shopify site analytics
قيادات جامعة ذمار تشارك في مسيرة - جامعة ذمار تقيم وقفة تضامنيه مؤيدة لطلبة الجامعات الغربية - رئيس جامعة ذمار يدشن الامتحانات النهائية بكلية الحاسبات - منيغ يكتب: ليست بالرَّكيكة عن الحكومة الضاحكة - هانم داود تكتب: أخطاء تجتنبها في السنوات الأولي للزواج - الجيل الصاعد وخطر الغزو الثقافي - من أين تحصل إسرائيل على أسلحتها - مصر توجه رسالة إلى "حماس" وإسرائيل - واشنطن تؤكد أنها ستقف ضد فلسطين في مجلس الأمن - احتفالات المجلس الانتقالي بـ4 مايو مهزلة تثير السخرية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم د. غسان شحرور

الأربعاء, 02-أكتوبر-2019
صنعاء نيوز/ بقلم د. غسان شحرور -
من منا لا يذكر القصة الشهيرة "دون كيشوت" أو "دون كيخوتي" (بالإسبانية: Don Quijote de la Mancha) ، التي ابتدعها "ثربانتس" في عام ١٦٠٥، إنها تعد واحدة من روائع الأدب العالمي، ومن أكثر الكتب التي تم نشرها وترجمتها على مر التاريخ.
بطل الرواية أو الشخصية الأولى فيها هو "دون كيشوت" الذي ورغم جسمه العليل الواهن صور له خياله الفياض أنه فارس، انطلق بدرعه المتهالك وخوذته البالية على صهوة حصانه المتداعي في طريق المغامرة، والأعمال العظيمة، ولسان حاله يقول:
"وأغـدو ولـو أن الصبـاح صـوارم .. وأسـري ولـو أن الظـلام جحافـل"
لقد امتلأ طريق "دون كيشوت" الواهم بعشرات القصص والمغامرات، إلا أن أشهرها وأكثرها طرافةً كان صراعه مع طواحين الهواء التي توهم أنها "شياطين لها أذرع هائلة تقوم بنشر الشر في العالم". كان خياله يحول كل العالم الحقيقي المحيط به الى مسرح لفروسيته وشهامته ونرجسيته التي لا تعرف الحدود. والشخصية الأخرى في الرواية الشهيرة كان "سانشو" الذي كان لابد منه ليكتمل المشهد، فهو يطيع أوامره ويثني دائما عليه، ويصدق كل أوهامه ونرجسيته، بل يمجد ويستحسن اي شيء يقوم به.
إن جولة سريعة في وسائل التواصل الاجتماعي العربية لاسيما الفيس بوك تبين أن الكثير من الأشخاص العاديين الذين نعرفهم حولنا، قد تحولوا بقدرة قادر في صفحات العالم الافتراضي الى فرسان، نعم فرسان في النبل والوفاء، في الصدق والورع، في حب الإنسان والوطن، فرسان في ذكر الأحاديث الشريفة والسير النبوية العطرة، لا ينقطعوا عن الذكر والتذكير في كل ما ينشرونه لاسيما قصص السلف الصالح، يدعون فيها الى نصرة الضعيف والمسكين وابن السبيل، نعم فكل منهم فارس مغوار لا يشق له غبار، لقد أصبحوا في الإعلام الاجتماعي كوكبة فرسان في مختلف صنوف العلم والمعرفة، إنهم نبلاء وادباء وعلماء وحكماء وظرفاء وأذكياء وأصدقاء وأوفياء وأتقياء، عطر فروسيتهم يفوح هنا وهناك، وأينما تجولت في صفحاتهم.
وهنا ايضا في إعلامنا الاجتماعي لا بد من"سانشو" الذي يسارع إلى تقديم الإعجاب والتقدير، ويثني على الفارس، ويصدق ويصادق على ما يدعيه، اذا ما هاجم هاجم، واذا مادافع دافع، واذا ماهادن هادن، وهكذا يجري تبادل الدور بين الفارس "دون كيشوت" و "سانشو" حتى تستمر الرواية، فمن يكن فارسا عند نشره شيء ما، يقوم الآخرون بدور "سانشو"، ويعود الفارس بالمقابل ويؤدي دور "سانشو" تجاه الآخرين عندما يكونوا في طور الفرسان، وهكذا إذا ما نشر الفارس صورته على صفحته وهو يلتفت إلى ذات اليمين أو ذات اليسار، مع هذا أو ذاك، أو نشر شيئا أو قولا ما، أو أبدى رأيا، سارع "سانشو" بالإعجاب والقول "منور"، "ما شاء الله"، "الله يحميك"، "شباب الله عليك"، " إطلالة رائعة"، "ملك أو ملكة"، "مبدع"، "يسعدلي كل أوقاتك"، وغيرها من باقي كلمات وعبارات التصديق والإعجاب والثناء.

وهكذا ما بين "دون كيشوت" و "سانشو" يمضي الإعلام الاجتماعي العربي.

* “الأمس بعين اليوم”: زاوية ثقافية دورية يكتبها د. غسان شحرور
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)