shopify site analytics
قيادات جامعة ذمار تشارك في مسيرة - جامعة ذمار تقيم وقفة تضامنيه مؤيدة لطلبة الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار يدشن الامتحانات النهائية بكلية الحاسبات - منيغ يكتب: ليست بالرَّكيكة عن الحكومة الضاحكة - هانم داود تكتب: أخطاء تجتنبها في السنوات الأولي للزواج - الجيل الصاعد وخطر الغزو الثقافي - من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها - مصر توجه رسالة إلى "حماس" وإسرائيل - واشنطن تؤكد أنها ستقف ضد فلسطين في مجلس الأمن - احتفالات المجلس الانتقالي بـ4 مايو مهزلة تثير السخرية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - كبير الجواسيس البِريطانيين ينطلق في ادّعاءاته من الضّغائن والأحقاد.. ودليلنا شهادة العاهل الأردني التي نكشِف تفاصيلها وتُؤكّد ما نقول وننشرها للمرّة الأُولى في هذا المِنبر

الأربعاء, 02-أكتوبر-2019
صنعاء نيوز/ عبد الباري عطوان -

الرئيس شيراك لم يُعارض العُدوان الأمريكيّ على العِراق لأنّه تقاضى 5 ملايين جنيه “رشوةً” من صدام حسين.. وكبير الجواسيس البِريطانيين ينطلق في ادّعاءاته من الضّغائن والأحقاد.. ودليلنا شهادة العاهل الأردني التي نكشِف تفاصيلها وتُؤكّد ما نقول وننشرها للمرّة الأُولى في هذا المِنبر


في يوم تشييع الرئيس الفرنسيّ جاك شيراك، صديق العرب، والمُعارض الشّرس للعُدوان على العِراق عام 2003، والمُعارض للسّياسات العنصريّة والإرهابيّة الإسرائيليّة، خرج علينا السّير ريتشارد ديرلوف، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجيّة البريطانيّة الأسبق (M I 6)، بادّعاءٍ يقول فيه إنّ الرئيس الفرنسيّ الراحل تلقّى خمسة ملايين جنيه إسترليني من ثروة الرئيس العِراقي صدام حسين “الشخصيّة” لتمويل حملته الانتخابيّة الرئاسيّة عاميّ 1995 و2002.
لتفنيد هذا الادّعاء يكفي التّذكير بأنّ السّير ديرلوف كان من أقرب حُلفاء الكاذِب البريطاني الأكبر توني بلير، وهو الذي لعِب دورًا كبيرًا، أيّ ديرلوف، في خِداع “الرأي العام” البريطانيّ في إعداد المِلف الشّهير الذي لوّح به بلير أمام أعضاء البرلمان وقال إنّه يحتوي على وثائقٍ تؤكّد أنّ الرئيس صدام يملك أسلحة دمارٍ شامل يستطيع إعدادها للاستخدام في أقل من 45 دقيقة.
مُشكلة شيراك مع البريطانيين والأمريكيين هو رفضه للعُدوان على العِراق، واستخدامه لحقّ النقض “الفيتو” لتعطيل مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يُضفي شرعيّةً على هذا العُدوان تقدّمت به كُل من الحُكومتين البريطانيّة والأمريكيّة، وهو “الفيتو” الوحيد الذي أفسد كُل الخُطط البريطانيّة والأمريكيّة للحُصول على غِطاءٍ أمميّ دوليّ، وتبيّن لاحقًا أنّ موقف شيراك الذي حظي بدعم الغالبيّة العُظمى من الشعب الفرنسي كان مُحِقًّا وأخلاقيًّا، بعد انفِضاح الأكاذيب والذرائع الأمريكيّة حول أسلحة الدّمار الشامل.
***
مُعارضة الرئيس شيراك للعُدوان الثّلاثيني على العِراق كانت تنطلق من موقفٍ أخلاقيٍّ إنسانيٍّ صِرف، وليس بسبب أُكذوبة حُصوله على 5 ملايين جنيه (سبعة ملايين دولار) من الرئيس صدام، ولكنّ الحِقد عليه، ومواقفه المُشرّفة، دفع البعض لمُحاولة تشويه سمعته في يوم جنازته التي حضرها أكثر من 35 زعيمًا جاءوا من مُختلف أنحاء العالم تكريمًا له وسيرته السياسيّة العَطِرة.
التقيت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في شهر كانون الثاني (يناير) عام 2003، أيّ قبل العُدوان على العِراق بعدّة أسابيع، وكان الملك عبد الله عائدًا للتّو من زيارةٍ إلى الولايات المتحدة التقى خلالها الرئيس جورج بوش الابن، ونائبه ديك تشيني في البيت الأبيض، وكانَ معي في هذا اللّقاء الصّديق الزميل بسام بدارين، مدير مكتب “القدس العربي” في حينها.
سألنا العاهل الأردني الذي استقبلنا في مكتبه الخاص عن لقائه مع الرئيس الأمريكيّ فقال إنّه كان “مُتوتّرًا”، وذكر تفاصيل لا يُمكن نشرها احترامًا لمقولة المجالس أمانات، ولكن ما يُمكن قوله إنّ الرئيس الراحل شيراك طلب منه، أيّ من الملك عبد الله، أن يتوقّف في باريس في طريقه إلى واشنطن، وهذا ما حدث، وكشف الملك عبد الله أنّ الرئيس الفرنسي أبلغه بأنّ الرئيس الأمريكيّ اتّخذ قرارًا بشنّ حربٍ على العِراق، وأنّها لو اشتعل فتيلها ستُدمّر المِنطقة، وتُزعزع استقرارها، وتُطلق إرهابًا يَصعُب السّيطرة عليه، خاصّةً أنّ كُل الذرائع حول أسلحة الدمار الشّامل أكاذيب مُلفّقة، وتمنّى الرئيس الفرنسي على ضيفه الأردني الشاب أن يُحاول إقناع الإدارة الأمريكيّة بالتّراجع عن الهُجوم العسكريّ على العِراق للأسباب المَذكورة آنفًا.
الملك عبد الله حمل الرسالة إلى الرئيس بوش الابن، الذي استشاط غضبًا، واستخدم عبارات يصعُب ذِكرها في هُجومه على الرئيس الفرنسي، وأكّد ن أمريكا “العُظمى” ستَركُل الرئيس العِراقي بقدمها في (…)، واستخدم عبارته الشهيرة “من ليس معنا فهو ضدّنا”، ونكتفي بهذا القدر من اللّقاء، الذي يُؤكّد مدى حكمة الرئيس شيراك، وحِرصه على أمن الشرق الأوسط واستقراره وصدق نبوءته، مُنطلقًا من قناعاتٍ سياسيّةٍ وأخلاقيّةٍ وليس بسبب حُصوله على خمسة ملايين جنيه إسترليني مزعومة من الرئيس صدام.
عدّة أسباب تجعلنا نُشكّك في مصداقيّة هذه الادّعاءات التي أطلقها كبير الجواسيس البريطانيين سير ديرلوف، وإن كُنّا نعرف دوافعها:
الأوّل: أنّ الرئيس صدام حسين لم يكُن يملك ثروات خاصّة، وإذا كان يدفع لحُلفائه، فإنّ هذا الدّفع يخرُج من ميزانيّة الدولة، ولأهدافٍ تخدِم العِراق وسياساته، فإنّ هذه الحسابات المِلياريّة التي قيل أنّه فتحها في سويسرا وغيرها، روّج لها مُعارضوه لتبرير الغزو والاحتلال؟
الثاني: أنّ هذه الادّعاءات تصدُر بعد وفاة الرئيس شيراك، وإعدام الرئيس صدام، ولم نسمع عنها مُطلقًا أثناء حياتهما، فإذا كانت صحيحةً، فلماذا لم يتم قولها أو تسريبها، سواءً عندما كانا في السّلطة أو خارِجها؟
الثالث: ما هي الأدلّة المُؤكّدة التي تُثبِت هذه “الرّشوة”، ومن هُم الوسطاء الذين حملوها إلى الرئيس الفرنسي في حينها؟ فالبيّنةُ على من ادّعى.
الرابع: هذه الأموال إذا صحّت، لم تذهب إلى جيب الرئيس الفرنسي الراحل، وإنّما لتمويل حملة انتخابيّة رئاسيّة، والمبلغ متواضع جدًّا ممّا يُؤكّد فبركته، ثمّ إنّ الأمريكان والبريطانيين دعموا الرئيس صدام في الحرب ضِد إيران بمِليارات الدولارات.
***
توني بلير، كبيرهم الذي علّمهم الكذب، اضطرّ للاعتذار علنًا عن خِداعه وفبراكاته بعد أن أثبتت ذلك عمليًّا، وبالوثائق، لجنة “شيلكوت” التي تشكّلت للتّحقيق في الدور البريطاني الكارثي في العُدوان على العِراق الذي تسبّب في استشهاد أكثر من مِليونيّ عِراقي، مليون منهم تحت الحِصار الظالم، والمِليون الثاني أثناء الحرب وما تبعها، مُعظمهم من الأطفال، ناهِيك عن عشرات آلاف الوفيّات التي نتجت عن اليورانيوم المنضب المُستخدم في القنابل التي ألقتها الطائرات الأمريكيّة والبريطانيّة فوق رؤوس الأبرياء، وانتقامًا من العِراق ومواقفه المُشرّفة في دعم القضايا العادلة، وحقّه المشروع في النهضة العسكريّة والتعليميّة واحتلال موقعه الذي يستحق في صدارة الأُمم، والتصدّي للمشروع الأمريكيّ الإسرائيليّ لتدمير دول المِنطقة وتفتيتها.
رحِم الله الرئيس شيراك.. وبئس هؤلاء الذين يغلب الحقد والضغينة على قلوبهم ونفوسهم، ويتطاولون على الشّرفاء، وينطبِق عليهم المثَل الذي يقول “عندما تقع البقرة تكثُر السكاكين” وستظل لهذا الرجل مكانةً خاصّةً في قُلوب الملايين من العرب والمُسلمين.
غزو العِراق واحتلاله وتدميره، ونهب ثرواته، وقتل الملايين من أبنائه، جريمة العصر، وكُل من شارك في هذا الغزو أو دعمه يجب أن يُحاكم ويُواجه العِقاب الذي يستحق، والتّاريخ لن يرحَم.. والأيّام بيننا.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)