shopify site analytics
بوتين يفوز بانتخابات الرئاسة - معارك ضارية بين فصائل الانتقالي في عدن - خارجية صنعاء تستهجن إدانة مجلس الأمن الدولي للعمليات اليمنية - العبودي يكتب: اِستثمار السكن ليس لفقراء العراق - منيغ يكتب: لقضايا بقايا في موريتانيا (2 من 5) - القدوة يكتب: النظام الدولي يفقد مصداقيته أمام دموية حرب غزة - نظرة أولية للدراما اليمنية والعربية في رمضان - الصناعة تدشن حملة للرقابة على الأسعار - أصيب بنوبة صرع.. إلغاء مباراة بالدوري الأرجنتيني بعد انهيار لاعب - فلسطين تحمِّل إسرائيل مسؤولية حياة الموجدين بمجمع الشفاء الطبي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

الإثنين, 21-يناير-2019
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -


ان مواقع التواصل الاجتماعي قد اصبحت اليوم من أقوى الوسائل المستخدمة لتحقيق اهداف سياسية فعلي الرغم مما لها من ايجابيات في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الا ان تأثيرها السلبي على استقرار الدول والمجتمعات قد بات واضحا حيث تم استخدامها ولا زالت لإثارة الفوضى والفتن وخاصة في مجتمعاتنا العربية وكذا الغير عربية.

وهو ما يتطلب التكاتف لوضع استراتيجية لدراسة وتحليل مضمون تلك المواقع وما يدور فيها من حوارات وما يتم تبادله من معلومات واخبار لمنع الاضرار التي تترتب عليها وطرح المعلومات الصحيحة لإنقاذ شبابنا وبناتنا من براثن الارهاب والقوي السياسية المعادية التي تستهدف هدم مجتمعاتنا بتدمير فكر شبابنا ، وكذا العمل على ارساء استراتيجية واضحة تقطع الطريق امام الاشاعات وحملات الدعاية والتشوية من خلال تصميم صفحات الكترونية تقدم المعلومات الصحيحة والرسمية .

تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي بلا شك في الامن القومي للدول واستقرارها وهو ما دعا العديد من المؤسسات القومية المهتمة بالأمن الي دراستها ووضع الخطط الاستراتيجية للتعامل معها وذلك لان ما يتم نشرة عبر تلك المواقع من اخبار ومعلومات في الغالب ما تكون مفتقدة للصدق والدقة والمهنية وغالبا ما تكون موجهه لتحقيق غايات خاصة ، فعند التركيز في خلفيات مديري هذه المواقع الايديولوجية والفكرية والسياسية

وهذا المحتوي الالكتروني الذي يتم بثه من خلال تلك المواقع يمكن ان يشكل تهديد لأمن دول والأشخاص وبخاصة الدردشة الالكترونية والتي يمكن من خلالها ان يتم تبادل المعلومات الماسة بالأمن القومي وتجنيد الشباب للعمل ضمن الخلايا الارهابية والتنظيمات المتطرفة التي تعمل لحساب قوي معادية تستهدف امن الوطن واستقراره ، ويتم تجنيد الشباب واغواؤهم عن طريق المنتديات وصفحات التواصل عبر الفيس بوك وتوتير

وهو ما يشكل تهديدا كبيرا خاصة بالنسبة للعاملين في الهيئات الحيوية للدولة لمحاولة استدراجهم او تجنيدهم سواء بالفكر المتطرف والدخول اليهم عن طريق الدين والجهاد في سيبل الله والشهادة والجنة ، او استدراج الافراد لنشر معلومات خاصة بهم ووظائفهم من خلال الفيس بوك او تويتر ثم دراسة جوانب شخصياتهم من خلال ما يقومون بنشرة على صفحاتهم الشخصية لتحديدهم وسيلة استدراجهم للوقوع في براثن الارهابيين واقناعهم بالقيام بأعمال ارهابية تضر المجتمع والدولة.

نجد ذلك جليا بالإضافة الي ان المحتوي المعلوماتي لهذه المواقع هو من اكثر المعلومات تداولا بين الجمهور وبخاصة الشباب حيث ان هذه المواقع تمكنت من جذب اعداد هائلة من المتصفحين في مدي زمني بسيط متجاوزة بذلك قدرات اجهزة الاعلام التقليدية الأخرى بفارق كبير وهو ما منحها قدرة كبيرة على التأثير في الساحة السياسية واتجاهات الرأي العام وكذا في بث الافكار والاعتقادات المتطرفة وبخاصة لدي الشباب وهو ما ادي لتغيير سياسي وامني كبير ومن ثم فقد اصبحت هذه المواقع تستخدم لتهديد امن الدول وزعزعة استقرارها إن الجماعات المتطرفة كانت من اوائل الجماعات الفكرية التي دخلت العالم الالكتروني حتى قبل أن تظهر شبكة الانترنت بسنوات. ومما تشير اليه المصادر الغربية أن « Tom Metzger » أحد اشهر المتطرفين الأمريكيين العنصريين )اليمين المتطرف ( ومؤسس مجموعة المقاومة الاريانية البيضاء” White Aryan Resistance ” كان من اوائل من اسس مجموعة بريدية الكترونية ليتواصل مع اتباعه ويبث افكاره سنة 1985 م وربما غاب عن بعض الباحثين أن المجموعات البريدية الالكترونية كانت الأكثر توظيفا من قبل الجماعات العرقية المتطرفة قبل ظهور الانترنت التجاري وربما ظلت على هذا النمط حتى ما بعد منتصف التسعينيات.

وقد عُرفت جماعات كثيرة شبكات المعلومات ما قبل الانترنت مثل مجموعة المتطرف الأمريكي دان جانوون Dan Gannon الذي يعد بحسب المصادر الغربية أول من أنشأ موقعا متطرفا يبث من خلاله افكاره العنصرية عن نقاء العرق الأبيض في شهر ديسمبر 1991 مع ولادة الانترنت في الولايات المتحدة. وتلي ذلك عدة مجموعات اشتهر منها بعد ذلك مجموعة «جبهة العاصفة Storm front» الأمريكية المسيحية المتطرفة بقيادة «Don Black» التي أنشأت اول موقع متكامل عن التطرف وثقافة الكراهية في مارس سنة 1995 م. ومن العجيب ان اليهود كانوا من اوائل ضحايا المواقع الامريكية المتطرفة بوصفهم مصاصي دماء ومخربي امريكا.

وقد تعاقب ظهور مواقع تابعة لجماعات متطرفة من الولايات المتحدة واوروبا وبشكل خاص بريطانيا واستراليا ثم بقية دول العالم. وفي كل هذه المراحل كانت الانترنت في عمق دائرة ترويج ثقافة التطرف والعنف معبرة عن افكار المهمشين والمتطرفين الصاخبين من كل ملة وجنس هناك طريقتين لتجنيد الشباب، الأولى الطريق المباشر والتقليدي، ويكون من خلال استقطاب الجماعات الإرهابية، الشباب في المساجد والجامعات واللقاءات الشخصية سواء فى الطرق أو الأسواق ومنحهم كتبت ومنشورات

وسى ديهات تحتوى على أفكار تكفيرية، أما الطريق غير المباشرة، فهي الطريقة الحديثة، وتكون عن استقطاب الشباب وتجنديهم من خلال السوشيال ميديا"... هذه العناصر تعتمد على وسائل السوشيال ميديا فى التواصل مع بعضهم عن طريق "أكونتات" مزيفة، وهو ما يحتاج إلى ضبط لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يكون هناك قانون للجرائم الإلكترونية للحد من هذه العناصر. ويهدف الإرهاب عبر الإنترنت إلى استخدام القوة أو العنف ضد الأفراد أو الممتلكات بقصد ترويع أو إكراه الحكومة أو المدنيين أو أي شريحة تابعة لها لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.

ويتزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر بين كافة الفئات العمرية داخل الأسر والشرائح الاجتماعية المختلفة، إلا أن أخطر المستخدمين وأكثرهم ضرراً وتأثيراً من حيث نشر الميول الإرهابية هم الأفراد الناشطون بشكل عقائدي مع الجماعات المتطرّفة، الذين يتم تكليفهم على شكل مجموعات باختراق عقول الشباب والتأثير عليهم عاطفياً، بتوجيه خطاب ديني حماسي يشجع على العنف والانسلاخ عن المجتمع وتكفير الحكومات والدعوة لمناهضة الحكام وتأييد التطرف ورموزه، ويعمل هؤلاء على تصوير نموذج «داعش» باعتباره في نظرهم يمثل الأداة العملية لترجمة الخروج على الأنظمة والمجتمعات. وللأسف الشديد يتأثر بعض الشباب بأساليب تنظيم «داعش» ودعاياته نتيجة لمتابعتهم الشخصية المنتظمة لحسابات وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر مواد تحريضية تتبنى فكر الإرهاب. ومن خلال تفشي هذه الظاهرة تحولت الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من نعمة إلى نقمة، ومن وسيلة حضارية إلى وسيلة جهنمية لتفخيخ عقول الشباب.

ويستخدم الإنترنت لأغراض إرهابية، منها حرب الدعاية والحرب النفسية، حيث أن ظهور شبكة الإنترنت زاد بشكل كبير فرص الإرهابيين لتأمين الدعاية لهم ولنشاطاتهم، كما أن الإرهابيين أيضاً استخدموا الإنترنت كأداة من أدوات الحرب النفسية من خلال نشر المعلومات المضللة، والتهديدات والصور المروعة.

يبقى أن المال هو شريان الحياة للإرهاب، بل هو محرك العمليات المسلحة، والطبيعة الفورية والتفاعلية للاتصال بالإنترنت يفتح إمكانات هائلة لزيادة التبرعات المالية.

وهذا المال يستخدم لإغراء الشباب للانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية، حيث قال خبراء في الأمم المتحدة إن تنظيم «داعش» يدفع لأنصاره ما يصل إلى 10 آلاف دولار عن كل شخص يجندونه للانضمام إلى صفوف التنظيم ويستخدم مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات غير الرسمية التي تضم أصدقاء وأقارب العديد منهم، وإذا كان الشخص الذي يتم تجنيده حاصلاً على تعليم جيد، مثل أن يكون طبيباً أو مختصاً في الكومبيوتر، يتم دفع مبلغ أكبر لمن يجنده. وتتم عملية التجنيد عادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع ويب خاصة وغرف الدردشة من خلال الإقناع أو الابتزاز ثم التجنيد.

ويتم استدراج الشباب للمشاركة في جريمة، عادة تبدأ بجرائم صغرى، كالمشاركة في هجوم إلكتروني، وتزوير وثائق، واحتيال، ثم تتطور لتصل إلى ترويج المخدرات والمشاركة في عملية غسل أموال، وإغراء الشخص بالأموال الطائلة، وإذا كان عاطلاً من العمل أو فقيراً، فهو مستعد لفعل أي شيء مقابل المال.

يقوم الإرهابيون بإنشاء وتصميم مواقع لهم على شبكة الإنترنت، لبث أفكارهم الضالة، والدعوة إلى مبادئهم المنحرفة، ولإبراز قوة التنظيم الإرهابي، وللتعبئة الفكرية وتجنيد إرهابيين جدد، ولإعطاء التعليمات والتلقين الإلكتروني، وللتدريب الإلكتروني من خلال تعليم الطرق والوسائل التي تساعد على القيام بشن هجمات إرهابية، فقد أنشئت مواقع إرهابية إلكترونية لبيان كيفية صناعة القنابل والمتفجرات، والأسلحة الكيماوية الفتاكة، ولشرح طرق اختراق البريد الإلكتروني، وكيفية اختراق وتدمير المواقع الإلكترونية، والدخول إلى المواقع المحجوبة، ولتعليم طرق نشر الفيروسات، ونحو ذلك.

ويلاحظ إن هذه المواقع الإلكترونية الخاصة بتجنيد الإرهابيين في العادة تمتاز بما يلي:

1- الشكل الفني المبدع في التصميم والحرفية في تقسيم الموضوعات والصور والمحتويات. 2- توفير خدمات تجاوز حجب المواقع وترسل بصورة منتظمة للأعضاء وتقدم كل جديد من خلال التواصل المنظم مع الأعضاء.

3- التحديث المستمر للمحتوى ومواكبة الأحداث وملامسة رد الفعل الإنساني العفوي للإنسان والتعليق عليها وفق وجهة النظر التي يؤمنون بها.

4- استقطاب كُتاب لهم تأثيرهم والنشر لعلماء معتبرين لرفع مستوى الثقة بالموقع.

5- التنسيق العالي بين هذه المواقع لنشر البيانات التي تخصهم والمواد الجديدة التي يقدمها أحد قادة التنظيمات ومفكريها.

6- صناعة نجوم هذه المنتديات ومؤازرتهم سواء من حيث حجم الرواد أو تميز مواضيعهم عن غيرها.

7- توفير المواد السمعية والمرئية والكتب وغيرها لطالبيها بشكل سريع وفي صورة فنية محترفة.

8- تقديم المعونة والمشورة الفنية لمساعدة المتصفحين لإخفاء الأثر من خلال مواقع وسطية أو برامج معينة.

9- توزيع الأدوار في إدارة المواقع لأشخاص ذوي مقدرة متميزة وينتمون إلى بلدان مختلفة.

10- تقديم مجموعة من الخيارات الثقافية المساعدة مثل خدمات تحميل الكتب وغيرها.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)