shopify site analytics
فضيحة عصابة أشهر tiktokers يغتصب الأطفال تهز الشارع اللبناني! - تفجير معسكرات أمريكية في دولة خليجية - اطلاق الرصاص من قبل قوات صهيونية على الحدود المصرية - الكشف عن كلمات كلوب التي أغضبت صلاح قبل مشادتهما الشهيرة (فيديو) - كولومبيا تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل - ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺷﺎﻛﻴﺮ يعود الي الفضاء - قيادات الدولة وحكومة تصريف الأعمال يستقبلون المعزين في وفاة المناضل احمد مساعد حسين - فرض جبايات جديدة على هذه السيارات لأول مرة في اليمن - فتح مكتب للقنصلية الهندية قريباً في عدن، - تدشين المرحلة الثالثة من مشروع إعادة تأهيل وصيانة خط المشنة - بعدان -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الجمعة, 27-أبريل-2018
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -

وبالرغم من أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى واشنطن تجرى وسط أجواء من الحفاوة، إلا أن ذلك لا يقلل من تباين وجهات النظر بين الجانبين في العديد من القضايا، مثل اتفاقية المناخ وإيران وفرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على الصلب والألومنيوم. ويتعامل الإليزيه بحذر مع النتائج المتوقعة من هذه الزيارة في هذا الشأن، حيث لا ينتظر تغيير جذري لمواقف الرئيس الأمريكي، ولكن يأمل ماكرون على الأقل إحراز تقدم في العديد من الملفات.

الملفان الإيراني والسوري، هما أكثر ما يعقد العلاقات الثنائية، لارتباطهما بالوضع الأمني في فرنسا، "الرئيس الأمريكي مثلا أعرب عن رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا فور انتهاء القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" غير أن فرنسا لديها مصلحة في إقرار حد أدنى من الاستقرار في تلك المنطقة". وبالرغم من أن العلاقات الفرنسية الأمريكية في الوقت الراهن متميزة، إلا أنها تظل "هشة"، وترتبط بشكل كبير بالحلول التي يمكن التوصل إليها خلال الستة أشهر المقبلة حول الملفات الاستراتيجية الرئيسية. وبعيدا على العلاقات الدبلوماسية، تشكل زيارة ماكرون لواشنطن، فرصة لتعزيز صورته كقائد على الساحة الدولية، ولتقديم نفسه مباشرة للأمريكيين.

أن هناك العديد من القضايا المشتركة بين الدولتين سواء على المستوى الأوروبي؛ حيث إن كلاهما مهتم باستعداد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي وكذلك الأزمة في أوكرانيا وأيضا الملف النووي الإيراني؛ لأن فرنسا كانت ترى ضرورة تعديل بعض بنوده دون الحاجة إلى إلغائه. أما عن نصيب الشرق الأوسط في اجتماع الزعيمين

، أن الشرق الأوسط له نصيب الأسد في لقاء ماكرون وترامب؛ والتي تحتاج إلى بحث مشترك من الدولتين مثل الموقف في سوريا؛ خصوصا أن مجلس الأمن يبحث الأوضاع هناك ويدعو لعقد المفاوضات مع المعارضة، وأيضا القضية الفلسطينية؛ إذ إن فرنسا لها مبادرة بخصوصها، وأيضا مناقشة ما عرف إعلاميا بـ«صفقة القرن» التي لاقت نوعا من الرفض الإقليمي والدولي.

يسعى ماكرون لنهج جديد تتفق خلاله الولايات المتحدة وأوروبا على التصدي لأي أنشطة نووية إيرانية بعد عام 2025 والتعامل مع البرنامج الصاروخي الإيراني والسعي لحل سياسي لاحتواء إيران في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

وقال ماكرون "ما أريد القيام به وما قررناه سويا مع رئيسكم هو أننا يمكننا العمل بشأن اتفاق أكثر شمولية يعالج كل هذه المخاوف" مضيفًا أن فرنسا لا تزال ملتزمة بالهدف الأساسي المتمثل في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. أن السبب في ذلك هو أن فرنسا أرادت أن تلعب الدور الذي تلعبه بريطانيا، لكن ذلك المكان محجوز لبريطانيا، وفي انتقاد مبطن له لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة قال الرئيس الفرنسي"لا أتفق مع التخلي عن الحرية ومع وهم القومية" مضيفاً "يمكننا أن نختار نهجاً انعزالياً والانسحاب أو نهجاً قومياً وأن هذا خيار. قد يكون ذلك مغرياً بالنسبة لنا كعلاج مؤقت لمخاوفنا لكن إغلاق الباب في وجه العالم، لن يوقف تطور العالم".ودعا ماكرون إلى اتباع نهج مختلف في العلاقات الاقتصادية وإلى تفادي الحروب التجارية بين الحلفاء، منتقداً بذلك السياسة الاقتصادية الحمائية التي تتبعها إدارة دونالد ترامب.

وفي ظروف التحديات من جانب روسيا، والصين بالدرجة الثانية، في ظل عالم أحادي القطب، فإن على أوروبا أن تتوحد، بينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قبضتها الحديدية إلى شحذ همة المقاومة في معسكرها، من خلال ليّ أذرع الحلفاء الذين يتعيّن عليهم الانصياع لها في كل شيء، حتى ولو كان ذلك على حساب مصالحهم القومية، كما يحدث ذلك في العقوبات على روسيا، التي تعاني من سلبياتها أوروبا وليس الولايات المتحدة الأمريكية.

أن ما يحدث هو استقطاب للمواقف وتحطيم أي إمكانية للحفاظ على الحياد، وفي هذه الظروف لا تستطيع فرنسا اتخاذ موقف مستقل في أي من القضايا المهمة على صعيد السياسة الدولية، ما يعني أنها بالنسبة للعالم لم تعد تختلف عن أي دولة صغيرة مثل مقدونيا أو إستونيا، في حين أن فرنسا كانت في يوم من الأيام دولة عظمى، ولا زالت حتى يومنا هذا تحاول بشتى الطرق أن تبدو كذلك.

إنه «في هذه الظروف أيضا، وكي يظل تحت الأضواء، لم يعد أمام إيمانويل ماكرون سوى أن يكون أكثر راديكالية من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يتخذ مواقف أكثر أمريكية من أمريكا نفسها، حتى يأمن جانبها.. ربما كان ذلك هو السبب في محاولات فرنسا طرح القضية الكردية، لنكز تركيا التي تحاول إظهار قدر أكبر من الاستقلال عن الولايات المتحدة، وهو السبب أيضا في مشاركة فرنسا في العدوان الثلاثي على سوريا، عقب فبركة الأسلحة الكيميائية الاستفزازية في دوما، وكذلك طلب ماكرون بقاء ترامب في سوريا، ثم أخيرا تصريح ماكرون أثناء الزيارة، بضرورة عقد اتفاق نووي جديد مع إيران، ليشطب بذلك الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بصعوبة بالغة، ويخيّب آمال العالم الذي كان ينتظر من ماكرون عكس هذا الموقف تماما».

و ملفات أخرى منها مكافحة الإرهاب وكوريا الشمالية، وسوريا، بعد الضربات المشتركة، والعلاقات مع روسيا بعد قضية سكريبال، والنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، واتفاق باريس للمناخ. فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت ألمانيا تشغل الدور المهيمن عليه، وألمانيا مرتبطة بروسيا اقتصاديا ومهتمة بالتعاون مع روسيا، وليست "مناهضة لروسيا" بالشكل الكافي.

لقد كان أحد الأهداف الرئيسية للأنغلوساكسون في أوروبا الحؤول دون تقارب ألمانيا مع روسيا، لكن الاستفزاز المستمر والحشد ضد روسيا هو أمر محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى الحرب، لذلك فالولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى آلية يومية للسيطرة على أوروبا. وهنا تبرز الفائدة الوحيدة لماكرون بالنسبة لترامب، وهي أن يكون عميلا للتأثير الأمريكي على الاتحاد الأوروبي، حيث كان ماكرون أثناء الزيارة يتطلع إلى عيني ترامب بإخلاص شديد، وبدا هذا السيناريو معه أكثر من محتمل. في النهاية فلكل شيء ثمنه، ويبدو أن الأمر الوحيد الذي تتحد عليه أوروبا الآن هو غياب الفعل تماما. ماكرون: أمريكا يجب ألا تتخلى عن الاتفاق الإيراني دون اتفاق جديد إن وجهتي النظر الفرنسية والأمريكية تتفقان بشكل كبير تجاه الأزمة السورية، ويرى كلاً منهما ضرورة مجابهة النفوذ الإيراني في المنطقة ومنها سوريا، ووصل هذا التفاهم درجته القصوى بعد توجيه باريس وواشنطن بالاشتراك مع لندن ضربة عسكرية مشتركة لمواقع سورية على خلفية الهجوم الكيميائي المزعوم بدوما بالغوطة الشرقية في 7 أبريل الجاري. في النهاية فلكل شيء ثمنه، ويبدو أن الأمر الوحيد الذي تتحد عليه أوروبا الآن هو غياب الفعل تماما.

فأي فعل واقعي أو ضرورة لاتخاذ موقف سياسي واضح تجاه أي من القضايا التي تعجّ بها السياسة الدولية في عالمنا المضطرب، سوف يؤدي إلى انفراط عقد الاتحاد الأوروبي، الذي اختلقت نشأته اختلاقا، وترعرع فقط في ظل الظروف الدافئة لتسعينات القرن الماضي... حتى أن تلك الهستيريا المناهضة لروسيا، والحشد الواضح من الغرب ضدها أصبح أحد الأمور التي تختلف عليها أوروبا بدلا من أن توحدها.

لذلك تصبح محاولات فرنسا للعودة إلى أمجاد الماضي في ظل هذه الظروف، سببا إضافيا في تحطيم الاتحاد الأوروبي الذي يمر أصلا في مرحلة انهيار بطيء.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)