shopify site analytics
ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة - زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج. - القدوة يكتب: العالم يندد "بالفيتو الأميركي" ضد عضوية فلسطين - طقم للحزام الامني يصدم باص ركاب ويصيب مواطن ويحتجز مالك الباص -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 

منذ أكثر من ثﻻثة أعوام، وحرب الكل ضد الكل، تعيشها محافظة تعز، اﻷرض واﻹنسان والشجر والحجر، غارقة في الدم النازف والدمار

الأربعاء, 20-يونيو-2018
صنعاء نيوز/ أبو ريدان اليحصبي. -

منذ أكثر من ثﻻثة أعوام، وحرب الكل ضد الكل، تعيشها محافظة تعز، اﻷرض واﻹنسان والشجر والحجر، غارقة في الدم النازف والدمار والخراب، يوما إثر آخر، حولت مدنها وقراها واحيائها وشوارعها إلى أوكار للكوابيس تسكن فيها الأرواح الشريرة، على لحوم الأبرياء ودمائهم، فهناك من يسمون انفسهم "حُماة العقيدة"، مع أميرهم وقائدهم أبو العباس “عادل عبده فارع”، وهناك جماعة "اﻹخوان المسلمين"، من أمثال حمود المخﻻفي سابقا، وغزوان المخﻻفي حاليا، وصادق سرحان، مضافا إليهم مليشيات قومية ويسارية وطائفية ومتحوثين، لاحصرلأسمائها أَوْكُنى قياداتها، كل مجموعة يسيطرون على أحياء وشوارع وقرى معينة في المحافظة، وجميعهم رواد في المناطقية وأساتذه في اﻹرتزاق والعمالة، وأمراء متمرسين في الحرب، حولوا فضاءات مدينة تعز، إلى أقبية معتمة بالحقد موحلة بدماء الأبرياء، سحل وقتل وتخريب ونهب لمنازل ومتاجر، مواطنين أبرياء من خارج المحافظة غادروها، خوفا ورعبا من سواطير مقاولين الموت والنهب والتخريب، وأحالو المدينة إلى جمر محرق، ولعنة حلت على أبناء تعز، شرّدتهم نازحين في أنحاء اليمن.

ومن يراجع تأريخَ الوقائع، والأحداث في تعز منذ عام 2011، سيجد العديد من الأحداث، التي تشير إلى أنّ إرادة جماعة حزب الإصلاح التكفيري، ومَن يقف تحت عباءتها من نخب اليسار، كانت وﻻ زالت منذ أمد بعيد، تسعى وتعمل جاهدة لتحويل تعز، إلى ساحة للصراع والحرب، تتمرس فيها قوى اﻹرتزاق والعمالة، لتحقيق أهداف أعداء اليمن التاريخيين، ولم يكن ما حدث وما زال يحدث، في تعز وليد اللحظة الراهنة، فقد دأبت هذه الجماعات منذالربيع العبري، إلى اعتبار المدينة إقطاعا خاصاً بها، مستبدلة هويتها اليَمَنية الجامعة، بهويات طائفية ومذهبية، وبدأالترويج لهذا عن طريق، قيادة تجمع الإصلاح وكوادر حزبهم، ووسائلهم الإعلامية.

وإذانظرنا للطبيعة الجيوسياسية، والاجتماعية لمحافظة تعز، نجد أنّ المحافظة ذات بنية اجتماعية انتقالية، لا هو بالمجتمع الذي وصل إلى المدنية فيحتكم إلى مدنيته، ولا هو بالمجتمع القبلي، الذي تحكمه أعراف وقوانين القبيلة، ومجتمعٌ كهذا المجتمع يسهل التأثير عليه، وتوجيه أفراده في الفوضى، بأي بروباجاندا تستخدم أﻹستمالات العاطفية، وتضلل الوعي بمعلومات زائفة، وجعل الحرب والصراع في تعز، يتم بطابع طائفي ومناطقي أوْ مذهبي، وهذا ما تم في تعز، إضافةً إلى أن تعز ظلت خلال السنوات الماضية، مسرحاً للوهابية والفكر التكفيري، ولعل الكثير يستغربون إذا قيل لهم، إن تعز عاصمة الثقافة، تكاد تخلو مكاتبُها، من كتب فكرية أَوْ فلسفية، وأن ليس فيها سوى كتب الفكر الوهابي، ﻹبن تيمية ومحمد عبد الوهاب، وهذا يمثل بيئة خصبة للفكر التكفيري.

علاوةً على هذا فقد تم الترويج، منذ زمن إلى أن تعزعاصمة الثقافة، وأبناء تعزهم الوحيدون رواد العلم والثقافة، كما يروجون ﻷنفسهم، وبالتالي فإن إشعال فوضى، في عاصمة الثقافة من قبل المثقفين، يهدف إلى شرعنة هذه الفوضى في كُلِّ الوطن، هذه الخصوصية التي يدعيهاالبعض لتعز، عن بقية المحافظات، ليس لها وجود وهي مثل كذبت إبريل ليس إﻻ، فهم مناطقيين وطائفيين وإقصائيين، أينما يتواجدون ويعملون في الداخل أو الخارج، فهم من خرجوا بمظاهرات ضد إخوانهم في الوسط والشمال، مرددين شعار"برع برع يازيود، ﻻ زيود بعد اليوم، شكرآ شكرآ ياسلمان" وكانت وﻻ زالت تعز مسرحاً، لحرب حوّلتها إلى إطلال، ﻻٍ يُسمع فيها سوى دوي الانفجارات، وأزيز الرصاص وأنين الجرحى.

وهكذا تحولت تعز إلى مدينة اشباح، يتآمر عليهالصوص الثروة، وفاسدي الإدارة وتجار الحروب، من بعض أبنائها الفاسدين، الذين انقسموا بين الولاء للشخصيات الجهوية الطائفية، أو في صراع الأيدولوجيات بين الأحزاب، وأصبحت ثقافة وعقول أهل تعز، بعقلية وثقافة داحس والغبراء، وانحسرألوﻻء الوطني، لتظهرالنعرات العصبوية، التي تنتشرفيهاروائح القمامة ولون الدم، بدﻻ عن الحلم الوطني، لبناء الدولة اليمنية الحديثة، التي توفر شربة الماء النقي، وخلو سمائها من أصوات الرصاص، وشوارعها من الإغتيالات، وحدودها من حشد المسلحين العمﻻء والمرتزقة.

وكانت وﻻ زالت ثقافة النعرات المناطقية والطائفية، هي ثقافة وعادة متأصلة في سلوك بعض أهالي تعز، وكنا نسمعها أو نقرأها في كتاباتهم، هذا البعد العصبوي المناطقي، جعل ألوﻻء الوطني غير موجود، لدى البعض منهم، حيث كانوا معظم التجار والسياسيين والعسكريين والمشائخ، يثيرون موضوع الطائفية والمذهبية، زيدي وشافعي، هضبة سفلى وهضبة علياء، قبل الثورة وبعد الثورة، مما أدى إلى فشل ثورتي 48، 55، وكادت ثورة سبتمبر أن تفشل، وما أحداث أغسطس الدموية عام 68، وحرب المناطق الوسطى، والحروب بين الشطرين، إﻵأحداث وشواهد كثيرة على تلك الممارسات الخاطئة، والتي مارسها يمنيون من أبناء جلدتنا، أصيبوا بأمراض المناطقية والطائفية، وأمتهنو التبعية والارتزاق، بفعل المال الخليجي المدنس، فأنتحروا على مشانق العمالة، حيث لامودع وﻻمترحم لهم، سوى صفحات سوداء سوف تدون، في سجلات التاريخ اليمني.

ومن هذا المنطلق، فإن على عقﻻء تعز، أن يعرفو أن الحروب والصراعات، التي قامت كانت بسبب المرض العصبوي المناطقي، الذي مارسه بعض أهالي تعز، وجعل سكان كل منطقة يعودون الى مناطقهم الأصلية، نتيجة تلك التصرفات الحمقى من قبل بعض أبناء تعز، ولذلك نجد أن تعزتضرب من الجهتين، وتخوض معركة خاسرة على خطين، ﻷنهم وضعوا أنفسهم بين فكي كماشة، الجنوب المناطقي الذي يرى فيهم شماليين "دحابشة"، والوسط والشمال الزيدي الحاقد عليهم، بسبب التحريض الطائفي والمذهبي، الذي مورس عليهم في تعز، وبحساب الربح والخسارة في حالة تطبيق نظام اﻷقاليم، فإن اهالي تعز سيكونوا أكثر الخاسرين، ﻷنه سيحرم أبنائهم من التواجد والعمل في مختلف ربوع اليمن، إضافة الى الدمار الذي سيلحق، بمدينة تعز وبقية مناطقها، وسينتهي بهم الحال أن يبنوا، على تعز سوراً من الطائفية، ويكدسون فيها ملايين البشر، الذين أفرزهم التحريض المناطقي التعزي...!!!
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)