shopify site analytics
ارتفاع حصيلة ضحايا غزة إلى 111724 شهيدا ومصابا - اغلاق قصر معاشيق عدن - القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ استهدفت سفينةً نفطيةً بريطانيةً - رمز المواجهة بين الطبقة العاملة وراس المال بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي - القدوة يكتب: حرب الإبادة وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى - القحطاني يكتب: من آمن العقاب.. أساء اﻷدب - مدير عام مديرية بيحان يعزي في وفاة الشيخ مسعد البجاحي المصعبي - حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - د. نادية الحكيم
لأنه ببساطة يعيش عرسه..طويلة و شاقة هي الليالي و الأيام التي انتظر فيها هذا العيد ، هي بحساب الزمن دهرا ..

السبت, 21-أبريل-2018
صنعاء نيوز/ د. نادية الحكيم -


لأنه ببساطة يعيش عرسه..طويلة و شاقة هي الليالي و الأيام التي انتظر فيها هذا العيد ، هي بحساب الزمن دهرا ..هي قرن من السنين، لكن كل شيء يهون من أجل تلك العروس الجميلة ،هو يعشقها و لكنه يكره اسمها و أهلها و كل قبيلتها.يفكر ببنه و بين نفسه :(لا عليك بعد الزواج سابدل اسمها ..دعها تدخل أولا في عصمتك و بعدها لن ابدل اسمها فحسب بل و لربما وجهها..رائحتها…لغتها و حتى نسلها سأجعلها تنجب الذئاب فقط ). الذئب غارق في أحلامه و تخيلاته ( سأجعلها لي وحدي و سأفترس عائلتها، قبيلتها وحتى ابن عمها في الليالي المظلمة واحدا بعد الاخر تحسبا لأن يفتكوها مني في لحظة صحو ).
في البداية رفض الجميع تزويج العذراء الجميلة للذئب الى أن سقط في براثن ألاعيبه أحد أبناء عمومتها و من هنا بدأت الحكاية و لكن لا أحد يعلم تفاصيلها الدقيقة، مئات الأسئلة ،و آلاف الهواجس تبادرت للأذهان.. ما مهرها و من قبض المهر ؟ من باع تلك الجميلة لذلك الذئب ؟ و كيف باعوها لذئب يعرف غدره أهل القرى كلها ؟ كم قبض ذلك الخبيث ابن عمها من عمولة ؟لا يعط الذئب مالا . أتراه اذا منحه وعدا بالحماية ؟ ام لعله هدده بالعقاب الوبيل ؟ تفطن أهل الدار و القرية لعلاقتهم المشبوهة و لكن ابن العمومة كان ينفي دائما الإشاعات. أما الذئب فينفي تارة و يعترف طورا كما عادته يكشر عن انيابه تارة و تحسبه حملا وديعا طورا و لكن لا يغرنك منه ذلك الوجه البريء ،فله من الأنياب و المخالب و ..الخبث ما لا يعرفه الا جدهم الحكيم الذي ما أنزل بندقية الصيد عن كتفه لسنين طويلة و لم يعطه يوما جانب الأمان.
منذ مدة و الأسى يكسو ملامح الجميلة و الحزن يعتصر روحها الطاهرة، “قلب المرء دليله ” و دليلها يوحي لها بأن صفقة دنيئة تحاك في السر. تعيش على وقع الانتظار المريب ، تحركات غير عادية في عائلتها ،مشاحنات جنونية ببن اخوتها الذين ما عادوا يجتمعون على مائدة واحدة ،رائحة غريبة تحوم في أركان المنزل و كأن شيئا ما يحترق، حتى جدران المنزل غزتها التشققات. لم تعد تدري كيف و متى تفرق الأشقاء ؟ناهيك عن أولاد العمومة .أما عن القرية فالاستنفار و التربص هما سيدا الموقف ،سوق القرية أصبح يعج بالخناجر ،لا أحد يدري كيف ازدهرت فيها فجأة تجارة الخناجر و العجيبة الأخرى أن الذئب أصبح يتبختر في طرقات القرية صباح مساء،بل و يتمادى في غزواته ، و لا أحد معني به .الكل يبصره و لا أحد يراه. أما المصيبة الأكبر فهي أن بعضهم أصبح يعوي مثله.
الكل يرى دموعها الحارة ،و يسمع نواحها في سكون الليالي ، و مع طلوع الشمس و غروبها و لكن شعار القرية أصبح (لا أسمع..لا أرى..لا أتكلم ) و زادها بعضهم (لا يهمني ) .إخوتها لا يحركون ساكنا ،و كل واحد منشغل بمراقبة الآخرين .أما أهل القرية فكل رجل منشغل بشحذ خنجره ليقف بعدها أمام داره متربصا بأبناء قريته ،أبناء عمومته او حتى إخوته .أصبحت ليالي القرية طويلة ،دامسة الظلام ،و نهاراتها مثقلة بألسنة الدخان و بروائح عفنة ،بساتينها قفار ،مقبرتها ضاقت بسكانها .لو كان حكماء القرية أحياء لما حدث كل هذا،حقيقة أدركها الذئب جيدا لذا كان لا بد من التخلص منهم ،”الغدر يغلب الشجاعة” و بما أن الغدر شيمته كان له ما أراد .
الليلة عرسه …
هو…يكاد يموت فرحا .منشغل باختيار أسماء المدعوين و الغريب أن القائمة تضم أسماء بعض رجال القرية !! و منشغل أكثر باختيار الاسم الجديد لعروسه
هم ..الاخوة في الدار ، منشغلون بخلافاتهم و جدالاتهم البيزنطية
هم…أولاد العمومة يتربصون و ينتظرون منديل العذرية من وراء الأبواب.
سكان القرية…منشغلون بمشاحناتهم و بإطفاء حرائق غريبة كلما أطفاؤوا حريقا هنا اشتعل لهيب هناك .
هي..
لم تعد الجميلة الطاهرة فحسب،بل أصبحت الباسلة ، المستبسلة أيضا .
لم تعد الخجولة…فلا حياء مع الذئاب.
لم تعد الخائفة ..و ما كانت يوما خائفة .
أنها تنتظره على أحر من الجمر ، لا لتأخذه بين أحضانها بل لتدمي وجهه بأظفارها و
تغرس خنجرا في صدره ،
ثأرا..”لمائة عام “من المرارة تجرعوها بسببه..
ثأرا.. لشرفاء من القرية سقطوا في مواجهاتهم معه و ثأرا لأيتامهم…
ثأرا.. لمن هجر الدار و القرية و غدا مشردا بسببه..
ثأرا.. لإخوتها الذين كادوا يعيدون قصة قابيل و هابيل بسببه أيضا…
ثأرا.. لمن يحتجزهم في جحره منذ سنين..
و دفاعا عن شرفها الذي لن يداس..
و عن اسمها الذي لن يتبدل و سيبقى دائما…..القدس .
تونس
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)