صنعاء نيوز -
قالت شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ13 في التلفزيون العبريّ)، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ وصفتها بالمطلعة جدًا، قالت إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يفحص قانونيًا إمكانية تصنيف الطائرات الورقية كسلاح، ممّا يسمح بتغيير قواعد الاشتباك واستهداف المتظاهرين الفلسطينيين من مطلقي الطائرات بسلاح الطيران باعتبارهم إرهابيين كما يزعم جيش الاحتلال.
ويقضي هذا الإجراء، بحسب المصادر ذاتها، بالتوقف عن إطلاق النيران التحذيرية واستهداف الفلسطينيين بشكلٍ فوريٍّ ومباشرٍ في محاولةٍ يائسةٍ من الاحتلال للحدّ من هجمات الطائرات الورقية والحارقة.
ويأتي هذا التغيير بعد فشل جميع إجراءات قوى الأمن في دولة الاحتلال للتصدي لطائرات الورق وتبينّ عدم نجاعة القناصة في استهداف الشبان كونهم يكونون على مسافة بعيدة وينسحبون فورًا، لذلك يسعى جيش الاحتلال إلى قوننة هجمات الطائرات الحربية والمسيرّة ضدّ المتظاهرين وقصف المجموعات المستهدفة بشكلٍ فوريٍّ. يُشار في هذا السياق إلى أنّ كان سلاح الجوّ الاحتلال قد شنّ عدوانًا بالفعل استهدف ما زعم الناطق العسكريّ الإسرائيليّ بأنّه خلايا لإطلاق البالونات المسلحة وأنّ الهجومين تمّا ردًا على إطلاق البالونات الحارقة، بحسب تعبيره.
يشار إلى أنّه تمّ حتى الآن حسب الإحصائيات الإسرائيليّة الرسميّة إحراق أكثر من 25 ألف دونم في مستوطنات وقرى تعاونيّة إسرائيليّة فيما يُسّمى بـ”غلاف غزّة”، التي تُحيط بقطاع غزة، وتُقدّر الخسائر بعدة ملايين من الشواقل، وكان وزير المالية الإسرائيليّ، موشيه كحلون، أقّر بحقّ المستوطنين في الحصول على تعويضات غير مقيدة نتيجة الحرائق ، لكنّه اعترف في الوقت عينه أنّ هناك مسافة بين الوعود والتنفيذ الفعليّ لملفات التعويض، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الجمعة، عن مفوّض مصلحة الإطفاء الإسرائيليّة، ديدي سيمحي، قوله إنّ الطائرات الورقيّة الحارقة، التي تمّ إطلاقها من قطاع غزّة باتجاه المُستوطنات في جنوب الدولة العبريّة، أدّت لاندلاع 412 حريقٍ، لافتًا إلى أنّه منذ 75 يومًا تتعرّض مستوطنات الجنوب إلى موجة حرائق نتيجة الطائرات الورقيّة الحارقة، وأنّ المصلحة صرفت حتى اللحظة مبلغ 2 مليون شيكل إسرائيليّ من أجل إخمادها (يُشار إلى أنّ الدولار الأمريكيّ يُعادل 3.5 شيكل إسرائيليّ).
وتابع قائلاً إنّه يتحتّم على السلطات الإسرائيليّة تجهيز المستوطنات لدرء هذا الخطر، مُضيفًا أنّه في الماضي قالت إسرائيل إنّ ظاهرة إطلاق صواريخ القسّام من قطاع غزّة ستنتهي خلال عدّة أيّام، وها هي مستمرّة حتى يومنا هذا، ولم يستبعد أنْ يستمّر ما أسماه بإرهاب الطائرات الورقيّة الحارقة، تمامًا مثل ظاهرة صواريخ القسّام.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة العبريّة عن النائب آفي ديختر، رئيس لجنة الخارجيّة والأمن، التابعة للكنيست الإسرائيليّ ورئيس الشاباك الأسبق، نقلت عنه قوله إنّه في الشهرين والنص الأخيرين، تتعرّض إسرائيل لموجة إرهابٍ، والذي لا يُمكن اعتباره سهلاً، ولفت إلى أنّ إسرائيل تُفضّل هذا النوع من الإرهاب على الإرهاب من نوعٍ آخر، بحسب قوله.
وتطرّق للطائرات الورقيّة الحارقة وقال إنّ الفلسطينيين انتقلوا إلى الإرهاب الشعبيّ، لأنّهم يخشون من ردّ فعلنا فيما إذا قاموا باللجوء إلى الإرهاب الذي عرفناه، ولكن نحن نعلم أنّ إرهاب الطائرات الورقيّة يوجد مَنْ يُنظمّه ومَنْ يُشرف عليه، وزعم أنّ تواجد مائة قنّاص إسرائيليّ على السياج الحدوديّ يسيء لسمعة الدولة العبريّة في العالم، زاعمًا أنّ الجيش الإسرائيليّ يتعامل بشعورٍ وحساسيّةٍ مع الإرهابيين الفلسطينيين، الذين يقومون بإطلاق الطائرات الورقيّة الحارقة، واختتم قائلاً إنّ الإرهاب الحاليّ لن يُخرج إسرائيل عن طورها، وأنّ الجيش سيُواصل التعامل مع الإرهابيين بحساسيّةٍ، كما قال.

المصدر: الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس