صنعاء نيوزالدوحة / دبي: أشرف شتا، هاني نور الدين -



بحضورها وأفكارها وأناقتها، شغلت الشيخة موزة المسند، قرينة أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤخراً، الصحف العالمية والفضائيات، لتغدو مثار إعجاب عام في الخليج والعالم العربي، وقد نجحت في تغيير الصورة النمطية السلبية عن المرأة الخليجية، لتقدمها بصورتها الحقيقية، أي الواعية الواثقة والمشاركة في تنمية وتطوير بلدانها .

“سيدتي” تروي قصة نجاح سيدة قطر الأولى، كما تعيشها وتعبر عنها، كنموذج وقدوة للخليجية الواعدة، التي تفكر وتخطط وتنفذ، وتقنع كبار المسؤولين وصانعي الحدث.



«إن ما تحقق اليوم هو نصر للشعب العربي بأكمله، وللمنطقة بكاملها، وفرحتنا هي فرحة كل العرب، وكل المنطقة»

بهذه الكلمات عبرت الشيخة موزة عن انتصار قطر في الفوز بتنظيم كأس العالم عام 2022، وهي التي تعتقد أن هذه الفرحة لا بد أن تترجم إلى تغيير ملموس ليس في قطر فحسب، بل تغيير يشمل رؤية وملامح المنطقة العربية، إذ ترى أن الجهد الذي بذل وحجم المنافسة بين البلدان يستحق التوقف، وهي بالطبع محقة بذلك فلا شك أن النظرة لاستضافة كأس العالم ترتبط بآفاق تحمل مردودات مختلفة منها العوائد الاقتصادية والتفاعل الاجتماعي والتفاعل مع البلدان الأخرى، القريبة والبعيدة، فجمهور كرة القدم من أكبر الجماهير الرياضية في العالم، وقد كان تنظيم دورات هذه الرياضة سببا أساسيا في عمليات تغيير ملفتة، كما حدث في جنوب أفريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها، ورؤية التغيير هذه هي التي تعتمدها الشيخة موزة إذ تقول: «كنا قد وضعنا أمام الفيفا مشروعاً قومياً، يشدد على حق منطقة الشرق الأوسط، وفق مشروعية التاريخ والجغرافيا، في استضافة هذا الموعد الرياضي الأهم في العالم، في هذا التاريخ؛ «الآن» وليس أبعد».



وتعتبر الشيخة موزة أن ما سيتحقق من تنظيم دورة كأس العالم في قطر سيكون نقلة نوعية تنعكس على كافة المجالات، ليس الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل وفي التنمية البشرية أيضا وتقول بهذا الصدد: «هذا الحدث مهم «رياضيا» لشباب المنطقة، التي سيكون نصف سكانها في عام 2022 تحت سن الخامسة والعشرين، وسيتيح لهم الالتحاق بعائلة الرياضة العالمية من أوسع الأبواب، كما أنه فرصة تاريخية لانفتاح الشرق على الغرب، ولتعزيز حوار الحضارات والثقافات، والفهم الصحيح للآخر؛ وهي القيم التي تشكل في مجملها أهم دعائم السياسة القطرية.»



في مقر اللجنة الدولية لكأس العالم بزيورخ، وبعدما أعلن بلاتر فوز روسياً بتنظيم مسابقة كأس العالم 2018، جاءت اللحظة الحاسمة: «الآن نعلن مونديال 2022، وهاهو المظروف المغلف الخاص بكأس 2022، والمرشحون فيها: استراليا واليابان وكوريا الجنوبية وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، والفائز بها دولة قطر». فماذا حدث بعد تلك اللحظة؟ الكاميرات نقلت بدقة حالة المشاعر المتأججة وصيحة وفد قطر ودموع الشيخ محمد، وبدت الشيخة موزة وهي تقف من مكانها وتصفق بيديها، مرصدا للعدسات التي تلاحقت في تلك اللحظة لتنقل على العالم، فرحة انتصار خاص عبر عنه أمير قطر الأمير حمد، الذي عانق ابنه الأمير محمد، وكذلك عانقته والدته الشيخة موزة مهنئة، وغمرت الفرحة أعضاء الفريق الذي أعد الملف ونجح في مسعاه باستضافة البطولة، وكان المشهد مؤثراً حين طلب بلاتر صعود وفد قطر للمنصة، حيث وعد الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ببطولة تشرف كل العرب، وبدا رئيس ملف قطر الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، متأثراً بنجاحه في هذا التحدي، قائلاً للجنة الفيفا: «لن تندموا على اختياركم قطر، وسنثبت أننا عند حسن ظنكم».




“متى يحين الوقت لكي ينظم الشرق الأوسط كأس العالم؟”..ما بين السؤال الذي طرحته الشيخة موزة على أعضاء اللجنة التنفيذية لكأس العالم 2022، وما بين الإجابة: «لقد حان الوقت الآن، هذه هي اللحظة»، دقائق قليلة، استثمرتها في إقناع اللجنة بمنح قطر شرف تنظيم الدورة، كأول دولة عربية وشرق أوسطية تنال هذا الحق، زمن قصير يختصر زمنا آخر من التخطيط والجهد لوضع ملف يقنع الدول الكبرى بأن هذا البلد الخليجي الصغير يمكنه أن يكون أهلا للتحدي والثقة، فما هي الجوانب الإنسانية التي عبرت عنها الشيخة موزة في الملف ، وكيف استطاعت ان تقنع لجنة الفيفا بالتأثيرات الايجابية التي يمكن أن يحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الأوسط على كافة المستويات؟



«عام 1930 منح الفيفا شرف التنظيم لأميركا اللاتينية للمرة الأولى، ثم جاء دور أميركا الشمالية من خلال استضافة الولايات المتحدة نسخة عام 1994 للمرة الأولى، ثم منحتم آسيا فرصة إقامة كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وجاء أخيرا دور القارة الأفريقية من خلال إقامة النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا، لقد نجحت الفيفا في تغيير مجرى التاريخ، وكانت كرة القدم وسيلة لتحقيق هذا الأمر».

وطرحت سؤالها مجدداً، لتجيب عليه: «متى سيأتي الوقت المناسب لتنظيم كأس العالم في الشرق الأوسط؟..إنه الآن، وفي حال منحتم ثقتكم لقطر، ستبعثون برسالة مهمة إلى هذه المنطقة المهووسة بكرة القدم، وسنشعر بعد 92 عاما من انطلاق كأس العالم، أننا أصبحنا جزءاً معترفاً به من هذا العالم».

خطاب الشيخة موزة أمام أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا عن الملف القطري كان ذا تأثير بالغ، فهو خلاصة عمل جماعي على أعلى المستويات، لا يخلو من الطموح ومن الثقة أيضا، فقطر شهدت أيضا نجاحا ملفتا لدورة الألعاب الأسيوية، وما زالت صور الافتتاح الباهر التي انتشرت على فضائيات العالم ورقة أخرى رابحة ،





التعليقات والتساؤلات الكثيرة بعد إعلان فوز قطر بتنظيم كأس العالم، كانت متنوعة،ففي الوقت الذي شهد الإعلام العربي ترحيبا وحفاوة، كانت بعض التعليقات في الصحافة الغربية تتساءل عن قدرة هذا البلد «الصحراوي» الصغير على استقبال أوسع جماهير الرياضة حول العالم، إلا أن بعضها كان واقعيا وقرأ بدقة تفاصيل الملف القطري، فما الذي حمله الملف في رؤيته على مستوى علاقة العالم العربي بالغرب، والنتائج المتوقعة من تنظيم البطولة على أرض عربية؟؟

تابعوا كل التفاصيل على صفحات مجلة "سيدتي" من العدد 1554 وشاركونا بآرائكم من خلال مساحة التعليقات...