shopify site analytics
محافظة إب السياحية في ظل قيادة اللواء صلاح..!!! - ماذا قال خامنئي في اجتماعه مع قادة القوات المسلحة؟ - بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل نتنياهو - " بالأدلة".. فوائد ممارسة العادة السرية للرجال! - سيف المنشطات مسلط على عنق الصين - جامعة الدول العربية تتدخل في تشكيل الحكومة في ليبيا - شحنات المبيدات كحرب إبادة لليمنيين وكقضية وطنية ؟! - الإفراط في استخدام المبيدات وسوء استخدامها في ورشة عمل بذمار - 200 يوم من العدوان : حرب الإبادة الإسرائيلية تتواصل - المملكة المغربية..أفول مغرب القرن التاسع عشر وبزوغ فجر عهد جديد!! -
ابحث عن:



السبت, 05-فبراير-2011
صنعاءنيوز بقلم محيي الدين إبراهيم كاتب وإعلامي مصري -
مُبَاركْ لا يصدق أنه مات



ثلاثون عاماً، ثلاثون عاما كانت مصر قبلها في عام 1981 يتراوح عدد سكانها 44 مليون نسمة حينما تولى فيها مبارك مقاليد الحكم في البلاد، وإعلانه الأحكام العرفية فور توليه السلطة لتظل قوانين الطوارئ هي شرعية الحكم وشرعية القضاء وشرعية السلوك برضا قادة العالم ( الحر) الذين لم يقوموا حتى بنصح مبارك في أن مسألة الحكم بقانون الأحكام العرفية طيلة مده حكم أي رئيس دولة هي سابقة لم تحدث في العالم حتى في ظل ديكتاتوريات سابقة كشاوشيسكو وفرانكو وماو تسي تونج، وان ما يتشدقون به أمام قنوات التليفزيون من مناصرتهم للشعوب الطامحة للحرية هي مجرد أكاذيب لكونها تتعارض مع مصالحهم، وحيث سقطت الآن كل الأقنعة وأصبح الجميع يطلق الرصاص على رأسه وينتحر، وربما ظهر جليا وقفة قادة العالم ( الحر ) وردود أفعالهم الساذجة والمترنحة تجاه ذبح الشباب المصري الأعزل المطالب بحريته ومستقبله على يد نظام ديكتاتوري لاقى كل الدعم منهم في ذبح شعبه مقابل البقاء في الحكم بدعم منهم حافظوا من خلاله ومن خلال المنح التي لا ترد وتصب في الجيوب لا في مصلحة الشعوب علي مكاسبهم ومكاسبه وانهالوا عليه لوجيستياً بالمدرعات والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وغاز الخردل والغازات المحرمة دوليا التي تحدث فور استنشاقها عملية شلل مؤقت لأحرار الوطن الأمر الذي من شأنه إعطاء الفرصة لرجال الشرطة أن ينقضوا عليهم بالضرب والسحل والاعتقال وتكميم الأفواه لتمرير مصالح الكل، فوق أجساد عدوهم المشترك والوحيد ألا وهو الشعب، صاحب الوطن الأصلي وصاحب الأرض الحقيقي.

ثلاثون عاما صار فيها تعداد مصر اليوم حسب الإحصاءات الرسمية 81 مليونا بخلاف من لم يشملهم الإحصاء من مواطنين يقطنون في أطراف البلاد ويتراوح عددهم الافتراضي مابين 10 إلى 18 مليون نسمة في مناطق مثل الصحراء الغربية وجنوب الوادي وحلايب وغيرها، ثلاثون عاما أفرزت أجيالا جديدة تقدر رسميا بحوالي 36 مليون نسمة تحت حكم مبارك ولا يعرفون لمصر رئيساً غيره ، ثلاثون عاما تزوج فيها منهم من تزوج وأنجب أطفالا تتراوح أعمارهم الآن مابين عام وخمسة أعوام على أقل تقدير وهم لا يعرفون إلا نفس الشذوذ ونفس الوجوه التي تحكمهم دون تغيير منذ عقود حتى أنهم بسبب كبر سنهم المبالغ فيه وإصرارهم على إدارة دفة البلاد حتى الموت صاروا يحكمون وبعضهم يرتدي حفاضات واقية بين أفخاذهم تماما كأعضاء مجلس الدوما الروسي قبل البرستوريكا بسبب أمراض الشيخوخة والتي من بعض أعراضها وربما أهمها أمراض التبول اللاإرادي الذي ينتاب - بسبب تقدم السن - الكثير منهم والكثير من قيادات الحكم فيهم وكذا قيادات الحزب الوطني الحاكم في مصر والتي أرجو أن لا يعتبرها البعض مزحة بل هي حقيقة ( مأساوية ) يعلمها الكل وتخنق أحرار مصر الذين تم تكميم أفواههم وتقييد حركتهم وحريتهم في السجون والمعتقلات، بل وقتل بعضهم ودفنهم سراً في صحراء الفيوم وحلوان على مدى ثلاثين عاماً.

36 مليون نسمة هم فرق التعداد بين مصر 1981 ومصر 2001 لا يعرفون لهم حاكما سوى مبارك، 36 مليون نسمة يشكلون ما يقرب من 15% من حجم سكان الوطن العربي كله، ولدوا وتعلموا وتزوجوا في قفص نظام مبارك حتى توهم هو والذين معه أن مصر أصبحت بالفعل مملكة وخديوية له ولأبنائه من بعده، لدرجة وصلت به وبقدرة فاقت جبروت هتلر – رغم الفرق الكبير بينه وبين هتلر إذ آمن هتلر بعظمة المواطن الألماني أما مبارك فلم يؤمن إلا بنفسه فقط ) وتحت وهم ( ما أظن أن تبيد هذه أبداً ) قام بالتدخل ( العار ) في تشويه مواد الدستور وأعاد صياغتها بواسطة شياطين القانون المحسوبين من ( شماشرجية ) النظام الذين برعوا في تفصيل دستور جديد يضمن بقائهم للأبد لتتحول مصر بموجبه إلى ( عزبة ) وكل من فيها عبيد إحساناتهم بتصفيق حاد ومباركة من أعضاء البرلمان ( التفصيل ) الذين اشتراهم النظام بأموال الشعب المطحون لزيادة الضغط عليه وإذلاله وإخضاعه لكل سيناريوهات المستقبل التي لا تخدم إلا مصالح النظام، ومصالح الشواذ فيه.

ولا شك – في تقديري - أن ما حدث في الخامس والعشرين من يناير 2011 من وثبة للشعب المصري على قلب رجل واحد ضد طغيان النظام لم تحدث عفوا، فليس هناك ثورة شعبية بهذا القدر العظيم من الإصرار والوطنية و التنظيم تحدث هكذا عفوا أبداً، وفي لحظة واحدة، من مشارق مصر لمغاربها، ولكن ما حدث كان – من المؤكد - وفقا لسيناريو وطني خالص وشديد الوطنية ولا مجال للتلميحات بشأنه الآن لكونه مجرد تحليلات ظنية حتى تأتي ثورة الشباب بنتائجها والمرجو منها، ويكفيني فقط هنا التأكيد على عمق طهارة هذه الثورة من أي تلوث خارجي أو حزبي أو طائفي أو مذهبي أو كما يروج وزير الإعلام المصري الذي فرضته طغمة فاسدة على رأس إعلام اكبر بلد في الشرق الأوسط بعد أن كان يدور في حواري الولايات المتحدة الأمريكية بحقيبة ( سمسونايت ) كمندوب مبيعات لكن ومن خلال كتاب قام بتأليفه ويحكي فيه عن مآثر زوجة السيد الرئيس وتنازله عن فيلا كانت ميراثا له من جده لأمه في مصر الجديدة لصالح جمعية زوجة السيد الرئيس انتقل فيما بين عشية وضحاها ( من ماشا - كما يقول المثل المصري - إلى باشا ) من مندوب مبيعات جاهل لوزير الشباب والرياضة في مصر ثم وفي أقل من شهور وزيرا للإعلام على رأس أخطر مؤسسة داخل البلاد ليفعل بها ما نراه اليوم من تدليس وصل به لأن يتهم منظمة حماس الفلسطينية بأنها وراء ما يحدث مما دفع بعض المحللين الغربيين للسخرية منه إذ كان عليه أن يختار - مادام أراد أن يقوم بعملية غسيل مخ لكافة الشعب المصري – أن يختار منظمة ذات سقف أعلى من سقف حرية الحركة لمنظمة حماس المعتقلة داخل حدود غزة بين نظامين كلاهما مر، ويختار منظمة عالمية كمنظمة القاعدة مثلا ويسند إليها كل ما يحدث وينسج حولها ما شاء من أكاذيب ستبدو حتما أقرب للتصديق نظرا لارتفاع أسهم القاعدة عالميا في سوق الإرهاب ثم يبثها لجموع الناس من خلال الآله الإعلامية المصرية التي شاء القدر أن تقع تحت رئاسة عقل كعقله لا يحمل بين عظام جمجمته سوى القش، وحتما سيتم نثر هذا القش قريباً من خلال محاكمة شعبية فاضحة له على كل ما قام به من تزوير وتسفيه لوجدان الأمة المصرية في أحرج لحظاتها المعاصرة.

وأعود وأقول أن سيناريو حدوث ثورة الشباب المصري الطاهر ربما – في تصوري – قد بدأ الإعداد له منذ مدة ليست بالقصيرة إعدادا وطنيا شريفاً بعدما ظن آل فرعون أنهم قادرون عليها، وربما سبب الترنح الذي بدا على ردود أفعال دول الغرب والولايات المتحدة خاصة تجاه ثورة الخامس والعشرين من يناير جاء بسبب عنصر الصدمة والمفاجأة إذ اكتشفت أميركا ومن والاها من أنظمة الغرب ( الحر ) أن ثورة المصريين تمت في غيبوبة تامة من أجهزة استخبارات تلك الأنظمة والأدهى من ذلك أنها تمت بشكل وطني خالص جعلهم يتخبطون في إعادة حساباتهم وفي بعضهم البعض - ومازالوا يتخبطون - بعد ما فرض عليهم المصريون لغة الأمر الواقع الذي يحاولون من خلاله الآن البحث عن مخرج يضمن لهم مصالحهم بعدما خدعهم وباغتهم الشعب المصري والشباب المصري بثورته الشريفة وفاجأ بها كل طواقم أجهزة مخابراتهم التي اتخمها العهر السياسي وجعلها منذ عقد من الزمن على الأقل غير قادرة على التمييز.

خلاصة ما أود أن أقوله أن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي ثورة مصرية وطنية 100% فاجأت الكل حتى سيادة الرئيس نفسه!، إنه حتى هذه اللحظة لا يصدق – بعد عطاء ثلاثين عاما – أن الشعب الذي ولد نصفه على حياة عينه ولا يعرف سواه رئيساً ولا رباً لا يريده الآن رئيسا ولا قائدا ولا رباً، حتى هذه اللحظة يؤمن سيادة الرئيس أن ما يحدث هو انفلات لقلاقل مأجورة تم دفعها لإحراجه أمام شعبه والعالم، ومن هنا كان القمع العنيف في الأيام الأولى للثورة من قبل أجهزة شرطة العادلي الذي تعامل مع شباب مصر الثائر كما تعاملت إسرائيل مع أخوة لنا في الوطن فلسطينيون في حربها الأخيرة على غزة باستثناء – طبعاً - استخدام القنابل العنقودية التي لو كان يمتلكها العادلي لألقاها على شعب مصر دون رحمة أو وازع وطني ليسعد بها السيد الرئيس الذي حتماً يشاهد إخلاص رجاله في ذبح الشعب من خلال شاشات التليفزيون العملاقة في قصره بشرم الشيخ وبعدما أصبح الوطن عند مثل هؤلاء ممن هم على شاكلة العادلي هو الذات فقط التي تأخذها العزة بالإثم وحدودها التي لا تتعدى مسام الجلد وغرائز التسلط.

حتى الآن لا يصدق مبارك أن شعبه يرفضه!، حتى هذه اللحظة يؤمن بأن من يتظاهر ضده ما هم إلا فئة ضالة محسوبة على شعب مصر ناكري لجميل حكمه، مازال لا يصدق أن ثلاثين عاما قضاها وقبلها سنيناً أخرى كنائب للسادات، يمكن أن تذهب هكذا سدى بسبب ثلة ضائعة أولاد كلب من صبية الحواري والمتحرشين جنسياً، إنه يظن حتى وقتنا هذا أنه ضحية مؤامرة ربما من الإخوان المسلمين أو من حماس أو القاعدة أو ربما بسبب حساسيته المفرطة تجاه كل ما هو ديني على وجه الأرض يظن أنه ضحية مؤامرة من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو مؤامرة من الله نفسه! لإقصائه عن حكم مصر وتلك الأنهار التي تجري من تحته، حتى هذه اللحظة يظن أنه على صواب وأن شعب مصر ( الملوث ) على خطأ وان مستقبلا أسوداً سيلاقيه هذا الشعب بدون قائده الذي ساقه وقاده ثلاثين عاماً، انه كلما فاق وأدرك أن ما يحياه الآن ليس كابوسا أو مناما وإنما الرفض الشعبي الحقيقي والواقعي استبدع عذابا جديدا ليذل به الناس، انه يتبع منهج الأرض المحروقة، انه يلعب بالكارت الأخير مع الشعب ليصبح كل شئ خرابا وهو ما يعرف بمنهج الخاسر في اللعب، إن ما فعله بعد خطابه الأخير بشباب مصر من ترويع وقتل ( 1500 قتيل ومصاب في أقل من خمسة ساعات بميدان التحرير بعد خطابة الثاني ) ودخول عشرات من عصابات البدو الموجودة في منطقة نزلة السمان وكرداسة بأموال نائب الهرم عن الحزب الوطني وهم يمتطون الجمال والبغال والخيول مدججين بالسيوف وقنابل الملوتوف الحارقة وطلقات الرصاص الحي، في محاولة لفض المتظاهرين، هو أمر يدل بجلاء إلى أن سيادة الرئيس لا يصدق أن شعب مصر كله لا يريده بل هم مجرد فئة ضالة لا تتعدى عشرات من الشباب المحبط كما يصور له السيد أنس الفقي رأس ( قش ) الإعلام المصري وأنه يمكن القضاء عليها وعودة الأمور إلى سابق عهدها.

يا سيادة الرئيس، أود أن أوجه لك كلمة ربما تكون الأخيرة لسيادتكم قبل أن ترحل: منذ ثمانية سنوات وتحديدا في عام 2003 وجهت كلمة لصدام حسين تنصحه فيها بالتنحي حماية منه للشعب العراقي ومن إراقة الدماء إن كان يحمل في قلبه ذرة وطنية لشعبه، قمت سيادتكم بتوجيه هذه النصيحة لصدام حسين من خلال خطاب جماهيري حي ومتلفز، وصرت تكرر للعالم كله لسنوات أن سبب حمامات الدم التي يعيشها العراق كانت بسبب عدم قبول صدام لنصيحتك له بالتنحي وقلت أيضا أن أي قائد لديه بصيص من كرامة لابد أن ينزل عند رغبات الشعب، ترى يا سيادة الرئيس هل تتذكر هذه النصيحة التي جاء عليك الدور لتفعيلها أم أن بصيص الكرامة قد انفجر مصباحه ولم يعد يضئ؟.

سيادة الرئيس، إن سبب بقاءك حتى الآن هو نبل الجيش المصري وما يحاوطونك اليوم والآن من رجاله وجنوده الشرفاء، الجيش المصري الذي لا ينقلب على قائده أبدا، رغم انقلابك أنت عليهم بملف التوريث ( العار ) الذي كان سيفقد العسكرية المصرية هيبتها أمام الشعب للأبد، نبل وشرف رجال جيش مصر الذين أدرت لهم ظهرك وأخرجت لهم ولنا لسانك ولسان جمال مبارك، هم سبب بقائك للآن يا سيادة الرئيس وليس لأي سبب آخر.

يا سيادة الرئيس صدق أننا لا نريدك ونشكرك على قيادة مصر طيلة ثلاثين عاماً.

أتعرفون ما هي مشكلة الرئيس مبارك الآن؟

مشكلة الرئيس مبارك أنه لا يصدق أنه مات.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)