shopify site analytics
محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين - جامعة الدول العربية تتدخل في تشكيل الحكومة في ليبيا - شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم / احمد الشاوش

الجمعة, 11-يناير-2019
صنعاء نيوز/ بقلم / احمد الشاوش -
رحم الله الشاعر اللبناني ايليا ابو ماضي ، الذي أبدع في شاعريته الجميلة في الدعوة الى جمال الروح وسمو الاخلاق وحسن الطبيعة والتناغم مع الواقع بالرؤية المثالية في قوله : " كن جميلاً ترى الوجود جميلا " ، تلك القصيدة العظيمة والكلمات العذبة والمشاعر الرقيقة والاحرف الصادقة التي تدعو الانسان الى ان يكون جميلاً في الفكر ، والعقل ، والطرح ، والصدق ، والوفاء والايثار ، والنخوة ، والإنسانية ، وراقياً في النُبل ، والمشاعر، والاحاسيس ، ورائعاً في التصرف ، والنظرة الثاقبة للحياة في مواجهة ضغوط الحياة والشدائد والرتابة والأزمات ، ونوائب الدهر مهما كانت حلاوته ، ومرارته ، وقبحه ، لتجاوز المتاعب ، بدلاً من استهلاك النفس البشرية في متاهات المعاناة واحتراق التفكير ، وانهيار الجوارح ، والتسليم بالهزيمة امام ضعاف النفوس.

تلك الابيات الشعرية الفائقة الحسن والمطرزة بالبديع والبلاغة والتصوير الجمالي والكناية والتورية ، والفلسفة العجيبة ماهي إلا هي إلا نتاج لتجارب الشعراء المهجر الذين حملوا مخزون كبير من الحكم والنصائح التي تستمد منها الشعوب القوة النفاذة والامل الكبير والضوء الذي يحدد مسار الحاضر والمستقبل اذا ما امتزج بالأيمان والرضاء للنأي بالنفس البشرية من الضياع والهلوسة وسقوط النفس ، ما يعزز من صمود الذات وتناغم اللحظة.

ورغم ذلك الجمال والحسن وسحر البيان وبرد الشتاء وحرارة الصيف وعجائب الربيع وحلاوة الخريف وتعاقب الليل والنهار ، إلا ان الكثير من الضعفاء والمحبطين وقليلي الخبرة لا يملكون الإرادة الكافية والقرار الذي يمكنهم من مقاومة تيارات الحياة وعواصف المعيشة وزوابع السياسة ورياح الإيدلوجيا ،،، طالما انهم لا يملكون الصبر والحكمة المتمثلة في جمال الحرف وألق الكلمة والجملة البديعة والبسمة الساحرة والصوت المميز والحركة العفوية والاحساس النادر والشعور الرائع لانهم أشبه بالأموات.

"ان الإبحار في محيط الشعر وبحار الكلمة وبيئة الانسان يقودنا الى ان " الذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا ".. ، فالإنسان أيأً كان ، رجلاً أو امرأة ، رئيساً ام ملكاً ، قائداً ام اميراً ، عالماً أم جاهلاً ، غني او فقير ، صادق أو كاذب ، لص أم شريف اذا كانت نفسه مجردة من الجمال وسمو النفس لا يرى إلا الخراب والظلام والكآبة والوحشة ، لان فاقد الشيء لايعطيه.

ولاتزال أصداء الامام الشافعي رضي الله عنه تتردد في قلوبنا ومسامعنا بقوله" دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْ إِذَا نَزَلَ القضاء ضَاقَ الفَضَاءُ دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ فَمَا يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاء.

وأخيراً .. قال الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه " النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أنّ السعادة فيها ترك ما فيها لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلّا التي كانَ قبل الموتِ بانيها فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها.

[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)