صنعاء نيوز منصور الجرادي -
‏






أن الاتحاد الدولي لكرة القدم ومعه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مطالبان بأن يغلقا "ديوان" المقيل في اتحاد كرة القدم، حتى تتطور الكرة اليمنية، فالمعروف أن في اتحاد كرة القدم وفي كل الاتحادات اليمنية الرياضية أكبر "مقايل" القات، ولا يخلو اتحاد من "المقيل" إلا في حالة واحدة عندما لا يكون رئيس الاتحاد وأمينه العام غير متعاطين لأوراق القات وهي علاقة متلازمة دائما..

على وتر الدان وأغصان القات نظمت بطولة خليجي 20 وفي كل بطولة كان يحكم لجان التنظيم دواوين القات، وأغصان القات ووريقاته التي نطالب اللاعبين الامتناع عن تعاطيها فيما نتناسى توجيه اللوم للمسئولين على الرياضة اليمنية، وإلزامهم بالإقلاع عن هذه العادة السيئة في المجتمع والمخزية في أوساط الرياضيين.

وإن أبى هؤلاء المسئولين الإقلاع عن مضغ القات فأن عليهم مغادرة كراسي المسئولية التي يتسنمونها منذ سنوات طويلة حتى اخضرت من كثرة أوراق القات التي تعاطوها، ثم أحمرت من كثرة التدخين، ثم اسودت من كثرة الإخفاقات.

في الماضي كان الرياضيون يخجلون من تعاطي القات، واليوم أصبحوا يتباهون في ذلك، ويتباهون في شراء أجود أنواع القات وأغلاه ثمنا..!!

وفي الماضي القريب عندما كان يتسنم قيادة اتحاد كرة القدم رياضي من الدرجة الأولى المرحوم علي الأشول، كان من المستحيل ان نجد أوراق القات في أروقة الاتحاد، أو في الأندية أو بين لاعبي المنتخبات الوطنية ، لكن أن تصبح هذه العادة سيئة سلوكا معتادا في أوساط الرياضيين والشباب فتلك هي الطامة الكبرى التي لا يمكن أن نعول معها على قيام رياضية حقيقية سليمة ومعافى من الأمراض.

بالطبع رئيس الاتحاد الحالي الشيخ احمد العيسي ليس متعاطيا للقات، وليس نجم كرة قدم سابق أو لاحق بطبيعة الحال، لكن الحقيقية أيضا أنه يوجد في اتحاد كرة القدم أكبر مقيل لتعاطي ومضغ القات في تأريخ الكرة اليمنية، وفي هذا الاتحاد يوجد عدد كبير من مجلس إدارة الاتحاد وعلى رأسهم أمينه العام يمضغون القات بشراهة، وتقريبا كل العاملين والمساعدين في الاتحاد يمضغون أوراق القات ومن السهولة أن نلاحظ ذلك عند زيارة مقر الاتحاد، أو حضور مباراة كرة قدم في الدوري العام او في إحدى المباريات الرسمية للمنتخب الوطني في صنعاء أو عدن مع منتخب أجنبي آخر..!!



لماذا القات ممنوع؟!!



قد يتساءل البعض ولماذا القات ممنوع؟.. ولماذا يزعجوننا ليل نهار بهذه الاسطوانة، مع أن الشعب اليمني عن بكرة أبيه إما يزرع القات أو يتعاطاه في أحسن الأحوال؟ ولماذا ممنوع على اللاعبين فقط بل محرم عليهم تماما مع أنهم جزء من المجتمع المسلوبة إرادته من أوراق القات؟!!

أولا لا بد أن نفهم أسباب الدعوة إلى "تحريم" تعاطي القات بين اللاعبين، باعتباره السبب الأول للتخلف الرياضي في اليمن، بل وفي رأيي سبب تخلف الحياة برمتها في اليمن، فهذا التحريم جاء نتيجة أسباب وجيه صحية وقانونية ورياضية تتعلق بتطور الرياضة نفسها وتطور اللاعب من عدمه.

ففي الجانب الصحي المعروف لدى الكثيرين أن المضار الصحية للقات كثيرة وفق الأطباء والباحثين في أضرار القات على صحة الإنسان، ومنها ضعف البنية الجسمانية للإنسان، وبالتالي ضررها اكبر على اللاعبين الذين يحتاجون إلى البنية القوية، والصلبة، ومن الأضرار الشعور بالخمول والكسل بعد تعاطي القات واليوم الذي يليه، وعدم زوال تأثير القات على الجسم لمدة طويلة..

ومن التأثيرات الطبية الأكيدة للقات الناتج عن كثرة استخدام المبيدات في هذه الشجرة حسب الدكتور حسني الجوشعي:" حدوث مشاكل صحية في المسالك البولية والكبد، وحدوث الضعف الجنسي على المدى الطويل، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة لشراء القات، وضياع الوقت الطويل في مضغ وشراء القات، بدلا عن ممارسة الرياضة والتمارين وتحسين المستوى العام للرياضي".

وفي الجانب القانوني فأن القات يعد من المنشطات المحظور تعاطيها دوليا وفق شروط المنظمات الكروية الرياضية في العالم مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث اعتبرت" الفيفا" نبتة القات من المواد المنشطة، وتعاطيها من اللاعبين اليمنيين سيعرضهم للعقاب والتوقف نهائيا عن اللعب دوليا.

واكتشفت مخابر "الفيفا" والاتحاد الآسيوي أن القات من المواد المنشطة التي تدوم مادته المخدرة نحو ثلاثة أشهر في جسم الإنسان، بعد آخر مره يتعادى فيها نبتة القات..!!

وفي اليمن لا يعطى لقضية تعاطي القات أهمية، لا قصوى ولا أدنى، فالجميع يمر عليها مرور الكرام، وكان الأمر لا يعنينا نحن بالدرجة الأولى، مع ان القات يصيب اليمنيين في مقتل ويشل حركتهم الرياضية ويحيل اللاعبين الشباب مبكرا إلى التقاعد، والأفول.

وفي هذا الاتجاه لا بد أن تتضمن لائحة الترشيح لانتخابات الاتحادات الرياضية شرط عدم تعاطي المسئول الرياضي للقات .. وهنا سيتم فرز الكثير ممن لا علاقة لهم بالرياضة والذين لا يهمهم تطويرها.. ومن هم الأساس "موالعة قات" ، و"موالعة جمع فلوس" لا أقل ولا أكثر..

كما لا بد أن يكون هناك شروط واضحة ومحددة في انخراط اللاعبين إلى المنتخبات الوطنية، بحيث لا يسمح مطلقا للاعب الذي يثبت تعاطيه للقات، واعتبار ذلك من الأمور الأكثر تعاملا معها بحزم في الأندية والمنتخبات الوطنية وملاعبنا الرياضية، لكن من المؤسف أن نجد ظاهرة بدأت تبرز إلى السطح تتمثل في انخراط المحترفين الأجانب وهم بطبيعة الحال من القرن الأفريقي في سوق تعاطي القات وهو الأمر الذي يعد من الغرائب الرياضية في عالم كرة القدم، إذ في الوقت الذي يحضر فيه هؤلاء اللاعبين لتطوير حياتهم الرياضية، والاحتراف من اجل المال والتكسب وجمعه نجدهم يصرفونه على أوراق القات الساحرة التي سلبتهم احترافهم ولياقتهم..!!

لقد كشف مقربون من هؤلاء اللاعبين في الأندية أن بعضهم يتعاطى القات مع زملاءه من اللاعبين اليمنيين في الغرف السكن الخاصة بهم التي خصصت لهم في الفنادق أو الشقق المفروشة.. وبعضهم للأسف أصبح يتردد على مقايل القات الخاصة، والأعراس والمناسبات..!!

وإذا ذهبنا إلى اتحاد كرة القدم من السهولة أن نجد لاعبي كرة القدم ومنهم المحترفين في المنتخبات الوطنية والفرق يراجعون في اتحاد كرة القدم وسط مجموعة مخزنين فماذا نتوقع أن تكون النتيجة إذا كانت القدوة كذلك..؟

الحكاية لم تنته بعد.. فالقات مستمر بالتوسع واللاعبين والمسئولين عن الرياضة اليمنية مستمرين بالتعاطي.. فمتى تنتهي الحكاية؟..



نشرت بجريدة الملعب اليمنية