shopify site analytics
ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح - عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح - إلى الداخلية وبرلمان العراق الابطال، لاشُلت أياديكم… - هل أصبح الرجال يرفضون فكرة الزواج - عمومية الحاضرين توافق على تزكية القاضي خالد هويدي - حكومة الاحتلال تنقل تكتيك حرب غزة للضفة الغربية - صداقات العالم الافتراضي وتأثيرها على الواقع..! - الدكتور قاسم لبوزة ومحافظي المحافظات الجنوبية يتفقدون المراكز الصيفية بمديرية ثلا - وقفتان بجامعة ذمار دعماً لفلسطين وتضامناً مع طلاب الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار.. يدشن الامتحانات النهائية بكلية العلوم التطبيقية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم / احمد الشاوش

الخميس, 31-يناير-2019
صنعاء نيوز/ بقلم / احمد الشاوش -
من المفارقات العجيبة ان المسح الذي أجراه معهد " قالوب" عن معدلات الوفاة الناتجة عن تعاطي الخمور والمسكرات قد غيب اليمن من القائمة الذهبية لمساطيل آخر الليل ، ومصاريع أول النهار ورابحي المليارات من تجار الكأس ، رغم أطنان الخمور من الماركات العالمية والمتدفقة على اليمن ، عبر ميناء المخا ومطارات ومدن وصحارى يمنية تحولت الى مراكز وبؤر مشهورة تصل الى المولعي اليمني في قمة هرم السلطة أوأسفلها مباشرة دون تكرير أو تعديل ، ما يحول معدة المدن الى حزام ناري وعيون حمراء فاقع لونها تبقي شاربها خارج اطار التغطية لسويعات.

واذا كان أبو لهب ذاع صيته في الافاق وأشتهر بالدعوة الى شرب الخمور ، وضرب الدفوف ، ورقص القيان والى جانبه تجار وصناديد قريش كما هي طبيعة العرب في السلم والحرب ، فإن السكر كان عنواناً في الجاهلية ، ورغم حالة النهي والتحريم في الصدر الاول للإسلام ، إلا ان موالعة الدولة الاموية الذين حكموا الاندلس وغيرها من المدن الاوربية وأريحيي الدولة العباسية وترنح الاتراك وفقدان الكثير من الحكام ومراكز القوى توازنهم وتغييب عقولهم وتناثر الخلافة الاسلامية إلا ان الملتزمين دينياً واخلاقياً وصحياً قد نجو من الوقوع في مصيدة الباطل والغرق في الليالي الحمراء وشيطنة صانعي ومسوقي الخمور ، بالهروب من قائمة العشرة الملاعين.

والغريب في الامران عملية المسح والدراسة لم تتطرق الى نسبة تعاطي بعض اليمنيين للخمور لاسيما والسواد الأعظم من النُخب السياسية والعسكرية والامنية وطبقة التجار وبعض القضاة والموظفين والبلوتاريا أكثر ابتلاء نتيجة لاستيراد وتهريب الخمور الى اليمن ، بالإضافة الى الصناعة الوطنية المتوارية عن الانظار والمحمية من نافذين مقابل نسبة من المال رغم عين الحسود.

ومن باب المسؤولية والبريستيج والهنجمة ، أصبح السكارى مصنفين ، بين فئة الخمسة نجوم الذين يتفاخرون بـرشاشات أبو عسكري وقنابل الفودكا ، فإن ملابيق أربعة نجوم يصترعون بصواريخ الشمبانيا... ، بينما فئة الثلاثة نجوم يفضلون لغة الانصاف والارباع البلدي التي دفع الكثير من المساطيل حياتهم ثمناً لتلك النشوة الى أقرب مقبرة ... ، ومساطيل النجمتين يفضلون عطور الرفدو وقنينات وارد نعمان ، بينما نجد المهمشين من الموالعة يبحثون عن مادة الاسبرت المعقمة لا بر المجارحة ويتسببون في اختفاءها من الصيدليات ،،، وموت الكثير من المرضى .

واذا كنا معشر اليمنيين ينطبق علينا المثل الشعبي القائل نسكر بزبيبة أي " بكلمة طيبة" ، فما بالنا بالصراع الداخلي على السلطة والعدوان الخارجي للاستيلاء على الثروات الذي أصبحنا في ذروة الاحداث النارية ، سكارى ومانحن بسكارى نتيجة للعذاب والجوع والفقر والرعب والقاح والقيح وتناسل الجماعات الإرهابية وتجار الخمور والحروب في ظل غياب الدولة والقوانين.

بينما أنصفت الدراسة الصومال التي حازت على المرتبة الاعلى عربياً في عالم الملابيق تليها جزر القمر وجيبوتي وموريتانيا وتونس وايران والجزائر ومصر والكويت وسوريا ويهناك الترناح يامسوم بعد ان سلبوا مالك وصحتك وفكرك وعقلك ورقصوك على واحدة .

ومن العجيب في الامر ان ليبيا كانت من أول وأكثر الشعوب مساعدة للفقراء بنسبة 83% تلتها العراق ومن ثم الكويت والسعودية وفقاً للمسح الذي اجراه قالوب وتضمن 146 دولة للأشخاص ما فوق سن 15 عاماً ، بينما المتغيرات جعلت ليبيا في وضع لاتُحسد عليه بعد تفخيخها وغزوها من الداخل والخارج بمخلفات الإرهاب وشفط ثرواتها واحتياطاتها من النفط و الذهب والاصول.

ومن الظريف ان الدراسة ذكرت ان ميانمار من أكرم شعوب العالم في التبرعات الخيرية ، بعد ان حققت نسبة 88% وإندونيسيا 78% ، ومن ثم استراليا وبريطانيا وهولندا والنرويج ، بينما غيبت الدراسة " اليمن " ولم يتم التطرق الى تبرعات اليمنيين رجالاً ونساء واطفال ومؤسسات ودولة في المساجد والمدارس والمنتديات والجمعيات لأفغانستان وفلسطين والشيشان والبوسنة والهرسك والصومال ، ومازالت شيلان وصمائد حزب التجمع اليمني للإصلاح خير شاهد داخل كل بنية وباب كل مسجد على جبايتها ووصولها من عدمه ، بينما كانت فلسطين وتونس والمغرب في ذيل القائمة وأكبر البخلاء بنسبة 5% من المتبرعين للجمعيات الخيرية حسب الاستبيان الدولي.

وإذا كانت امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا واليابان والاردن ، من اغلى دول العالم ، فإن سوريا وكراتشي والجزائر ونيودلهي وغيرها من أرخص مدن العالم .

ورغم تلك الاحصائيات الدولية ، إلا ان الشعب اليمني ، أطفالاً ونساء وشباب ورجال وشيوخ ونُخب سياسية وحزبية وفكرية واجتماعية يظل الارخص في عالم الحروب والازمات المصطنعة والتهجير والتشريد الممنهج والتجويع والتشليح المتعمد وسرقة الرواتب والبيوت والسيارات والدراجات النارية والاطفال في غياب الدستور والقانون وتوحش الطغاة والمستبدين والفاسدين وعدم المساواة ليحافظ على المرتبة الأولى في بيع السلع والمواد الغذائية والايجارات والعقارات.

وبينما حازت الامارات على المرتبة الـ 11 من بين افضل الدول العربية من حيث المشاريع و اجراءات البناء وقوانين العمل والضرائب بنسبة 81.2 والمغرب الستين بنسبة 71 % والبحرين في الـ 62 وعُمان 78 وتونس 80 وقطر 83 ، والسعودية 92 والكويت97 من بين 190 دولة ، وبهذا لم نجد أي مرتبة لليمن ، لا ادري هل تغييب اليمن ناتج عن دمار ودما ومآسي أحداث الربيع العربي ، ام سؤ التخطيط لمن سبق الربيع وماتلاه ام تجاهل قالوب هو الذي همش اليمن.

واما اسوأ الدول العربية فقد جاءت في المقدمة الصومال بترتيب 190 و" اليمن " 187 وليبيا 186 وسوريا 179 والعراق 171 وجزر القمر 164 والسودان 162 والجزائر 157 .. حقاً لقد تم تكريم " اليمنيين " في هذا المسح بالمرتبة الثانية وهي التصنيف " الاسواء " على مستوى العالم من بين 190 دولة ، ورغم سعادة العالم وتعيين سفراء للسعادة والتسامح والتعايش والسلام ، إلا اننا معشر اليمنيين بعد كل تلك التعبئة والاشاعات والحروب والمال الحرام أصبحنا من أتعس الشعوب التي بحاجة الى قيم التسامح.

فهل يستحي قادة ونُخب وسياسيي ومثقفي اليمن من ذلك التصنيف المهين ام ان كبرائنا الذين أضلونا مازالوا في عداد الموتى ، والسؤال الذي يطرح نفسه متى نخرج من مستنقع الجمود ونمضي في التنمية ونخرج من اقطار السموات والارض بسلطان أسمه " العلم " بعيداً عن الحزب والمذهب والقرية والسلالة والقبيلة ؟.

[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)