shopify site analytics
رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة "بوش الصغير" (فيديو) - إنتاج أحدث محطات شحن روسية الصنع للسيارات الكهربائية - عقب فضيحة الصورة وظهور الأميرة البريطانية المفقودة.. - بوتين يفوز بانتخابات الرئاسة - معارك ضارية بين فصائل الانتقالي في عدن - خارجية صنعاء تستهجن إدانة مجلس الأمن الدولي للعمليات اليمنية - العبودي يكتب: اِستثمار السكن ليس لفقراء العراق - منيغ يكتب: لقضايا بقايا في موريتانيا (2 من 5) - القدوة يكتب: النظام الدولي يفقد مصداقيته أمام دموية حرب غزة - نظرة أولية للدراما اليمنية والعربية في رمضان -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم / أحمد عبدالله الشاوش

الجمعة, 17-نوفمبر-2017
صنعاء نيوز/ بقلم / أحمد عبدالله الشاوش -
لا أروع وأرقى وأنبل من الرسالة السامية التي يقدمها برنامج "قهوة تركية" في حين تفتقد الفضائيات العربية الى برامج عربية مشابهة أو مناظرة لذلك البرنامج العربي العظيم الذي يمثل عصارة الفكر الانساني

قهوة تركية برنامج ثقافي حواري بديع ، تقدمة الاعلامية التونسية المتميزة " هاجر بن حسين ، على قناة TRT التركية ، تستضيف فيه عشرات المبدعين في الادب والشعر والسياسة والاعلام والفن والنقد والاجتماع والفكر وكل فنون المعرفة ، ما يجعل المشاهد أسيراً لتلك اللحظات الممتعة والمعلومات الغزيرة والثقافة المتدفقة التي يعكسها ذلك البرنامج الزاخر بروائع الادب وموارد الحكمة وينابيع الشعر وجداول المعرفة وسحر البيان وروعة الحرف وألق الكلمة وعظمة الجملة.

ذلك البرنامج النادر والمتميز ، هو اضافة نوعية لرفد المشاهد العربي المتعطش للتنوع الثقافي والزاد المعرفي والفكر الخلاق والرأي السديد المستشف من تلك الحوارات والرؤى والانطباعات المختلفة ، التي تُحركها عواصف الحياة ، وتغوص مقدمة " قهوة تركية" في محيط البرنامج ، وتصعد بين لحظة وأخرى لتجود للمشاهد والمتابع بجواهر الادب وأصداف اللغة ونفائس الشعر والفن والسياسة ، ما جعل السواد الاعظم أكثر تركيزاً وحباً وشغفاً وتقديراً لذلك البرنامج الذي يجسد روح وجسد المعرفة.

كل تلك الثمار الثقافية " اليانعة" التي يزخر بها ذلك البرنامج المتميز ، تأتي في زمن السقوط الثقافي والانحطاط الاخلاقي والفوضى السياسية ووحش العولمة والتصدع الاجتماعي وتذبذب الهوية وتجزأة الجغرافيا وتقزم السلطات وتشرذم الكثير من المفكرين والمثقفين والاعلاميين ورجال الدين ،،، ليرسم لنا بارقة أمل تحافظ على حاضرنا وتستشرف الغد المشرق.

مازلنا وسنظل نفتقد الى البرامج الثقافية الايجابية ، وما أحوجنا الى اللغة الراقية والفكر النير والمعرفة بلاحدود التي تعيد الاعتبار للغتنا العربية الاصيلة ، وكافة العلوم الانسانية المرصعة بفنون الادب والشعر والنثر والنقد والقصة والسياسة والاجتماع والعلوم من خلال الحوارات مع العديد من الرموز والشخصيات الاعلامية والدينية والثورية ،، .

هذا البرنامج الرائع والراقي الذي يُبث على قناة TRT التركية جدير بالاحترام وتُرفع له القبعات وكل الطاقم الذي يساهم في انجاح هذا العمل المشرف دون مجاملة ، في وقت جفت فيه أضرع جميع الفضائيات العربية التي أنفقت عليها مليارات الدولارات لخدمة أنظمة قمعية وايدلوجيات عفنة ومراكز قوى عابثة ومتطرفة وبرامج تدعو للتفسخ والانحلال والكراهية والمذهبية والتجزئة والنيل من الهوية والثوابت الوطنية والامن القومي العربي.

وما يدعو للأسف الشديد حالة الغياب اللافت للكثير من عواصم الثقافة العربية بعد أن أصبحت مصر رائدة الثقافة والمعرفة والتحرر الى وقت قريب ، في حين تخلوا سياساتها العصرية من مثل هذه البرامج العظيمة رغم القمر الصناعي الذي أصبح مظلة لبعض القنوات الهابطة التي تفتقد خارطة برامجها الى البرامج الثقافية التي كانت مصر عنواناً ولساناً ويداً للإشعاع الحضاري وكذلك الكويت في الايام الخوالي ، ولكنها شُغلت في الوقت الحاضر عن أهدافها العظيمة التي فيها عزت مصر والامة العربية ، وما يدعو للحيرة ان الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية تهدر المليارات أيضاً في نشر الفكر المتطرف وقنوات الافلام المشفرة!! والاغاني الهابطة والبرامج الاستهلاكية.

فهل تدرك مصر عظمة الدور الثقافي وتنتصر للثقافة بخلق برامج تعيد مصر الى عصر الريادة ، وكذلك الكويت التي تُجسد قلعة الثقافة لبناء الشباب العربي ، بدلاً من برامج الانحطاط .. املنا كبير.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)