صنعاء نيوز/ حسين الوادعي -
الانقلاب الجذري في موقف مذيع الجزيرة علي الظفيري قد يكون درسا في أهمية الالتصاق بالقيم الأساسية للمهنة الصحفية (الموضوعية والاستقلالية والحياد).
أي قناة إعلامية أو صحفي يعتقد أن مهنته تقتضي منه تبني موقف سياسي معين من "القضايا العادلة" سيجد نفسها يوما ما ضحية لهذا الموقف عندما تتغير أجندة السياسات.
الموضوعية والاستقلالية والحياد قيم كبرى تتشارك فيها مهنة الصحافة مع مهن سامية أخرى كالعمل الحقوقي والعمل الإنساني-الاغاثي.
وهي تقدم حماية للصحفي والحقوقي والعامل الإنساني، كما تضمن حقوق "المستفيد" في أن لا يتعرض للتضليل أو التهميش أو التمييز.
والصحفي يخدم القضايا العادلة من داخل مهنته كصحفي، لا من خارجها بتحوله إلى سياسي فاشل.
مهمة الصحفي الوحيدة البحث عن الحقيقة بعقل نقدي متشكك لا يؤمن إلا بالأدلة، ونقلها كما هي الى الجمهور دون تحيز لأي انتماء.
بالتأكيد لا يوجد استقلالية 100% ولا موضوعية 100% ولا حيادية 100%.
لكن لا يوجد صحافة دون الحد الأدنى من هذه القيم.
ليس الظفيري خائنا او جبانا. إنه صحفي عادي تغلب السياسي فيه على الصحفي ثم فقد الصحافة والسياسة عندما تغيرت الأجندة.
وهذا نفس ما سيحصل للجزيرة والعربية وبقية الإعلام العربي الموجه.