shopify site analytics
حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة العزة.. تعبئة واستنفار" - زيارة معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار/ العراق بغداد - قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار - آخر حاخام في مصر يكشف تفاصيل خطيرة - غرامة بالآلاف وحرمان من دخول السعودية لـ10 سنوات للمصريين - الكشف عن جرائم إسرائيلية بشعة ضد المصريين في رفح - تسارع في الأحداث بعد موافقة تل أبيب على خطة العملية - سبب غريب وراء تدهور حالة لاعبي الاتحاد السعودي البدنية - محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - شوقي اليوسفي‎

الجمعة, 02-نوفمبر-2018
صنعاء نيوز/ شوقي اليوسفي‎ -
في طريقي الى تعز ، المدينة المكتضة بي ، سأتناول بإذن الله بعد ساعة من الان وجبة الغداء في مطعم عبده علي بالحوبان ثم اواصل رحلتي صوب قلبي ، سأزور قريتي اولا لإقرأ على قبري ابي وامي فاتحة المحبة ثم اسابق انفاسي بإتجاه حارتي المثقلة بالأسى ، سأزور بيتي الذي قصفه الطيران من دون ان يكون لي ذنب سوى اني من تعز ، سأذهب الى منزل صديقي صادق الروحاني ، اخبرني احدهم ان اشلائه مازالت معلقة على الجدران ، يكفي ان اجد جزء من شريان واحد كان يصله بقلبه لاحتضنه ، سأطرق ابواب منازل اصدقائي الذين اشتقت اليهم ، سأصعد في الغد الى اعلى قمة جبل صبر وسأمكث هناك حتى مطلع الفجر ، سأزور انقاض مكتبي في مبنى صحيفة الجمهورية واعلم يقينا بإني لن اجد طلال صادق في مكتبه ولن المح الزملاء مبارك الصلوي وسمير الحويج ومحمد الحميقاني وخالد حامد وحفظ الله طميم وعبدالولي المجاهد خلف شاشات الكمبيوتر ، ايضا لن ابحث عن الاساتذة سمير اليوسفي ونجيب الجرموزي وعبدالله حسن وخالد حسان وحسن نايف وصلاح الدكاك وفكري قاسم وسعيد المعمري وعبدالملك الجرموزي وماهر المتوكل وخالد راوح وتوفيق اغا واحمد قنبر وجمال محمد صالح ونبيل حمود ومطر الفتيح وجميل ملهي ، الحرب فرقتنا لم تعد تجمعنا طاولة واحدة ولا ابتسامة واحدة ، سأحاول الا اتذكر اليوم الذي أطلق فيه اكثر من عشرين مسلح النار على ابواب بيتي واقتحموه قبل شروق الشمس بداعي البحث عن خصوم ولن اتذكر اليوم الذي اضطررت فيه مع افراد اسرتي للركض بسرعة هربا من قناص اطلق النار على رأس ابني احمد ولم يصبه فكررها واطلق النار على قدم ابنتي شذى ولم يصبها وحاول للمرة الثالثة قتل طفلتي وفاء التي تجمدت من الخوف فجلست على الارض مفزوعة اما زوجتي فقد قفزت كالغزال وسبقتني الى مكان اختبأت فيه مع طفلي رياض ، رغم ماكنا فيه من وضع مأساوي تلك اللحظة غير اني ضحكت كثيرا من سرعة زوجتي التي فاقت سرعة جاردن بيل وحزنت كثيرا بعد ذلك على كريمتي ام ابراهيم التي كادت تفارق الحياة يوم قصف طيران تحالف الشر منزلي منتصف ليل 3 اكتوبر 2016 وشاءت الاقدار ان تنجو بإعجوبة ، سأصلي الفجر في مسجد عباس والظهر في مسجد التوحيد والعصر في مسجد نصار والمغرب في مسجد علي بن علي والعشاء في مسجد العرضي .. سأبحث تحت انقاض مدينة تتنفس برئة واحدة عن ذكريات اربعة ملايين نسمة ينامون بعين واحدة ، سأطلب من صديقي الاستاذ محمد عبدالسلام الدهبلي ان يدعوني كما كان يفعل لتناول وجبة فطور بمطعم علي مدرة داخل الباب الكبير ويقيني انه لن يؤذني احدا هناك فأنا لم اقتل ولم احرض على القتال ولم اكن سببا في ازهاق روح ، سأصلي الى جوار الكابتن محمد علي القدسي بجامع المظفر وسأطلب من الكابتن نوفل امين ان يضم اسمي الى قائمة قدامى لاعبي تعز لإستعرض مهاراتي كلاعب قديم على ملعب المدرعات في حي الكوثر ، سأثبت للكباتن نبيل مكرم والقادري وزكريا الجرادي وحمدي النهاري واحمد يحيى حسن ان من تجاوز عمره ال 45 مازال قادر على ان يركض خلف احلامه ويركل بقدم قوية الظروف الصعبة ، سأذهب الى نادي تعز السياحي ولن اسبح فقد قضيت حياتي اسبح بحمد القوي العزيز لانه خلقني تعزيا ، سأخذ دوري في طابور - مخسوه - للحصول على قهوة لا الذ منها سوى ان اتذكر كيف كان اصدقاء اعزاء الى ماقبل الحرب يشربون قهوتهم على انغام ضحكاتهم ثم تنافسوا على من يقتل اكثر ، سأحاول وانا استعيد ذاكرة مفعمة بالوجع ان اجد مكتبي في صحيفتي نبأ الحقيقة وسأتمنى ان ارى صديقي محمد عبدالله قائد يحاضر الموظفين عن الولاء والأمانة او ان اعثر على صديقي الذي احبه وليد علوي يرسم ملامح العدد الجديد .. لن اطيل عليكم وسأنطلق الان صوب مدينة يعتبرها كل اليمنيين استثناء ، وسأبلغ سكانها الأحياء سلام من قضو نحبهم في سنوات الحرب بعيدا عن جبل صبر وقلعة القاهرة وسلام من استعصى عليهم العودة لمنازلهم المدمرة .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)