shopify site analytics
لاصحة لما يشاع عن عطل في طيران اليمنية - جامعة إب تدشن الموقع الرسمي لمجلة الباحث الجامعي - قمم عربية ليس لها اي قرارات... - عجلة طائرة اليمنية لم تفتح بعدن كادت ان تقع كارثة - انشطة بحثية زراعية في مديرية بني الحارث - 13 دولة تحذر إسرائيل من الهجوم على رفح - مصطفى بكري يكشف سرا عن سيارات العرجاني - لماذا لم يلق الأسد كلمة في قمة المنامة؟ - الأمم المتحدة: نقص التمويل كارثي في السودان - تحذير بوتين للغرب يثير هلع الامريكان -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
باحث في الأدب العربي تضم المجموعة خمس عشرة قصة اتبعت في بعضها الكاتبة الواقعية إلى جانب أسلوب السرد السيريالي

السبت, 10-مارس-2018
صنعاء نيوز/ منير عبيد -





باحث في الأدب العربي تضم المجموعة خمس عشرة قصة اتبعت في بعضها الكاتبة الواقعية إلى جانب أسلوب السرد السيريالي الذي ينتمي إلى الحركة الأدبية والفلسفية والفنية التي راجت في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وكان رائدها الشاعر والكاتب الفرنسي أندريه بريتون ثم انضم إليها عدد من الفنانين التشكيليين والمخرجين السينيمائيين. ويرى بريتون أن السيريالية تعني أن ينطلق المبدع من الكتابة الآلية التي تنطلق بدورها من آلية نفسية بحتة تتلقى أول ما يخطر في الذهن من كلمات وتعابير دون تدخل من وعيه، أي أنها عملية نفسية تلقائية تعبر عن طريق الكتابة أو أي وسيلة فنية أخرى عن انطلاق الفكر دون قيود من المنطق أو الاعتبارات الأخلاقية أو السلوكية أو الجمالية. وتأثرا بكتاب سيجموند فرويد ( العلل النفسية في الحياة اليومية) سعت السيريالية إلى ملامسة العملية الإبداعية المنطلقة من اللاوعي كي تزيل الخط الفاصل بين الفن والحياة، مفضلة بذلك عالم الأحلام والسحر والجمال الغريب الخارق للطبيعة.
كذلك يتسم السرد عند صفاء النجار بالتناص مع الأعمال الأدبية والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كما سنبين من خلال نمووذجين.
تحمل المجموعة عنوانًا لإحدى قصصها يتسم بالغرابة “الحور العين تفصص البسلة “. ذلك أن اسم الحور العين يرتبط في وجدان القارئ بدلالات دينية جاء ذكرها في بعض الآيات القرآنية منها على سبيل المثال لا الحصر(كذلك وزوجناهم بحور عين)، و( حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون )، و(كأنهن الياقوت و المرجان ). كما هام الشعراء بالمرأة الحوراء التي في عينيها كحل و ملاحة وجمال. يقول جرير بن أبي ربيعة :
إن العيون التي في طرفها حور ….
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
وقد جاراه في التغني بسحر العيون الحوراء في القديم والحديث شعراء كثيرون.
تطرح القصة مخاوف فتاة من شبح العنوسة بما لها من آثار نفسية تزداد قتامة عندما تتحرك في داخلها غريزة الأمومة التي فطرها الله عليها. وتمضي الأيام والشهور والسنون دون أن يأتي العريس.” ومع كل شهر يموت لها طفل كانت تتمناه…تتجمع البويضات في ركن مظلم من روحها وتقيم مأتما خاصا دون بكاء أو عويل فقط بحرقة وتنهيدات …”
تروي الكاتبة القصة في شكل حلم تدور أحداثه في مستشفى ويبدأ بحوار بين بنتين وقد وضعت إحداهما ابنتها وأخذت الحوريات يدرن حول الوليدة، وجوهن النور، أجسادهن الحرير، مجامرهن الدر. وتؤكد الصديقة التي أنجبت وليدتها الصورة التي وصفت بها الحوريات ..الحور العين الخالدات الناعمات الراضيات….. الحوار متكرر بينهما دائما طيلة حياتهما ومما يسترعي الانتباه أن الكاتبة لا تطلق أسماء على كل الشخصيات بل إن إحدى البنتين تقول :” فالبنت التي تشبهني كثيرا حتى أنني أراها كلما وقفت أمام المرآة أصيبت بالعنوسة فوبيا، رغم أنها وقعت في الحب عدة مرات، وكنت أنصحها في بداية كل علاقة بالتريث، لكنها تندفع بسرعة صاروخ سرعان ما ينفجر بمجرد احتكاكه بالغلاف الجوي…..” من هنا نستنتج أن البنتين هما شخصية واحدة وأن الحوار الذي يدور يمثل الصراع بين العقل والعاطفة .أما عدم وجود أسماء لكل الشخصيات فإنه يخرج الحدث من الخصوصية إلى العمومية مع عدم الإخلال بالقواعد الفنية للقصة القصيرة.فقد تمكنت الكاتبة ببراعة فائقة من جعل الحدث يتنامى ليصل إلى لحظة التنوير وتحدث المفارقة. ففي سعيها الدؤوب للحصول على عريس تلجأ البنت إلى عرافة في جبل المقطم. كانت العرافة بارعة في أسليب السحر والشعوذة مما مكنها من التغلب على عقل البنت ودربتها على ألعاب بهلوانية وانكشف السر الأعظم وجاء العريس الذي انبهر بمهارتها في السيرك. بيد أنه بعد شهر العسل فوجئ بعد أن غسلت وجهها بأنها ليست لاعبة سيرك بل مجرد “امرأة، تحيض، تتمخط، تتبول، تتغوط …….فظل متعجبا من تغيرات وخداع النساء …”
وتكمل الكاتبة قصتها بطريقة الأساطير القديمة التي تحكي عن الطفل الذي سيغتصب عرش الملك، وعندما يراه الملك يفقد صوابه ويقتله. “لكن النبوءات الجديدة ستحكي عن البنت التي ضمت وليدتها إليها وهي تقاوم شعورا جارفا ورغبة في أن تعيدها إلى مكمنها ” وبالفعل أكلتها وقبل أن تحس بحركتها في أحشائها تحولت الصغيرة إلى شجيرة صغيرة نمت وأثمرت تفاحات صفراء وحمراء كانت الأمهات أول من رآها وقطفها . كانت فروع الشجرة تنحاز إلى النساء وتمتد لتسقط في حجر سيدة تفصص البسلة. وذات صباح كانت كل نساء المدينة حوامل حتى الفتيات اللاتي بلغن المحيض للمرة الأولى وصاح الشيوخ والقساوسة قائلين إنه حمل من الشيطان فرجم الرجال زوجاتهم وبناتهم. وحلت الحوريات مكان الزوجات فحمدوا الله و رفعوا أيديهم بالشكر له. وأمر كل رجل حوريته بالقيام بالأعباء المنزلية من طهي وغسيل وخياطة. ومرت الأيام وصارت الحوريات تفصص البسلة وتتعرض الموظفات منهن للتحرش من الرؤساء وتتابع التلميذات مظاهر الشبق الجنسي لمدرسهن الخمسيني. فالرجال لن يتغيروا حتى لو هبطت عليهم الحور العين من السماء.
في القصة التي تتصدر المجموعة تثيرصفاء النجارفي أسلوب واقعي فضولنا باقتباسها شطرة من حديث قدسي ” أنا عند ظن عبدي بي ” و باختيارها “الأميبا” عنوانا لقصتها التي تتناول فيها خوف البنت من شبح العنوسة التي يصم بها المجتمع الفتاة التي لم تتزوج في سن مبكرة، كما تتناول علاقة الرجل بالمرأة قبل الزواج وبعده. شخصية القصة فتاة رق الله لحالها “أنا عند ظن عبدي بي ” ومنحها ساقين رخاميتين ، ومؤخرة مرمرية بعد أن رأى وجهها المنتفخ كوحمة حمراء بعينين جاحظتين وأنف أفطس. أما الصدر والبطن فكان عليها أن تؤدي تمارين خاصة بهما. وكانت تغطي شعرها الأجعد بإيشارب شيفون. وبفضل ساقيها ومؤخرتها وافقت سيدة عجوز على خطبتها لابنها. وقضت أسعد أيام حياتها. كان عبث خطيبها بساقيها لا حدود له. لكن عندما وافق على إتمام الزواج اشترط عليها أن تمتنع عن ارتداء الضيق والمحزق لأنه سيكون مسؤلا عنها بعد الزواج وسيحاسب على أفعالها. لم يكن أمامها سوى الانصياع لأمره وإلا فسخ الخطبة.
بعد الزواج توقف عن الخروج معها واقتصرت العلاقة بينهما على المتعة الجسدية من جانبه فكانت في مساءاتها تنسحق تحت كرشه الضخم كقطعة عجين ” كقطعة عجين تتمدد أطرافها تحت أصابع فران لا يحب صنعته ” كان يعبث بجسدها كيفما شاء كمن يرسم الأميبا ذات الأشكال غير المنتظمة. كادت تفقد الإحساس بأنوثتها لولا العناية الإلهية التي أحاطت بها ذات صباح . وجاءت لحظة التنوير.” فبينما كان زوجها في عمله وطفلها في مدرسته وهي عائدة من نشر أحد أدوار الغسيل، لمحت نفسها في المرآة التي تزين الصالة….جلبابها البيتي مبتل وملتصق بجسدها وقد أبرز البلل تلاله وسهوله ” نظرت إلى نفسها بإعجاب وأخذت تدور حول نفسها وتستطعم حلاوتها وأشرقت الشمس من داخلها. ولولا الرب لعاشت امرأة وحيدة لا أنيس لها فالزواج – شأنه شأن أغلبية الزيجات – لم يتم بسبب التكامل بين شخصيتين وإنما لأسباب سطحية تتعلق بالرغبة الجنسية من جانب الرجل وخوفا من وصمة العنوسة التي صارت تؤرق المرأة والمجتمع.
في الختام ينبغي أن نغبط الكاتبة على فصاحة لغتها ورقة أسلوبها وخلوها من الأخطاء اللغوية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)