shopify site analytics
200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! - الأردن قلعة شامخة في الدفاع عن الأمة وفلسطين؛ ودوره لا يقبل المزايدة - كان طريق تحرير فلسطين مرورا بكربلاء شعارا - رسالة الله إلى العالم أن الثورة الايرانية جاءت لتبقى - بعد إشرافه على إيصال المساعدات إلى غزة - ترشيح مسؤول جديد للأمم المتحدة في صنعا - وصول 19 ضابطا إماراتيا وإسرائيليا إلى جزيرة عبدالكوري - اليمن تحتل المرتبة 6 بقائمة أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي - نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي   

الحمد لله الذي خصنا بشهر الطاعات، وأجزل لنا فيه المثوبة ورفع الدرجات، وَعَدَ من صامه إيمانا واحتسابا بتكفير الذنوب والسيئات،

الإثنين, 21-مايو-2018
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي -

الحمد لله الذي خصنا بشهر الطاعات، وأجزل لنا فيه المثوبة ورفع الدرجات، وَعَدَ من صامه إيمانا واحتسابا بتكفير الذنوب والسيئات، وشرّف أوقاته على سائر الأوقات، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البريات، وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد، وبعد:

الله سبحانه وتعالى جعل شهر رمضان، موسما من مواسم الخيرات والتقرب إلى الله بسائر الطاعات، ومن أجل خصائصه التنوع في العبادات، فقد جمع هذا الشهر جميع أركان الإسلام، من توحيد لله عز وجل متمثلا بالاستجابة والاستسلام لأوامر الله، والصلاة متمثلة بصلاة التراويح، وهو شهر الصيام، وكثير من الناس يدفعون زكاة أموالهم فيه ويتصدقون، وعمرة في رمضان تعدل حجة.

الله عز وجل جعل المدخل لهذا الشهر الفضيل، ترك المباحات التي اعتاد عليها المسلم بشكل يومي في حياته الطبيعية، من الطعام والشراب والملذات، كإشارة وعلامة للدخول بهذا الموسم، إلا أن الغاية والثمرة ينبغي أن تتركز على غذاء الروح والقلب لا البدن والجسد!
كثير من المسلمين ينصب اهتمامهم باستقبال شهر البركات والخيرات والعبادات؛ بأصناف المأكولات والمشروبات، حتى تستغرقهم وتصرفهم عن الطاعات والاستزادة من الخيرات، مع أن الحكمة من الصيام ليست مجرد ترك الطعام والشراب في النهار ليعوض ليلا بشكل مبالغ فيه، بل بعضهم ينتقم بطعام وشراب الليل من صيام النهار، غير مكترثين ما يجره عليهم من أضرار وكسل وسوء عاقبة.

من أسوأ العادات التي لا ينبغي فعلها في رمضان – بوجه خاص- وغيرها من الأوقات عموما؛ الاهتمام الزائد والتركيز فوق الطبيعي، في أنواع وأصناف المأكولات والمشروبات قبل وأثناء رمضان، وكأنهم مقبلون على أيام قحط وجوع، فتجد الإسراف والتبذير، والتفنن بأصناف الأطعمة وأنواع الحلويات والادخار وملئ الموائد إلى حد الشره والتبذير والنهم!!
يقول ربنا سبحانه( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ،يذكر أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن الحسين: ليس في كتابكم من علم الطب شي، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان.
وقد أخطأ من ظن وفهم أن رمضان شهر المنافسة في الأطعمة في الليل، بسبب ترك ما يباح منها في النهار! بل من أسمى معاني هذا الشهر هو الاقتصاد والحمية والتقشف والزهد وترشيد النفقات، والتقليل من الطعام التي تؤدي لتضييق مجاري الشيطان في الدم، وبالتالي ينشط العبد في طاعة الله معظم ساعات اليوم، فرمضان شهر غذاء الروح والقلوب لا تخمة الأبدان والأجساد.
يقول عليه الصلاة والسلام في بيان أن الغاية من الصيام ليست ترك الطعام والشراب فحسب( مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه والجَهلَ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ ).
قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْبِطْنَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَإِنَّهَا مَكْسَلَةٌ عَنِ الصَّلاةِ، مُفْسِدَةٌ لِلْجَسَدِ، مُوَرِّثَةٌ لِلسَّقَمِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبْغِضُ الْحَبْرَ السَّمِينَ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فِي قُوتِكُمْ، فَإِنَّهُ أَدْنَى مِنَ الإِصْلاحِ، وَأَبْعَدُ مِنَ السَّرَفِ، وَأَقْوَى عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْثَرَ شَهْوَتَهُ عَلَى دِينِهِ.
بحسب دراسات فإن نسبة الاستهلاك الغذائي في رمضان تصل في بعض الدول العربية إلى ثلاثة أضعاف ما تستهلكه في الشهور العادية.
للأسف تفنن الناس في هذا الشهر الكريم بأصناف المأكولات، حتى باتت بعض الأكلات تسمى ." مأكولات رمضانية، لا تؤكل إلا في هذا الشهر
لقد أصبح صيام رمضان لدى الكثير عادة وليس عبادة، وروتين متشابه لا يشعرون بأي تغيير منذ دخول أول أيامه حتى انقضائه، كما هو حال ممارسة كثير من العبادات مهتمين بالإجزاء والشكل دون الحقيقة والروح والمضمون.

يقول ابن القيم: المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين.

وتضيق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الطعام والشراب، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضرها في معاشها ومعادها، ويسكن كل عضو منها وكل قوة عن جماحه وتلجم بلجامه، فهو لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين.
بدلا من أن يشعر بعض المسلمين بآلام الفقراء والمعدمين، وبمن تصيبهم المجاعات في كثير من أنحاء المعمورة، فيتوجهون إلى العلي القدير بالشكر على نعمه الظاهرة والباطنة، ويقتصدون في الطعام ويسارعون إلى الخيرات، فإنهم يفرطون في التغذية، وأول مظاهر الإفراط في التغذية في شهر رمضان زيادة أوزانهم بصورة مفرطة، وينسون أن بعض المصحات العالمية تمارس عملية تجويع المرضى، وتجبرهم على الصوم والامتناع عن الغذاء وذلك بغية الوصول بهم إلى الوزن الطبيعي والصحي.

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي [email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)