شمل الإخاء وتصلب عود التسامح .
بت في العديد من القضايا القبيلة بالغة التعقيد قضائياًً والتي أهمها " الثارات القبيلة " حيث كان يسعى جاهداً بكل صدق وإخلاص إلى إيجاد الحلول العادله والسريعة والمنصفه دون أي مقابل مضحيا بجهده وماله ووقته .
فقد مثل رحيله خسارة افتقدها الوطن وقبيلته اليمنية أرضا وإنسانا،بإعتباره هامة وطنية فذه،حزن على رحيله الذين اختلفوا معه قبل الذين اتفقوا معه حيث كان كبيراً في الحالين ،كونه كان أهل للحب والكرامات التي كان يجود بها ذلك الأفق الإنساني الشجاع ،الذي توافقت الإنسانية والرجولة على تسميته حبا كأعظم نتيجة لتراكم الخبرة والعمل الوطني والقبلي النادر فكما يقال (الأسود الرحلة عايشة باشبالها)
" تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته" |