shopify site analytics
ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة - زيارة السوداني الى واشنطن... الدلالات والنتائج. - القدوة يكتب: العالم يندد "بالفيتو الأميركي" ضد عضوية فلسطين - طقم للحزام الامني يصدم باص ركاب ويصيب مواطن ويحتجز مالك الباص -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - حسين الوادعي..

هذا الجدل القديم و الجديد له خلفياته التي اشتهرت في تاريخ الفكر الفلسفي بالصراع بين المادية والمثاليه.

الأحد, 15-يوليو-2018
صنعاء نيوز/ حسين الوادعي -
هذا الجدل القديم و الجديد له خلفياته التي اشتهرت في تاريخ الفكر الفلسفي بالصراع بين المادية والمثاليه.
لكن الخلاف تجاوز ابراج الفلسفة العاجيه الى الواقع اليومي.
في ستينيات القرن الماضي سادت في العالم الثالث نظريه التطور الاقتصادي لروستو.
ملخص هذه النظرية ان الخروج من التخلف يمر عبر تحقيق تنمية اقتصادية اشبه بقطار سريع يمر عبر خمس محطات (مراحل) ذات تتابع زمني، تمهد كل مرحلة الطريق أوتوماتيكيًّا للمرحلة التي تليها وصولا الى الخروج من المجتمع التقليدي وظهور المجتمع الحديث. (يبدو انه من هنا جاءت التعبيرات الحكومية االاثيرة حول عجلة التنمية وقطار التنمية!)
هذه النظرية كما هو واضح تنطلق من المعادلة المادية التبسيطية "غيروا الواقع وسيتغير الانسان تلقائيا".
تحولت هذه النظريه الى انجيل الانظمه في دول العالم الثالث، وفعلا دخلت حكومات الدول الناميه في مشاريع طموحة لتطوير البنيه التحتيه.
لكن الذي حصل اثار استغراب الجميع.
انشئت المستشفيات لكن ظل الناس يفضلون الطب الشعبي.
وخرجت الجامعات حاملي الشهادات العليا لكنهم ظلوا متخلفين ثقافيا ورجعيين اجتماعيا.
بنت الدولة المدارس لكن قاوم المجتمع ارسال الفتاة للتعليم وفضل ارسال الشباب للعمل المبكر.
وتوسعت المدن لكنها كانت مدنا اشبه بالارياف.
ورفعت الدول شعارات المواطنة لكن الانتماءات القلية والعشائرية والطائفية استمرت تحكم علاقات الناس في من خلف الستار.
انظروا الي الدول النفطية الغنية كيف تغير واقعها وتجمد فكرها.
وانظروا بتمعن إلى واقع الجاليات العربية والمسلمة في الغرب. فقد تغير واقعها تماما لكن ظلت محتفظة بفكرها المحافظ والقديم حتى انصدمت مع واقعها وانعزلت عنه.
تغير الواقع المادي لكن التخلف بقي، وتغيرت البنية التحتية وظلت البنية الفوقية القديمة عصية ومقدسة.
كان خطأ نظريات التنمية التقليدية انها اهملت الانسان وعادته. فقد اخترعت الانظمة تناقضا ابديا بين التنمية والحرية، وقررت ان مصادرة حريات الناس شرط لازم لتحقيق لتنمية.
بعد ذلك حدثت مراجعات جذرية لنظريات التنمية والتحديث حتى وصلنا الى نظرية التنمية البشرية المستدامة وملخصها المفيد ان عملية التنمية في اساسها هي تنمية للانسان وتوسيع لخياراته.
اهم مرجع نظري لهذه لها هو كتاب "التنمية حرية" لامارتيا صن الذي قدم مرافعة محكمة وبيانا كمية لاهمية الحريات والافكار في تحقيق التنمية.
رأيي الشخصي ان تغيير الواقع وتغيير الانسان يجب ان يسيرا معا، الا ان الاولوية هي لتغيير الانسان وتغيير الافكار وتزويد الانسان بالمهارات والحريات اللازمة لتحقيق مستقبلة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)