shopify site analytics
نقابة المحامين اليمنيين تدين تهديد المحامية نسيم حسين ملقاط - مئتا يوم على “طوفان الأقصى” وحرب غزة.. معادلات ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة - السراج رئيس المجلس الرئاسي السابق يظهر من جديد - ياهؤﻻء حب اليمن.. ليست شعارات ومهرجانات - تفاعل متنوع في الأردن مع ظهور السنوار - ذبح قرابين "الفصح اليهودي" في المسجد الأقصى - جثث دون رؤوس وأجساد دون جلود في غزة - التحالف يحتجز 13 يمنيا في مطار عدن للحد من السفر إلى روسيا - حسين محب..يكفينا..يكفي..!! - الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل رسائل متعددة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - محمد عبد الوهاب الشيباني

الإثنين, 17-سبتمبر-2018
صنعاء نيوز/ محمد عبد الوهاب الشيباني -
مَثلٌ شعبي يمني رائج يقول " عظم بحنجرة... لا تستطيع بلعه ولا تستطيع نجعه " ،وهو في الاصل تكثيف رمزي بالغ الدلالة لمعنى الاصابة بمخنق.
هذا المثل صار، اكثر من اي وقت مضى، مُفسِّرا حالنا مع الشرعية، التي لم نزل نعوِّل عليها في مسعى استعادة الدولة وتجبير شروخ المجتمع ،التي انتجتها سنوات الازمة والحرب. غير ان هرولة السنوات بهذا البلد المنكوب نحو المجهول، دون ان تُشعِر الشرعية ـ رئاسة وحكومة ـ مواطنيها بقدرتها على استعادة زمام المبادرة في انهاء الحرب بالحسم او التسوية الشجاعة تجعلنا لا نثق بانفراجة قريبة لهذا الوضع، الموغل في العتمة والرداءة.

كم الفساد الهائل في جسم الشرعية بسبب اعادة تدوير رموز النظام السابق، و اعتمادها مبدأ المحاصصة والترضية السياسية ،واحتكار الوظيفة العامة لاستخدامها في شراء الولاءات ـ بذات فلسفة نظام صالح ـ والاهم من ذلك ضعفها وترهلها، يجعل من مسالة الذهاب بعيدا معها امرا لا يحتمل ،وفي الوقت ذاته تصير مسألة التخلي عنها في هذا المنعطف او اسقاطها من حسابات الامل، ضربا من المستحيل، لان البديل هو الجحيم بعينه، وبسبب هذا المآزق غدت هي العظم القاتل في حياتنا، وليس في حناجرنا فقط.

التقاطها للشعور الجمعي بحاجة الناس اليها، هو الذي سهَّل على رموزها وتركيبتها الفاسدة استخدام مبدأ المخاتلة بشعاراته الاخلاقية والوطنية لابتزاز الجميع، والا ما معنى ان يصرِّح وزراء فاسدون في حكومة بن ذعر ان حالة الحرب والفوضى تعيق اقامتهم في الداخل ،وتعطِّل انجاز مهامهم ، وهم في الاصل لم يصححوا اوضاعا ادارية بسيطة في مرافقهم والمؤسسات التابعة لهذه المرافق . اوضاع لا تتطلب جهودا خارقة لإصلاح اختلالاتها وتتطلب قليل من النزاهة والشفافية والاحساس بمعاناة الغير، حتى تصير الامور على ما يرام.
او التحجج بان الخطوط الحمراء التي تضعها الدول العظمى تعطل مسالة الحسم العسكري في مناطق هي ساقطة في الاصل، لكن الاستثمار في هذه الفزاعة وفي معاناة المواطنين الواقعين تحت الحصار، هو المشغل الفعلي لطبقة الحرب، التي تخلقت في هذا الجسم المترهل، وابطالها من قيادة الصف الاول فيها.

اثبتت سنوات الجحيم الاربع ان ادامة الحرب هي "مغنم فاجر" عند قادة عسكريين فاسدين ،تاريخهم معرَّى عند الجميع ، لان تجارة السلاح وقوائم الجنود الوهميين واعاشاتهم هي البوابة الواسعة لثراء هؤلاء القادة وسطوتهم . وهي بالمقابل عند الوزراء وشاغري الوظيفة العامة بحبوحة العيش و رَغدِه، الذي توفره المرتبات العالية بالدولار ومخصصات النقد المحلي التي لا رقيب على اوجه انفاقها ، فمن منهم مثلا سيساهم في ايجاد معالجات جادة لانهيار العملة المحلية ، مادامت فوارق سعر الصرف تصب في مصلحتهم، ان لم تكن الازمة في الاصل قد تعاظمت بمساهمة فاعلة منهم.

ولان الحديث عن الشرعية بفسادها وترهلها لا يستقيم دون الحديث عن التحالف الذي يقول انه تدخل لإعادتها ـ القرين بالقرين يذكرـ فالأخير صار بعد ثلاث سنوات ونصف من التقاتل جزء من المشكلة بسبب الحسابات المعقدة التي تحرك دوافع اطرافه في الحرب، فالدور الطبيعي الذي كان من المتوجب ان تضطلع به القوة العسكرية الثانية في التحالف " الامارات العربية المتحدة" ،في مناطق الجنوب على سبيل المثال، كان في تعزيز حضور المؤسسات وبسط نفوذها على الارض كخطوة على طريق استعادة الدولة ، لا ان تعيقها بإيجاد كيانات معطلة تستخدم شعارات سائلة غريزية مشبعة بالكراهية والعنصرية في تفخيخ المجال العام ونشر الفوضى. لهذا تحوَّل حضورها، في المناطق التي باتت تعرف بالمحررة، من صاحبة "دور" في الحل الى صاحبة "نفوذ" ومطامع لم تعد خافية على احد . فصاحب الدور يبحث عن الشراكة، و يشترط الآخر، اما النفوذ استتباع واستلحاق، زبائني ريعي يشتري الرقبة والقرار، يهمّه الوصول إلى هدفه، صاحب النفوذ براغماتي جدًّا ومسكون بهاجس الإمبراطورية. كما يقول "هاني فحص".
اما السعودية "قائدة التحالف" فلم تزل تعمل باستراتيجيتها البالية في التعامل مع المشكلة اليمنية من زوايا الاستتباع ، التي تتأسس على اضعاف الجميع، ليسهل على لجنتها الخاصة واجهزتها ادارة ملف الدولة الجارة الفقيرة والضعيفة دون مشقات كبيرة. وان خوضها للحرب في الاصل كان لحسابات خاصة بأمنها القومي والتوازنات الاستراتيجية في المنطقة وان شعار استعادة الدولة واعادة الشرعية ليس الا واجهة لحرب يخوضها حلفاء الوكالة ، ويدفع اكلافها الباهظة الضحايا المدنيون والنازحون الفقراء. اصرارها على تمكين حلفائها التاريخيين المُعقين لبناء الدولة منذ ستة عقود ، من اسلاميين "بتدرجاتهم اللونية" ورموز قبلية وعسكرية ، لا يقول سوى ان الجارة ماضية في سياساتها التدميرية لكيان الدولة ، وليس في حساباتها ان يكون لليمنيين بلاد متعافية مستقلة بقرارها السياسي ، تديرها حكومات قوية و حكام غير مكبلين وغير مرتهنين.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)