shopify site analytics
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

باليقين والإرادة لا يُتصور دوام استئساد الإعلام الغربي على الرغم مما برع فيه من حبكٍ للقصص المتوهمة ومن قدرةٍ على التأثير

الثلاثاء, 17-يوليو-2018
صنعاء نيوزL الدكتور عادل عامر -


باليقين والإرادة لا يُتصور دوام استئساد الإعلام الغربي على الرغم مما برع فيه من حبكٍ للقصص المتوهمة ومن قدرةٍ على التأثير، واحتيالٍ في سلب العقول وسرقة القلوب. والأمة العربية تتأهب لمستقبل جديد ينفض عنها غبار السنين والقرون ويخلصها من قيود الظلم والقعود، وتستشرف عالميتها الثانية؛ عالمية الرحمة والعدل، وتتشوف لغد الخلافة على منهاج النبوة، وتوقن بذلك تصديقا لوعد الله وموعود رسوله صلى الله عليه وسلم بالتمكين للمسلمين في الأرض، إن هم حققوا شرطهم الذاتي طبعا.

ويطمئن قلبها انكشاف خفايا الحكومات الغربية أمام شعوبها واقتناع أغلب المسلمين اليوم بأنه لا سبيل إلى الانعتاق والتحرر وبناء كيان العزة والكرامة والخيرية في ظل أنظمة فردانية وراثية استبدادية، بعضها تهاوى وبعضها يتساقط وبعضها سيجرفه طوفان سنة الله في القوم الظالمين لا محالة. ولن تجد لسنة الله تبديلا.

كيف يمكن لنا الخروج من هذا المأزق، تلك هي القضية، وهي مسألة تحتاج إلى حوارات مكثفة وصريحة بين الإعلاميين والمثقفين وممثلي المجتمع الأهلي باهتماماته الثقافية والاجتماعية والدينية المختلفة، لأن هذا المسار المهووس بالتطرف والغرابة والتوتر هو -في النهاية-ضار للغاية بقضايا المجتمع ولغة الحوار فيه، ومهيج لروح القطيعة والصراع بدلا من التواصل والحوار، قد يكون هذا النوع من التهييج الإعلامي مثمرا وفعالا في المجتمع الغربي، أو على وجه التحديد، أقل ضررا،

وذلك لأن ذلك المجتمع قد شهد تحولات تاريخية على مدى طويل استقرت فيها أعراف معينة، أو ترسخت هناك أمراض فكرية أو أخلاقية معينة، بحيث يكون مثل هذا السلوك غير ضار أو أخف ضررا، ولكن لا شك أن خصوصية المجتمع العربي المسلم تجعله مختلفا تماما عن ذلك، وتجعل من هذا السلوك الإعلامي بوابة خطيرة للغاية نحو الانفلات والتوتر والتطرف وتغذية الغلو في الفكر والدين والأخلاق.

لا يجدي اللوم والتأفف والانتظار ولا حتى إغلاق الأبواب وتكسير الأجهزة في درء ما فتح الله على عباده من بلاء في عصرنا جُندت له المؤسسات العملاقة ورُصدت له الأموال الطائلة، ووُظفت فيه الفنون والتقنيات والمهارات ببراعة وإبداع فاق المتوقع. ويعلم الله ما هو آت. ما تنفع موعظة الواعظ التقليدي المغلوب على أمره من طرف سلطةٍ تلاحق كلماته وتتلصص على أنفاسه، أمام أجهزة عملاقة تُزين المعلومة وتُطَيِّرها في الآفاق في رفة عين.

علينا أن ننهض لواجبنا الإعلامي بما يوازي ما ينتظر أمتنا من مهمات كالجبال، علينا أن نُعد تصورا شاملا (فلسفة إعلامية) ونظرة استراتيجية، ونهيئ خططا عملية واقعية تجمع يبن صدق النية وتعلم الصنعة واكتساب الخبرة والقدرة إلى إفهام الغير وتصحيح الأوهام، برفق الإسلام ورحمته. لا نجاري عفن المنسلخين من الحياء والخائضين في الإشاعات والدعايات، ولا نسقط في آفات التطبيل للحاكم والكذب على الناس واحتراف التهييج والتهريج. رسالتنا الإعلامية نظيفة نظافة الرسالة النبوية التي نحملها اجتهادا في تبليغها إلى العالمين. رسالة تجمع ولا تفرق، تواسي ولا تشمت، تدافع بشجاعة من غير تهور عن الحق الذي يُزهق الباطل، ولا تهادن ولا تداهن…

إعلامنا جُزء من كُلٍّ، وليس إعلاما من أجل الإعلام ولا مجرد إعلام كالإعلام. إنه رسالة جهادية تبليغيه هائلة إن وُفق لها المسلمون وفكوها من أسرِ الأنظمة الجبرية -التي تجعل من الحاكم هو الرسالة والأمانة والغاية-ورعوها حق رعايتها، لتصل وتتواصل مع الناس أجمعين بما يفهمون ويطيقون. رسالة إقناع ودعوة وتدافع. تأخذ روحها من القرآن الكريم وأنموذجها من مثال النبوة الخالد، وخبرتها من مدرسة التخصص والممارسة.

تَميُّزنا في وصل الشهادة بالغيب، والدنيا بالآخرة، ودلالة الإنسان على الحق، والأمر بالمعروف بمعروفٍ، والنهي عن المنكر بالمعروف، وتسمية الأشياء بمسمياتها، دون السقوط في النظرة الجزئية الوعظية التي تنفر وتجلب الملل، والحذر من ذهنية الاستعلاء والتنفير والشماتة وخطاب الإقصاء وإطراء الذات والتقوقع عليها. لا بد من مساحة للترفيه والغناء والشعر وأدب الطفل وبث الذوق الرفيع والحس الجميل والكلمة الطيبة…

لم يكن الربيع العربي مفاجأة، ولكنه كان منتظراً ومتوقعاً، وربما كانت المفاجأة أنه تأخر، ما يجرى اليوم ببساطة تعبر عنه مقولة "الطبقة الوسطى مضافاً إليها شـبـكة الإنترنت"، ففي ملاحظتها وإدراكها الواضح للفــرق بين واقعها وما تتطلع إليه تبحث الطبقة الوسطى عن أدوات فاعلة وسلمية للتأثير على سياسات الدول والسوق على النحو الذي يحقق أهدافها ومصالحها او ينشئ بيئة عامة تعمل لصالحها.

النظر في التاريخ السياسي وانتقال السلطة والتأثير، يظهر ببساطة أن نخبة أو طبقة معينة تقود الدول والمجتمعات، وتستند في تأثيرها مصالحها إلى منظومة الموارد والعلاقات الناشئة عنها، ففي المجتمعات الزراعية الأكثر حضورا وامتدادا في التاريخ الحضاري، كانت تقود المجتمعات والدول طبقات من الأرستقراطيين والقادة العسكريين (الفرسان) وكبار ملاكي الأرض وقادة القبائل، وهو ما أنشأ فقه الغلبة أو العصبية المؤثرة، وفي المرحلة الصناعية انتقلت القيادة إلى قادة الأعمال والمهن الناشئة حول الصناعة، ونشأت الدول المركزية والاحزاب السياسية، ومؤسسات الحكم والتأثير والتوازن بينها.

ويمكن في الربيع العربي وفي الثورات والصراعات القائمة في دول ومجتمعات الاتحاد السوفيتي سابقا (الثورات البرتقالية) ملاحظة كيف يتحرك الناس جميعهم، لا تنظمهم أحزاب سياسية أو مؤسسات هرمية وقيادية، ولكنه تغيير مستمد من حراك الطبقات والمصالح والمجتمعات بشبكيّتها، الربيع العربي تعبير واضح عن التحولات الكبرى والجذرية... من الهرمية إلى الشبكية، أو من الأرستقراطية والنخب إلى الطبقة الوسطى، ومن الحتمية إلى الاختيار، ومن التلقي إلى المشاركة، فالدول والمجتمعات تتحول إلى شبكة ليس لها مركز، فكل عضو في الشبكة قادر على التأثير والمشاركة والوصول (Access) على قدم المساواة مع الآخرين مهما كانت ثرواتهم ومواقعهم.

وهكذا فإنه يمكن فهم الربيع العربي باعتباره مجتمعات تتحرك وتؤثر بوصفها مجتمعات أكثر مما هو حراك لأحزاب واتجاهات سياسية واجتماعية، أو هو تعبير عن التحولات الناشئة بفعل تقنيات المعلوماتية والمعرفة، والتي أنشأت متوالية من التحولات والتشكلات الاجتماعية والاقتصادية الجديدة والمختلفة، وسأحاول أن أجملها واعرضها في المجموعة التالية من الأوصاف تسهيلا لفهمها ومراجعتها.

لقد تجاوز حجم صناعة المعلومات صناعة ثلاثة تريليونات دولار سنوياً وهي تشكل 50 -60% من الناتج القومي للدول الصناعية في الوقت الحالي، ويُقدر حجم التجارة الإلكترونية "عبر شبكة الإنترنت" بتريليون دولار، ولكن هذه التجارة تتحول إلى حمى تجتاح العالم جعلت الإعلان والتسويق والتوزيع يتحول إلى الإنترنت، وقد أصبحت التجارة الإلكترونية أمراً حتمياً. إن اقتصاد المعرفة الذي بدأ بالتشكل حول الانترنت يحول اليوم مفاهيم القوة والثروة والتأثير، فبدأت الثروة تأخذ مفهوماً رمزياً جديداً مختلفاً عما استقرت عليه طوال القرون الماضية، فقد كانت في السابق عنصراً بسيطاً هو الأرض بموادها الظاهرة "الزراعة" ثم تحولت مع الثورة الصناعية إلى أوراق "نقود أو سندات أسهم" تعبر عن ممتلكات الإنسان.

وبتنامي قطاع المعلومات لم تعد الثروة تعبر عن موجودات صلبة ملموسة (أراض أو مصانع) فلا أحد يشتري سهم "مايكروسوفت" أو "آي بي إم" بسبب الأصول المادية للشركة ولكن ثروة هذه الشركات مستمدة من إمكانات معرفية في جماجم القائمين عليها، فالمساهم لا يشتري أصولاً واضحة، ولكنه يشتري القدرة التنظيمية والتسويقية والفكرية لهذه الشركات، ومن ثم فإن رأس المال اليوم يكاد يكون شيئاً رمزياً وربما وهمياً.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)