shopify site analytics
اختبار طريق شحن أسرع من قناة السويس - موقف صادم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة - الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته "جرائم المعلوماتية" - فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي السابق في ليبيا يظهر من جديد - القدوة يكتب: حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي - الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري - بلمسة شبابية وإيقاعات عصرية 'إينيز' تصدر 'ماشي عادي - تدشين توزيع مساهمة وحدة التدخلات الطارئة في الشعر وجبلة - قيادة جامعة إب تتفقد سير الأداء بكليتي النادرة والسده. - الدكتور الحيفي.. يترأس اجتماعا موسعا بجامعة ذمار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - المصدر: صنعاء نيوز

الإثنين, 19-نوفمبر-2018
صنعاء نيوز -


شكرا لكم أيها المعلمون بكل لغات الدُنيا، وبكل عبرات الثناء، وبكل كلمات الحب والتقدير، شكراً لكم أيها المعلمون:بإسم كل من علّمتم ودرّستم وربّيتم ووجّهتم.

أيها المعلمون : فضلكم على الكل، وأياديكم البيضاء على الجميع، ومعروفكم طوّق الاعناق، وعانق الآفاق، أنتم أول من أعطى وبذل ونفع وأكرم .:
كرماً فلو حدثته عن نفسه
من طيب معدنه لظنك كاذبا
ويشك في إحسانه متواضعا
وهو الذي طرح التكبر جانبا

أيها المعلمون : كيف نكافئكم؟ وكيف نرد جميلكم؟ وإحسانكم ومعروفكم على الكل، أنتم الذين مرّ بكم كل الأجيال، مرّ بكم العلماء والأمراء والوزراء والأطباء والحكماء والشعراء والاغنياء والوجهاء وأنتم الذين علّمتم وربّيتم ووجّهتم وبنيتم في صمت وتواضع.
وكلهُم طلابكم وتلاميذكم شكر من شكر وكفر من كفر وما عليكم وما حاسبتم أحدا ولاعاتبتم بشر ، الآن أجركم سوف يؤدى عند الملك الحق يوم تؤدى الأمانات وترد الودائع:
كنزٌ بحلوان عند الله نطلبه
خير الودائع من خير المؤدينا
مافي الخيام اخو نبلٍ يطارحنا
حديث نجدٍ ولاخلٌ يصافينا
أيها المعلمون : تخرّج على أيديكم أناس صاروا مشاهيرا، ثم عقّوكم ،اشتهروا وما اشتهرتم، وانتفعوا وما انتفعتم، علّمتم أُناساً كانوا فقراء ثم لمّا علّمتموهم طلبوا الدنيا فحازوا الأموال والجاه والمناصب فنسوكم وبقيتم أنتم صامتين متواضعين صابرين محتسبين.
الله يعلم كم وقفت مناضلا
في ساعة تدع الوشيج مكسّرا
ملوّا الجلاد وأنت تقدم صامتا
بتراب أرض المكرمات معفّرا

أيها المعلمون: كم من عُبّاد لقّنتموهم كلماتٍ فغيّرت مجرى حياتهم ، كم من مبدعٍين أعطيتموهم القوس فرموا بها ونسوكم، كم من شاعرٍ فتحتم له القافية فنظم القوافي وما تذكّركم، كم من رسّامين وضعتم الريشة في أيدهم فرسموا لوحات عالمية هائمة بالحسن ثم جحدوكم.

أيها المعلمون: أنتم الذين في العالم لم يُعطْ حقهم ؛ لأن كل الجموع والصفوف والمستويات مرّوا بكم ونهلوا من معينكم وشربوا من نهركم واستضاؤوا بقمركم ثم ارتحلوا وكأنهم ما عرفوا معاهدكم ولا نزلوا مرابعكم ولا أنِسوا بمغانيكم.
إن الذين غدوا بلبك غادروا
وشلاً بعينك لايزال معينا
سكنّ من عبراتهن وقلن لي
ماذا لقيت من الهوى ولقينا

أيها المعلمون: أنتم الذين صبرتم وستصبرون على جفاء أبنائنا وقلّة أدبهم وعقوقهم وشقاوتهم فتربونهم وتهذّبونهم وتعيدونهم لنا صالحين مؤدبين بارين.
أيها المعلمون: كم من أميرٍ ووزيرٍ وخطيرٍ وشهير نهلوا من علمكم واقتبسوا من تجاربكم ونهلوا من معينكم ثم مرّوا في الحياة يقطفون ثمارها وينهبون خيراتها وينثرون كنوزها وبقيتم أنتم قابعين في مسكنكم في فصلكم تعلّمون بلا أضواء ولا شهرة ولا ضجيج ولا لافتات.

أيها المعلم: كل قلم يخط وكل ريشة ترسم وكل مشرطٍ يجرح وكل قصيدة تُقال وكل كتابٍ يؤلّف وكل خطبة تُدبّج وكل مهرجان يُقام أنتم بعد الله الّلبنة الأولى وأنتم حجر الأساس وأنتم البذرة النافعة التي بقيت في الأرض.

عذراً أيها المعلمون: اعتذر باسم الجميع عن تقصيرنا نحوكم أيها الرائعون أيها المبدعون أيها الاعلام الرموز شاء من شاء وأبى من أبى.
افأجحد الاستاذ حسن صنيعه
بيد تقرّ بأنها مولاته
ماذا أقول إذا وقفت أمامه
في الصفّ واحتّجت له فعلاتُه
أيها المعلمون: اعتذر عن كل نبوةٍ من سفيه وكل زلةٍ من جاهل وكل خطأ من بليد وكل تصرف أهوج من غبي أحمق، اعتذر لكم باسم الأمهات والآباء باسم العلماء باسم الأدباء باسم الحكماء باسم الأطباء وأقول لكم باسم الجميع: آسف .. آسف .. آسف .
اهفو إليك بقلبٍ أنت ساكنه
من مدنف شائق أو متعب شاكي
كل الرسائل يا أستاذ قد مسحت
بوابل الدمع يملي جفنه الباكي

أيها المعلمون: سوف تبقون أنتم الكتاب المصون والدّر المكنون لرمز العطاء والتواضع والسماحة والنبل والشهامة.
اعرفُ أساتذة علّمونا فارتحلنا وارتحل غيرنا إلى المدن، سافرنا وشرّقنا وغرّبنا وبقي أستاذنا في قريته يُعلّم متواضعاً خاشعاً متبتّلاً لا يريد إلا ما عند الله وكفى بجزاء ربك جزاء وعطاء.

أيها المعلمون: اقبلو التحية :
كتبتها بدموعٍ كنت أذخرها
لساعة البين أو في روضة البانِ
واليوم أنزفها طوعاً وابعثها
رسائل الشوق من روحي ووجداني
أيها المعلمون: لا تجدوني في الحياة منكسراً متواضعاً ذليلاً لأحد بعد الله إلا لوالدي ولأستاذي ومعلمي، مهما حصلتُ على شهرة أو مكانة أو منزلة لكنني أعود إلى معلمي فيتلاشى الاسم والرسم والمكانة والمنزلة لأنه هو الذي بعث في روحي هذا التوهّج وهو الذي بث في نفسي هذا النور فلولا المربي ما عرفت ربي،
قد زرته وجلال القدس يحبسني
جلست منكسرا والذلّ يقصيني
فقال :قم قلت: ساقني لاتطاوعني
فقال: خذ قلت:كفي لاتواتيني
والآن : أعتذر عن كلِ طالب قصر في حق كل معلم .

جزى الله خيراً كل أستاذ
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)