shopify site analytics
تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة - إصابة 8 عسكريين في قصف إسرائيلي استهدف سوريا - المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد - بيان للسفير الأمريكي لدى اليمن - انتلجنس: الإمارات تجري مسحاً فضائياً لجزيرة سقطرى - لاخير في مجلسنا وبقيع إمامنا الصادق مُهدّم . - رئاسة مجلس الوزراء يكرم مدير عام مستشفى الامل العربي بالحديدة - سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب. - مسابقة أميركية تكرّم المصورين الصحفيين العالميين - الدشتي يكتب : خروج السفراء عن البروتوكولات الدولية "شذوذ" -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم د/علي سيف

الجمعة, 24-أغسطس-2018
صنعاء نيوز/ بقلم د/علي سيف -

في فبراير 2011 خرج شباب اليمن الى الشوارع طلبا لتغيير حكم فاسد حرم الشعب اليمني من مشاريع تنموية واصبح يستثمر أموال الشعب اليمني وبكل بجاحة في دبي ولندن ولبنان وسويسرا في الوقت الذي كان يستكثر على تعز مشروعا مائيا وكهربائيا لم تتعدى قيمته مية مليون دولار وعلى صنعاء مشروعا حيويا يحل مشكلة المجاري بست مية مليون دولار. لكن ذاك النظام لم يجد حرجا في استثمار سبعة مليار دولار ببناء مدينة الصالح في دبي.
لم يكن هناك إنجازا يذكر لنظام علي عبدالله صالح سوى الوحدة اليمنية التاريخية عام 1990. لكن هذه الوحدة لم تكن لعلي صالح سوى مشروع احتلال واضطهاد لأبناء جنوب الوطن حيث حرم نظام صالح شعب الجنوب من وضاءفهم ونقل إليهم اسلوب نظامه الفاسد والذي أصبح للجنوبيين نظاما لا يطاق يخنق أنفاسهم ويسلب أراضيهم ليتقاسمها ابناءه وأقرباءه وأفراد من قبيلته وحزبه.
لم يكتفي هذا النظام باضطهاد أبناء الجنوب لكنه ايضا لعب لعبة خطيرة في الشمال ليبقى على كرسيه. لقد أدخل حلفاءه الإصلاحيون الممثلون في الجيش في حرب مع الحوثيين إستمرت لأكثر من 6 سنين وكان يهاجم الحوثيين وفي نفس الوقت يدعمهم بالسلاح ليكونوا عنصرا لإضعاف حلفاءه في الإصلاح الذين وازروه في حرب 1994 وعظم شأنهم بعد تلك الحرب.
لقد كان نظام علي عبدالله صالح الوحيد في العالم الذي لم يطيب له ان تكون هناك حتى إشارات مرورية حيث قضى عليها ليفسح المجال لرجال المرور ان يفسدوا في الأرض ويستغلون المواطن. لقد كان التوضيف في المديريات كلها مبنيا على الوساطات والوجاهات لا الكفاءات حتى أصبح اليمن بؤرة كبيرة للفساد يثقل كاهل الشعب اليمني.
لم تكن ثورة فيراير مكتملة ولا متكاملة ولم تكن ايضا من صميم الشعب اليمني ولكنها كانت مسيرة من أحزاب وفئات كل له أجندته بما فيهم الحوثيين. فالحوثيون كانوا يحملون مشروعا ظاهره رفض الجرع الإقتصادية الظالمة والفساد وباطنه السيطرة على اليمن لصالح إيران حتى لو استدعى ذلك التحالف مع الرجل الذي شن الحرب عليهم لمدة ست سنين. أما بقية الأحزاب فكانت تسعى للسيطرة والنفوذ أكثر فاكثر وبعضها كان وكيلا للسعودية في اليمن. لهذا لم تستمر ثورة الشباب السلمية في الشارع لأنها كانت مسيسة بامتياز.
لكن الثورة نجحت في نشر الوعي وكسر السيطرة التامة والقبضة الحديدة لعلي عبدالله صالح وأسرته وأسفرت عن إنتخاب رئيس جديد بالتوافق. وهكذا صعد عبدربه منصور هادي الى قمة السلطة. كان الشعب اليمني يتطلع من هذا التغيير الكثير والكثير لكن لم يتغير شيئا. تم تشكيل حكومة تقاسم مكونة من نفس الأشخاص الذين عماوا في حكومات صالح المتتالية والفاسدة. عملت حكومة التقاسم على زيادة الأسعار واصدار الجرعة بعد الإخرى بنفس اسلوب حكومات صالح السابقة مما كون سخطا شعبيا إستغله الإنقلابيون الحوثييون لصالحهم واستطاعوا دخول صنعاء بالقوة العسكرية بعدما تراخى هادي في دعم اللواء 310 الذي كان شوكة حلق امام الحوثيين بقيادة اللواء القشيبي. واستمر الفساد في حكومات هادي المتتالية حتى بلغ اليوم حد غير مسبوق حيث اصبح معظم المسئولين يتوسطون لابنائهم واخوانهم واباءهم وحتى زوجاتهم في وظائف في داخل اليمن وخارجها دون أدنى خجل وبتناسي تام ان ثورة فبراير كان أحد أهم اهدافها القضاء على المحسوبية وتصفير العداد.
وفي الجهة الأخرى كان الكثير من مؤيدي الإنقلاب يرون في الإنقلابيين مخرجا لأزمة اليمن الإقتصادية الخانقة. لكن عدم خبرتهم في الحكم والفساد ايضا بلأضافة الى الحرب أدى الى فشلهم فشلا ذريعا حيث افلس البنك المركزي وتدهورت العملة الى درجة غير مسبوقة.
لقد أدت الحرب في اليمن بالإضافة الى فساد حكومة صنعاء الإنقلابية وحكومة عدن (والرياض طبعا) الى تدني مستوى المعيشة في اليمن الى حد يقتل أمة باكملها ويدمر وطن. فلا صنعاء ولا عدن أثبتتا قدرتهما على ايجاد دولة نموذجية تلبي تطلعات الشعب اليمني. لقد ساهم الجميع في تدمير اليمن.
كما أن دول التحالف العربي التي من المترض انها تدخلت لإنهاء الأزمة في اليمن كان لها دور كبير في إفشال ثورة فبراير وتدمير اليمن وذلك لمعاقبة الشعب اليمني على خروجه في الشارع ومشاركته في ثورات الربيع العربي. لقد اقدمت المملكة العربية السعودية والإمارات على ارسال رسالات تطمينية للحوثيين مما شجعهم على إنقلابهم ودخول صنعاء. كان معظم المحللين يرون ان السعودية والامارات كانا يعملان على تدمير تنظيم الإخوان في اليمن. لكن مشروعهما كان يتعدى معاقبة الإخوان. فقد قامت السعودية بإجراءات اقتصادية قاسية ضد اليمن كان أحدها إستهداف المغتربيى الذين هم أحد روافد الإقتصاد اليمني وفرضت عليهم إجراءات قاسية. إن من يظن ان المملكة العربية السعودية حليف داعم لليمن فليحسب هذه الحسبة و المعادلة البسيطة. هناك مليون إلى 2 مليون مغترب يمني،في أقل تقدير، يدفعون 400 ريال شهريا أي 4800 سنويا أي ما يعادل الف وخمسمائة دولار سنويا على كل شخص. اذن الاثنين المليون مغترب يدفع للمملكة العربية السعودية 3 مليارات دولار.

إن تفاخرالسعودية بتقديما لليمن 250 مليون دولار،سنويا مردود عليها فهي بضرائبها على المغتربين تستقطع 3 مليادرات دولار سنويا من المغتربين اليمنيين وهذا ساهم في تدمير الإقتصاد اليمني وتدهور عملته. لم يكن هذا كافيا بل فرضت السعودية وبطريقة عنصرية غير مسبوقة وتحت ذريعة السعودة أنواع من العمالة محددة يستطيع المغتربين العمل فيها وهي في المطاعم والحلاقة وعمال النظافة وغيرها من العمالة الدنوية. وقد أدى هذا الى تسريح مئات الآلاف من اليمنيين من أعمالهم.
أما الأمارات فحدث ولا حرج. لقد قامت الإمارات بإجراءات واستحداثات تضعف من الحكومة الشرعية في عدن وتساعد الإنقلاب. فشلال وعيدروس وبن بريك لم يكونوا إلا مشاريع عسكرية تضعف الشرعية للضغط على الشرعية بتسليم الموانئ والجزر اليمنية لادارة دبي. بل أن الإمارات تعمل علنا على إعادة إنتاج نظام علي عبدالله صالح. كل هذا يجري في ظل صمت مخزي من المسئولين اليمنيين من أجل حفنة من الدولارات.
إن الشعب اليمني, وحسب تقارير دولية موثقة وموثوقة يتعرض لإبادة جماعية. فهناك إثنان وعشرون مليون جائع منهم 6 ملايين يعانون من سوء التغذية الحادة الذي قد يؤدي الى موتهم البطيء. كما ان هناك مليون ونصف المليون يمني يعانون من الكوليرا واليوم يصيب اليمن مرضا أخطر من الكوليرا وهو الدفتيريا القاتل وهناك حوالي مئتي الف مصاب. كل هذا بسبب حرب مفصلة بطريقة بحيث انها لا تنتهي.
وعليه فقد أصبح العالم اليوم أكثر وعيا بما يحدث في اليمن ويطالب بوقف الحرب فورا. فالبرلمان الوروبي والبرلمان البريطاني والكونغرس الإمريكي ودول عالم كثيرة شعوبا وحكومات والأمم المتحدة جميعهم يطالبون بإنهاء هذه الحرب الظالمة في اليمن.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)