shopify site analytics
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - حوار قناة أورينت مع السيدة مريم رجوي

رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية

الإثنين, 12-فبراير-2018
صنعاء نيوز -
حوار قناة أورينت مع السيدة مريم رجوي

رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية



اهلا بكم إلى هذا اللقاء الخاص والذي نستضيف فيه السيدة مريم رجوي رئيسة مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية زعمية المعارضة الإيرانية لنستعرض وإياها آخر التطورات في إيران


... السيدة مريم رجوي أهلا بكم.

سؤالي الأول عن الانتفاضة
مرة أخرى ينتفض الشعب الايراني، بعد انتفاضة العام ٢٠٠٩الكبيرة، الآن هناك انتفاضة العام ٢٠١٧-٢٠١٨ مستمرة حتى الآن. لماذا يثور الشعب الإيراني؟ ماهي أسباب هذه الانتفاضة الحالية ؟
ج. قبل كل شيء اسمحوا لي أن احيي الشعب السوري البطل. أهدي أسمى تحياتنا إلى الشعب السوري البطل الذي قاوم وصمد في جه ديكتاتورية بشار الأسد طوال هذه السنوات، وبشكل خاص بسبب نضالهم وقتالهم في وجه تدخلات قوات الحرس وخامنئي. قد قلت مراراً في السابق وأكدت المقاومة الإيرانية بشكل مكرّر أن أبناء الشعب الإيراني بريئون من حرب قوات الحرس وخامنئي في سوريا دعماً لبشار الأسد، لا يؤيدون هذه الحرب ويرون أنفسهم بجانب الشعب السوري. والانتفاضة التي عمّت 142 مدينة و31 محافظة إيرانية وفي جميع أنحاء إيران أثبتت أن الشعب الإيراني يرفضون تدخل نظام الملالي في سوريا دعماً لبشار الأسد.
لكن في ما يتعلق بالانتفاضة ولماذا انتفاضة الشعب الإيراني في 142 مدينة و31 محافظة فيمكنني الإشارة إلى ثلاثة أسباب:
1. قبل كل شيء هذه الانتفاضة نابعة من سخط وغضب الشعب الإيراني ضد الكبت والقمع، ضد الظروف الاقتصادية المتأزمة جدا جدا، أي الفقر والجوع وانهيار الحالة الاقتصادية في المجتمع الإيراني. وبصريح العبارة كانت عصياناً ضد الأزمات الاقتصادية في المجتمع.
2. وكانت مؤشراً واضحاً جداً لوجود حركة منظّمة، أي المقاومة الإيرانية و مجاهدي خلق ،خاصة بعد نقلهم بشكل جماعي وبهيئة منظمة من العراق إلى خارج العراق، حيث استطاعوا بعد ذلك من تركيز نشاطاتهم على داخل إيران أكثر من السابق وعلى توسيع شبكة واسعة من معاقل النضال وتنظيمها ليتجاوبوا بذلك لمطالب شعبهم في هذه الظروف من خلال دعم انتفاضة الشعب.
3. والعامل الثالث هو الظروف السياسية الدولية التي تغيّرت على حساب نظام الملالي، أي سياسة المهادنة التي استفاد منها نظام الملالي كثيرا حتى العام الماضي، وكانت الدول الغربية تقف بجانب النظام بسبب هذه السياسة، فإنها فشلت، ولم يستطع النظام من أن ينتفع منها كثيرا خلال العام الماضي ولم يعد له هذا السند الدولي.
مجمل هذه الأسباب وضعت النظام في ظروف متأزمة جداً وفتحت المجال أمام شعب مستاء من النظام، الشعب الذي يبحث دائما إنهاء الاستبداد الديني، ليبرز احتجاجاته وعصيانه بهذا الشكل في 142 مدينة.



س. لما ذا تسمّونها «انتفاضة» ولا تسمّونها «ثورة» طالما أن هناك أسباب قوية، طالما أن هناك تنظيم وأن هناك قيادة، لماذا لا تسمّونها ثورة؟
ج. في الثقافة السياسية الإيرانية ليس هناك فارق كبير بين الانتفاضة والثورة. لكنني أريد أن أؤكد لكم بأن هذه الانتفاضة من خلال توسيع رقعتها ومواصلتها ستتحوّل إلى ثورة وإلى إسقاط النظام. إذا كانت الثورة بمعنى إسقاط النظام فإن هذه الانتفاضة ستؤدي إلى إسقاط الاستبداد الديني دون شك.



س. هناك بعض التحليلات التي تقول أن ما جرى ليس انتفاضة ولا ثورة وإنما مجرد لعب ما بين أجنحة النظام. هناك جناح من النظام يريد أن يوجّه ضربه لجناح آخر خاصة استعدادا لخلافة خامنئي فسمح بهذا التحرك. هل هناك إمكانية لان ما يحصل هو مجرّد لعبة بين أجنحة النظام؟
ج.كلا. أبداً. ليس هذا هو الواقع. والسبب أن الجناحين في النظام متفقان تماماً في قمع هذه الانتفاضة. الواقع هو أن هذه الانتفاضة تحمل شعاراً واضحاً وهو إسقاط الديكتاتورية الدينية وإسقاط نظام ولاية الفقفه. شعار الموت لخامنئي والموت لروحاني. وهذه الشعارات كانت واضحة وبارزة في جميع المدن في مختلف أرجاء إيران. إذن هذا فهم خطأ، خاصة وإننا نشاهد قمعاً واسع النطاق تمارسها قوات الحرس ضد المنتفضين: أكثر من ثمانية آلاف معتقل، عشرات الشهداء سقطوا أثناء الانتفاضة. عند الآن صور 11 منهم. هذه الحقائق تشير إلى أن قوات الحرس والقوات القمعية دخلت الساحة بكل ما لديهم من قوة لقمع الانتفاضة. وبودّي أن أعرض عليكم خريطة إيران و142 مدينة فيها المدن التي كانت ساحة الانتفاضة من شرق إيران إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.



س. هناك من يقول أيضا بأن هذه الاحتجاجات هي شيئ يومي حتى وزير الداخلية الإيراني قال بأن في يوم واحد تصل الاحتجاجات إلى حوالي 150 عملاً احتجاجياً. ولكنها احتجاجات يستطيع النظام الإيراني أن يتعايش معها، ليست من النوع الاحتجاجات التي سوف تسقط النظام، هي شيء مزعج للنظام ولكن يمكن أن يعيشه معه؟
ج. اعتقد انه لو استطاع أن يتعايش معها لما كان مضطراً لإبداء هذه الردود الهمجية. وكما شاهدنا خلال هذه الفترة قد استخدم النظام كل ما لديه من قوة من أجل تحجيم الانتفاضة وقمعها، وأشرت إلى عدد المعتقلين وعدد الشهداء وعدد الأشخاص الذين استشهدوا تحت التعذيب. إضافة إلى ذلك فأن مجموعة من قادة النظام بينهم أئمة الجمعة جاؤوا إلى الساحة واعترفوا بأن مكاتب أكثر من ستين من أئمة الجمعة كانت هدفا لهجوم المنتفضين. كما أن المنتفضين هاجموا عدداً كبيراً من مراكز قوات البسيج. هذه الحقائق تشير إلى النظام يخاف بشدة من أن هذه الانتفاضة وتوسيعها ومواصلتها تسحب بساط الدكتاتورية الدينية من إيران. لهذا السبب أعتقد أن هذه الأقاويل تبريرات تأتي لتقول أن النظام لايخاف؛ لكن الواقع يقول أن زعماء النظام كل يوم يظهرون في وسيلة من وسائل الإعلام، في التلفزيون الحكومي أو الصحف، ليعلنوا عن مدى خوفهم من هذه الانتفاضة الواسعة التي هزّت أركان النظام، إنهم يعترفون بهذه الحقيقة.



س. أيضا هناك من يقول بأن النظام الإيراني فيه سلبيات كثيره ولكنه ذكي وبراغماتي، بمعنى أنه يستطيع أن يستمع إلى مطالب الناس ويحقق بعضها خاصة وعنده مائة مليار دولار بعد الاتفاق النووي وأنه يستطيع أن يسكت الانتفاضة بتحقيق بعض المطالب لتجنب السقوط. هل هذا ممكن؟
ج. الحقيقة هي أن من أسباب هذه الانتفاضة ومن مفارقاتها أيضاً أنها جاءت بشرائح وطبقات إلى الساحة كانت مضطهدة وفقيرة ومحرومة جداً. الشرائح التي موائدها وطبقها باتت أصغر خلال هذه السنوات ولم يضاف إليها شيئ جديد بل نقص منها بانتظام. اقصد المفارقة الكبيرة هي أن الطبقة الاجتماعية التي كان النظام يدعي تؤيدها، هذه الطبقة هي التي جاءت إلى ساحة الانتفاضة. إذن لو كان لدى النظام قوة وامكانية حل المشكلة الاقتصادية لهذه الطبقة لما تحدث هذه الظروف ولما تتوفر الظروف للمنتفضين. وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي فيمكنني أن أقول لكم إن الشعب الإيراني لم يجن منه سوى مزيد من القمع داخل إيران ومزيد من تدخلات النظام في المنطقة وتأجيج نيران الحروب في بلدان أخرى كسوريا وتدفق الأموال إلى سوريا لحفظ بشار الأسد. هذا كان حصيلة الاتفاق النووي. نعم يجب أن تعرفوا بأن هذا الاتفاق كانت نتيجته للشعب الإيراني مزيداً من القمع والسرقات والنهب لزعماء النظام. لم يصل شيئ إلى الشعب، والظروف المعيشية تساءت.



س. أين ذهبت ال ١٠٠ مليار دولار؟ لم تذهب كلها لبشار الاسد. منها مبلغ راح في ايران وصرف في ايران، أين ذهبت مبلغ مائة مليار دولار التي حصل عليها النظام الإيراني بعد الاتفاق النووي؟
ج. كما تعرفون الاتفاق النووي جاء بفعل الضغوط الدولية وبفعل العقوبات وكذلك خوف النظام من اندلاع الانتفاضات. لهذه الأسباب اضطر النظام إلى التراجع خطوة واحدة، ونحن قلنا إنه تجرّع السمّ النووي. لكن الظروف الجديدة في إيران كانت بسبب أن النظام وعد بالانفتاح الاقتصادي وكان أبناء الشعب بانتظار الانفتاح لكن لم يصلهم شيء، لم يجن الشعب منه شيء بالعكس ما جنى الشعب من مائة مليار دولار كان تعزيز آلات القمع ضد الشعب وتم وضعهم في مضايق بالاضافة إلى الحروب في المنطقة ومساعدة بقاء بشارالأسد، وأيضا للسرقات والنهب وملء أكياسهم. والمجتمع الإيراني أصبح افقر وتحت مزيد من القمع.



س. إعلامياً وبالظاهر يبدو وكأن انتفاضة عام ٢٠٠٩ كانت أعمق وأشمل وأخطر على النظام من الانتفاضة الحالية. هل هذا صحيح اولا، ولماذا إذا كان صحيحاً ؟
ج. كلا، هذه النقطة ليست صحيحة. أوكد بان انتفاضة هذا العام اي عام 2017 كانت اخطر بكثير بالنسبة الدكتاتورية الدينية والسبب يعود إلى انه اولا ان هذه الانتفاضة كانت انتفاضة واسعة شملت 142 مدينة في 31 محافظة بينما كانت الانتفاضة في ذلك العام في طهران بدرجة الأساس اضافة إلى مدينتين أخريين. ثانيا كان شعار هذه الانتفاضة منذ يومها الأول هو ضد النظام برمته: فليسقط مبدء ولاية الفقيه والموت لخامنئي والموت لروحاني، وشعار آخر لعبة الإصلاحي والأصولي قد انتهت دون رجعة. هذه هي الحقيقة اي انها شعارات راديكالية من أجل إنهاء النظام برمته. بينما عام 2009 كان هناك جناح من النظام يعارض جناحًا آخر وعندما تصاعدت الشعارات إلى المطالبة بإسقاط النظام فسرعان ما تخلى الجناح المعارض صفوف المتظاهرين وانقلب عليهم، وهذا كان أحد أسباب توقف الإنتفاضة. غير ان هذه الانتفاضة انطلقت بشعار اسقاط النظام ووصل إلى عمق المجتمع الإيراني بسرعة فائقة وفي اوسع النطاق مطالبة باسقاط النظام برمته. واما الفارق آخر فيعود إلى الظروف السياسية الدولية في الوقت الراهن التي باتت مختلفة تماما. لان سياسة المهادنة والمسايرة باءت بالفشل ولا يوجد مثل هذا الدعم للنظام. ومن جهة أخرى هناك دور وحضور للمقاومة المنظمة في عملية الإسناد والتنظيم وفي اطلاق المناشدات لهذه الإنتفاضة كما اعترفت به سلطات النظام انفسهم. فبالنتيجة ان هذه الموجبات جعلت الإنتفاضة الحالية أخطر بكثير جدا بالنسبة للنظام.



س. هناك نوعين من الثورات التي تؤدي إلى إسقاط الأنظمة. إما ثورة استنزاف تسير بخط مستقيم متواصل تستنزف النظام حتى يسقط وإما ثورة متصاعدة تظل تتصاعد حتى تسقط النظام. هذه الثورة، هذه الانتفاضة، طالما تقولين أن ما فرق بين الثورة والانتفاضة بلغتكم، هل هي من النوع المستمر حتى تستنزف النظام ام المتصاعد؟
ج. كما أكدت انها هي انتفاضة متجذرة في المجتمع. هناك شعب ضاق ذرعا من ممارسات النظام، وأعلن العصيان ضد الظروف الراهنة، سواء بسبب الممارسات القمعية اولاسباب اقتصادية. وهي ظروف يعجز النظام عن تغييرها، لا توجد مقدرة اقتصادية لدى النظام لمعاجلة المشكلة ولن يستطيع تخفيف حدة القمع حتى في لحظة واحدة، لانه اذا فعل لن يكون في السلطة في اليوم بعده. من جهة أخرى وكما شرحت هناك حضور لحركة ومقاومة منظمة. وهناك ظروف سياسية دولية مستعدة للوقوف بوجه هذا النظام بشيء من الجدية. ان هذه الإنتفاضة سوف تدوم من وجهة نظري وانها ستستمر وستؤدي إلى إسقاط النظام. كما واننا نشهد ذلك بانه رغم ممارسة القمع ضد المتظاهرين، ورغم الأعداد الهائلة من المعتقلين وأعداد الشهداء والذين استشهدوا تحت التعذيب لكننا شاهدنا من جديد خلال الأيام الأخيرة بان الانتفاضة اندلعت مرة ثانية في مختلف المدن ومنها طهران العاصمة ومدينتي مشهد واصفهان ومدن أخرى.. فلذلك اؤكد بانها هي انتفاضة ذات استمرارية وسوف تؤدي إلى اسقاط هذا النظام.



س. تغيّرت إيران بعد هذه الانتفاضة؟ لأن انتفاضة عام 2009 لم تغيّر النظام الإيراني ولم تغيّر ايران. هل هذه الانتفاضة غيّرت إيران وأجبرت النظام الإيراني على التغيّر؟
ج. نعم بالضبط. فاقول بان الظروف لن تعود ابدًا إلى ما كانت عليه قبل 28 ديسمبر اي لن تعود إلى ظروف كانت سائدة قبل الانتفاضة. لقد غيّرت الانتفاضة النظام كما غيّرت المجتمع وقد تغير كل شي. ومن أهم الأمور التي تغييرت هو ازالة الخوف عن شباب الانتفاضة. فانهم خرجوا إلى ساحات المواجهة رغم جميع اساليب القمع المستخدمة وهم يواصلون الانتقاضة. وبالعكس، لقد دبّ الرعب في اوصال جبهة العدو. وها هو العدو الذي بات يخاف بشدة. وانه يعبر عن خوفه كل يوم بشكل أو بآخر. وكما تعلمون وخلال هذه الفترة يطلّ علينا يوميا أحد من رموز النظام بدءًا من خامنئي نفسه ونزولا إلى رموز أخرين واحدًا تلو الآخر الشخص الثاني في قيادة قوات الحرس، والمقام الأول في قوات الحرس و... ليصرّحوا ويعترفوا بان المجاهدين هم الذين كانوا ينظمون من قبل وهم الذين ناشدوا بهذه المظاهرات ودعوا إلى هذه الإنتفاضة. انهم يعربون عن خوفهم وهلعهم بطريقة وبشكل. ومنها من خلال منابر صلوات الجمعة ظهر فيها عدد كبير من ائمة الجمعة المكلفين من قبل الولي الفقيه الذين اعلنوا رسميا بتجريم الذين وقفوا وراء هذه الانتفاضات حيث طلبوا تنفيذ حكم الإعدام بحقهم. اود القول بان هذه التصريحات تعبر عن خوف النظام وهلعه من الإنتفاضة حيث يعرب عنها كل يوم بشكل ويصعّد من قسوة تعامله معها.



س. ولكن الانتفاضة لم تستطع أن تهّز صفوف النظام الإيراني. يبدو أن النظام الإيراني متماسك ومجمع ولم يحصل فيه أي علامات من علامات الانقسام او التشتت؟
ج. كما اخبرتكم انها هي البداية، بداية لمرحلة جديدة. ويجب ان لا نتوقع (غير ذلك ) من نظام مدجج بالسلاح يستخدم جميع الامكانيات من أجل الحفاظ على بقائه في السلطة. وهو يستفيد من إثارة الحروب وتأجيجها في بلدان المنطقه ويتدخل في شؤونها الداخلية إلى ممارسة القمع في الداخل وذهب بشعب إيران يعيش في بلد غني إلى المستوى الحالي من الفقر والعوز. فانني اعتقد بعكس ما يقال بأن النظام الآن محاصر في أزمات متعددة. من أزمة الانتفاضة التي يخاف النظام من استمرارها، الأزمة الاقتصادية التي يعجز عن تقديم اي حل لمعضلاتها الاقتصادية. من غير ذلك لو كانت لدى النظام حلول فهذا هو الوقت الانسب لتقديمها والإعلان عنها ويطلق وعودا للمواطنين حولها. كما أن أزمة الحرب في سوريا وفي المنطقة قد حاصرت النظام عمليا وحرمت النظام من امكانية التقدم والتراجع بحيث اذا انسحب النظام من الحرب في سوريا فانها هزيمة تولد أزمة بعينها. وازمة خلافة الولي الفقيه تلقي بظلالها بصورة ثقيلة في قمة السلطة. ومهما حاول النظام أن يظهر بصورة مختلفة فان هذه الأزمات هي التي تظهر مفعولها، ويمكننا مشاهدة الأزمات هذه الأيام من خلال التصرفات التي تبديها الاجنحة المختلفة للنظام. فبالتأكيد ليس من المتوقع أن تعطي كل هذه الأزمات ثمارها بين عشية وضحاها غير اننا نؤكد بان هذا النظام قد ضعف أكثر من اي وقت سابق واقترب بسقوطه أكثر من اي وقت مضى.

لنتوقف مع فاصل قصير أعزاء المشاهدن نعود إليكم بعد فاصل قصير لا تذهبوا بعيداً

أهلا بكم من جديد مع هذا اللقاء الخاص والذي نستضيف فيه السيدة مريم رجوي رئيسة مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

س. السيدة مريم رجوي، من بين الشعارات الملفتة للنظر في الانتفاضة- الثورة الحالية في إيران هو الموضوع السوري: رفض الإيرانيين التدخل الإيراني في سوريا. كم يكلف إيران هذا التدخل، تدخل النظام الإيراني في سوريا؟ بشرياً وماديا؟
ج. في الحقيقة أرقام هذه التكاليف نجومية. قد لا نستطيع ان نقدّم رقما دقيقا لكنني اكتفي بذكر رقمين : هناك 25 ميليار دولار حصة الميزانية العسكرية والامنية في الموازنة العامة للنظام. وهناك مبالغ مماثلة من الميزانية الخاصة لقوات الحرس وخامنئي تنفق في القضايا العسكرية والأمنية. من هذا المبلغ – ومجمله بحدود 50 ميلياردولار – يخصص الجزء الأكبر منها لسوريا والحفاظ على نظام بشار الأسد في السلطة على حساب الشعب السوري. ومن الناحية التعبئة البشرية فقد بذلت قوات الحرس قصارى جهدها وبكامل قواها أن تحافظ بشار الأسد في السلطة. ولهذا السبب زجّت قيادة قوات الحرس بكبار قادتها وباعداد هائلة إلى سوريا حيث يقتل عدد منهم باستمرار وبشكل يومي هناك ويعيد النظام بجثثهم إلى إيران. والسبب يعود إلى ان المستويات الأدنى من هيكلية قوات الحرس غير مستعدة لخوض الحرب في سوريا فلذلك اضطر النظام ان يقاتل بالرأس – كما يقال – اي بواسطة كبار قادته . إذن أوكد بان تكاليف هذه الحرب هي كبيرة جدا سواء من الناحية المالية او من الناحية البشرية وانها مكلفة للغاية بالنسبة لنظام الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران.



س. يقال بأن هناك ثلاثة آلاف قتيل. هل عندكم أرقام تؤكد أن الرقم ثلاثة آلاف قتيل أو أكثر أو أقل؟
ج. من بين قادة النظام وفي الحقيقة ان أسماء القتلى الذين يتم الإعلان عنهم هم من كبار القادة العسكريين للنظام ومستواهم هو من القادة الاقدميين. لكن حول عدد القتلي فان الاحصائية الموجودة لدينا تشير إلى ارقام اكثر، اكثر من بضعة آلاف قتيل.



س. هل يقتنع بعض الإيرانيين من أن هذه الكلفة مبرّرة يعني تخلق لإيران قدماً على البحر الأبيض المتوسط؟ هل يقتنع الإيرانيون من أن وجودهم في سوريا غير مجدي وغير مبرّر وأن هذه الضحايا وهذه الكلفة كلها ضائعة ام أن بعض الإيرانيين يقول لا هناك فائدة من وجودنا في سوريا نضع قدماً على البحر الأبيض المتوسط؟
ج. طبعا هذا هو التبرير الذي يقدمه الولي الفقيه وقوات الحرس التابعة له ورموز النظام في السلطة اي نظام الاستبداد الديني الحاكم في إيران. واما الأمر بقدر تعلقه بابناء الشعب الإيراني فانهم ليس مع هذا التوجه والخطاب. بل وانهم يعارضونه ويرفضونه لان الشعب الإيراني يطالب الحرية والديمقراطية والمساواة. انهم يريدون الازدهار الاجتماعي . انهم يريدون التعايش مع الدول الشقيقة والجارة في التكافؤ وفي السلام والأخوة والصداقة. إن ما اشرتم اليه هو ستراتيجية الولي الفقيه. وهذا ما أسسه الخميني من اليوم الأول ومع الأسف قام بسنّه دستوريا. النظام الذي لا يستطيع معالجة قضاياه الداخلية فانه بالضرورة يجد بقائه في التوسع والتمدد وحسب قولكم الوصول إلى البحر المتوسط. هذا هو ما يعني به النظام الدكتاتوري الديني اي نظام ولاية الفقيه الحاكم نفسه فقط ولا يمت بصلة بالشعب الإيراني. ان الشعب الإيراني يطالب بإيقاف تدخلات النظام في المنطقة ومنها في سوريا.



س. إذا وضع النظام الإيراني أمام خيار يا اما سوريا يا اما ايران، هل يمكن ان ينسحب من سوريا ويضع قواته في إيران للدفاع عن نفسه؟ هل يمكن أن نصل إلى هذه النقطة؟
ج. الحقيقة هي ان خامنئي لن يقوم بهذا الإجراء. ويعني ذلك ان التراجع او الانسخاب بالنسبة للنظام يتعبر هزيمة نكراء. لكن من جهة أخرى هناك حقيقة ثانية وهي ان الاستمرار بالوضع الراهن مكلف جدا بالنسبة له سواء من الناحية المالية وايضا من الناحية العناصر البشرية. لهذا السبب يجب القول بان النظام يعيش مأزقا بعينه. غير انني اود أن اذكر هنا نقطة وهي انه من المستطاع ويجب ارغام هذا النظام خاصة في الظرف الراهن، اي بعد اندلاع الانتفاضة في إيران، على الانسحاب. وهذا ما يستطيع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية انجازه بمساعدة المقاومة والشعب السوري. يمكنهما إرغام النظام على الانسحاب من سوريا. انتم تعلمون أن النظام لم يكن مستعدا للانسحاب في الحرب العراقية الإيرانية. عندما كان خميني يحارب في العراق كان يرفع الشعار ” إلى القدس عن طريق كربلاء” كما كان شعاره ”نواصل القتال حتى النصر”، لكنه في نهاية المطاف جاء دور جيش التحرير الوطني الإيراني ودور مجاهدي خلق الذي أرغم النظام على الانسحاب وأرغمه على القبول بوقف اطلاق النار. فانني أرى أن في القضية السورية أيضاً يستطيع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بمؤازرة مقاومة الشعب السوري ومقاومته من إرغام النظام على الانسحاب.



س. يعني النظام الإيراني سوف يسقط في سوريا وفي ايران بنفس الوقت. ما ممكن أن يسقط بواحد ويبقى بآخر؟
ج. يجب ان أقول لكم في هذا المجال بان النظام يعرف تماما بانه اذا ما انسحب من سوريا فان ذلك يشكل له هزيمة نكراء تطال كافة سلطته وسيطرته داخل حدوده وتسلب منه جميع الادوات التي تستقوي بها قوات القمع التابع له لحد الآن. فلهذا السبب أقول انه قرار صعب جدا لكنني وكما اكدت يجب ارغامه في الخطوة الأولى على الانسحاب من سوريا وفي الخطوة اللاحقة يسقط في طهران.. وهذا هو واجب المقاومة ومهمتها اي مهمة المقاومة والشعب الإيراني ومهمة المقاومة والشعب السوري.



س. إذا أصبحتم في السلطة، ما الذي سيتغير من سياسة إيران تجاه سوريا؟ هل ستسحبون قواتكم من سوريا؟ ما ذا ستفعلون؟
ج. في أسرع وقت، وبسرعة آكثر، لان الأمر ما تعلق بالشعب الإيراني وخاصة بالمقاومة الإيرانية فقد اعلناها مرارا وتكرارا باننا نطالب بإقامة علاقات الأخوة مع جميع بلدان المنطقة ومنها مع سوريا. ان تدخلات نظام الملالي من وجهة نظرنا مرفوضة ومدانة وغيرمقبولة تماما ويجب ان تتوقف هذه التدخلات بصورة سريعة. ان هذه التدخلات وتأجيح الحروب تخص الدكتاتورية الدينية.لانها تشكل الطريق الوحيد لها للبقاء في السلطة. فالجواب هو نعم. ومن الواضح بان إيران الغد، إيران التي يستطيع فيها ابناء الشعب الإيراني يختار حكومتهم من خلال اصواتهم سيكون أحد مبادئها وهو أحد مبادى المجلس الوطني للمقاومة مبدء حسن الجوار والتعايش السلمي مع جميع بلدان المنطقة ومنها سوريا.



س. هناك خوف حقيقي عند الكثير من العرب باتجاه إيران وليس الحكم في إيران. هناك كثير من العرب يقولون بان سياسة نظام الملالي عدوانية تجاه العرب ولكن سياسة نظام الشاه كانت ايضا عدوانية تجاه العرب. ما الذي يضمن لنا بانكم انتم عندما تصلون إلى السلطة لن تتبعوا نفس السياسات التي تتبعها إيران ضد العرب منذ وقت طويل؟
ج. باعتقادي ان هذه السياسات العدوانية من مواصفات الأنظمة الدكتاتورية. فلذلك وكما انتم اشرتم سواء في ذلك أكان نظام الدكتاتورية الدينية الحاكم في إيران حاليا ام دكتاتورية الشاه قبله. ومن الطبيعي بان هاتين الدكتاتوريين لم يكن في مقدورهما ان تنتهجا سياسات غير عدوانية مع دول المنطقة. غير ان الميزة التي تتميز بها المقاومة الإيرانية وقبل اي اعتبارآخر هي انها تؤمن بالحرية والمساواة وتؤمن بالديمقراطية وبأصوات ابناء الشعب فلهذا السبب أرى انه من صلب مباديء هذه المقاومة أن تقوم علاقات التعايش السلمي مع جميع البلدان الإسلامية ودول المنطقة وانها دول شقيقة وهي الدول التي بالمناسبة ان نكون معها في جبهة واحدة من أجل التنمية ومن أجل التعويض عن جميع الاضرار والويلات التي المت بإيران وببلدان المنطقة طيلة سنوات حكم الدكتاتورية الدينية. فعلينا جميعا وبصورة متزامنة أن نضع أيدينا في أيدي البعض لنبذل جهودنا من أجل إعمار حجم الدمار والتعويض عن جميع الجرائم وباعتقادي ان الضمان يكمن في الثمن الذي تدفعه هذه المقاومة وكذلك يكمن في برامجها وقراراتها وفي دستورها. انكم تعرفون أن المقاومة الإيرانية معنية تماما بان السلطة يجب ان تكون للشعب مهما كان الثمن كي تكون صناديق الإقتراع هي الفيصل لما اراده الشعب وان الشعب بوحده يقرر ما يريده. إذن تكفي أن تكون الحكومة غير دكتاتورية، أن تكون جمهورية مبنية على اصوات الشعب وتلك البرامج التي اشرت إليها. فبكل التأكيد انها هي ضمانات لإيران الغد، خاصة وان هناك حركة ومقاومة لها تجارب كثيرة في ملف الحريات وممارسة الديمقراطية في علاقاتها الداخلية وكذلك مع جميع شعوب المنطقة.

س. هل انتم مستعدون... انتم تقيمون علاقات جيدة جدا مع المعارضة السورية ولكن لا نرى ان لكم علاقات جيدة مع باقي القوى السياسية العربية لماذا؟
ج. الأمربقدر تعلقه بالمقاومة الإيرانية فانني أرى بانها قد اعلنت رؤاها ومطالبها بانها تطالب بإقامة علاقات وطيدة جدا مع جميع دول المنطقة اي الدول الشقيقة والبلدان المسلمة وذلك من أجل التصدي للتطرف الديني الناتح عن حكم الملالي والتقدم نحو الأمام لان هذا التطرف الديني يشكل تهديدا لجميع بلدان المنطقة وتهديدا لمجتمعات اليوم، واعني بذلك التطرف الديني الذي تقف ورائه الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. فلذلك باعتقادي ما تشاهدونه الآن من مستوى العلاقات بين المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية يعود فضله إلى الجرأة والشجاعة التي تتحلّى بها المقاومة السورية التي وقفت وتقف بوجه دكتاتورية بشار الأسد ونتيجة ذلك فانها تحلّت ايضا بتلك الجرأة والشجاعة أن تختار اصدقائها بمحض إرادتها حتى في هذه الظروف الصعبة ولربما لم تحصل بعد مثل هذا المستوى من الجرأة والشجاعة لدى كثيرين آخرين. فلذلك فانني أرى بان المشكلة تكمن في الخوف من النظام الإيراني ومن غير ذلك وبما تعلق الأمر بالمقاومة الإيرانية فانها قد اعلنت مبادئها وبالمناسبة في كثير من البلدان والمناطق، فهناك علاقات مع عدد كبير من حركات المقاومة ومع كثير من الحكومات والسلطات وهي علاقات الصداقة في هذه المنطقة في الوقت الراهن.



س. صحيفة قانون نقلت عن موقع لمحسن رضايي وهوقائد قوات الحرس الثوري الإيراني السابق وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا نقد شديد جدا لبشار الأسد، صحيفة تمثل النظام الإيراني تنتقد بشار الأسد نقدا شديدا وتستخدم الفاظا بذئية لا استطيع الآن اقولها بحق بشار الأسد هذا الخلاف هل هو رسالة لبشار الأسد، ام هو رسالة لروسيا لان روسيا وإيران يتنافسان على السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها النظام كيف تنظرون إلى هذه الرسالة؟ ما معناها من وجهة نظركم؟
ج. إن المشكلة – وقبل اي اعتبار آخر- تكمن في المأزق الذي يواجهه النظام في سوريا في الوقت الحاضر. الواقع كما انتم اشرتم وانني اوضحت هو ان النظام دفع ثمنا باهظا من أجل الحفاظ على بشار الأسد في سدة الحكم سواء من الناحية المالية او من الناحية العناصر البشرية، لكن الآن فقد دخلت فعلا قوى أخرى من أجل معالجة الحالة السورية والمشكلة القائمة بين الدكتاتوري السوري والشعب السوري، فبالتالي وبالمحصلة فقد نظام الملالي تلك الدور المهيمن الذي كان يتملكه في السابق، فانه ممتعض ومنزعج من هذه الحالة، لهذا السبب باعتقادي ان المشكلة تكمن في هذا الواقع لان النظام يعرف جيدا بانه الجهة الوحيدة التي لها المصلحة مائة بالمائة في الحفاظ على بشار الأسد ولا غيرها. فالنظام قلق جدا لانه اذا اراد ان يستمر بالوضع الراهن وهذا يعني تكاليف باهظة جدا من أجل الحفاظ على بشار الأسد وهي صعب جدا بالنسبة له خاصة بعد الظروف الجديدة التي طرأت في الداخل الإيراني واندلاع الانتفاضات، من جهة أخرى اذا اراد ان ينسحب من سوريا فان ذلك سيؤدى إلى هزيمة نكراء فعلى النظام ان يدفع ثمن هذه الهزيمة في الداخل. فالنظام يعيش مأزقًا بعينه وانني اعتقد بان هذه التصريحات ناتجة عن حالة المأزق التي يعيشها النظام.



س. هناك منصة استانه التي يشارك فيها النظام الإيراني مع روسيا ومع تركيا وهناك منصات أخرى يعني الروسي يريد ان يقول ان صاحب الكلمة في سوريا والأمريكي يريد ان يقول ان صاحب الكلمة والتركي كذلك والإيراني اصبح له فقط جزء من الكلمة في سوريا بينما كان صاحب كل الكلمة في سوريا، ما العمل؟ لتحجيم الدور الإيراني في سوريا اكثر، مثلا هل يكون ذلك من مقاطعة استانه ومساراستانة كله؟
ج. باعتقادي ان النظام الذي تنقصه الشرعية حتى عند ابناء شعبه اي لا توجد له شرعية في الداخل الإيراني ولا توجد عنده مقدرة لمعالجة اية مشكلة في داخل بلده فهو يحافظ على نفسه في سدة الحكم من خلال ممارسة القمع في الداخل وتأجيح الحروب في الخارج، فان مثل هذا النظام غير مؤهل تماما لحلحلة اية مشكلة من الشعب السوري. ومن هذا المنطلق فان مشاركة هذا النظام في مثل المؤتمرات المشار اليها ومنها مؤتمر استانه - من وجهة نظرنا- ليست غير ضرورية فحسب بل انها ضد مصلحة الشعب السوري وليست حصيلتها سوى ديمومة البقاء لبشارالأسد ومزيد من المجازر والجرائم. نحن نرى بان النظام الذي هو فاقد الشرعية في داخل بلده فان مشاركته في مثل هذه المؤتمرات ليست ضرورية ابدا فجب معارضة هذه المشاركة ورفضها فيجب القول له بان فاقد الشي لا يعطيه ولم يكن هذا النظام معطى الخير لأحد حتى الآن بل العكس هو الصحيح لانه كان وراء كل الدمار والخراب. انني ارى بان من الضروري مطالبة المجتع الدولي والسياسات الدولية برفض تدخلات النظام المتزايدة في سوريا والمطالبة بقطع اذرع النظام في سوريا وخاصة قوات الحرس. واذا ارادت جهة المضي قدما من الناحية السياسية في القضية السورية فان الحل لا يكمن ابدا في اشراك هذا النظام في المؤتمرات المعينة ومنها مؤتمر استانه.



س. نحن نطالب مثلكم ان تنسحب إيران من سوريا لكن المجتمع الدولي يقبل ذلك، أميركا واوروبا يقبلون بالدور الإيراني في سوريا كيف تنظرون إلى ذلك لماذا العالم متسامح مع هذا النظام في سوريا متسامح معه في إيران أيضاً.
ج. مع الأسف هذا هو الجانب الذي ارتكبت فيه السياسات الغربية افدح الأخطاء حتى الآن وكانت حصيلة هذه الأخطاء وسياسة المهادنة والمسايرة مع الملالي وحصيلة تقديم التنازلات لنظام الملالي هي الفواتير التي يدفعها الآن الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ومنها الشعب السوري. مع الأسف اذا استمرت هذه السياسة فسوف نشاهد نتاجها في دفع مزيد من الثمن في انتهاكات حقوق الإنسان وكذلك في مزيد من ممارسة القمع ومزيد من المجازر بحق الشعب الإيراني وكذلك بحق الشعب السوري. باعتقادي في هذا المقام يجب ان نخاطب الدول الغربية بالقول بان سياسة المهادنة والمسايرة هي سياسة فاشلة وقد شاهد الجميع بأم اعينهم خلال الانتفاضة الاخيرة في إيران بانه ليس هناك خلاف بين ما يسمى بالاصلاحي والاصولي المتشدد، فان جناحي النظام هما حالة واحدة وكلاهما قمعيان وكلاهما ضد الشعب الإيراني، وكما نشاهد ونرى كلاهما ضد الشعب السوري ولم يأت من كلاهما لسوريا سوى مزيد من المجازر والتشرد. فانني ارى بان ما يجب مطالبة الغرب به هو الإسراع في المطالبة بقطع أذرع هذا النظام من سوريا ومن بلدان المنطقة. هذا هو مطلب المقاومة الإيرانية والذي كررتها مرارا وباعتقادي هو مطلب جميع الشعوب في المنطقة نحن نطالب بقطع اذرع النظام في جميع بلدان المنطقة ونطالب بايقاف ونبذ سياسة المهادنة والمسايرة وأن تتوقف الإمدادات والمساعدات التي كان يتلقاها النظام مع الأسف طيلة ثلاثين عام مضت، لا سيما طيلة ستة عشر عاما الماضية، في إطار السياسة الأميركية التي استمرت حتى العام الماضي ضمن نهج المسايرة والمهادنة، يجب ان تتوقف كليا وان الدول الغربية بدلاً من ان تقف إلى جانب الملالي فعليها ان تقف إلي جانب الشعب الإيراني وبدلا من أن تقف إلى جانب بشار الأسد فعليها أن تقف إلى جانب الشعب السوري. فأرى بانه في مثل هذه الظروف، فان الشعب الإيراني ومعه المقاومة الإيرانية لديهما من القوة والمقدرة تؤهلهما لإسقاط هذا النظام كما وانني واثقة بان المقاومة السورية ومعها الشعب السوري باستطاعتهما إسقاط بشار الأسد.



س. خلينا ان نكون واضحين أكثر وبالأسم، رئيس اوباما كان مع النظام الإيراني كليا في سوريا وفي إيران، والسياسة الأميركية في عهد اوباما كانت سلبية جدا في سوريا وفي إيران الان تغييرت اللغة صار فيه رئيس جديد يتحدث لغة جديدة تجاه سوريا وتجاه الشعب الإيراني، ولكن الافعال ما تغيرت، هل تغيرت الافعال؟
ج. كما أشرتم مع الأسف طيلة ثلاثين عاما مضت ولاسيما ثماني سنوات من السياسة الأميركية حيال النظام خاصة في عهد السيد اوباما فان سياسة المسايرة والمداهنة منحت لنظام الملالي كل التنازلات..على حساب الشعب الإيراني وعلى حساب المقاومة الإيرانية. غير ان الفشل الذي سجلته سياسة المسايرة والمهادنة وهزيمتها اصحبت واضحة ومقعنة للجميع. فبالتالي ما حصل التغيير فيه في الوقت الحاضر، هو ان سياسة المسايرة والمهادنة توقفت قليلا ومن غيرذلك فلم يحصل تغيير كيبر عداه. لهذا السبب نحن نطالب بان تدخل السياسة الجديدة مرحلة التطبيق ومنها الاسراع في المطالبة بقطع اذرع النظام، لا سيما طرد قوات الحرس التابعة للملالي من سوريا ومن بلدان المنطقة . نحن نطالب بمقاضاة هذا النظام لما اقترفه من الجرائم ومنها مجزرة 1988 بحق ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين، وكذلك مصير آلاف المسجونين خلال الانتفاضة الأخيرة وشهداء الإنتفاضة ومن قتلهم النظام تحت التعذيب، فان زعماء هذا النظام يجب إحالتهم إلى القضاء والعدالة وان تتم معاقبتهم أمام محاكم الجنايات الدولية. كما نحن نطالب وبصورة سريعة قطع امكانية الاستفادة من الخدمات المصرفية لهذا النظام على المستوى الدولي بحيث لا يستطيع النظام التواصل والتعامل مع المصارف الدولية. هذا ما نطالب به ونرى بان هذا الإجراء ممكن وانه يدخل ضمن إطار السياسة الصارمة التي لابد منها حيال هذا النظام. وبذلك ستكون الظروف المؤاتيه لإسقاط هذا النظام متوفرة وميسورة بسرعة بالنسبة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وبعد كل ذلك فنحن نرى بانه ومن أجل التعويض عن سياسة المسايرة والمهادنة التي كانت قد خدمت الملالي حتى الآن وعملت على حساب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، يجب الإعتراف ب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيةباعتباره بديلاً للنظام.



س. يعني لنأخذ مثل عملي رئيس ترامب قبل ان يصبح رئيسا قال انا سوف الغي الاتفاق النووي اذا صرت رئيسا، صار رئيسا ولم يلغي الاتفاق النووي، لندخل في الموضوع، هل انتم مع الغاء الاتفاق النووي أم لا؟
ج. كما اسلفت الذكر، ان هذا النظام أُرغم واضطُرّ للحضور إلى مائدة المفاوضات النووية وانتم تعرفون بان ذلك كان بسبب الضغوط الناجمة عن العقوبات من جهة، وخوفه من انفجار الانتفاضات. فلذلك فان هذا النظام حضر مائدة المفاوضات لكنه ومع الأسف ان مجموعة 5+1 وعلى رأسها الولايات المتحدة في حينه، قدمت تنازلات كثيرة للنظام طيلة المفاوضات حول الاتفاق النووي، ونتيجة لذلك فان النظام استغل هذه التنازلات وصعّد من وتيرة ممارسته القمعية في الداخل وتأجيح الحروب وتدخلاته في خارج إيران على حساب بلدان المنطقة ومنها سوريا.
نحن نرى بان الاتفاق النووي وفّر للنظام إمكانية استغلال منه ومع الأسف استفاد منه كثيراً ومن الشروخ الموجودة في الاتفاق، فنحن نعتقد بانه ومن أجل اتّباع الصرامة حيال نظام الملالي، يجب المطالبة بالتنفيد الكامل للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي حول المشاريع النووية العائدة للنظام وتفاصيلها ومنها الايقاف الكامل لتخصيب اليورانيوم. ثانيا ان يكون بالإمكان القيام بعمليات تفتيش مفاجئة أو محددة من قبل لجميع المواقع التابعة للنظام. ومن جانب آخر نحن نرى بما هو المطروح حاليا على مائدة المجتمع الدولي هو الملف الصاروخي ونحن نطالب المجتمع الدولي أن يبت في هذا الملف بكل حرص ودقة لان النظام الإيراني منهمك حاليا لتطويرمشروعه الصاروخي ويحرز تقدما في هذا المجال حيث ان النظام بات يقوم بإعمال من شأنه ان يؤثر بصورة مباشرة على الاتفاق النووي ونسفه. فلذلك فنحن نجد هناك كثير من الإجراءات التي لا بد من اتخاذها من أجل ايقاف حالات الاستغلال التي يقوم بها النظام من الشروخ الموجودة في الاتفاق النووي.



س. يعني هل يجب الغاء الاتفاق النووي ام تعديله فقط؟
ج. نحن نرى بان هناك امكانية لتصحيح الاتفاق وإمكانية لإجبار النظام الإيراني بذلك وكما أشرت على الانصياع لقرارات مجلس الأمن وتنيفذها.



س. فيما يتعلق بالاتفاق النووي هناك معلومات تفيد بان الوضع في سوريا كان له اثر في هذا الموضوع، يوم 21 اب 2013 استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي في الغوطة... بعد ذلك ايام من ذلك التقى سليماني مع المالكي في بغداد، ثم ذهب مستشار المالكي إلي واشنطن وهناك تغير الموقف الأميركي موقف اوباما وكان على وشك النظام السوري وتوقف عن الضرب ثم تم تسريع عملية الاتفاق النووي، هل تؤكدون هذه المعلومة اولا، وهل تعتقدون فعلا ان الوضع في سوريا اثرّ على تسريع الاتفاق النووي؟
ج. هذه المعلومات صحيحة لانه كان المفروض ان يقوم المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحده برد فعل بعد ان خرق الدكتاتور بشار الأسد الخط الأحمر الخاص باستخدام الغاز الكيمياوي وتماما في الوقت الذي كان يفترض ان تقف أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة وأن تقوم برد فعل حيال بشار الأسد ودعما للشعب السوري، فجأة توقفت العملية وكما اشرتم فكان ذلك هو دور النظام الإيراني الذي دخل على الخط وأجرى صفقة، وبذلك أوقف العملية وانني أرى بان ما حصل مع الأسف جاء بمحصلته بعار كبير للمجتمع الدولي ولتلك السياسة التي اتخذت مثل هذا القرار لانه نتجت عنه مجازر عديدة بحق الشعب السوري ومزيد من إراقة الدماء ومزيد من المتشردين. وانني اعود هنا مرة أخرى بما اشرت اليه بان الرد على الانظمة الدكتاتورية سيطبق على يد الشعوب لهذه المنطقة فهنا اود أن اؤكد بان الشعبين السوري والإيراني باستطاعتهما ويجب ان يقفا معا بوجه الدكتاتوريين اي أمام بشار وأمام الملالي الحاكمين في إيران وما أود قوله هو ان الظروف قد تغييرت كثيرا وقد اصاب نظام الملالي بعد الانتفاضة بضعف شديد فمن المستطاع ويجب الوقوف بوجه الدكتاتوريين الطغاة واسقاطهم واستعادة مصير الشعبين الإيراني والسوري من بين أيديهم.



س. انتم كنتم دائما قوى في المجتمع الإيراني اصبحتم قوة منطلقة اكثر بكثير بعد تحرير أسراكم في العراق لكن انتم متهمون بانكم تفكرون لوحدكم انتم قوة كبيرة وصارت أكبرولكن لستم قادرون لوحدكم علي اسقاط النظام. انتم بحاجة للتعاون مع قوى أخرى في إيران. لماذا لا تتعاونون مع قوى أخرى في إيران وما هي هذه القوى التي ستسطيعون معها اسقاط النظام الإيراني؟
ج. باعتقادي من خلال إلقاء نظرة إلى برامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ستجد بان هذه التهم ليست تهم واقعية لان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد تشكل من مختلف المجموعات والانتمائات الفكرية الموجودة داخل المجتمع الإيراني ومن مختلف العرقيات والقوميات والأديان والمذاهب ومن مختلف المشارب الفكرية. لهذا المجلس برنامج وخطوط عريضة وخارطة طريق لمستقبل إيران وهي عبارة عن فترة انتقالية لمدة ستة أشهر كي يستطيع هذا المجلس أن يجري انتخابات خلال هذه الفترة وتمكين الشعب من اختيار نواب للمجلس التأسيسي من خلال انتخابات حرة. وان الاعضاء المنتخبين لهذا المجلس يقومون بصياغة الدستور لإيران المستقبل ويتداركون الانتخابات للنظام المستقبلي الذي سيختاره الشعب الإيراني. وإلى جانب خارطة طريق هذه، هناك كثير من المشاريع تشمل مواضيع مختلفة ومنها مشروع فصل الدين عن الدولة ومشروع المساواة بين المرأة والرجل، مشروع الحكم الذاتي للأكراد الإيرانيين وكذلك القوميات الإيرانية الأخرى و... وفي الوقت نفسه فان هذا المجلس نفسه يتألف من مختلف المجموعات والمنظمات ومنها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وينص المجلس رسميا بان لا يعترف باية اسبقية لأحد كان من عدمه لاتباعه دين خاص او لانه من عرقية معينة او قومية خاصة واضيف بان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد دعا إلى تشكيل جبهة التضامن الوطني من أجل المشاركة الواسعة لمختلف القوى مؤكدًا على أن كل من يؤمن بثلاثة مبادئ وهي اولا اسقاط نظام الدكتاتورية الدينية برمتها، وثانيا الجمهورية وثالثا فصل الدين عن الدولة فبهذه المبادئ الثلاثة فقط بامكان كل شخصية او تيار أن يشارك في هذا التحالف الكبير الواسع من أجل المهمة الرئيسية وهي اسقاط النظام. إذن كل هذه الارضيات متوفرة واعتقد هناك حضور ومشاركة من جميع الشرائح والطبقات في إيران في المجلس الوطني للمقاومة وفي جبهة التضامن الوطني، كما اخبرتكم به من الكرد والآذريين والعرب والبلوتش ومن اللور ومن التركمان والقشقايين والبختياريين جميعهم ومن الشباب والنساء ومن المكونات القومية إلى سائر الأديان كالمسيحيين والكليميين والزرادشته وغيرهم شأنهم شأن القوميات داخل إيران... فلذلك فانني اجد بان كل الظروف مهيئة ومتوفرة وكل من اراد ان يناضل ضد الدكتاتورية الدينية وتحديدا من أجل اسقاط هذا النظام برمته فان مثل هذا المناخ موجود وبامكانه المشاركة فيه.



تلك كانت كلمة النهاية السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شكرا جزيلا لكم
اعزاء المشاهدين نلتقي في حلقة قادمة
إلي اللقاء


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)