shopify site analytics
ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة - زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج. - القدوة يكتب: العالم يندد "بالفيتو الأميركي" ضد عضوية فلسطين - طقم للحزام الامني يصدم باص ركاب ويصيب مواطن ويحتجز مالك الباص -
ابحث عن:



الخميس, 14-يونيو-2018
صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

إن الأمن والأسرة يكمل أحدهم الآخر ويوجد بينهما الترابط الوثيق، وذلك أنه لا حياة للأسرة إلا باستتباب الأمن، ولا يمكن للأمن أن يتحقق صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -


إن الأمن والأسرة يكمل أحدهم الآخر ويوجد بينهما الترابط الوثيق، وذلك أنه لا حياة للأسرة إلا باستتباب الأمن، ولا يمكن للأمن أن يتحقق إلا في بيئة أسرية مترابطة، وجو اجتماعي نظيف، يسوده التعاطف والتآلف، والعمل على حب الخير بين أفراده، كل ذلك ضمن عقيدة إيمانية راسخة، واتباع منهج نبوي سديد، هذا الإيمان هو الكفيل بتحقيق الأمن الشامل والدائم، الذي يحمي المجتمع من المخاوف، ويبعده عن الانحراف، وارتكاب الجرائم. إن قانون الرعاية المشتركة للطفل هو الحل المثالي لإنقاذ الأسرة المصرية من الخلافات والصراعات المتزايدة بعد الطلاق، لان أزمات أطفال الشقاق كبيرة ولا يوجد مشروع قانون حاليًا يقدم حلولًا واقعية ومنطقية لها.

إن الأسرة التي نريدها هي الأسرة المتمسكة بعقيدتها الإسلامية السمحة قولاْ وسلوكا، المعتزة بانتمائها لأمتها الإسلامية، المستوعبة لأصول دينها والمحافظة على الالتزام به، المبتعدة عن ضعيفة، المنفتحة على العالم المعاصر بصدر رحب، وعقل ناضج، تفيد من تقدمه بما لا يتعارض مع عقيدتها وما تحمله من قيم نبيلة.

إن هذا الدور لا يتحقق إلا في ظل أسرة واعية تحقق في أبنائها الأمن النفسي، والجسدي، والغذائي، والعقدي، والاقتصادي، والصحي بما يشبع حاجاتهم النفسية والتي ستنعكس بالرغبة الأكيدة في بث الطمأنينة في كيان المجتمع كله وهذا ما سيعود على الجميع بالخير الوفير.

تربية الأبناء عمل صعب وشاق يحتاج إلى وقت وجهد مضاعفين من الوالدين، فالرجل والمرأة اللذان قررا الزواج والحياة تحت سقف واحد عليهما أن يعلما أنهما مشتركان في كل شيء في الحياة من خلال الاحترام والتوافق المتبادل، ومن ضمن هذه المهام تربية الأولاد، وهي تعدّ الشق الأهم والأصعب في الحياة الزوجية، لما فيها من صعوبات وتضحيات من جانب الطرفين، حيث يبذل كل طرف كل ما في وسعه لكي يحقق السعادة والأمان للأطفال ويوفر لهم كل متطلبات الحياة. فالمجتمع الشرقي ينظر إلى المرأة على أنها حجر الأساس في تربية الأبناء، على الرغم من أن دور الرجل لا يقل عنها أهمية،

حيث لا تقتصر مهمة الرجل على الذهاب كل يوم للعمل وتأمين لقمة العيش لعائلته، لكن يمكنه تقسيم وقته والاتفاق مع زوجته بتقسيم مسؤولية الأطفال بينهما، فمثلا يقوم بالتدريس للأطفال بعد عودته من العمل أو اللعب معهم، ومعرفة ما فعلوه خلال فترة النهار، فيجب أن يلجأ الوالدان إلى استخدام أسلوب الحوار مع الأطفال، وأن يبتعدا عن الضرب والعنف، كذلك يجب أن يكون العقاب المتخذ بسبب الخطأ موحدا من قبل الطرفين.

وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن الأطفال الذين حظوا بوجود دور فعّال للأب في طفولتهم، كانت لديهم مشكلات سلوكية أقلّ من أقرانهم، وأنه ليس بالضرورة أن يعيش الأب في نفس المنزل مع الأطفال، فقد يكون الأبوان مطلّقين

لكن وجود الأب في حياة أبنائه يكون بشكل فعال، فالأبناء الذين يجدون آباءهم بجانبهم يتميزون اجتماعيا ودراسيا عمّن يفتقدون دور الأب في حياتهم، مؤكدين أن تواجد الأب في المنزل لكي يتقاسم مسؤولية تربية الأبناء مع زوجته يجعله يشكل قدوة لأولاده، بالإضافة إلى أنه سيكون موجودا ليراقب أبنائه، فلا يلقي اللوم على الأم ولا يحملها المسؤولية وحدها، لأن المهام والمسؤوليات مشتركة بينهما دائما.

وأثبتت الدراسات أن قيام الأمّ بمفردها بعملية تنشئة الأطفال ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، ويظهر ذلك في سلوكه وميله إلى الاعتماد على الآخرين والخضوع لهم، كما يتصف الطفل بالسلطوية.

المجتمع الشرقي ينظر إلى المرأة على أنها حجر الأساس في تربية الأبناء، على الرغم من أن دور الرجل لا يقل عنها أهمية، حيث لا تقتصر مهمة الرجل على الذهاب كل يوم للعمل وكشفت دراسة أجراها باحثون في جامعة ولاية جورجيا، على عينة مكونة من 487 أسرة، حول تقاسم الزوجين واجبات رعاية الأطفال، أن المشاركة في رعاية الأطفال، تترك قدرًا أكبر من الارتياح بين الزوجين.

وأظهرت الدراسة أن العائلات التي تؤدي فيها النساء أكثر من 60 بالمئة من رعاية الأبناء، خصوصاً فيما يتعلق بوضع القواعد والإشادة بالأطفال واللعب معهم، سجلت أقل درجة من الرضا في العلاقة الزوجية أو النزاعات بين الزوجين. وأكدت الدراسة أن الآباء يمكنهم بالفعل تولّي معظم أو جميع مسؤوليات رعاية الأبناء بدون أن يؤثّر ذلك سلبيا على جودة العلاقة بين الطرفين.

أن أغلب الرجال يلقون بمسؤولية تربية الأبناء كاملة على الأم بسبب انشغالهم بتوفير احتياجات المنزل، وهذا يعدّ جهلا منهم بأهمية دورهم في مراحل تربية الطفل، وما يخصهم في تربية شخصيتهم بشكل متوازن، لأن الأب هو القدوة بالنسبة إلى أبنائه، فالأطفال بحاجة إلى أن يشعروا أن هناك عناية وإرشادا يختلفان عما تقدمه الأم لهم، فوجود الأب كمعلم في حياة الطفل يعتبر من العوامل الأساسية لتربيته تربية سليمة.

أن الأب من شأنه أن يحقق التوازن الأسري داخل المنزل، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، ومشاركتهم في كل شيء.

أن دور الأب لا يتوقف عند حدّ معين فهو يماثل دور الأم تماما، بداية من الحمل وحتى بقية العمر، فعلى الأب أن يكون متواجدا بصفة دائمة في حياة الطفل، ولا تفوته أهم اللحظات في حياة ابنه، لأن ذلك يؤثر بشكل سلبي على حالته النفسية وبناء شخصيته، مؤكدين أن تكامل المسؤولية بين الأب والأم والطفل من خلال تدريبه على تحمل المسؤولية والمبادرة في كثير من الأعمال ينعكس على سلوك الطفل وشخصيته، فلا شك أن الأسرة تواجه مشكلة في تقسيم المسؤولية بسبب ضيق الوقت وصعوبات الحياة، لكن يجب العمل قدر المستطاع لتحقيق هذه المعادلة الصعبة، بما يضمن مستقبلا أفضل للأبناء.

تعد الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الطفولة الناشئة ورعايتها وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظلها تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل، وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة، وعلى هدي الأسرة وتوجيهها تتفتح، وتفسر معنى الحياة الإنسانية وأهدافها، وتعرف كيف تتعامل مع الأحياء.

إن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتدريب للدور المطلوب من كل حي في مستقبل حياته، لأن وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره الذي ينتظره أعظم الأدوار، لأنه سيحمل أمانة الاستخلاف ودور المبتلى الممتحن بأمانة الله الملقاة على عاتقه لذا كان إعداده وتدريبه للمستقبل أدق وأطول وأشق، ومن هذا المنطلق كانت حاجته لملازمة والديه أشد من حاجة أي طفل لنوع من الأحياء الأخرى. وقد أثبتت التجارب العملية أن أي مؤسسة أخرى غير مؤسسة الأسرة لا تعوض عنها ، ولا تقوم مقامها، وإن جادل الماديون في هذه الحقيقة وزعموا أن لا ضرورة للأسرة، وأن نشأة الطفل في محضن صناعي تساوي نشأته بين أبويه، بل يزيدون فيتحدثون عن إمكان صنع الأطفال بعيدا عن الأسرة وأعبائها الثقال، وكل ذلك مصادم للحقيقة والواقع، فالفطرة الإنسانية لا تقبل الزور، بل سرعان ما تنفضح الأنظمة المخادعة التي تشقي البشرية من حيث توهم إسعادها، فدور المحاضن والمدارس الداخلية لا توفر لكل طفل من العناية والرعاية ما توفره الأسرة لأفرادها تحت إشراف الأم ورعايتها، حنانا وحفاظا على جسده أولا ورفعا لمعنوياته ونفسياته ثانيا .

فالأسرة تعنى بولاية الطفل ورعايته، وتتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه، ويحافظ على سلامته وأمنه من جميع الأخطار التي يمكن أن تحدق به،

إن الحفاظ على الطفل في صغره من كل أنواع المخاوف التي تسبب له الأذى كالهوام، والسقوط، والأدوات الحادة والجارحة، والنار وغيرها، من وظائف الأسرة نحوه، فالأبوان مسئولان عن حفظه والمحافظة عليه ماديا ومعنويا ، ومن ذلك الاهتمام بالعقبات التي تعترض سبيله، ومن أهمها الخوف الذي هو غريزة فطرية في الإنسان فلا بد من وجود الخوف باعتدال فيه، حتى تكون حياته آمنة ، لأن الطفل الذي لا يخاف أبدا لا بد أنه مصاب بانحراف في نفسه، فالخوف ضروري لبناء شخصية الطفل ووقايته من الحوادث ، والتعرض للمخاطر، كالابتعاد عن النار والآلات الجارحة ، والأدوات الكهربائية وغيرها .

ومن مهام الأسرة تدريب الطفل على الخوف من الله تعالى وتعليمه أن الضر والنفع لا يأتي إلا من الله، وإن أتى من غيره فيكون بتقدير من الله تعالى وبإذن منه. فتدربه الأسرة على العلاقة بينه وبين ربه ، وتخبره أن الله معه إن أحسن في عمله وحسّن خلقه مع الآخرين ، فالله يكافئه بالحسنات ويرفعه الدرجات العليا، وتغرس فيه المعية الإلهية، والحفظ الرباني له ، وإن أحس بخوف علّمه والداه الأدعية والأذكار التي تزيل عنه ذلك الخوف، وبذلك يرتبط بالإسلام منذ نعومة أظفاره ، ومن واجبات الأبوين نحو أطفالهما رعايتهم باستمرار، والاهتمام بطعامهم وشرابهم وألعابهم، وتوجيههم إلى ما يفيدهم من الألعاب دون إكراههم على شيء معين منها، لأنه بقليل من التوجيه يمكن أن يكون اللعب وسيلة ناجحة لغرس بعض الصفات الخلقية والسلوكية الهامة في الأطفال ذكورا كانوا أو إناثا .

تتوقف حياة الإنسان منذ أن يولد إلى أن يموت على ضروريات لا بد لـه منها وهي التي تتمثل في الغذاء والكساء والمقر، بالإضافة إلى ما يتبع ذلك من الحاجيات التي تحقق له نوعا من الراحة وتلبي له متطلبات غريزته مثل التداوي والتعليم.

إن مطالب الحياة تنقسم إلى الضرورية والحاجية والتحسينية، يهمنا هنا الأول منها ومنه نتناول دور الأسرة في تأمين الأمن الغذائي لأفرادها.

أن المولود أول أمر يحتاج إليه منذ ولادته هو التغذية، وأفضل غذاء له في الفترة الأولى من حياته هو لبن أمه الذي أودع الله فيه عناصر التغذية، والمواد النافعة للرضيع، فقد أمر الله الأم بإرضاع ولدها من لبنها لينتفع به ويستفيد منه قال تعالى:(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة.)

إن الطفل بأمس الحاجة في العامين الأولين من حياته إلى الغذاء عن طريق الرضاع الذي ينمي لحمه وينشذ عظمه، والأب هو المسئول الأول عن الطفل ومرضعته سواء كانت أمه أو غيرها، لأنها تغذي الصغير بلبنها، فوجب الإنفاق عليها لتتغذى وتغذي الصغير بدورها. فالله تعالى أوصاها في الآية السابقة برعاية جانب الطفل وتأمين الغذاء له، ذلك أن حضانة الطفل والسهر على مصلحته، والقيام بشئونه واجب على الأم، لأنها ذات قلب رقيق، وهي وحدها التي تطيق ذلك وتصبر عليه، ولهذا فالأم أحق بحضانة الطفل في حال انفصالها عن الأب لحنانها وعطفها وشفقتها على ولدها أكثر من غيرها حتى من الأب نفسه

قال تعالى:(. لا تضار والدة بولدها.) ولا شك أن لتأمين الرضاع للطفل أهمية بالغة في حياته النفسية والجسدية والأمنية والاجتماعية، حيث (أثبتت الأبحاث العلمية أن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه، لا يرضع الحليب فقط، وإنما يرضع معه الحب والحنان، فيحس بدفء الأمومة وحنانها، وهذا يساعد الطفل على أن ينمو في صحة نفسية جيدة، ويكون بعيدا عن الإصابة بالأمراض النفسية في مراحل عمره اللاحقة).

كما أن للغذاء الذي يحصل عليه المولود عن طريق الرضاعة الطبيعية دور في سلوكياته في مستقبل حياته فقد بينت الدراسات التي أجريت على بعض محترفي الإجرام في العالم أن كثيرا منهم قد حرموا من الرضاعة الطبيعية في طفولتهم

وهكذا نجد أن تأمين الغذاء والرضاعة والحضانة من الأسرة لأفرادها له دور بارز في التنشئة السليمة البعيدة عن الانحراف والعنف والجريمة مما يترتب عليه إيجاد أفراد صالحين مستقيمين يكوّنون لبنات أساسية لمجتمع متماسك تقوم علاقاته على التآلف والمحبة.

وبالتالي يكون الأمن ضروريا للفرد والأسرة والمجتمع، على حد سواء، وبشكل لا يمكن الفصل بينهم، كما لا يمكن أن يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة في مجتمع تسوده الفوضى، وتنتشر فيه المخاوف، وترتكب فيه الجرائم، ذلك أنّ أمن المجتمع مرتبط بأمن الفرد الذي يعيش فيه، وهذا يفرض على الأسرة أن تتحمل جلّ المسئولية تجاه أمن المجتمع، بغرسه وتنميته في نفوس أفرادها وسيكون مردود ذلك وثمرته عليها وعلى المجتمع.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)