shopify site analytics
مالذي ينتظر اليمن؟ - ناصر خاتم في رحمة الله - الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو - الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات ضد روسيا - بيان مسيرة صنعاء: نؤكد موقفنا الثابت في مواجهة الظلم والوقوف مع اهلنا بغزة - نداء تحذير للمواطنين نتيجة التغييرات الجوية - الغراندي طوطو و ديزي دروس يشعلان حماس الجمهور بصورة غير متوقعة - الفنان غيث الهايم .. يهيم عشقاً في " روما " - القدوة يكتب: الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية - معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم د:علي محمد الزنم - عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام

الإثنين, 18-ديسمبر-2017
صنعاء نيوز/ بقلم د:علي محمد الزنم -
بقلم د:علي محمد الزنم - عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام

من أين أبدأ حديثي عن من يفارقنا من غير ميعاد وقد تأخرت عن الرثاء لا خوفاً ولا وجلاً ولست متأرجحاً في تقديم واجب العزاء و إن فعلت ليس لي فضل فالفضل للمتقدمِ .

نعم الزعيم علي عبدالله صالح عندما توفي والدي العزيز رحمه الله هو من عزاني عبر التلفون و على شاشة قناة اليمن اليوم و مواقع المؤتمر بعث التعزيه لي ولأسرتي بعكس الأخرين الذين لم يكلفوا أنفسهم كأمثال هادي
لذا كان الزعيم مميزاً وصاحب واجب للجميع بدون أستثناء وتعزيتي التي أبعثها عبر مقالي هذا المتواضع للأخ العميد أحمد علي عبدالله صالح وكافة إخوانه وأفراد الأسرة الكريمه و اعضاء و انصار المؤتمر و الشعب اليمني عموم ومحبي الزعيم في اليمن الجريح والوطن العربي والأسلامي والعالم أجمع اننا إذ نعزي برحيل شخصيه حيرت العالم و قد أسميته في أحدى مقالاتي (بأسطورة الزمان ) له محبين كثر و له مبغضين كرئيس حكم ثلاثة وثلاثين عاماً تميز بالذكاء و الدهاء و قدرته باللعب بالمتناقضات
لديه قدره فائقه في التنوع و صاحب مفاجآت متعدده شجاع مقدام كريم ذو قدرة عاليه على إستقطاب الخصوم و ترويضهم عاش في مختلف الظروف بدء حياته بالجنديه وأنتهت بالرئاسه و الزعامه أنتظر الجميع كيف ستكون النهايه و الفصل الأخير في حياة رجل من دهاة العرب و أكثرهم حنكة وحكمة و إقدام
كان الجميع يتكهن بشغف متى وكيف يتم إسدال الستار عن نهاية الرئيس صالح الذي رقص كثيراً على رؤوس الثعابين
نعم قد يختلف الكثير على أداءه مابين مؤيد ومعارض لكن أعتقد بأن الإجماع طاغي على تميز شخصية علي عبدالله صالح وكان مؤثرا وبقوة في حياة الشعب اليمني و استطاع ان يكسب الجماهير ( بالملايين ) وأصبح خالداً في قلوب كل من عرفه وعاش عهده المليئ بالأحداث والإنجازات و الأزمات و الحروب والحوار و الديمقراطيه والأحتفالات الصاخبه
( خيلت براقاً لمع و ردد الجميع بصوت عالي مالنا إلا علي من صعده حتى المهره و خلق علاقات دوليه واسعه و خاصة مع الجيران فهو وحده من عرف كيف يتعامل معهم و يسترق السمع والأنجاز والأعجاز من خلال تنويم مغناطيسي للقيادات الخليجيه المتعاقبه وبالذات الجارة الكبرى السعوديه وملوكها وحكاياتهم الطويله مع الرئيس اليمني الذي نال إعجابهم وتمكن من ترويضهم و تجاوز الكثير من شراكهم الخبيثه و عمل على بناء اليمن بعزيمة الرجل الذي لايكل ولايمل وأستفاد من كل شيئ من حوله ليسير دفة الحكم طيلة 33 عاماً .

هو علي عبدالله صالح صعب النسيان أو التجاهل أو التنكر أو التقليل من حضور الرجل و بقوة وهو صاحب الشخصيه الكاريزميه المميزه .

و بعد كل هذا التأريخ الطويل في السلطة تكالب عليه العالم القريب قبل البعيد و الصديق قبل العدو في لحظات أجمع من أجمع على خطورة صالح و ظرورة التخلص منه إما بأنقلاب وقد فشل الناصريين سابقاً أو عن طريق الأنتخابات وقد فشلوا وهم مجتمعين بلقاءهم المشترك أو عن طريق الحوار الذي غلبهم في موقف واحد برفع المصحف و تحكيم كتاب الله الكريم
( فأختار خصومه الشارع وهذه هي النتيجه )
المهم كان همهم إزاحته من السلطه عن طريق ربيع عربي مجدب أو بتفجير جامع النهدين كان يؤدي فيه الصلاة أو بنفق يحفر وبجامع يفخخ لكي يتم إنهاء مشروع الصالح أحداث جسام مر بها الرجل وهو صامد تعلمنا منه الكثير فكان مدرسة متكامله في الثبات والصبر والصمود و التجلد و التصالح و التسامح مع خصومه رغم فجورهم في الخصومه التي كان يقابلهم بها وكان مترفعاً عن الصغائر و ادار خلافاته مع الأخرين بذكاء وحنكه وحقق إنتصارات عده وبنفس طويل لم يكن مستعجلاً على رد الجميل سلباً كان أو إيجاباً .
الزعيم الراحل وقف على قدميه بثبات عندما حاول البعض إقعاده وضل صاحب المبادره والتجديد والحداثه ولم يكن جامداً بل حير الكثيرين حتى أصبح يخشى منه ومن ضرباته المسدده على خصومه بطرق سلميه ومؤثره .
كم سنتحدث عنه والكثير سوف يقرأ الشهيد البطل علي عبدالله صالح من الزاويه التي يراها مناسبة له .
و أخيرا فإن الأحداث المؤسفه التي أودت بحياته مؤخراً هي محل ذهول وتصديق و لاتصديق كيف حدث ماحدث مع حلفاء كان البعض يصفهم بالحلفاء الأستراتيجيين لصالح وحزبه إلى أخر لحظه وهو يحرض ويخطب ضد العدوان السعودي ويشير إلى أهمية الحفاظ على الشراكه مع أنصار الله لمواجهة العدوان بالذات
ولكن متغيرات أيام معدوده فقط حملت طلاسم كثيره و معقده أذهلت الجميع وستظل محل دراسه و تقييم و بحث ولسنا بصدد وضع المبررات لكل ماحدث فقد أختار الشهيد علي عبدالله صالح طريقاً ودافع عن قناعاته بل ودفع روحه ودمه في سبيل ذلك والله يتولى أمره فنحن ننظر له كبطل قومي شجاع قاتل حتى سقط شهيداً وبجواره رمز الوفاء و التضحيه القادم من أصالة البدو الذي لايخون عهداً نعم الشهيد عارف عوض الزوكا سيمفونيه ستظل تعزف و تردد كالنشيد الوطني عند مواطن الوفاء و التضحية والشجاعة و الأقدام والرجوله هو الزوكا من فاز بها وخلد أسمه في سجل الأوفياء الصادقين من عرفوا معنى الرفقة و الصحبه فجادوا بأغلى ما يملكون وهي الروح رحمة الله عليهم جميعاً وعلى شهداء الوطن من صعده حتى المهره ومن سقطوا جراء العدوان السعودي من المدنيين والعسكريين نسأل الله لهم جميعا الرحمة والمغفرة

و ختاما لقائي الأخير مع الزعيم علي عبدالله صالح كان لقاء الوداع من غير ميعاد و لاقراءة للكف أو حسابات النجوم .
نعم هي الأقدار من تطوي حكاياتنا وتحدد النهاية الحتميه لكل من على هذه البسيطه .

مناسبة اللقاء الأخير مع الأب الزعيم

حصلت على درجة الدكتوراه و أحببت أن أهدي نسخه منها لصناع القرار في بلد ساد فيه الحرب وأختفى فيه لغة السلام وكانت أطروحة الدكتوراه تدور حول أحداث و أزمات وحروب اليمن الطويله وعنوانها (مراحل الدفاع عن الوحده و الشرعيه من خلال المعارك السياسيه والعسكريه في اليمن وحددناها بحقبة زمنيه من إتفاقية الطائف إلى عاصفة الحزم المشؤومه )
وخرجت بعدد من التوصيات و أحببت أيصالها اليه يمكن و لعل وعسى أن يستفيدون منها وطلبت اللقاء مع الزعيم و الرئيس صالح الصماد و آخرين وكان رد مكتب الزعيم بتحديد الموعد يوم الأحد الساعه العاشرة والنصف وعند الحظور تم الأعتذار والسبب كان لكثرة تحليق طيران العدوان السعودي في ذلك اليوم و أقف عند هذه النقطه بأن الزعيم كان يدرك أن العدو الذي يجب الحذر منه هو طيران التحالف وليس من الأرض أنتهينا وتم تحديد اليوم التالي للقاء وكان ذلك في تمام الساعة الحادية عشره من صباح يوم الأثنين 28 نوفمبر 2017م طلب مني التحرك إلى المكان المعلوم بسيارتي الشخصيه وكنت أعتقد بأنه سوف يتم نقلي بسيارة أخرى إلى مكان الزعيم كالعاده ولكن أفاجأ بأستدعائي من احد الحراسه وقال لي أتفضل الزعيم منتظرك دخلت ومعي نسخة من الدكتوراه وجدته منتظراً تحت مظله وعليها كراسي وفي حوش المبنى فهرعت للسلام عليه وكان معي الأخ عبدالله سريح و فور وصولي رحب بي وبعد الأسئله الروتينه عن الحال وعن إب طلب شرح عن محتويات الدكتوراه وبدأت بإعطاء خلاصه وكيف تم مناقشتها من القاهره إلى جامعة إب عن طريق الاسكايبي
فقد أعجب بالأصرار رغم الظروف الحرجه وقال لي من لطفه وتشجيعه لأبناءه أنت دائماً مبدع وواصلت الشرح وقلناله معظم هذه الرساله تحكي عن تأريخك سلباً و إيجاباً و آمل أن تقبل مافيها فقد حاولنا أن نكون مهنيين و محايدين في سرد الأحداث وتحليلها قال وهو المطلوب و بدأ بعد أخذ النسخه يتصفحها ويقرأ بعض العناوين قال يبدوا أنها شيقه وجذابه أعدك بأنني سأقرأها كاملة قلت له وأنا منتظر أي ملاحظات تثري الرساله كوننا تناولنا فيها عاصفة الحزم وتداعياتها وقال لي أخترت عنوان ممتاز و سجلت سبق بتناولك آخر الأحداث في اليمن وقلت له ركزنا على البحث عن أسباب أستمرار الصراع السياسي والعسكري في اليمن وقال الزعيم رحمة الله عليه و أيش توصلت قلناله هناك عوامل خارجيه وفي مقدمتها تدخل السعوديه وإيران وداخليه منها طول فترة الرئيس 33 عام كانت كفيله بتراكم الأحقاد والأزمات وكذلك رؤساء أحزاب المعارضه قلناله يطالبوك بالرحيل لطول الفتره ونسوا أنفسهم كم لهم في أحزابهم ضحك كثيراً ثم توقف عند عنوان عن الديمقراطيه قال أيش قصدك بهذا من البدايه إلى الأنتكاسه قلناله البدايه أنت أسست الديمقراطيه وصولاً لإنتخاب رئيس جمهوريه من الشعب وكانت إنتخابات 2006م خير مثال قال و الأنتكاسه قلناله يوم أنتخبنا عبدربه منصور هادي ضحك كثيرا و قلت له قد كنا على أنتخابات تنافسيه عدنا بسبب الربيع العربي إلى ألاستفتاء على شخص واحد ألا تعد هذه أنتكاسه في المسيرة الديمقراطيه فضحك ووافقني الرأي ثم تحدث بأنه كان الأتفاق إنتخاب هادي لمدة عامين فقط بحسب المبادره الخليجيه ولكن تم التمديد وهنا كانت بداية لمشكله جديده .
فسألني عن المشرفين والمناقشين على الرساله فأجبت جميعهم من جمهورية مصر العربيه وشرحت له ماذا دار بيني و بين مشرف الرساله و اعتراضه على بعض الأقسام خشية تعكير علاقة مصر بدول الخليج فقلت له هي قناعتي كباحث وأنا أتحمل المسؤولية ثم أقتنع الدكتور المشرف على الأطروحه .

خلاصة حديثنا مع الزعيم حدثته عن الحرب و الأزمه وسألته هل من نهايه لإنهاء معانات الشعب اليمني من هذه الحرب ونعود للتنميه والأعمار وعن بوادر الأزمه مع الشريك فقطع تساؤلاتي مباشرةً بقوله أكمل الشرح أيش كتبت بالدكتوراه من مواضيع أخرى فأدركت أن الرجل لديه أجابات عديده ولكن الظروف ما زالت ضبابيه وهو السياسي الفطن الذي يقرأ مايدور حوله وكيف يواجه عدوان يبحث عنه ليل نهار وعن حليف وشريك لم يستقر الحال معه .
والغريب في ما خرجت من أخر لقاء به مع الزعيم رحمه الله هو عندما شرحت له جرائم العدوان السعودي والأحصائيات وكذا خسائر الطرفين في الحرب أشاد وقال أحسنت بالتركيز على هذا الجانب ولم يكن هناك أي شيئ يوحي مطلقا بأنه متأرجح أو تغيير الموقف تجاه العدوان بل كان مؤيداً و يؤكد على فضح جرائم العدوان بحق الشعب اليمني بعد الحديث الذي دار قرابة ال25 دقيقه تقريباً تخلله المزاح والضحك التي كانت وداعاً وذكرى ستظل عالقة في ذهني مع رجل ودعته بحجم الزعيم القائد علي عبدالله صالح بلقاءاً لم أكن أعلم انا ولا هو أنه اللقاء الأخير كيف وهو قد أوعدني بقراءة الدكتوراه كاملة ولم يمر سوى أسبوع فقط من أثنين اللقاء إلى أثنين الرحيل يالهول الفاجعه .
في ختام لقائي معه أستدعى العميد علي الشاطر وقال له أعمل تغطيه إعلاميه بلقائي مع الدكتور علي الزنم وأشكره مني على الجهد الذي بذله وأنشروها في أعلام المؤتمر ومازحته بقولي يافندم هذه الأيام نعمل بمقولة رحم الله قبر لايعرف ويكفي شرف اللقاء بكم وإهدائكم نسخه من الأطروحه كلاعب رئيسي في السياسة اليمنيه وشكرته على الوقت الذي منحني أياه

وودعت زعيما كنت أقرأ في عينيه الكثير مما يريد عمله و طيلة جلوسي معه وهو يسأل مرافقيه أين عارف الزوكا نعم كان يسأل عن رفيق الدرب ومن صدقه قولاً وعملاً
تلك هي حكاية من كان منتظراً من الزعيم ملاحظات بعد قراءته لرسالتي بحسب وعده هو ولم يكن طلبي

ولكن أنا أريد وأنت تريد و الله يفعل ما يريد
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)